ملاكٌ أنتِ
ملاكٌ أنتِ
من ضياء الخجلِ ترجلْ
وفراشةٌ من رقَّتِها
ينحني الزهرُ ويخجلْ
ووردةٌ من حُسْنِها
غار وردُ الكونِ
وآثر أن يذبلْ
تبهجُ القلبَ طلَتكِ
وتستبيحين المقلْ
وتصلُ القلب بلحظةٍ
دون أنْ تسألْ
طلبتُ ودَّها فقالت تَمَهلْ
لستُ باقيةً طويلاً
وقريباً سوف أرحلْ
خاطبتُ عقلها وقلبها
متسلحاً بصدقي وحسي
وبديعِ الجملْ
فجاوبتني وعيناها شاردةٌ
مالي أراكَ وكأنك محاربٌ أعزلْ
قِطارك يتجهُ عكس قطاري
وأنا ماضيةٌ في الطريق الأطولْ
وأنتَ باقٍ حيث أنتَ منذ قرنٍ
سنين العمرِ تُسرقُ منك وتكهلْ
ولكن فيك بعض منّي
وإنْ كُنتُ أنا الأجملْ
وحين صافحتها مودعاً
وضعتْ في يدي قصاصةَ ورقٍ
رَوَتْها بدمعٍ كادتْ أن تتحلَلْ
وهَمَسَتْ لي إيْاكَ أن تقرأها
قبلَ أن أرحلْ
ومضى قطارها في طريقه
وبقيتُ مُتسَمِّراً أتأملْ
كيف انسَلَّ حَبْلُ الأملِ من قلبي
خلفَ قطارها وهو يأفلْ
وحين غابتْ عن ناظري
قرأتُ في قصاصةِ الورق أسعدَ الجملْ
(غداً إن جمعنا قطارُ العمرِ ثانيةً
بأقلِ من قلبكِ لن أقبلْ)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.