vendredi 31 janvier 2020

عاشقة الحلم // نصيف علي وهيب // العراق


كم ذهبنا مع الحروف، تواعدنا من خلالها، كتبنا الكلمات بوحا، غلفنا الرسائل بشريط الأمنيات، أنهينا حديثنا بالسلام، حين قرأنا عن النهايات المأساوية للمدن الجميلة، رأيناها دائما، تحترق حبا بالحياة، على السطر، عاشقة الحلم بغداد، حرفها يتوهج فى القلب ضياء.




قراءة في ديوان " مزامير القلوب" للشاعر المغربي محمد نوحي // بوزيان موساوي // المغرب


نص قراءتي النقدية في ديوان "مزامير القلوب" للشاعر المغربي محمد نوحي
تحت عنوان: تيمة "المزامير" بوصفها استعارة كبرى ل "السّماع" و "الوجد"
*********
ستقارب هذه القراءة النقدية التطبيقية ديوان "مزامير القلوب" للشاعر المغربي محمد نوحي من حيث علائقية تشابك الدالات الإيقاعية لترديد صدى أغوار الوجدان بلغة الشعر.
يقع الديوان في(120) صفحة من الحجم المتوسط، ويضم (25) قصيدة، تتراوح بين الطول والقصر، تشتمل "ورقته الخارجية" على إهداء طويل نوعاً ما، شمل كلاً من: الأب والأم، والزوجة..."ورقة خارجية" بمثابة "عتبة نصية" تشي بما تصطبغ به قصائد الديوان من روح إنسانية وأسرية، مفعمة بصدق العاطفة وتوهجها. الغلاف من تصميم الشاعرة و الفنانة المغربية صديقتي مديرة المجلة الإلكترونية الأدبية الغراء الأستاذة أمينة نزار.
1 ـ "عتبة النص":
للتذكير، العتبات أو النص الموازي (كما لخصت ذلك الناقدة المغربية الزهرة حمودان)، "هي نصوص مرافقة للديوان ومتونه الشعرية، قد لا ينتظر منها، أن تشرح أو تفسر أو توضح، بقدر ما تشير وتلمح، وتضيء الطريق نحو استخلاص الدلالة الابداعية والفنية، شكلا ومضمونا. نترجل عندها طامحين الى تحقيق مقاربة الإشارات الجمالية انطلاقا من الغلاف ورموزه، مرورا بالعنوان وشعريته..." و "سيميائه"، و باقي "الأوراق الخارجية" من "إهداء"، و "تقديم/ "تصدير"، و "فهرس" إلخ... كعتبات إضافية أو هامشية..
و مباشرة بعد قراءتي لعنوان الديوان، خالجني شعور استباقي عن سؤال محتمل لقارئ متابع لكتاباتي النقدية، قد يسألني: ما حكايتكَ مع "المزامير"؟.. قبل أسابيع، نشرت قراءتي النقدية في رواية "مزامير المدينة" للأديب العراقي علي لفته سعيد، و اليوم، بعد أقل من شهر، أعود ل "المزامير" مع جنس أدبي غير الرواية، هو ديوان شعري تحت عنوان "مزامير القلوب" للشاعر المغربي محمد نوحي. من المؤكد أن تشابه العنوانين نتاج صدفة ليس إلا... فكل مبدع منهما كتب في جنس مختلف عن الثاني... و الظرفية التاريخية الراهنة للعراق التي ألهمتْ رواية "مزامير المدينة" ليست ذاتها وضعية المغربي المغترب بالديار الاسبانية... و بعيدا عن أي مقاربة للمقارنة (ليست من الأهداف المرجوة من هذا المقال)، نشير أن وجه الشبه قد يكمن ربما في رمزية "المزامير" في أبعادها الروحية الوجدانية/ المناجاتية كما عند بعض المتصوفة، و حتى في الفلسفية الوجودية...
2 ـ تيمة "المزامير" بوصفها استعارة كبرى ل "السّماع" و "الوجد"
و رغم أن محمد نوحي لم يخصص عبر ربوع ديوانه عنوانا لنص، هو نفسه العنوان الرئيس لكل المجموعة كما يفعل العديد من الشعراء و كتاب المجموعات القصصية، إلّا أنه حقلا معجميا و دلاليا و حتى سيميائيا، ل "المزامير" فيها تمظهرات و إيحاءات و دلالات و إطارات مرجعية مختلفة و متعددة، منها:
ـ استعمال مفردة "مزمار" بمعناها اللفظي كأداة موسيقية شعبية جد منتشرة في بلده المغرب، نقرأ:
"ضعي هذا القلب في دلاء النواعير
علّه يهجر ظلي
إلى أي مكان
دعي أوراقي و كتبي و مزماري
و معولي و حماري
و حقائبي
سأسافر الآن..." (من قصيدة "سفر")
مضمون جد معبّر يحيلنا على تيمة الهجرة، لكن ليست أي هجرة، لأن المرغوب فيه هو السفر "إلى أي مكان"، الشيء الذي يعني الهروب إلى المنافي كلها... إلى أرض الله الواسعة... غير أن هذا المسافر يشبه الرحالة المحكوم عليه بالتجوال الأبدي، مسلّح بأوراقه و كتبه (الشاعر والمثقف)، و معوله (عامل يكسب قوته بعرق جبينه) و مزماره (فنان شعبي يعرض مشاهد فرجة)... و يشبه إلى حدّ بعيد شعراء الغجر، و الشطّار ، و "التروبادور"...
ـ استبدال مفردة "مزمار"/ مزامير" ب "الطائر"؛ نقرأ:
"الآن طار طائر الوحدة
و حطمت أقفاصي
فأصبحت روح الحبيب
بروحي قرينة..." (من نص قصيدة "حرب الحب")
لهذا المقطع أكثر من إحالة: من بينها حضور تيمة الهجرة من جديد، لكنها هجرة غير التي وردت في المقطع السابق؛ المقصود منها الارتماء في أحضان الحبيبة كما طائر مهاجر؛ و من ثمّ إحالة أخرى على أسطورة "طائر المزامير" (قصة "طائر المزمار" مع النبي عيسى عليه السلام حسب بعض الرواة..)، و على العلاقة السرمدية بين الشعر و أصوات طيور المزامير... ورد في ذات السياق في الأدبيات القديمة (كتاب "آداب السّماع و الوجد/ الباب الأول" لأبي حامد الغزالي): "إن الوزن وراء الحسن، فكم من صوت موزون غير مستطاب، و الأصوات الموزونة باعتبار مخارجها ثلاثة: فإنها إما أن تخرج من جماد كصوت المزامير و الأوتار و ضرب القضيب و الطبل و غيره، و إما ان تخرج من حنجرة حيوان، و ذلك الحيوان إما إنسان أو غيره كصوت العنادل و القماري و ذوات السجع من الطيور..."
ـ استبدال مفردة "المزامير"بثلاثة حقول معجمية/ دلالية مختلفة و متكاملة على شكل "تراتيل":
أ ـ "تراتيل المناجاة"
ـ مخاطبة الحبيبة كما طيف ظهيرة تحت شمس محرقة:
"أراك الآن قادمة
تحرس الفراشات
قناديل وجنتيك
يغار لهيب الشمس
من ظل خطواتك..." (من نص قصيدة "عطر الرمان").
ـ مخاطبة الحبيبة كملهمة شاعر ضاقت به السبل بسبب الفقد و الهجران فيشكو الحنين:
"نسج فستانك
من شفق الغروب
من دفء العناق
من نسمة الأشواق (...)
تمهلي سيدتي
على رجل يحمل
أقلاما و قلوبا
و بعض الأوراق
و كتبا للعشاق
غطاها الشحوب..." (من نص قصيدة "صاحبة الفستان الأحمر").
ـ مناجاة النفس ("الأنا") المتخبطة بين تحكّم عقل، تشنّج وجدان:
"أنا أحمقك أنتَ و بلا أنتَ أنا عاقل
أنا المجنون في حماقتي و للمسّ أنتمي
أنا القلب المملوك التائه و العقل الغافل..." (من نص قصيدة "أحمقك أنت")...
ب ـ تراتيل الوجد حيث تتحول "المزامير" إلى "أجراس":
ـ معادلة الصمت و الصراخ:
"صمتي هدنة معلقة
بين الكنائس و الأجراس
صمتي قصيدة و ورقة
و قلم يبس جوفه و شاخ
لكن عيوني صراخ..." (من نص قصيدة "صراخ العيون").
ـ معادلة الحرب و الهدنة:
"وهبت رياح الحب ما تشتهي السفينة
أعلنتُ أنني مغرم
و دق الحب أجراسي
فعانقت روحي أحضان السكينة..." (من نص قصيدة "حرب الحب").
ـ معادلة التشخيص/ التجسيد و التوحّد:
"أراك في عواصف الشتاء
في العيون الكحلاء
في كلّ الأشياء
في أجراس الكنائس
في المساجد و الصوامع
أراك في كلّ المواضع..." (من نص قصيدة "أراك في كل مكان").
ج ـ تراتيل الاحتفال:
ـ إيقاعات انتشاء بالحب مع عناصر الطبيعة؛ و يتحول "المزمار" إلى "كمان":
"على عتبة الخريف
تتهامس الفراشات
في محراب الكمان
تغني السماء
لبائع الورد على الرصيف..." (...)
"على ضفاف عينيك
تزهر أشجار الصفصاف رمان
ترقص المناجل و السنابل
في أعراس الصيف..." (من نص قصيدة "ضفاف عينيك")
ـ إيقاعات تُخلّد لحظة عشق تتوقف معها عجلة الزمن:
"في كل مساء تغازل كلماتي
تبتسمُ لي
ترقص لقهوتي
تغنّي للمكان
ترتشف شفتيها حافة الفنجان
فيتوقّف الزمن..." (من نص قصيدة "قهوتي").
تبين لنا أنّ الشاعر محمد نوحي أنه، باستثناء بعض النصوص التي لم يذيّلها بتاريخ كتابتها، قد كتب معظم قصائده في فترات زمنية متقاربة تمتد من 13 اكتوبر 2018 إلى 30 غشت 2019... و كونها حسب تموقعها داخل الديوان لا تحترم التسلسل الكرونولوجي (كما الرسائل)، لا يعني في شيء عبثية بنية الديوان. اختيار الشاعر لهدنسة ديوانه تسبيق هذا النص عن غيره، أو تأخيره، له ربما وظيفة إيقاعية اخرى: تحترم الأجواء الوجدانية للشاعر و إيقاعات "مزامير" قلبه من مناجاة، و تراتيل، و إيقاعات تتراوح بين الوجدانية و التأملية...
و تبين لنا أيضا أن كل نصوص الديوان كتبت بمدينة "خيرونا" الاسبانية، حيث يقيم الشاعر محمد نوحي حاليا... مما يصنف كتاباته من خلال هذا الديوان ضمن "أدب الهجرة"؛ أدب الغربة و الحنين... لذا يستعصى على القارئ العادي تحديد مواصفات الحبيبة على طول نصوص هذا الديوان، خلافا لما ألفناه في دواوين شعر الغزل التقليدية... من هي الحبيبة في الديوان؟ ما هي مواصفاتها؟ هل هي الأم؟ هل هي الزوجة؟ هل هي الصبية الظاهرة على لوحة الغلاف؟ هل هي الأرض/ الوطن ـ المغرب؟ هل هي الضفة الأخرى/ بلد المهجر ـ إسبانيا؟ أم هي ملهمة "العبور الكبير" للبحث عن الزمن المفقود عبر الكتابة الشعرية الوجدانية التأملية كما جاء في روايات الروائي العالمي مارسيل بروست... و يبقى السؤال مفتوحا أمام القراء...
مع تحيات نافذة النقد، و الأستاذ بوزيان موساوي. وجدة. المغرب.


jeudi 30 janvier 2020

سمفونية نبض // بوعلام حمدوني // المغرب


ما بين النبض و النبض
أثير سر سرمدي يتفتق
نظرة بين هدب و عين
تبرقها همسا من وهج
نديء شفاهه الإبتهال
تتوغل بأقاصي الأفق
أنشودة نظرات الشوق
يلتهمها عاشق مخمور
بفرط نضج سهر ينهمر
رذاذ سر على خد القمر
شروق من قلادة نجم
راقصة على عنق البوح
تتلوه ارتعاشات تتأوه
و سهر الليالي و السحر
سمفونية وعد الحنين
إيقاع هسيس الحروف
على ضفاف ولع الشعر
يُتلى هديل نبض عاطر
و تيه أريجه أثير شوق
يمتطي قوافل الرعشة
تروي أساطير الحكاية
بسمة إشراق من غسق
أنا الليل إن غفا معتق
الوشاح ينساب من شبق
على خصر حواء الأزل
أراود زئير العشق المارد
بألف همسة و قبلة عهد
.و خرير عتق بحرية الغد




mercredi 29 janvier 2020

حالة شرود // محمد علوى // المغرب


ما أنا إلا شجرة
تموت واقفة
أوراقها ذبلت
أزهارها تلونت بالسواد
ترهلت المقادم منها
شعثت نواصيها
تبرقعت من بياض
تشدها أشعة يئست
يسقيها قطر غريب
اخترق كيانها
فتداعت أمانيها
بين مفازات الحياة
و الروح و الجسد
يوما ما حتما
ستتداعى جاثية
مستسلمة باكية
تسبح في سديم
هلامي لجني
تقطرها زغاريد الخلود
في هودج عدمي
يرشه زبد حوقلي
.ترقنه قبل وداع بسملي 



استطارة // كامل عبد الحسين الكعبي // العراق


الدروبُ المتفرعةُ من شفيرِ اللظى يملؤها الدَبَا يصدرُ عن عينٍ حمئةٍ لا ينتظرُ انبجاسَ الأسنّةِ وارتداد الصدى ، متمردة تلكَ الشجرةُ تنزعُ لحاءها ترتشفُ ملحاً أجاجاً تخصِّبُ به نسغَ الأرض بعدَ لأيٍ وتفتتِ أَوصال الندى ، جرعةُ زفيرٍ أخرى تختالُ رئةَ الليلِ تزيدُ من غربةِ الشارع المنسي تراودُ المجرات بقبلةٍ استباقيةٍ تنتزعها من خدِّ القمرِ قبلَ أنْ يبلغَ السيلُ أقصىٰ الدركِ الأسفلِ من شهقاتِ الوجعِ ، تُرىٰ منْ يميطُ اللثامَ عن سَورَة ٍبلهاء !؟ لها من جعجعةِ الرحى خوافق تصطلي من سُدُمِ القَنا تلعقُ أصابعَ الفجرِ الندي تصعقُ الشحنات السالبةَ من أيوناتِ النهارِ تصدعُ بقصائدَ بحرية تموجُ في الشرايين تخطّ أردانها برحيقِ الدمِ والعلقِ المسال إن هي إلاّ قنبلةٌ موقوتةٌ تنتظرُ هزةً ارتداديةً من أقصى اليسارِ لتنعمَ بهجوعِها الأَخير



أجنحة الخراب // خديجة الزكري // المغرب


أجنحة الخراب
تمر السنون
بطيئة كئيبة
و نحن مازلنا
و الحسرة تعصر
قلوبنا
نرتشف كأس
..المرار
مرار صير حياتنا
صقيعا دائما
لا لون لها
لا طعم لها
جعلنا نترقب
بلهفة
ضحكة حلوة
يجود بها
ثغر الزمان
زمان أرعن
هد أجسادنا
المنهكة من فرط
برودة الأيام
أيام حرمتنا
دفء شموس الأمان
أمان بلوغه
في عالمنا
المثخن بالجراح
صار من ضرب
المحال
رحل عن ديارنا
عن دروبنا
عن أوطاننا
تركنا في يم حيرة
نجر ذيول الخيبة
..و الانهزام
أصبحت بينه و بين
شعوبنا
آلاف آلاف الأميال
شعوب مقهورة
عيونها تبكي وجعا
تنزف دما
يسيل رقراقا
على خد الأوطان
شعوب صودرت
آمالها
اغتيلت أحلامها
شرد ابناؤها
لا قمر ينير سماءها
رغما عنها
انغمست في
.مآس جسام




mardi 28 janvier 2020

شهقة الياسمين // سعيدة محمد صالح // تونس


__ يدها ترتجف ، وهي تمسك بكرات الثّلج ،ترميها في كلّ صوب وحدب وتظلّ تتابعها بعيون. منفتحة ، تتخيّل المكان الذي ستذوب فيه كرتها البيضاء ،التوأم الياسمين ذوب قلبها وينسكب دمعها منهمرا في لجّة صباح بارد ،منهمك في ترتيب ثوانيه وتأثيث الغيوم ببعض من الشّعاع المتسربل في الغابة ،،،تجادل الثّلج لما يذوب بسرعة ،وتجادل الكرة لما تترك فجوة لا تكاد ترى على أوراق الأشجار المتهالكة والمتداعيّة للتٱكل ، وذوبانها النّاعم في خلايا الجذوع 
تعيد تشكيل هيكل في كومة ثلج كبيرة ،يشبه تماما ،ذاك الأسمر بعيونه الكستانائيّة الحادّة الغضب ،والهادئة القول ،والغامضة الفكرة ،والواضحة الفرح ،والرّاقصة تحت الشّمس والمختفيّة في ظلال العتمة ،،،اتقنت تشكيله ،برعت في نزع الخجل ،عن فرحها ،وعكست وجهها على مرٱة الألماس الثّلجيّة المتاخمة لرجل الثّلج ،،،وعادت لتشكيل كرات ثلجيّة اكثر سماكة ، وانهالت على المرٱة تهشّمها ،،وتغتال صلابة الثلج وشفافيّته الزّجاجيّة المؤقتة الصّمود ،، أمام غضبها
المجنون والصّامت ،لتركن للحظة انطفاء كمن وضع جمرا ملتهبا في ماء ،كانت يداها تعدّ لها وليمة وداع وهي ترى الكرات تحدث تشققا في صدره وينحدر ماؤه منسكبا للأديم الفاره الضّيافة لكلّ زوّاره ،،لقد عاقبت من تركها ،،وتبخّر كذكرى في السّماء 
،وكلّ ما بقي منه شاهد على قبر ،،كلّما زارته جمعت منه صدى لخواء روحها ،،،،





كلما ..// يونان هومة // سوريا


كُلّما
التقيتُ بكِ
نادتني عيناكِ
هل أنا
في الطريق الصحيح
أم حُبّي
الذي يحرّضني
أن أكون مشاكساً
---
هذا الزمن
يرفض
أن يعي حقيقة
ما يجري
لكنّي أسلّم لكِ نفسي
كي تزهر أشواقي
وأنا بين أحضانكِ
.أتلو صلاة العشق


هل تعلم يا مخيائيل ؟ // بشير مقران // المغرب


مزلاج بيضوي مازال غائرا في مسام يدي الصغيرة قبل أن أكبر فجأة و أترك الطفل الذي كنته تائها لا يعي أحداث ترحيل قسري من منازلنا التي رسمت على حيطانها أحلاما صغيرة دثرتها البراءة وهدهدها معلم كان يحدثنا عن الوطن، فرحل و نسي أن يترك اعتذارا بعد انهيار محفوظة "سقف بيتي حديد" ، ولم يعد البيت إلا ركاما من حجر تكوم على رؤوس الحالمين بغد نعته صحف عناوينها كانت حماية الوطن و تثبيت ديموقراطية تخضبت أصابعنا الساذجة بمدادها الأسود لا تزول رائحته النتنة من أياد مبعثرة تحت سرير نامت عليه غارة ذات فجر تسلل من ليل غسيق



في مدينة العشق // لطيفة الأعكل // المغرب


على غِرارِ سِفْرِ العُشّاق
وفي ليلِ إيقادِ الأشواق
واشتعالِ قناديلِ اللهفة
،يُضيىُ الكونُ 
ويغيبُ الظلام
،والقمرُ خَيْلانٌ يَزهو 
،والغيماتُ تتراقصُ 
على صدر ِالماء
جَذلى مِنْ رعشةِ النور
وصَحْوِ خمرةِ سُكرِ العشاق
و حينَ تصدحُ أغاني الأحلام
،يُراقصُ العمرُ الريحَ 
!..و يَتأرْجحُ على حِبالِ الخَيْبات 
حافِيّةَ القدمين ِ
مَشيْتُ على الأشْواكِ
ثملةً دونَ قدحٍ
أتَرنّحُ منْ عثرةِ الذهولِ
..فيُصيبُني الدُّوارُ 
تائهة في مدينة العِشْقِ
أجوبُ الشّوارع والأرصفة
والدروبَ القصيرة الضيقة
أستغلُّ اللحظة من عُمرِ الزّمن
عَلّني أسْرقُ جذوةَ نارٍ
منْ عربةِ الـسّماء
..توقظُني منْ حلمِ الدّهشة
******
عربة السماء : الاطلاع على أسطورة بريميتيوس*




lundi 27 janvier 2020

أزهار جرح // زيد الطهراوي // الأردن


جريح و قد يورق الجرح حبا
و ينهض من حفرة العثرات
يجيء من الغم حرا شجيا
كما الصبح من رئة الظلمات
فهابته كل السهام الجسورة
ثم هوت نحو جحر السبات
و ما كان يعشق سيف العداء
و لا ينتمي لصفوف الرماة
و لكن أشجاره أينعت
فحطت على طهرها الأمنيات
مداد الجروح انتصار الغريق
و قلب النقي انتصار الحياة
كما يستعد الشذى للصدور
.ليستقطب الشعر و الزقزقات



لا تركن ..// حسين المغربي // المغرب


...لا تركن
...لا تمت
!!قبل أن تموت
..دع قلبك ينبض
،على إيقاع الحياة
..و لا تجعل غضبك ينضب
..و تمل الصبح..
..يعود
،و الشمس
..و ارع الحب كشجرة
..نادرة
..و لا تركن
..لا تمت
!!قبل ان تموت
..لا تفعل
..لا تعتقل في صدرك
..الصرخة النامية
،من جراحك
،من دمك
،من دمعك
و لا الحكاية
..ثم تبتسم
..و احزن
..كلما دعاك الحزن
!!و لا تركن!!
..لا تمت
!!قبل ان تموت
..لا تصمت
..عندما يصرخ فيك
،الألم
..و تكتوي بنيران الجوى
..و يحتويك الغياب
..و يقف الخوف ماردا
..يعتقل الفعل
..و الظن..
!!فلا تركن
..فلا تركن يا رفيق الدرب
..لا تركن
..ساعتها ستموت
..قبل أن تموت
!!فلا تفعل



dimanche 26 janvier 2020

في حضن المدينة المورقة // محمد محجوبي // الجزائر


على جفون الحنين
راقبت هوس الترحال
وأدليت بدلو التغريد في حضرة الماء الذي عزف أوتار صباحات
ثملى بأنفاس
تحيلني عصفورا يراقص حدائق الحلم المزركش
والمدينة في خلدي
ترف مخملي
يشاكس أشعاري . أتغلغل في طرب السكون على أطراف جامحة الخيال
كنت معزز البسم على شرنقة الأصيل وعلى بسطة الأصيل يخلفني أعجوبة الوجد الناعم
أيتها المدينة
التي سافرت برهة ليل في دهاليز النسيان
تتركين حقيبة أوراقي المشبعة الأقمار
تتركين أديم الصلوات في زوايا روح
من هنا وهناك أشم خفقي والتراب الرائج العطر
على مسامع الفضاءات . أعراسها
وفي جوف كتب استوقفتني زمنا لكي أتلذذ برغيف التاريخ في حقوله المأهولة الأحداث
كما أندلس ابن زيدون تغزل عنفوان ولادة على مسابح هدهدها عود يانع الانسياب
هيت لك
على ثغر الشمس . نسيم يزف غبطة الربيع لمن يشهد إيقاع الأغصان السابحة بهجتها
والشاي لغة الجمر المعتق يهمس خباله في شرود مخضر .
فكانت المدينة
على صحن الذكرى
يحرسها قطن القلوب
كانت رائحة
من جني السماء
.هبة الوصف في شعر الشباب



مداراة بلهاء // هاشم لمراني // المغرب


ما عاد بالإمكان أن أداري
وأنا الملقى في غيابات الجب
يوسف أنا... ليلي كنهاري
فلا الصراخ مني قد أيقظ الموتى
ولا هديل الحمام قد هزكناري
..فكيف لي أن أداري
أوأن أدفن مومياء محنطة إلى جواري؟
فعجاف السنين أتت على يابس السنبلات
والخضر منهن براء من نغمات أوتاري
فلمن يا "عبقر" سأضيء مساحات اللون
لمن سأسجد أو أركع ثانية في محراب أشعاري ؟
وأنا الزاهد المعتكف في قيم ما عادت
العالق في الذكرى وبالذكرى
وفي جميل الأركان بقريتي أوبداري
فلمن يا إله التمني سأنصب خيمة
وأعلي على حبالها مئذنة
علها تكون صدى لمجساتي وأذكاري
لمساحات الضوء فينا حين تخبو
لقناديل بحر ما حجبت نورها عن أقعاري
فقد نخزي، حينها، الشيطان منا وفينا
ليرتد الأعمى بصيرا
والأكمه نصيرا
ويصيرحائط المبكى هوية لمدارك ومداري
إسراء ومعراجا من باب مغاربة كنا دوما
ولا نزال ما لم تسقط عنا أحجيات التباري
أحجيات مسمار جحا الساكنة فينا
ركوب البلهاء منا على إسفين فرقة
ليعلو التضاد فينا على التناقض إثما
أولنداري حيث لا ينبغي أن نداري
وأنا ما عدت قادرا على أن أداري
لأني يوسف المغدور به
.وليلي قد اذكته العنقاء في كل نهاري



وجدانيات ..// حميدة محفوظ // تونس



اقترب كي لا يجد الصقيع منفذا إلى وجداني
اقترب روحا, اقترب فكرا, اقترب شعورا
ادن من عالمي و احذر ان تدوس قدمك زهراتي اليانعة
فأنا قد اعتنيت بها عمرا
و سقيتها صبرا
..وانتظرت أن تزهر دهرا
احذر أن تهشم السواقي التي تحمل لكل زهرة منها أملا
احذر أن تزعج الفراشات التي تصنع من رحيقها عسلا
اقترب روحا, اقترب فكرا, اقترب شعورا
ادن من عالمي و اجلس غروبا على حافة نهر الأماني
،تجول في ارجائي 
واحذر ان تبعثر حروف الأغاني
فأنا نظمتها عمرا
و لحنتها دهرا
و رحت أرددها فجرا و ظهرا
ادن مساء من صحرائي الطاهرة
انصب خياما
التقط صورا
لكن حذار أن تترك على رمالها النقية أثرا
حذار أن تترك بين كثبانها وجعا
فأنا بأحلامي ملأتها زرعا
و بمشاعري زرعتها وردا
احذر ان تدوس بقوة حبات الرمل الذهبية فتنكسر
فأنا ساصنع منها قلادة تزينني كلما داعبني الفرح و حولي انتشر
و اذا أنهيت الرحلة بداخلي, حاول أن تخرج في هدوء
دون أن تحدث صوتا
دون أن تزعج حلما
دون أن تسقط أملا
فقد نصبت قلبي حارسا مغوارا على أبواب جناني
.وسوف لن يرحم كل من حاول أن يعبث بوجداني



samedi 25 janvier 2020

أغرب ما في خيالي عنك ..// خالد بوزيان موساوي// المغرب


،قالت: لَعَنْتُكَ بتعويذتي سُدودا من مسافات
...و مَسَختُكَ، آه بُعْدا
فَتَوار تحتَ التّرابِ، تَشبّه بدفن كالرّفات
...أنا تَركْتكَ... زُهْدا
.........................................
،قالتْ: أْحْبَبْتُكَ... فذقْتُ منَ الّلومِ كمْ آهات
...و الله ما خذلتكَ عَمْدا
،فَغِبْ تحت الثّرى، و قِني شرّملامات
...علّني أبكيكَ نعيا و فقدا
............................................
،قالتْ: ما كنتُ. فارأفْ بي، أبْغي سلامات
...و مِنْ نُبْل خُلقك وَعْدا
لستُ ولّادة يا ابن زيدون !.. كما الحكايات
...فطلّق القوافي عددا مَدَدا
...........................................
قُلْتُ لها: غنّى الشعراء منذ البدء.. مقامات
..فخرّوا آه ! لعشقِنا سُجّدا
و قلتُ يا ذات الشّال هو عهد ليس تُرّهات
...فأنا لن أتخلى عنك أبدا
............................................
:ما للقصيد كذا دمعات: شروخا تنطق
..أغْرَب ما في خيالي عنكِ.. أنّهُ أصْدقْ




أيها الشعراء ...// نور الدين برحمة // المغرب



...أيها الشعراء 
...ابتسموا 
اليوم
القصيدة تخرج
من
جلباب المدن
تبتسم

---***---
أكوام من أحاسيس
في علب
على الهامش
هدية أفلاطون
في عيد
يذبح فيه القصيد
من الوريد
إلى الوريد

--2—
والحب
...عناقيد
...عناقيد 
كل حبة منه
أكياس
مرجان
وفاكهة
وتين
ورمان
هذه شجرتك
فأين أشجار حديقتي
صلعاء
هي تجرجر
أغصانها على منشار حطاب
هذه فاكهة قصائد
...فأين غصن زيتوني
أما حباته فهي إلى منقار
الرخ ....أقرب

- 3 –
....ابتسموا
...ابتسموا

- 4 –
هذا موسم جني الأمل
الساخر من قهقهات
الصمت
اقطفوا من شجرته
حبات من عنب
اعتصروه
حتى يختمر
هذا كأسي في قعره
قلبي يعتصر فراغه
لأكون
وليكون
الشاعر
عريس الشمس

- 5 –
هلوسة
في ديوان
طبع ليكون
صك اتهام
بأنك الشاعر
المجنون
يرى الحدائق
وقد علقت بمسمار
على جدار
هواء
ورمل
وماء
ويهمس من هنا
كان الطريق
من هنا قرعنا الأجراس
وعلقنا صفيحة حصان
على بوابه العشاق
علها تحمي السخف
من عيون الحساد
هكذا عذبنا أنفسنا
وأرهقنا الحصان

ياللعين
من اللعين

- 6 –
تلك من البحر تحررت
حورية
تأتيكم
لترقص في حانة عشقكم
تشرب نخبكم
وتسكر
لتغني
ضاق البحر
على النورس

- 7 -
كل المدينة اليوم
تزينت
ليمر من بين شوارعها
ذلك الذي ابتسم
لحظات ...لحظات
ونام
وابتلع ضوضاء المدينة
مثلكم كان
حيث كان
الروح للسماء
والجسد للماء
وأنتم
أنتم
الشعراء ...الشعراء
فما أكثر
فما أورع
ابتسامتكم
...ابتسموا

- 8 –
اليوم قبل اليوم
عاد افلاطون من موته
ليشهد سخافة قوله
ليس هناك اليوم من يطردكم
فانتم سادة أثينا
وأنتم سادة
اسبارطة
الجديدة
ابتسموا
لتكبر الكذبة
في عش الوهم
حمامة
- 9 –

ابتسموا
فأفلاطون طرد
من قلعة الشعراء

- 10 –
أنا فقط من أرادت القصيدة له
ان لا يبتسم
تفاهة هي
سنبلة فارغة
شامخة
على هذا الفضاء
الأزرق
قيل عنها قصيدة
عاشقة للأخطاء
مشاغبة للخليل

ابتسموا
سأخلع نعلي
وأجوب المدينة عاريا
وأنادي
انا العدم
انا العدم

- 11 -
ابتسموا يا سادة الحرف
المغمس في صحن من زيت
ودجاج وزبيب
هذه وليمة
عفوا هذه قصيدة
كتبت على مائدة
في خيمة
خارج مضارب
الأمس
هويتها من نغمة
على قيتارة
في صالون على مشارف القلب
قيل عنه
انه النص خارج النص
وقيل عنه
.....وقيل عنه 



لا تسألني..// فاطمة قيسر // المغرب


لا تسألني عن جراب الصبر
قد نفد الزاد وما عادت دمائي وقودا
رمضاء الحسرة حصير يحرق الأوتار
والفؤاد كسير ؛
وحدي من أرسم خط النهايات
،دع الحبر يحمل خيباته عبوسا
تخثر المداد واضطرب النبض
في جب النسيان سأرمي رسائل البوح
لحكايات العبث
لا تمتد إليها أيدي سيارة
بالسجن أرضى
وسجني الصمت
سأحرق قوارب الورق
كانت سفن الغرق
.وحدي من أرسم خط النهايات





vendredi 24 janvier 2020

فقط ابتسمت ومضت ..// نور الدين الزغموتي // المغرب


فقط إبتسمت ومضت
،الشعر لذتها الظاهرة
.في آخر الصمت
،وأنا فعل في آخر الإشارة
أشيد أول الإمتلاء
.في صباح صدرها الفصيح
،وهَبَّت زفرتها
.حين أوصدت باب كل ما مضى
فلمستُ ماتبقى
،من نشأتها
وقليلا من تراب الأصص
.التي شكلت خفق قلبها
الآن أطرافي تلامس
مائدة الإفطار
،وكل ما لمست
لعلي أتبين
بسمتها الناضجة
على ثغري، أو في
كأس شربت منه
صباحاتها المشتعلة
.باللوعة وصحون العاج
ثم إنحسر الصباح
،عن لغة أصدافها
فلممتُ كل ألواني
،كقزح
.واستويتُ على صفحة السماء




قسوة الانتظار // محمد علوى // المغرب


معللتي 
كم طال انتظاري.؟
ليوم أناجي فيه مبسمك؟
أطفئ حر الهجر
مترقبا ، آملا مقدمك
وأهيم ثملا بنكه العشق
متلحفا ، بليل ظفائرك
..فأغوص .. أغوص 
في لجج العيون
غارقا أنشد منقذك
.آه
كم أنت جميل
.يا شغف الهيام 

.آه
كم أنت عنيد
.يا زمن الوصال 
طال انتظاري ملهمتي؟
قد كل جهدي
و تبدد جلدي
قولي لي: يوما أحبك
قولي لي: ربما آتية إليك
في هودج لجيني
مطرز بنياشين الحنين
.موشى بأزاهير السنين

أي معذبتي
لا تشيعي قلبا هام في عشقك
.ماسكا بسراب قدومك
سأظل أنتظر و انتظر
سأرقب وعدك في غياهب قدرك
لعلي أظفر بلقاء
أعتمر فيه صدرك
أتضلل بسعف أشفارك
تخضب ملامحي عبرات الحنين
.تنذرف سيلا من جفونك

كم طال انتظاري حبيبتي؟
ربما يوما
تحومين حولي
.فتأخذينني مني إليك.
وتهدينني زهرة من حديقتك
وننشد معا
.أغنية الأمل الضبابي

مولاتي 
مكنتك من مهجتي
فاشفقي و ترفقي
قد كل جهدي
.و تبددت حفيظتي
فلا ، لا تتركيني
فلست صامدا في كبريائي
سأنتظرك، ثم أنتظرك
.في ذروة صمتي الأزلي