سَلَّمَتْنِي أَوْرَاقَهَا وَمَضَتْ
حَرَّكَتْ بِقِطْعَةِ خَشَبٍ الجَمْرَ،
بَيْنَ أثَافِي الصَّبَاحْ.
وصَاحَ الإِبْرِيقُ بِعِبْقِ القَهْوَةِ،
الحَقْلِ، تَغْرِيدَهُ.
وسَتَرْوِي بَعْدَ قَلِيلٍ،
زَهْرَةً يَتِيمَةً فِي أُصٍ،
وَسَطَ نَافِذَةِ المَطْبََخِ،
لِكَيْ لاَ تَمُوتْ.
هَكَذَا هِيَ الِبدَايَةُ،
تَاْسُرُنِي بِصَبَاحَاتِهَا الأُنْثَوِيَة
.............
يَدُهَا الآنَ تُحَرِكُ المَوَاعِينَ تَحْتَ المَاءِ ،
تَغْسِلُ سَاعَاتَ الَليلِ ،
وَ شَهْوَةً بَاقِيَةً تَلُفُّ جُلَّ أَصَابِعِها،
وَ أَنَا أَسْتَقْبِلُ رِيحًا خَفِيفَةً،
تَحْمِلُ عِطْرَ سَرِيرِهَا
وَتَفْضَحُ انْهِيارَاتِ الأَمْسِ
..............
العَسَلُ المُرَاقُ يَكَادُ يَعُقُّ شَكْلَ الشَّهْدِ،
قُلْ هَلْ سَيُعَذِبُنِي العِشْقُ ثَانِِيةً؟
سَيّدَتِي.. أَتَوَسُلُكِ عِدْقًا خُرَافِيًا تَدَلَّى مِنَ الصَّدْرِِ
اِشْتَاقَتْ شَفَتَايَ لِلَذَّةِ التَّارِيخِ،
وفُتُوحَاتِ الُلغَةِ وَأَوْطَانَهَا الشَّبَقِيَّةِ.
وَيَدُ الطِّينِ تُشَكِّلُنِي سُلْطَانِيّةً،
تَحْتَ أَنَامِلُكِ وَ الغَسْلِ.
.................
لِلصمْتِ قُوَّةُ المَسَارِبِ يَرْسُمُ
مَسَارَاتِ السَّوَائلِ أَصِلُ إلى حَوْضِكِ
أُغْنِيَّيَةً وَلَحْنًا نَقِيًا مَغْسُولاً ونَشِيدًا
صُوفِيًا عِنْدَ الشَّطْحِ.
.................
حِينَ تَأَجَّجَ اللِقَاءُ بِكَأسِ بُنٍ،
وَ حَدِيثُ أُلْفَةٍ يَرْسُمُ بِالثَّغْرِ لَذَّةَ سُكْرٍ،
حَلَّتْ شَعْرَهَا، وَحَرَّرَتْ الَليْلَ مِنْ عُقَالِهِ،
وَهَبَّ هَوَاءٌ، وَبَارَكَتْ خصْلَةٌ
مَلْأَى بِالقُرُنْفُلِ والقُبَلِ خَدِّي،
وَ أَخَذْتُ كُلَّ كَلِمَاتِي مِنْ جَوَارِيرِي
وَقَدْ خَبَّأْتُهَا بَيْنَ الأَقْلاَمِ وَالمَبَارِي..
لَعَلي أَفِي حَمْدًا بِشَهْدِ فِعْلِهَا الوَقِحِ.
.................
رَفَعَتْ ثَوْبَهَا قَلِيلاً، وَمَدَّتْ أَغْصَانَهَا البِدَائِيّةِ
كَصَفْصَافَةٍ تَلْتَمُسُ الرَّغْبَةَ فِي العُصُورْ...
هَاكَ أَوْرَاقِي أَمَانَةً ، فَالعِشقُ يَخْشَى الخَرِيفْ،
وَ غَسَلَتْنِي بُنَظْرَةٍ.. وَسَافَرَتْ حُبْلَى بِكُلِّ الفُصُولْ.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.