lundi 30 novembre 2020

سأعثر عليك...// سلام العبيدي // العراق

 

سأعثر عليك
خارج الحوار
كم هو جميل
أن يقسمك الحب الى شطرين ..
(٢)
على مصطبة اللامكان
تعكسني مغارات الليل
شبحاً منسياً ..
زرعته ضلوع الموسيقى
في كبد الكمنجات
يعوم فوق رأسي ضوء الانكسار
متى ستأتين ..؟
متى نعبر النهر ..؟
أتعلمين ماذا يعني
أن يبكي فيك الكمان ..؟
(٣)
كأنك لم تتذوق فاكهتي
لم ألبستني هذا النص ..؟
اتركني أنزفك
حتى آخر الرحلة
أمام البراءات
وأشرعة الغناء ..
As if you had not tasted my fruits ,
So , why you did dress me up with this poem ..?
Let me bleed
Until the end of the trip .
Before the innocent smiles
And the sailing lyrics ...
SALAM





قراءة في رواية " حب عتيق" للأديب العراقي علي لفتة سعيد // بوزيان موساوي // المغرب


 من كتابي النقدي الثاني "أدب الحروب و الثورات العربي الراهن" نص قراءتي النقدية في

رواية "حب عتيق" للأديب العراقي علي لفته سعيد
تحت عنوان: ثبات بنية الرواية و متغيراتها؛ رواية "حب عتيق" نموذجا
ذ. بوزيان موساوي/ المغرب.
ـ تبويب: على طول 266 صفحة، لم يتم تبويب رواية "حب عتيق" (إصدار 2019) كما في بعض الأعراف التقليدية على شكل فصول، أو أبواب، أو أجزاء بهذه التسميات، اكتفى الكاتب بالأرقام من 1 إلى 33 في تجزيئ روايته دون حتى اختيار عناوين فرعية؛ و القارئ تحت كل رقم يكتشف ما يشبه تقنية "الاستطراد" لا من حيث الأحداث، و لا المواضيع، و لا الأزمنة، و لا الأمكنة، و لا نوع الشخصيات المتدخلة أو المعنية، و كأننا نقرأ كل مرة نصا مستقلا بذاته كما في مجموعة قصصية. و هذه تقنية قد تجعلنا نقرأ الرواية هذه دون احترام ضروري لتراتبية أرقام صفحاتها. و كأن الكاتب علي لفته مدرك لميول القارئ الراهن نحو النصوص القصيرة؛ إذ يمكنه قراءة كل الرواية رغم طولها، أو الاكتفاء كل مرة بجزء منها.
تصنيف: ذهب بعض من تناولوا "حب عتيق" بالدراسة إلى تصنيفها في خانة "الرواية التاريخية" باعتبار فعل السرد فيها يهم حقبة زمنية تمتد بين 1900 و 1958 من تاريخ العراق. و هي الحقبة التي صادفت جلاء العثمانيين من العراق التي تلاها الانتداب البريطاني، و الاستفتاء على نظام ملكي محلي، حتى قيام ثورة يوليو (تموز) 1958. و هو تصنيف ربما قد يضر بقيمة هذه الرواية: لقد وجهت انتقادات لاذعة لكبار رواد هذا النوع من الكتابة الروائية أمثال الانجليزي والتر سكوت، و الفرنسي ألكسندر دوما (الأب)، و الروسي تولستوي، و العربي جرجي زيدان، كوْن رواياتهم التاريخية لم تنل رضى المؤرخين لضعف الدقة في التوثيق للأحداث، و لا استحسان النقد الأدبي لغياب عناصر "الشعرية" (بمنظور ياكوبسون) أو "الأدبية" (كما سماها ريفاتير). و يبدو أن مؤلف "حب عتيق" علي لفته سعيد قد انتبه لإشكالية هذا التصنيف و تداعياتها المثيرة للجدل؛ فكان منه أن عبر عن منظوره الخاص إزاء حضور البعد التاريخي في روايته إما بشكل مباشر و صريح في ورقة خارجية تتصدر كتابه (ص. 7) تحت عنوان "تبرير"، من بين ما جاء فيها: " لستُ هنا معنيّا بالتاريخ كأرشفة و أرخنة، أو معنيّا بالحقيقة المطلقة، بل بالحقيقة المتخيلة التي تصنع عالما آخر، يحمل قصيدته معه من مدينة وجدت نفسها في وسط صناعة التاريخ الذي أهملها"، و إمّا على لسان الذات الساردة في الرواية‘ إذ نقرأ قي صفحة 37: "كان عْبيّس يستمع و ينتظر ما فعله أبوه الحمال الذي يدفع عربة مثل العربة التي يقودها الحمار الآن، و كان يمني نفسه بأن يتابع تاغي الحديث عن والده و ليس سرد الأحداث التاريخية التي لن تغنيه بشيء (...) هزّ عْبيّس رأسه فاستمع إلى أن أباه كان ينقل المؤونة بعربته إلى المقاتلين من العشائر، و أنه صادف في اليوم الأخير من المعركة جنديا عثمانيا فربطه بالعربة من الخلف، و راح يجره مثل كلب...". نستشف من الفقرتين نظرة نقدية إبستمولوجية للتاريخ كما يُكتَب و كما يُوَظّف؛ فهذا التاريخ كما جاء في الفقرة الأولى أهمل في طياته الحديث عن جنوب العراق، و مدينة "سوق الشيوخ" خاصة التي كان أهلها من أوائل الثوار ضد حكومة بغداد؛ نقرأ صفحة 48: "كانت بدرية تسمع من زوجها أن المدينة هي أول من ثارت على حكومة بغداد التي يرأس وزارتها ياسين الهاشمي."؛ الأمر الذي حدا بالكاتب علي لفته إلى التعبير عن غضبه من التعتيم التاريخي لما كتب في "تبرير": "يحمل قصيدته معه من مدينة وجدت نفسها في وسط صناعة التاريخ الذي أهملها". و في الفقرة الثانية بلسان السارد، كانت إفادة الشخصية (عْبيّس) جد معبرة؛ فهو لا يرغب في قراءة تاريخ جامد، بل تاريخ قريب نتعلم منه العبر لنقتاد منه لأجل تغيير الواقع الحاضر: تاريخ في دينامية و حركية مستمرة، يكتب نفسه كل يوم.
ـ تجليات: و لأنّه لا يمكن اختزال "حب عتيق" في كونه كتابا تاريخيا، أو مجرد وثيقة مرجعية حول فترة زمنية من تاريخ العراق كما يؤكد الكاتب ذلك بنفسه، رغم عدم خلو العمل من انتقادات لاذعة لما كتبه بعض المؤرخين، كما أسلفنا الذكر، فلابد من مقاربة المتن بصفته خطابا أدبيا فنيا ينتمي لجنس الرواية. و حتى إن اختلفنا بسبب مرجعياتنا المختلفة و المتعددة بخصوص تعريف الرواية، لا يختلف اثنان أنها كما جاء على لسان الكاتب علي لفته (ص. 7) "حقيقة متخيلة تصنع عالما آخر". و الثابت في هذا العمل كونه مَتْنا سرديا فنيا دراميا يخضع للوحدات الأرسطية الثلاث مع سعة الفضاء، و تقلب الأزمنة، و تعدد النماذج البشرية الفاعلة و المفعول بها كصانعة أو مستهلكة للأحداث.
1 ـ الفضاء الروائي في سياقه الزمني/ التاريخي: اختار علي لفته سعيد لروايته فضاء على شكل مدينة بجنوب العراق تحت اسم "سوق الشيوخ" جعل منها مركزا تجاريا، و وجهة لأطماع الاستعمار تحت مسميات "التتريك" أو "التغريب"، و قبلة لشيوخ العشائر و صراعاتهم ، و ملاذا للفقراء، و المعدومين، و المهاجرين. نقرأ:
"... و زاد من نشاط المدينة التجاري حيث التوريد من السعودية و إيران و بغداد و حتى الكويت و إسطنبول، و تصدير الحنطة و الشعير و التمر و صوف الأغنام و شعر المعز و حليب الجاموس و الأبقار. و أصبحت أبواب المدينة مفتوحة لهجرة الناس إليها من كل البقاع. و صارت للمدينة أحياء بأسماء المهاجرين أو دولهم و مناطقهم. فحي النجادة يعني سكانه جاؤوا من نجد و الحجاز، و الحويزة للإيرانيين أو العجم، و البغادة من جاؤوا من بغداد و شمال الناصرية...".
قد يبدو هذا الفضاء ملتقى للثقافات و الأجناس و الأديان و الحضارات، و بالتالي رمزا للتثاقف و التلاقح و الوعي و التمدن و الحداثة، لكن رغم هذا الانفتاح في الظاهر، تعشش على الفضاء عقليات متحجرة و متخلفة من صنع نمط عيش تتحكم فيه تقاليد العشيرة، و كرّسَهُ الاستعماران العثماني و الغربي. نقرأ في صفحة 19: "شرح لها (رسول لزوجته بدرية) أن قوة العشيرة احتاجها العثمانيون ليبسطوا السيطرة على كل العراق وباقي مناطق الخليج، و الشيخ قوة لأنه يسيطر على أبناء عمومته و هو مطاع، فحصل أغلب الشيوخ على أملاك و أطيان لم يحلم بها أحد. و ستبقى بأسمائهم مدى الدهر. و يؤكد لها (رسول لبدرية) أن البريطانيين فعلوا ذات الأمر في إعلاء شأن شيخ العشيرة، لأنها الوسيلة الوحيدة للسيطرة على عواطف الناس و اندفاعهم أمام أي ثورة ضدهم".
2 ـ شخصيات الرواية:
الأمكنة المكونة للفضاء الروائي في "حب عتيق" لها وظيفتها التاريخية و الأنتروبولوجية كما رأينا، لكنها في سياق هذا العمل الروائي الأدبي لها وظيفة جمالية بالأساس. جاء في كتاب "جماليات المكان" لغاستون باشلار، (ترجمة غالب هلسا/ الأردن) في هذا السياق: " إن "المكان الذي ينجذب نحوه الخيال لا يمكن أن يبقى مكانا لا مباليا، ذا أبعاد هندسية و حسب. فهو مكان قد عاش فيه بشر ليس بشكل موضوعي فقط، بل بكل ما في الخيال من تميز. إننا ننجذب نحوه لأنه يكثف الوجود في حدود تتسم بالحماية في مجال الصور، لا تكون العلاقة بين الخارج و الألفة متوازية...".
هو ذا واقع نماذج من الشخصيات الرئيسة في هذه الرواية ("عْبيّس" (عباس)، و "ستّار"، و "نعيّم". نماذج تتقارب بورتريهاتها السيكولوجية بأكثر من وجه شبه؛ في المكابدة اليومية لأجل لقمة العيش ، و في كونها ضحية الحب بسبب صراعات قبلية / عشائرية، و لأنها عايشت فترة الانتداب البريطاني و ما بعدها من حكم نظام ملكي مستبد. إضافة إلى معاناتها من التهميش و الإقصاء اجتماعيا و حتى وجوديا. و تتدخل شخصيات أخرى ليست أقل أهمية منها لتعزيز تقنية تعدد الأصوات الساردة لبناء موقف إيجابي من تناقضات الواقع و الظرفية التاريخية مثل شخصية "بدرية" التي لا تظهر في الرواية فقط كعاشقة لأغاني "ستّار" و حبيبة ل "نعيّم"، بل كأذن صاغية لزوجها "رسول" الذي كان ينوب على السارد الأصلي و الرئيس للرواية و هو يتحدث ل"بدرية" عن نظام العشائر و علاقته بالاستعمارين العثماني والبريطاني؛ و هو الدور ذاته الذي قام به "تاغي" و هو يحكي ل "عْبيّس" تاريخ الاستعمار على العراق، و قصة أبيه مع الجندرمة العثماني.
ولأن "الشخصيات لا تكتسب أهميتها الاستثنائية من حيث فعلها بالحدث فحسب ، وإنما بوصفها مكونـاً أساسياً لا يقوم الحـدث إلا به ، ولا يرسـم الزمان والمـكان إلا ليحتويا حركته أو ليجسدا انطباعاته عليهما ." (د. يوسف حطيني/ فلسطين)، فلقد وظف علي لفته سعيد شخصيات روايته هذه ليس فقط كنماذج بشرية تكتفي بالتدمر و الحسرة على واقعها المزري؛ فإن كانت أحلام "ستّار" الممنوع من العودة إلى قريته خوفا من ثأر دم عشائري بسبب قصة حب، تتوقف عند أمل تحقيق طموحه في أن يصبح مطربا في الإذاعة الوطنية، و إن كانت حياة "نعيّم" (الإبن الوحيد الذكر لشيخ عشيرة الذي انتهى مجنونا و متسولا بسبب قصة حب أيضا) هي الاختباء وراء لقب "مجنون" رفقة "عْبيّس" و "ستّار"، فمسار "عْبيّس" (عباس) رغم أنه الآخر كان ضحية الحب، و كاد يُقتَل بسببه، جاء في الرواية مختلفا؛ "عْبيّس" يتصرف و كأنه حامل لجينات أبيه الحمّال الثائرة ضد الاستعمار و الاستبداد و التسلط؛ و حتى إن كان يشارك "ستّار" في الغناء (و الغناء هنا استعارة لموقف يرفض الصمت و الانصياع و الخنوع)، و رغم تعاطيه لشرب الخمر، و مستواه الثقافي المتدني، فهو صاحب موقف ("مثقف بلباس حمّال" كما كان يراه "نعيّم" (ص. 170)، و عنوان المواطن البسيط الثائر؛ نقرأ صفحة 169: "أنا (القول ل "عْبيّس) عشت و عاشرت و شفت زمن العصمليّة و شفت الاحتلال الانجليزي... و شفت ثورة العشرين و اشتركت في ثورة الخمسة و ثلاثين، و يمكن أشترك بإسقاط هذه الحكومة." و كأنه اختزل 58 سنة من تاريخ العراق الحديث في جملتين. و كأن كل هذه التحولات في المشهد العراقي لم يكن لها أي تأثير إيجابي في حياة المواطن العراقي البسيط؛ إذ أضاف ("عْبيّس") بلغة غاضبة و جد ساخرة و هو مخمور: "المشروب أساس الملك (كناية على غياب العدل، تهكّما من عبارة "العدل أساس الملك") (...) و الفقر عنوان العراقيين" (ص. 170).
و لأن "حب عتيق" ليس رواية رومانسية تنتهي ب "قبلة تجمع حبيب بحبيبته" كما عودتنا شاشات السينما الكلاسيكية، بل كما وصفها المؤلف ب " بالحقيقة المتخيلة التي تصنع عالما آخر" (ص. 7)، أو غدا آخر، فهذا العالم الآخر المصنوع في آخر صفحة من الرواية جاء نسبيا و ناقصا و موضوع شك، لذا‘ فإن تم إسكات صوت "عْبيس"، و "ستّار" بفضائل ثورة تموز، أقحم الكاتب علي لفته سعيد موقف شخصية محمود الذي ظل "خائفا من القادم و هو يرى هذا الاندفاع في السيطرة بين الحزبين على المدينة و الشارع" (الصفحة الأخيرة 257). نهاية منطقية ربما في نظر الكاتب لأن القصة لم تنته، بل بداية لرواية أخرى على شكل جزء ثاني؛ و هو ما قام به الأديب علي لفته سعيد بإصداره الجزء الثاني فعلا تحت عنوان "قلق عتيق"، لنا فيه أكيد قراءة فيه بإذن الله في القادم من الأيام.
مع تحيات نافذة النقد و الأستاذ بوزيان موساوي. وجدة/ المغرب.





تافه أنا ..// حسين المغربي // المغرب


تافه انا
لا أساوي ذرة من غبار
و هذا الملكوت..
تافه أنا
مدمن على الكلام
و عنتريات فارغة برسم النسيان
سأظل أرقب الأحلام
تنمو في قلوب صغيرة
و أصغي لشهقة الدهشة
و شغف الأطفال..
كل قصائدي مبللة بالدمع الجسور
كتبتها بحبر الرجاء
لا شيء يدوم
-أيها الواقفون،
أيتها الواقفات-
غير الأحزان..
سلوا قصائد العشق
و أركان النثر
و جبروت الأيام
هذه الحياة
لوعة تقضم عبق الورد
و دفء الأكنان
سأعيشها غير مبال..
لا شيء يستحق
فامض..
تعال نمضي فلا سلام..
أحث الخطى
أقدح ذاكرتي المشبعة
كصخرة تعانق موج البحر
و "الخز"
نمضي تطوقنا أحلام بسيطة
عصية
و كل انكساراتنا الجوفاء
و نذوب بين الصمت الكئيب
و لوعة النسيان..
سنبقى هنا
ما بقينا
يسقط الف
يقوم الف
سنبقى كغصة أبدية
في دروب كالحة
في القبور
في حلق من يعبثون باليوم والغد
سنبقى في طريقهم
حجر عثرة..
كلما طرق سمعي نعي أحدهم
أتيه في لواعج اللحظة
يضيع صبري
و توقد نيران الأحزان
لا شيء يدوم
و لا أفظع من النسيان
سأظل أذكرهم
ما دمت
و سيعذبني التذكر
و كل الافكار..
تافه أنا
لا أساوي ذرة من غبار
و هذا الملكوت..
تافه أنا
مدمن على الكلام
و عنتريات فارغة برسم النسيان
سأظل أرقب الأحلام
تنمو في قلوب صغيرة
و أصغي لشهقة الدهشة
و شغف الأطفال..
سأظل..





dimanche 29 novembre 2020

توجيهات // محمد هالي // المغرب


اندفعي جهة اليسار،
هناك ود يعانق الشجر،
فرح يؤثث الحُجر،
و سحابة تزول ،
تسقط على شكل مطر..
اندفعي خلف الريح،
و وطدي الحبر في القلم،
اكتبي حرفك بقافية نازك الملائكة،
تجدين السياب يشرح حرية القصيدة،
لا بحرا يصدك،
و لا عجز في ترتيب الشدو،
سأستمع إليك بطلاقة،
و اوكسيجين رئوية ..
استنشاق هدوء على أرائك دفئية،
اندفعي بذاك النسيم،
بتلك القصيدة،
و تلك القافية.





رشفة من قهوتي .. // بوعلام حمدوني // المغرب

.. رشفة من

قهوتي
تحدث النكهة ..
عنك
حين يراود طيفك
أحلام صبحي
و الشوق يقتحم
طعم بن
ينشد تراتيل همس
ارتوت بدفء
نهار يصدح
بنوتات ..
عينيك
الشوق ..
يرتدي الفرح
و يراقص
قطرات القهوة
عذبة ..
نكهتها
بترياق رشفة
من نظراتك
فأختلس من القدر
هنيهة
أغلفها
بلون شفتيك
فينتعش جنون
اشتياق العشق
من ثغر ..
قوس قزح.







الكابوس ملكا // نصيف علي وهيب // العراق


رأسمال العيون أحلام، تراها حين الأفق يضيق، يتلبد بالداكنةِ غيوم، عجزها أن تنسج في الليل رؤاها، من عشوٍ، قسّمها بعداً ثالثاً لوجعٍ في العين، قد يفقأها من صيرورة هذا الكابوس، الملكُ على الروابي والقاحلة من الحرية، من سيقود الضليل؟ ليلمَّ معهُ الأحلام التائهة إلى نرجسِ قزحيتها، لا أملكُ إلا صبري، والكثير من القهر، وذاك الفجر.





إلى حيث أنا ..// محمد محجوبي // الجزائر


نابت هذا المعتق وردة التنائي توشوش لمواكب الفصول ، تتعثر أنفاسها بين جحافل سهاد تسوس من شدة السديم ، هل فاض الكأس تسويفنا المحال ، ومنتهاي رحلة شربتها غيمة مشردة لأرسم السحنة شجنا ناصع الليل على ارتعاشة ناي يتودد رماده واللهيب ،
ها أنذا أمتهن رشاقة الأبجدية لأعبر شوارع الذات مغمض الخلجات ، بالغ الوهج من أنات سليطة والأنا يعنون أسقامه مصابيح إطراق لعلنا بحر من شجون نتآلف أمواج البعاد عبيرنا السجين .




الوعي المرتبك مهدور // عبد الله اللمتوني // المغرب


ما لسحب الحزن أرخت بظلالها على العقول ، وما للوجدان بات سابتا في خمول ، وما للعيون أمست ذابلة ترى ولا ترى غير أشباح سرعان ما تزول ، والعزائم مقيدة بأصفاد وكبول ، وغار الكلام في الأوداج إلا حديثا فاقد المعنى متقطع الحبال غير موصول ، تتخلله لحظات صمت والعقل دوار تائه بين أوهام وطلول ، والتهور غشي بعضهم وهم غير مبالين بمفاجآت صادمات تقتل أو تترك الندوب والكسور ، يندفعون في جموع والعدو بينهم بسلاحه الفتاك يتحين الفرص في تمور ، أليس الإنسان أرقى الكائنات جدير بالعناية وربه متكفل بالأرزاق إن شمر على ساعده وعلت الهمم طاب الرفاه وعم الآفاق ؟ والتدبير المحكم لمصير الشعوب ضامن النجاة وخير ترياق

قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً . صدق الله العظيم .
أين هذا الإنسان من هذه المكانة التي خصه بها الحق سبحانه بما وهبه من عقل ونطق ووجدان وذاكرة وخيال وقوى نفسية ونفخ فيه من روحه وصوره في أحسن صورة وخصه بالقيم المثلى ؟ أين هو من توظيفها حتى يحقق خلافته على الأرض ويقيم العدل في تعايش و سلام ليستمر النسل ويبني حضارة ويواجه مشاكله بروية ورؤية نفاذة وتبصر جسور ؟
لماذا الارتباك كلما حل خطب وهو مؤهل بما لم تحظ به باقي الكائنات الأخرى من تفكير فاق الغريزة إلى تدبير شؤونه بذكاء وفراسة في سائر الأمور ؟
هي كورونا اجتاحت أبدانا في خلسة حتى تراءى القوم من بعضهم في ازورار ونفور ، وغاب عنهم أن مواجهة الخطب إن حل فحري بهم البحث في أسبابه وفي آليات مواجهته لدفع الثبور ، أليس في الوقاية منه أن تقطع بينك وبينه كل الجسور ، أليس في الأكل والمشرب الطبيعيين للمناعة خير عبور ؟ وللتباعد والكمامة وباقي الفيتامينات الموصوفة تقوية لاجتثاته من الجذور ، وفي طمأنينة النفس ودحر الخوف نصف الدواء و أسلم مرور ؟ هي الجائحات تعاقبت على الإنسانية عبر الدهور ، فأقضت وانقضت ، ولا زالت الأرض بسكانها تدور ؟ أليس مدبر الكون رب الملكوت أدرى بعباده وهو الرحيم الغفور ؟ أليس لهذا الإنسان بما حباه الله من نعم لا تعد ولا تحصى لربه شكور ؟ أليس لكل داء دواء والنوايا الحسنة إن تعقبت آثاره مع تطور التكنولوجيا وتقدم العلم تنسفه من الأصل وعلى جبروته تثور ؟ فمصير البشرية بين أيديها فإما فتح غيور ، وإما عواقب وخيمة لا تقبل عذرا لما الأجسام تخور ، فالمسؤولية يحسب لها ألف حساب قبل تنفيد القرار والندم بعد فوات الأوان ضحك على الذقون بعد أن ترعب الصدور ، فالتاريخ يدون كل كبيرة وصغيرة في سجل مسطور ، والحاذق من أمهر في منجزاته وخلد في الصالحات ذكره ويكون بها للأجيال المتعاقبة فخور ، ففي التأني راحة وفي التدبر حكمة وفي العجلة تهاون وقصور .




هذه الليلة // مليكة هالي // المغرب


كعادتي
أطل من نافذتي...
أعرف بأنهم يرونني
أعرف بأن جلهم حزينون...
أسمع ضحكات الأطفال
أبرياء
لكنهم خائفون...
أعرف بأن عين القمر
تراقبني
النجوم تبتسم لي
أما الغيوم
تتحرك
حركاتها ثقيلة
تمنع حبات المطر من
النزول...
أعرف كل هذا
عنهم
هم لا يعرفون أو يعرفون
كون
حجابي من ضباب كثيف
يفصل رؤياي عنهم...
لكنهم في عمقي
ساكنون
لا أكلمهم
هم من الأسفل
بعيونهم
إلي،ينظرون
إلي،قد يبتسمون...
أغلق نافذتي
يتعالى صوت
فيروزي
يطربني
أرقص كحمامة
أنام كالأطفال
أحلم بأيام
تدفعنا نحو السلام....





بين الوجع والكتابة // نور الدين برحمة // المغرب


فاصلة من شوق ...حب ...ألم ...فرح ...
فلا تجعل من لحظاتك كتابا لتفسير الاحتراق ...اكتب بحب قديس ودعك من تبرير الضعف وكن كما ارادت الفراشة ...عمرها انامل كف لكنها تعزف الجمال وتنشد النور ...
اتدري كم كان لك ....
كانت مساحة الحياة
كل القلب
احببتك لحظات
ليكون لكل هذا العمر
قصيدة بلون الفجر
كنت الزهرة في بستان الغرباء
وكنت الهزار
اقترب منك
تبتعدين
كنت الوداع ...
كنت اللقاء
لازال صوتك
يترنم باغنية الاطلال
لن اعود اليك
وان عاد الربيع
من جوف الخريف
سقطت اوراقك
شجرة صلعاء انت ....
ساكتبك بقسوة العاشق
قصيدة خائنة المعنى
وسأبحث عن مكانك الذي ازهر الوداع
كم كنت خائفة من التيه
وانا بجانبك ذلك الذي يرى فيك وجع الحياة ...
رحلت عني والشمس في عيني
لما رأيتك الان ...
غنت فيروز
لحن الوجود ...
وكنت وابنك في مغارة النسيان
الطفل في المغارة
وامه مريم
والباقي مني ومنك اغنيات ...اغنيات....
وانا الان ....
ارقن المعنى في مدينة ليست لي ...في مكان ليس مكاني ...ولكني هنا اشعر بوجودي لاني اشعر بوجع الحرف والمكان .....





samedi 28 novembre 2020

ما عرفتش // وفاء أم حمزة // المغرب


مَاعْرَفتشْ....
وَاشْ مَازَالْ تْزَغْرتْ الشّمسْ
فْعَرسْ نْهَارٌو
وْ يَتَفْتَلْ
مَنْ شْعَاعْ النُّورْ شْمَارُو
وَاشْ مَازَالْ يتْقَطَّرْ الزْهَرْ
مَنْ شْقُوقْ السْمَا
وْ تْغَنِّي لْبَسْمَة عْلَى اوْتْارُو
وْ هَذَاكْ الراَّكَد
فْكَرشْ عَاكَْرَة
يِفِيقْ واتّسْمَعْ اشْعَارُو
يْتْخَيِّط افْتَقْ الفْرَاقْ
يشْهَقْ الخَاطَرْ
وْ تَنْبَتْ الفَرْحَة
دَالْيَة فْجْوارُو
ؤ لَحْبَقْ
اللِّي عْرُوشُو صْفَارُو
يْتَّسقَى مَنْ عْرُوقْ المْحَبَّة
يرْجَعْ مَنْ ثَانِي
تَتْوَرَّد خْدُودُو
ؤ غْصَانُو يَخْضَارُو.




قصائدي ليست لغيرك ..// حميد يعقوبي // المغرب


كيف أرسل قصائدي لغيرك
ووحدُك نسيم الصباح الذي يتسلل لحجرتي عبر شقوق الذكريات والاشتياق ، وحدُك من يشهد لها حارس الأهرامات بزيارتي في مقبرتي قبل وبعد تحنيطي بقماش عفتك والخجل ، بل وحتى بعد نقلي للمتحف .
كيف أهدي قصائدي لغيرك
وساعتُك الوحيدةُ التي لا زال بندولُها يتراقص بعقلي ،وقد ظلت صامدةً أمام سارقي الزمن ومخربي العقارب ومُلْتَهِمي الأرقام ، فكيف أفسر لك اليوم أنك الماضي والحاضر في زمن الإهمال والنسيان ،واتجاهُ بوصلتي لا يرشدني إلا صوبك .
كيف أمنح قصائدي لغيرك
وأنت التي حولْتِني إلى ثرثار على صدر الورق ..أشرب الحبر من دمي كمدمنِ خمر لا ينتهي ،فأسكبه صبابةً ووفاءً لنبضك نحوي ، وجنونا قيسيا كلما هممتُ للكتابة عنك وإليك .
كيف أعطي قصائدي لغيرك
وأنت سفينتي التي كلما ارتفع منسوب مياه يأسي ببحري ، ولا جبلُ يعصمني من طوفان وحدتي . وكان قلبُك أقربَ إليَّ من حبل الوريد ،إليه آوي ،وذراعك طوق نجاتي ،بسخاء تنتزعينه لتضمينه إلى أشلاء ذراعي .
كيف أسلم قصائدي لغيرك
وقد انتزعتِ مني سنواتِ الطفولةَ ، لتلبسينني سنوات الشباب ،فأنسى معك الحلوى ولعب الصبا ، وأصبحُ ألفَ رجل في رجل ،يحتوي أنوثتك ، وغيرتك تكشف عن سر حبك ، وتصبحين ألف أنثى في أنثى تغري رجولتي ..
كيف أناول قصائدي لغيرك
وأنا حلالك بمقتضى قوانين وشرائع جنون الهوى ،وأنت التي أسقطتِ نواميس العشق كاملة ،لتحكمي بما شئت وكأنك بلقيس زمانك .. ومملكتي مباحةٌ لك ، وهدهدي طوعُ أوامرك يأتيك بأخبار ما أصنعه في غيابك .
كيف أهب قصائدي لغيرك
إن فعلتها فكأني تخليت عن روحي وعنك تخليت ، وليس لي في الدنيا سوى الله وعطفك ، فحين تعوذت على اذكار الصباح والمساء لأبقى على صلة مع الله ..صرت أيضا أذكرك صباحا ومساء لأبقى على صلة بالحياة .





vendredi 27 novembre 2020

و استقل الموت ..// وليد حسين // العراق


في رثاء أخي حجي علي
( رحمهُ اللهُ )
لم يفزْ بالحبِّ غيرُ عليٍّ
قد نزا كالشبلِ في المِحنِ
رجلٌ آخى الحياةَ مِراراً
وانبرى منها بلا عَطَنِ
اكتوى بالعيشِ يا لوجودٍ
مُبهمٍ في ظلِّ مُؤتمنِ
اِنزوى في الليلِ مثلَ طريحٍ
في وباءٍ حلَّ كالدَّرنِ
واعتراهُ الخوفُ حينَ مشيبٍ
مُوغِلاً .. في الرأسِ والبدنِ
يتلظّى منذُ دمعٍ سخيٍّ
ممسكاً ديباجةَ الحَسَنِ
أيّها الممتدُّ منذُ احتضارٍ
ما نَجا من رعشةِ الوَهَنِ
واستقلَّ الموتَ ذلك فجٌّ
والنوى ضربٌ خلا الإحنِ
أيّ قلبٍ في شيوع ابتهالٍ
قد رأى غيباً من السُننِ
ما جفا.. والمردياتُ ثقالٌ
والطُوَى حمّالةُ الفتنِ
لن يقاومنَ جميلَ صَنِيعٍ
دائمٍ أثرى من المُزَنِ
فَحَمَلنا كلَّ غيظِ الصحارى
واستبدَّ الفَقرُ بالوطنِ
يا أبا حسّو ..
الى إين تمضي ..؟
لم تنلْ قِسطاً من السَكَنِ
والليالي إن تمادتْ بفقدٍ
مابكتْ إلّا على رَزِنِ
بثيابِ الطهرِ كنتَ مهيباً
لسموٍّ حلَّ بالكفنِ
أيّها الباذخُ بين حضورٍ
شاسعٍ في السرِّ والعَلنِ
كانَ في الناسِ عظيمَ الحنايا
لم يكن يوماً بلا مؤنِ
ما سعى من دون حالةِ حبٍّ
حاملاً للبِشرِ في هُدَنِ
يستطيبُ اللحظَ لمّا تجلّى
كاشفاً للغمِّ والحَزَنِ
وتصدّى .. ما أشاحَ بوجهٍ
إنْ أبانَ الغدرَ في الهَجُنِ
وارتدى للخلدِ ثوبَ كفاحٍ
من جزيلِ الشكرِ والمِنَنِ
يعتلي للمجدِ ألفَ صهيلٍ
ما كبا في باحةِ المهنِ
رُبّما .. للناسِ بعضُ سطوعٍ
ماثلاً في الشكِّ والشَجَنِ
ما أضلّ الخلق غير دعيٍّ
كبلوغ الرجسِ في الوثنِ
نَمْ عزيزاً ياحبيبَ قلوبٍ
موجعاتٍ من رحى الزمنِ
استشاطتْ والعيونُ حَيارى
في مصابٍ جلّ بالمدنِ
ما همى حتّى أتاحَ لقلبٍ
عابثاً في سكرةِ الوسنِ
وهوى الصبرُ غداةَ نحيبٍ
باجتياحِ الدمعِ لم يَبُنِ.








سرد تعبيري // علاء الدليمي // العراق

 

تسحرني كثيرآ سماؤك المتوهجة بالحنين ، كيف أنجو من طوفان الحب وأشرعة الغرام لا تهدأ إلا برضاب الشفاه هيا نجذف بذراع الوجد لنغرق لحظة العناق في بحر الهيام ، عند مرسى السفن الأرصفة مضاءة بجذوة المشاعر المتقدة لترسو أجنحة العشق وهي تلامس شغاف الروح لتقبل أنثى الشمس






كوة الانتظار // جواد البصري // العراق


أجراس الأشواق
دائمة السكوت
حبل القطيعة استطال
في المدى..
ترهلت خيوطه
فبات كبيت عنكبوت
فاستعرت صوت بائع
الخضار..يوقظني لأرسم
فراشة..عند الشروق
تدور حول زهرة كللها بنداه
الضباب..ظنت أنه دمع بكاء
راحت تعانق مياسمها
بحنان..
وصدى عطرها يُطيب المكان
فصرختُ بأعلى صوتي:
أين الذي كان وكان؟
كأنني عليل وأخذته
نوبة هذيان..
اِغترف الشحوب مني
نضارة ملامحي
"فبدوت ك الأسير
من كوة الإنتظار"