dimanche 30 avril 2017

يوسف في غزة // رضا الموسوي // المغرب

يوسفُ في غَزّة

********
يوسفُ في غزّة
وإخوته ينهشون لحمه
لا قوافل في هذه الصحراء
والعابرون 
جثث محشوة بالهواء
الذئاب أرحم يا يوسف
ارفع عينيك
سماوات الجب أظلم 
و ألف رؤيا 
حدثنا 
كيف تقطف الرياح 
الأقمار
وراء المجرات البعيدة
كيف تتحدى لعبُ الأطفال
زمجرةَ الأحقاد
كيف يشتعل الليل 
زغاريدَ دموع 
وأشلاء فرح
الصبحُ قرار
إنهم فتية آمنوا بالوطن
تهجدوا حبات التراب
صوبوا زيت القلب 
على رأس الصنم 
أطاحوا قلبَ الليل 
يوسف
إخوتك يبيعون دمك للغريب
لا تحزن
أنت العزيز
ورأسك 
تتدحرج على أرض الكنانة
بين الصفا و المروة
أهدروا دمك
حضن الصحراء أسلم
لَمْلِمْ جِراحك
واكتب لغز السنين العجاف
اثنان و عشرون سنبلة 
والجوع يحصد المدينة
يعقوبك ما بكى
ولا ابيضت عيناه
من أنين الثكالى
وحدها طيور الشام
تغرد
بشرى من فجر
رجال الله
صوت من رصاص 
ومن شهادة
ارفع عينيك
خبز
قربة ماء
رشاش
ودعاء
يوسفُ في غزة
أنت الوعد المنتظر

**** رضا الموسوي ****

samedi 29 avril 2017

الخطاب بين التقمص والجموح // عبدو الكوشي // المغرب



ليست المسألة بعدد نقرات الإعجاب أو كم من التعاليق العابرة، الأمر ليس مقايضة بالتفاعل لأنه ليس تفاعلا أصلا ما دام يبحث عن فعل لأجل رد الفعل، كعملية أتوماتيكية تلقائية خالية من أية بصمة إنسانية. إن الغرض من الكتابة عبر هذا العالم الإفتراضي هو تقريب الأذواق و دراستها، البحث عن مستوى التفكير و ميولاته، و لم يكن ما قيل بشأن تقييم الشخص  من خلال منشوراته أنه ضرب من العبث، بحيث كلما ارتقت يرتقي صاحبها و العكس بالعكس ما دامت من إنتاجه، و أكيد أن هذا العالم الهلامي أكثر تعبيرا عن الشخصية بعيدا عن ضغوط المواجهات المباشرة و المثبطات الإجتماعية و الثقافية، التي قد تعيق التواصل السلس دون قيود، و تلك الإعتبارات التي تتحكم في الخطاب الموجه، و تعدله كفكرة قبل ترجمته إلى مخارج صوتية تتراوح في نبرتها بين الإعتدال و الشدة، التحفظ و التلقائية، إقتصادا في التعبير أو قولا في إلتواء تملصي، إن هذا العالم يتيح لنا الإمكانية للوقوف    على مجموعة من الإختلالات التي تؤثر في الفكر و الشخصية 
و أكيد أن الغموض يلفه أي العالم الإفتراضي لكنه مجال يتيح الإمكانية لجمع شتات العلاقات غير المعلنة و التي تتطلب تقليص المسافات و الفوارق برمتها، لبلوغ التقريب و التقارب
 نقرأ للجميع دون استثناء، نقارن هذا بذاك، و نحلل اللفظ باللفظ و نبحث بين الهوامش الضيقة عن المعاني الهاربة، و ليس من الصعب تعقبها مادامت القراءة تحتكم لأدوات التحليل التفاعلي بعيدا عن التأويل بالظاهر، و الجزم بالبديهية و التفسير الإستعجالي المنفعل. فعلى سبيل الحصر لا التعميم، تلك الخطابات التي تتقمص الواقع حرفيا ليست من الرقي في شيء، إنها تكرس الجمود فينا حين تحصرنا في مواقع ندركها سلفا فوق الأديم و عبر الألفاظ: و ماذا بعد حين أراك تجسدني في قالب سردي يرسمني تفاصيل سطحية، و أنت تتقمصني أو تتقمص ذاتك إنفعالا و فعلا بين الفضيلة و الرذيلة في تفاعل مع المحيط بحيه و جامده، اختلالاته و انحلاله. ما هي الغاية من وراء ذلك و هل جعلني هذا الخطاب أتجاوز قيدي المتقوقع بواقع مُطْبِق و مُقلِق. و كأننا نكرس لتلك الفوضى العبثية و المقيتة بالملموس و المجرد بين مجال معاش و عقل متخبط، و لعل الأمثل و الأنسب أن نتوجه نحو خطاب يقفز على هذا الواقع دون إغفاله أو إهماله بأسلوب و نسق يغير نمطية الإلقاء و يحرك فينا النزعة نحو التأويل التجريدي لما وارء اللفظ الجامح، و قد كسر خطابك هنا قواعد كلاسيكية ميتة تُنْزِل الزخم الخانق كما هو و كأنها سلعتنا ردت إلينا و السلام، و الحكمة تقتضي أن أجعل عقلك يستريح من التناقضات المحبطة و صياغتها بأسلوب فريد يجمع بين الماكرو الظاهر و المُشَاهد معاينة و عيشا، والميكْرو الخفي بين الألفاظ الهاربة و نسقية الخطاب الجامحة، ليس تعجيزا و لا تنطعا، لكن لتسحب عقلي و عقلك نحو مرتبة تجعلنا نتملص من هذا الثقل المعجز، لكي يتحرر و قد تحرك بجهد مقبول يكشف خبايا هذا الخطاب و يفكك تفاصيله تفكيكا إبستيميا، يجعل المفهوم/الغاية بسمته التجريدية، قابلا للتفكيك إلى بعد أقل تجريدا حتى نستطيع بداية استنباط المتغيرات التي تَشُّل فكرنا بشكل راق حين نتوصل بالمؤشرات ذات الدلالة الملموسة واقعا، و قد استطعنا حينها  فك العزلة عن مفاهيم الخطاب بمؤشرات تزيح عنها طابع التجريد و تمكننا من فهم مواطن الخلل بعيدا عن زخمها الخانق حين يقطع العقل تلك المسافة في القراءة ذات السمة التفكيكية لبلوغ ذاك الخفي الذي يغيب عنا ما دامت خطاباتنا تقمصية بشدة و تنتهي بتأويل سببي فوقي أو استنباط متسرع مدفوع بنزعة البداهة. فيظل التخبط بين واقع معاش و واقع مسرود سلسلة تسحبنا عبر حلقة مفرغة من هنا إلى هناك و يستمر التخبط دون طائل


عبدو الكسيري الكوشي




بائع متجول // فاطمة جمال // لبنان


بائع متجول ولد مراهق
كتلة لهب تشتعل ، يجر عربة عليها أصناف حلوى..
أنا لا أحب الباعة المتجول منهم ولكنه يغطي بضاعته بورق السيلوفان ...
ينادي هريسة للحلوين ...
غريبة للعسولين
عوامة للحنونين
عبيدية سمسمية فستقيه
ويقترب منه الزبائن ويشترون
له صوت صادح
نشيط في البيع
في سيارتي جالسة منتظرة
أتسلى بالنظر حولي
كان يراقبني ويعلم أني أنظر إليه
كنت قريبة منه وأنا أنتظر.....
أنا كنت أحاول أن أملأ وقت انتظاري لأخي
باع بعض الزبائن والتفت إلي وأخذ قطعة حلوى واقترب مني سلم علي وقال تفضلي ابتسمت له وقلت شكرا أرجوك اقبلي مني قلت له شكرا لا أرغب ...نظر إلى الأرض متآسيا أترفضين ﻷني فقير وترفضين ضيافتي
آخذت نفسي ، لا أرجوك ولكن لارغبة لي في الطعام ..فقال والله إقبلي مني لقد آنست فيك خيرا
قلت هاتها كانت قطعة عبيدية وأنا أحبها ، قضمت قضمة وأكلتها ..لذيذة الطعم .
قلت له من يصنع لك هذه الحلوى ؟ قال لي أبي يصنعها ويبيعها تعب ومرض ماعاديقدر على الخروج والعمل ..فأخذت مكانه ...قلت له الله يقويك ويشفي لك والدك ...فرد علي الله يسلمك ، سألته أنت تتعلم في المدرسة ؟ قال وصلت لصف الشهادة المتوسطة وتسجلت لادرس وسأنجح وأعيل عائلتي قررت أن أصبح مهندسا أنا شاطر ومتفوق ....
وعلا صوت الرصاص اشتباك مسلح..
لاشعوريا خفضت رأسي في السيارة..مع كل رصاصة كنت أهتز خوفا...وأفكر بأخي الذي دخل ينجز معاملته
صارت معمعة .....
انتهى الخلاف...انتشر الهدوء خف الضجيج رفعت رأسي ونظرت من على يميني شاهدت عربة بياع الحلوى..بقيت كما هي التفت قرب السيارة ذهلت وصعقت من منظر الفتى مضرجا بالدماء ورصاصة بالرأس ....ويلي الفتى مصاب وحوله الناس تجري .. حمله المنقذون سألتهم أهو بخير؟ قالوا ..أسفي على شبابه
دمعت عيناي ...
أحلامنا تنتهي برصاصة سجلت ضد مجهول ....

فاطمة جمال.....

مختلف هذا المساء..// خديجة حراق // المغرب

مختلف هذا المساء
جاء الاثير يحمل اصواتا
غريبة الوقع هزتني
ركبت صوت مذيعة من هناك
اجنحة معاناة وصراخ
حطت على كتفي
اطفال. ,,شابوا قبل الاوان
نساء...نسين الكحل والدلال
رجال ..جلسوا على كراسي اليأس 
الى اين تحملنا الريح ؟ 
ماذا لو كانت 
تصب زيتا على قناديلهم الباكية
لنشعل لهيبا لا يخبو...كما كان دائما
صفحات دمنا تتراقص .. 
والصفحة الاخيرة .. يرسو عليها القلم
هناك ...بغداد...سطور من بابل والهور
ترسم الحياة
دمشق ...تعصر قطر الياسمين
تطيب به الانفاس
القدس. ....صفحة المحجة البيضاء
شريان الروح ., تجمع اطراف الاجساد
متى نعود....
ونزيح ظلمات سود 
فسر خالقنا
امتداد لما عهدناه
...نخيل سامق وياسمين وزيتون


خديجة حراق


jeudi 27 avril 2017

قراءة في قصيدة " طريق متعرج " للمبدع أسيف حسن // أمينة نزار // المغرب


طريق متعرج
******
لامع أنت أيها الليل
تائه حول الأرض
وأنا هنا ..
لا يهمني من أين أبدأ
ما دام أن لي
عودة إلى هنا
لأرافق الحقيقة
على طريق اليقين
بعد شروق الشمس .
وأنت يا أنا ..
اِصغَ لعباراتي
ستدرك منها
طريقا آخر
غير طريقي
ستتعلم أن الوجود
غير موجود
واللا موجود
موجود بالفكر
خارج الزمن .
سأتكلم ..
سأريك
حشدا من الإشارات
تنطلق في كل الاتجاهات
في جسم ليل
سميك ثقيل
وفي الردهات .
اليوم ..
ليس للشمس
موطئ رِجْل بعوضة
ولا جدوى من التطهر
فالذي وقع أمس في التراب
يغتسل اليوم بالوحل
والحمير
تفضل القش
على الذهب .
اليوم ..
نصف البحر
تحول إلى تراب
ونصفه الآخر
إلى بخار .
أما نحن ..
فموجودون
وغير موجودين .
اليوم ..
على محيط الدائرة
اختلطت البداية
بالنهاية .
ومن الأفضل
أن نخبئ عوَزَنا
لتبقى ثروتُنا
يقرضها فئران
ما دام ليس بيننا
قط أجوَدُ .
Assif 10


******

من خلال هذه القراءة المتواضعة سأركز على المحاور  التالية :
·         العنوان : يبدو أن الكاتب تعمد استعمال صيغة النكرة " طريق متعرج" وهذا يدل على أنه ليس هناك طريق واحد بل طرق متعددة متعرجة وهذا فقط واحد من بينها ، كما تعمد استعمال "متعرج " ولم يقل "منعرج" ..
وكلمة " متعرج " تعني  " الانعطاف والميل ، كما أن  التعرج هنا مقصود  وبفعل فاعل بهدف حجب الوضوح في الرؤية وخلق صعوبات  وعراقيل تحول دون الوصول إلى الهدف المراد تحقيقه بشكل مباشر ، فالمنعرجات دائما تشير إلى صعوبة المسالك وترافقها إشارة " خطر ".
وإذا كانت القاعدة الرياضية تقول "أقصر مسافة بين نقطتين هي خط مستقيم " فحين تتعذر هذه "الاستقامة" نتيه في المنعرجات التي تستنزف ذواتنا بدنيا ونفسيا وتستنزف وقتا ثمينا  كان يمكن توظيفه  لأغراض أخرى، مع عدم وجود ضمانات على الوصول إلى الهدف من عدمه .
·         زمن النص : الليل ، والليل كان دائما ولازال للشعراء ، للفلاسفة والمفكرين عموما زمنا للاختلاء بالذات ومساءلتها  ، للتأمل ، للتدبر ، للغوص بحثا عن كنه الأشياء ، والنظرة إلى الأمور خلال الليل تختلف تماما عن مثيلتها في النهار ..وقد وصفه الشاعر هنا بنعتين " لامع " وتائه "
    واللمعان يمكن أن يكون حقيقيا بحكم النجوم التي تتلألأ في سمائه ، ويمكن أن يكون مجازيا باعتبار الإلهام والإشراقات التي يأتي بها الليل للأدباء والشعراء على الخصوص  ، كما يمكن أن يكون " تهكميا " ironique لأنه سيعود فيما بعد ليقول عنه " ثقيل وسميك ".. والسمك والثقل يحجبان اللمعان طبعا .
أما الصفة الثانية فهي التيه ، والتيه حالة من الحيرة والضياع والبحث عن الذات .
·         مكان النص : " أنا هنا " وهذه ال"هنا" يمكن أن تدل على مكان حقيقي ، كما يمكن أن تعني مكانا افتراضيا غير محدد ، تدور فيه الذات الشاعرة في حلقة ماتكاد تصل إلى نهايتها حتى تعود إلى نقطة البداية من جديد . لذلك بدأ الشاعر يتعامل مع هذه النقطة بنوع من اللامبالاة ويركز على هدف أرقى وأهم  وهو  "مرافقة الحقيقة على طريق اليقين " ، الحقيقة  المؤكدة  بعد أن ينجلي ظلام الليل وتشرق الشمس .
·         الذات المخاطبة : " أنت ياأنا " والخطاب هنا يهم كل شخص ينتمي إلى محيط الشاعر ويعيش نفس ظروفه ، يرى فيه ذاته ويتقاسم معه معاناته وهمومه اليومية ، يتوجه إليه بخطاب قوي ، بصيغة الأمر " اصغ لعباراتي " لابهدف  فرض  هذه العبارات  على الآخر قصد تبنيها  - وأؤكد هنا على "الآخر " دون الغير لأنه المستهدف بالأساس  - بل لأنها ستفتح له أفقا للتأمل ، ليدرك أن ليس هناك مطلق ، فما يبدو موجودا بالنسبة للبعض غير موجود بالنسبة للآخر، وماهو غير موجود في الواقع يمكن أن يكون موجودا  في دواخلنا  ، في الأفكار التي نحملها والقيم التي نتبناها ، ونسعى لتحقيقها حفاظا على الانسجام مع الذات ومع المواقف خارج حدود الزمان  والمكان ...
وهذه دعوة ضمنية إلى تبني الفكر العلمي الذي يؤمن بالنسبية ، ونبذ الأفكار المطلقة النابعة من التطرف الفكري والديني  ورفض الآخر والمختلف .
ويؤكد على مايقول بالاستشهاد " سأريك "  بعدة إشارات التقطها من الواقع المعيش الذي غاب فيه النور وطغى عليه الظلام فصار ثقيلا سميكا :
-          "هناك من وقع في التراب ويغتسل  اليوم بالوحل"  وهنا يرمز إلى الذي اختار طريقا مخالفا تماما لما تمليه الأخلاق والمبادئ والقيم الإنسانية النبيلة بهدف تحقيق مصالح مادية صرفة ، وهذا لاأمل فيه فالحاضر ليس دائما قادرا على تدارك أخطاء الماضي وتصحيحها " ليس هناك موطئ رجل بعوضة لنور الشمس / لاجدوى من التطهر "...
-          " نصف البحر تحول إلى تراب ونصفه الآخر إلى بخار " والبحر هنا يرمز  إلى المجتمع الذي انقسم نصفين : نصف مادي تحركه وتحكمه الإغراءات والمصالح المادية ونصف آخر عدمي ألغى وجوده بمواقفه السلبية ..
 " نحن موجودون وغير موجودين " ، وهذه الفئة إذا وجدت جسدا فهي غائبة فعلا وممارسة ، تدور داخل حلقة مفرغة " اختلطت فيها البداية بالنهاية "  ، لاهي قادرة على تقبل الوضع الجديد والاندماج داخل منظومة القيم  التي فرضتها متغيرات كثيرة اقتصادية ، سياسية ، فكرية ... وانعكست على المجتمعات بقوة ، ولاهي قادرة على إعلان رفضها وتمردها على هذا الواقع الجديد والارتقاء به من موقف إلى فعل .
ثم يخرج الشاعر من " التعويم " ليعلن عن موقف شخصي من هذا الواقع " إذ فضل التواري وترك " الفئران " ويعني بهم ناهبي خيرات البلد " ليقرضوا  " ويستمروا في نهب هذه الثروات التي يمكن أن تكون رأسمالا ماديا أحيانا أو لاماديا أحايين أخرى  ، مادمنا لانمتلك الشجاعة على مواجهتهم والوقوف في وجه ممارساتهم ووضع حد لها  " مادام ليس بيننا قط أجود " وبذلك نستحق مايحدث لنا .

نص  تأملي عميق ، قوي ، غني بالرموز والإيحاءات التي تتطلب الوقوف والتوقف عندها طويلا ،  نقد لاذع  حد القدح أحيانا ، لأوضاع مجتمع غلب عليه الاستغلال و استشرى فيه الفساد  لدرجة التطبيع معه ، صيغ باحترافية عالية ليست عزيزة على مبدع وناقد قدير ، لكن  نبرة التشاؤم  والتسليم بأمر واقع دون الدعوة إلى محاولة تغييره أرخت بظلالها على النص.
تحيتي وتقديري.
**********

أمينة نزار

سيدة المطر..// بلقيس الثائرة // المغرب



هي سيدة المطر، لم يغرها فصلٌ غير الشتاء.لكن الربيع كان يعدها دائما بمهرجان الالوان الزاهية، وكان يغذي فيها، ذاك الارتباط الروحي بين الانسان والطبيعة.
فصل صارخ الجمال كالربيع، لم يكن من الممكن أن يمر دون أن يعزف على أوتار قلبها ألحانه المبهجة، فتغذو غيمةً ماطرةً، تسقي زهور البنفسج العطشى، وتداعب شقائق النعمان المتوهجة، وترتدي من الفل الناصع البياض، وتكتحل من التوليب، وتتعطر بالياسمين.
إنها الارض تعلن موسم فرحها، فكيف لا تقاسمها البهجة، وكيف لا تهفو إلى مواطن الحب فيها.
كيف تتخلف عن حضور زفاف الطبيعة، وهي تختال في كامل ألقها، وتفرض نفسها جمالا لا يمكن أن تقاومه الابصار.

بايعت لجين القمر ..ندى ندى العمر // المغرب


بايعت لجين القمر
و أناأتنهد خوفي
أراقب مد الوجع
أخشى عواء ذئب
يرقب رابية حلم

أدمدم بمفردات
قص عطرها
أسائل موج الدمع
عن نثرات الصبا
.عن ضحكات شاردة
يجيبني هدير ضرير
بغمر ليلي
أتكوم وعقارب انتظاري
أتجمد
ألوح لعصياني
لدفء مناري
حتى لا ينكدر القمر
كي لا يختطف وحش الأسى ليلاه
أصمت
تتدلى اللحظات في خمول
أقامر بثانية من حياة
أهرب من مغصي
أسقط الحذاء
أسمالي من اللون تتنكر
أغدو بالية الجوارح
منفوشة الحس
ربيبة سعي من عمر مسهد
 .في ليلة مقمرة
 
*****

mercredi 26 avril 2017

الحب ترف ..// عمر حسن الخيام // سوريا


تلك التخمة متعبة مؤلمة

حتى انها مصيبة في عصيان وعسر هضم
الحب ترف مولاتي 
الحب 
شيئ خاص وفخم جدا يروق
لا يعرفه المتسولون 
وانا اعتدت التسول 
أقف 
على الناصيه 
تمر الموجة تلو الموجات وبحرك
يجذبني 
تردني كل يوم الف خاطره 
على الصواري
اردت تدوينها لك 
لكن الياطر 
جذبني 
الى ماء بارد فاقد الدفء

احتاج الى قلادة 
اعلق لك القصائد 
قافية قافية
حرفا 
حرفا 
واكتب في الجانب الاخر 
دمعات نهد يدر عشقا
تضرع 
وتجرع 

عشق فخري

 عشق رمزي
اضحكني الحب الفخري
اتدري 
تلك الحالة من الترف 
اتدري قرف اصاب الفقراء 
اعترى 
العذارى 
..من الحي الاخر 
توقف السير 
.مرت قافية من هنا
****
عمر الخيام الدمشقي 
استنبول المنفى

إلى عاشقة الليل 1 // أحمد خاليص // المغرب


إلى عاشقة الليل
*******
" لا تكن بلا حب، كي لا تشعر بأنك ميت "

جلال الدين الرومي
****************
سحابة صيف حجبت شمس أحلامي 

هنيهات 
أمطرتني بلغة العتاب
علمتني 
أن للوقت صدى
يسكن بين عقارب الساعة 
أين يموت الزمن 
و يحيا 
و تبقين تبقين وقتي 
و راحة لروحي 
يغار منك الليل و سكونه 
و بهرجة النهار 
لأنك مؤنستي 
و وشوشة ربيع عمري 
يا أميرة حرفي 
 .و إلهامي

*******
أحمد خاليص

mardi 25 avril 2017

قالت وهي تودعني ..// أحمد بوحويطا أبو فيروز// المغرب


قالت وهي تودعني 
******
يؤازِرُني أنا شجرُ اللوزِ فأنسى 
حينَ يُذوِّبكِ الحنينُ في جَسدي 
كُلما أضاءَني نجمٌ مشيتُ إلى آخِرِِ 
حافياً نازفاً كالمسيحِ 
أقتفي أثرَ الزنابقِ فيكِ 
أُسَمي النَّمَشَ المُبعثرَ على حافةِ نهديكِ حجلاً 
أخبَرني أنَّ آذارَ لمْ يَزُرْ بلدي 
و أنَّ التي توَددتْ إليكِ إنما كانتْ تودُّ مَصرَعكْ

قالتْ و هي تودعُني 
و أنا أُوشِّحُ صدرَكَ بالألمْ 
نَسِيتُ أن أقولَ ما أروعكْ 
فللِنَّبيذِ في شفتيكَ وخزةٌ توجِعُني 
و تُقنِعني بأنْ أُقنِعَ الوجعَ اللذيذَ 
كي يثورَ في وجهِ العَدمْ 
ليحْملَني على كتفيهِ كي أتبعَكْ

لحَستُ دمعةً عبرتْ شفَتيْها شمالاً 
رأيتُ المَدى مُشْبَعاً بالنوارسِ 
و غيمتينِ تتموَجانْ ... تتوَجعانْ 
و الصَّدى يبكي لبُكائِهما و السندِيانْ 
قبلَتني ثم قالتْ و هي تودعُني 
أنا التي طوَّعتْ عواطفُها الضجَرْ 
و أوقَفتْ نبضَ قلبِها في انتظارِكْ 
فخُذني إليكَ و فُلَّني كي أكونْ 
ألا يفلُّ الأُرجوانَ إلا الأُرجوانْ ...! 
فلا أمي سَتوبخُني 
إذا تفحَّمتْ على يديكَ أُنوثَتي 
و خِفتَ أنتَ عليَّ من فراشةٍ أنْ تُفزِعَني 
حَلَّقتْ فوقَ هرَمينِ صغيرَينِ 
تفتَّقا في غفلةٍ من جسَدي 
فأكرمتُ مثواهُما منْ أجلكْ 
و حاشا لبناتِ آذارَ الأنيقاتِ 
و قدِ استَحلفتُها بربِّ الأقحُوانْ 
و أنتَ حبيبي أنْ تَقُضَّ يوماً مَضجعَكْ

قالتْ و هي تُعِد نفسَها لي و لنفْسِها 
سلامٌ عليكَ يومَ أدمنتَني 
و يومَ أهديتَني قمراً لا يَبلى و لا يزولُ 
من ليلتي هديتكَ الأخيرةَ 
خِفتُ عليها منْ عسلِ الغموضِ 
و خِفتُ على فنجانِ قهوتِها منَ الأسَى 
و على ليلةِ حبٍّ قد لا تطولُ 
فانتدَبتُ قلبي حاكماً على عَصْفِها و رُمانِها 
و نَسمةٍ ما كانَ لها أنْ تكونَ 
لولا أنها لمستْ قَصَّةَ شَعرِها 
و قبَّلتُ شفاهاً كانتْ تُربي ضَحكةً 
تختزلُ آذارَ كلَّهُ 
و تُجَنِّنُ أَعْقَلَ الكمنجاتِ حينما لا تقولُ 
و أنا أصْرِفُ قالتْ عنكَ كيدَهُمْ 
..كم سأكونُ سَخيفةً 
إذا نَسِيتُ أن أقولَ ما أروعكْ 
ما أروعكْ... ما أروعكْ 
*****

أحمد بوحويطا أبو فيروز 
% المغرب %

انبعاث // زينب طهيري // المغرب

انبعاث
****
من رحم الصقيع
في حلكة ليل غزا الأفق
يمتد عنيدا جبارا
يعيث قهرا
في مواسم الجماد
من رحم الصمت الرهيب
أشعل الثلج لهيبا
انبعث زهور ثلج
تكسو وجه المحيط
سواد حالك
يلتهم خزائن الشتاء
يستعذب أنين الأحياء
يفرغ الاثار والديار
يبيد جوهر الحياة
شفق قطبي
ينبعث من رحم الكون
كلمح بصر
كفسحة عمر
كنفحة زهر
كجذوة جمر
تصهر الجبال جداولا
تنساب
تنعتق من كبلات الخوف
كفلق الصبح
كنسمة الفرح
كلحمة الجرح
يسري ترياقا
يذهب بأسا 
في الروح والجسد
سفر روحي
صوب عوالم نورانية
حيث ترفل الروح
عروسا
في بحبوحة النسيان
******

مزنة الحياة // حميد يعقوبي // المغرب

مزنة الحياة
*****
سأبحث عن بقايا فقدي في عينيك
وأنبش في قلبك عن بداية شهقاني منذ أجيال وأنا أترقب موكب البهاء أتعقب رائعة العشق في أنفاسك
أبحث عن ظلي الجاثم تحت شمس حاجبيك أنقبُ لك عن مستقر تحت ركام ذاكرتي فأيقظتِ نشوتي ذات صدفة ..بعبير الحياة منك ...عيناك وعيناي ...شفتاك وشفتاي
...كلك وكلي يحيى أحدهما على أشلاء الآخر ويعصر مزنة حزنه على قدح النسيان والإنعتاق اقتربي مني ..لتملأنا روح الحياة ترسمنا أقواس قزح على عزف أنشودة المطر ..فلتأتيني خالصة ..طاهرة ..لملمي ماضينا ومزقيه كالأوراق ..ولتأتيني من كل الجهات ففي السماء أمل سيعزفنا كل ليلة وفي موسيقى شهقاتنا رقصة ..ينصهر لها جسدانا ..فتشكل بالقبلات جسدا واحدا ************************* حميد يعقوبي /القنيطرة

lundi 24 avril 2017

سلالة قابيل // مريم محمد المهدي التمسماني // المغرب

سلالة قابيل
****
تتناحر…على خاصرة الوطن المسبي
تتقاتل…على مداخل مدن وطني
لم أعد أدري
من القاتل ولا المقتول
من الغالب و المغلوب
كل ما أدري
أن الكل رفع اسم الله
وأن الكل سمى نفسه بالشهيد
اختلط الامر
واختلطت كل الأوراق
أوراق اللعبة المخزية
غربة…غربة…غربة
لازال وطني الحزين
يجلد…يقهر…يصلب
حرب مسعورة
أكلت جوانح أمتي المسلوبة
حرب مجنونة
تهذي…تصرخ…تهرول
بين أزقة بين دروب
حلب،موصل،عدن
عيناي تؤلمني
صور الظلم..تنتشر
لوحة فاضحة…عارية
أصيخ السمع
تنحبس أنفاسي
صمت صاخب
أخشى ما أخشى
أن أفتح عيني يوما
فترتطم… بفرار وطني
بمغادرته …بلارجعة
آه !
نحن أبناء العقوق
إخوان الأعداء
رجس الجحود
سلالات قابيل
أخشى ما أخشى
********
مريم محمد المهدي التمسماني

طنجة – المغرب