mardi 31 décembre 2019

كلما أقرأ.. // جلال عباس // العراق


كلما أقرأ
دُجى ...سدول الليل
..في السحر 
أكترث كثيرا للغياب
واللقاء يغدو فرض انتظار
حينا يجمعني ... وحينا آخر يقسمني
كلاهما ثرثرة في أوج الصمت
أكتب نثرا كالرمل
بحاجة الربع الخالي
السير فيه طويل .... منهوك
أخشى أن يقرأ أولادي
تاريخ حقبة
حاصرتني فيه الجهات
وانا أفتش في راحة العمر
.عن قصيدة كتبتها في الغياب





وعام جديد يأتينا ..// إبراهيم جعفر // مصر



هـاهـو عـام جـديـد
يُـطـلُ ويـأتـيـنـا
فـهـل نـرومُ فـيـهِ
تـحـقـيـق أمـانـيـنـا.؟
فـنـرفـلُ
في ثـوب المـحـبـةِ
مُـتـسـامــحـيـنـا؟
وتُـرفـرف فـوْقـنـا
رايـات الـسـلام.. أمـنـيـنـا ؟
نـنـبـذُ كُـل خـلافٍ بـيـنـنـا
شـتـتـنـا سـنـيـنـا
فـأدمـى الـقـلـوب
ومـزق مـنـهـا الـوتـيـنـا
فـيـعـمُ الـرخـاء
ونـبـنـي الـجـنـةً بـأ يـديــنـا
وتـفـوح الأرضُ عـطـرا
وتـكْـتـسـي فُـلَّا ويـسْـمـيـنـا
تـلـتـئـم الـجـراحُ
وتـمـلأ الأفـراح ُ واديــنـا
ونـهـدمُ مـخـازن الـسـلاح
ونُـقـيـم فـوْقـهـا
بـيـوتـا وبُـروجـا تـأويــنـا
وخـمـائـل غـنـاء
نـمـرحُ في ظـلالـهـا
فـا رحـيــنـا
يُـبـهـجـنـا زهـرهـا
وسـحـر ألـوانـهـا تـفـانـيــنـا
ويُـطـربـنـا طـيْـرهـا
شـدواً أعـذبُ تـلـحـيــنـا
لا أحْـقـاد ، لأ أطْـمـاعَ
لا بُـغـض يُـشْـقـيــنـا
والـحـروب نـرْجـمـهـا
ونـحـيـا
في هُـدوء أمـنـيــنـا
الـحـكـمـةُ تـغـدو ديـدنـنـا
والحُـلم حـصْـنـاً يـحْـمـيــنـا
لا عـقـيـدة تُـفـرقــنـا
فالـديـن لـلـه رب الـعـا لـمـيـن
نُـحـاور مـنْ أفـكـاره
شــاردةٌ
ونـهْـدي الـمـارقـيـن
ومـن نـصـبـوا أنـفُـسـهـم
عُـنـوةً .. أئـمـةً واهـمـيـن
أنـهـم قُـضـاة الـلـه
!!..دُنــيـا .. وديــنـا 
نُـعــيـد مـن تـشـردوا
ونـرعـاهـم مُـتـعـاطـفـيـن
ألا تُـصـبـح الأرضُ جـنـةً
ومـهـاداً لـنـا آمـنـاً أمـيــنـا
ذي أحـلامـي لـعـامـي
ورؤى كُـل الـمـحـبـيـن
لـلإنـســانـيـةِ الـتـي
بـتـنـا عـنـهـا غـائـبـيـن



قراءة في المجموعة القصصية "ساعدونا على التخلص من الشعراء" للقاص السوري مصطفى تاج الدين الموسى :ج 3// بوزيان موساوي // المغرب


الجزء الثالث: من غرابة "أدب الحرب" العبثي / العجائبي إلى الأدب الساخر
قاربنا في الجزء الثاني من هذه القراءة للمجموعة القصصية "ساعدونا على التخلص من الشعراء" لمصطفى تاج الدين الموسى تيمة "الموت"... و الحرب: موت... أو انخراط في الموت الذي يترصدنا في أي وقت...كما في حكاية "الرصاصة الطائشة" في مسرحية "عودة النورس" للدراماتورج الروسي تشيكوف
بيْد أنّ الموتى في هذه المجموعة القصصية لهم مواصفات خاصة و جدّ معقدة... صحيح أنها مجرد "كائنات من ورق" من خيال الكاتب المبدع قد يُصنّفها القارئ المتمرّس ضمن الأدب الغرائبي/ العجائبي، أو مجرد "شخصيات كارتونية" روّجت لها "أفلام الرعب" الهوليودية، لكن، و حتى في كلا الحالتين، و رغم التأثر الواضح للكاتب بما أفرزته الحروب في أوروبا و العالم من أدب و فنّ... يعيد لنا مصطفى تاج الدين الموسى كتابة نفس "اللازمة
"للحرب أعاجيبها التي تعجز العقول على استيعابها، و من عاش في مدن الحرب يدرك هذا الشيء تماما.." (ص. 11) (...) "قد أيقن أن هذه الحرب مجنونة، لكنه لم يتخيل أبدا، أن جنون الحرب سوف يجعل من الجثث سعاة بريد، لنقل الرسائل بين حارات الحرب في هذه المدينة المنكوبة، حتى الخيال يعجز عن اختراع مثل هذا الجنون، الجثة الآن هي ساعي بريد، و الرسالة داخلها ! كأن للخيال حدودا في الغرابة، أما في الحرب فلا حدود للغرابة..." (ص. 16) ( قصة "أشياء لا تستطيع السماء أن تحكيها للبشر"
هي "أعاجيب" فعلا، لكن ليس فقط ك "مطايا" ألهمتْ أدبا و فنّا راقيين... بلْ ك "منافذ" أو "عتبات" ممكنة لإعادة طرح أسئلة ذات بعد إبستمولوجي محض:
 ـ1- هل "أدب الحرب" في تمظهراته الغرائبية/ الفانتاستيكية من خلال هذه المجموعة القصصية مجرد إعادة إنتاج للسؤال السفسطائي/ الفلسفي/ الميتافيزيقي عن "سلطة القدر" كما في جدال "الفرق الكلامية" التي عرفها "الفكر الاسلامي" (معتزلة، أشاعرة، لا أدرية، مرتجئة...)، و في طروحات فلاسفة الأنوار ك ديدرو في روايته "جاك القدري و سيده" (Jacques le fataliste et son maître)، و فولتير في قصته "الساذج" (Candide)...؟... و من هنا التعتيم الذي قصده مصطفى تاج الدين الموسى متعمدا من خلال عنوان نفس القصة/ المفتاح " قصة "أشياء لا تستطيع السماء أن تحكيها للبشر":.. . قد يظن المحللون أن هناك إحالة على نوعين من الأدب الغرائبي/ العجائبي
أ ـ نوع ذو توجه ديني يفسّر بعض الأمور الغريبة بنصوص و قصص مذكورة في كتب سماوية، يتحكمّها سرّ إلهي... هو "القدر"، و "المعجزة"، و "وجود كائنات أخرى" كالجن، و الشياطين، و... و... "،
ب ـ نوع ذو توجه فلسفي/ علمي يعطي تفسيرات لها مرجعيتها في الفلسفة الوجودية، أو في التيارات العبثية، و منها السريالية، و في علم النفس التحليلي
 ـ 2هل من وظيفة أدبية أو سياسية أو إيديولوجية أو إنسانية صرفة ل "الرسائل" التي تعمد الكاتب مصطفى تاج الدين التكتم أو التعتيم على فحواها من خلال عدة قصص تنتمي لنفس المجموعة؟.. (مثل ما كان يدونه كل سكان القرية قبل وفاتهم في قصة "دفاتر أحلام الموتى"، و رسائل الحب التي كان يبعث بها الحارس الليلي في قصة " أقدار كئيبة في دار العجزة"، و الرسائل التي كانت محشوّة داخل جثث موتى عادوا إلى الحياة في قصة "أشياء لا تستطيع السماء أن تحكيها للبشر"... و غيرها من القصص..)... لا يعرف القارئ فحوى هذه الرسائل، ليس لأن عنصر "التكثيف" المُميّز لجنس القصة القصيرة يمنع ذلك، أو لأن الكاتب (و هو "الرب"/ "الخالق" لشخصياته الورقية، و العارف بالبدايات و النهايات) تعمّد ذلك لاستفزاز فضول القارئ، أو لأن نمطية الكتابة السردية الأدبية العبثية لدى مصطفى تاج الدين الموسى تأثرت بكتابات "بريخت" و "كافكا" و "إدغار بو" في نفس السياق، بل لأن الظرفية التاريخية و السياسية و الاجتماعية الخطيرة التي تمر بها سوريا هنا/ الآن و باقي بعض دول المعمور، ما عاد بإمكان لا الدين و لا الفلسفة و لا العلوم تفسيرها... من هنا التعتيم، أو اللا تفسير
3 ـ ما دور الماضي في الحاضر من خلال هذه المجموعة القصصية؟... في عدة قصص من المجموعة يعود الماضي ليسكن الحاضر على شكل إمّا ذكريات (Souvenirs) على شكل مشاهد كما في الكثير من "السيّر الذاتية" الأدبية قصصا كانت أو روايات، أو على شكل "ومضات" (Réminiscences) كما الشأن في رواية "البحث عن الزمن الضائع" لمارسيل بروست
صوّر و مشاهد و ومضات تحييها "نوستالجيا" / حنين لماضي شعاره الاستقرار و الحب و الدفء و الأمان قي كنف أسرة تعيش خارج بؤرة التوتر و الحرب و الدمار
ـ في قصة "من طردني من صوّري القديمة" يغيب الماضي عن الحاضر... يتبخر... لم يعد لصورة بطل القصة وجود في "ألبوم العائلة"... و السؤال: هل البطل/ الحاضر هو الغائب أو المُغيّب فعلا؟... أم الماضي هو الذي اندثر بموت أفراد الأسرة الذين ما تبقى منهم غير مجرد ذكرى صوّر؟... و هل الماضي كله في حاضرنا مجرد "ألبوم صوّر" نحمله في حقائبنا للذكرى و نحكيه كما قصائد "الأطلال" و "الغزل"؟.....
ـ و في قصة "العين الساحرة في الباب الخشبي" (كما تمّت الاشارة للموضوع سابقا في هذه القراءة) يرنّ جرس الباب... لا أحد خلف الباب تُخبر "العين الساحرة" التي تتحوّل بقدرة قادر / بخيال المؤلف/ ب "فانتازما" الشخصية لما قد يشبه "شاشة" تستعرض مشاهد على شكل ومضات من طفولة البطل في أحضان أمه... الأم البيولوجية؟ أم الأم / الأرض/ سورية؟... في كلا الحالتين: من كانوا يدقون الباب، و الشخصية في حالة انتشاء بسبب الخمر/ الغياب/ فقدان الوعي... كما طارق يشبه "عزرائيل/ قابض الأرواح... يحمل رسالة نعي: موت الأم...
في هذا السياق، لا يموت الماضي إلا بسبب الحاضر... لأنه (الماضي) لا وجود له حقيقة إلا في ما نتذكره هنا/ الآن... إن توقف المخ عن الاشتغال الآن، فلا ذاكرة... لا ماضي... و في قصص مصطفى تاج الدين الموسى مآسي الحاضر تقتل كل ماض محكوم على ذكرياته الجميلة أن لا تعود
و من هنا ينتقل القاص مصطفى تاج الدين الموسى أحيانا على مستوى القصة الواحدة أو عبر قصص المجموعة من العبث الغرائبي/ العجائبي إلى السخرية المستفزة كما في كتابات برنار شو... و لعلّ أبلغ مثال نموذجي لهذه السخرية ما جاء في قصة "ساعدونا على التخلص من الشعراء" (و هي كذلك عنوان المجموعة)... مواصفات غريبة اختارها الكاتب للشعراء في هذه القصة: يبدون بزيّ موحد و غريب بقبعات... و لا يشربون الخمر خلاف كتاب القصة... مواصفات غريبة حقا لأنها تشكل انزياحا و مفارقة تجاه التمثلات المختلفة و المتعددة التي تراكمت لدينا عن الشعراء باختلاف و تعدد الاطار المرجعي
...ـ الشعراء طردهم أفلاطون من جمهوريته
...ـ الشعراء يتبعهم الغاوون في النص الديني الاسلامي
...ـ الشعراء "صعاليك"... كما في التراث الشعري العربي
ـ الشعراء أصحاب "خمريات" نسبة لأبي نواس
...فأي الشعراء يقصد مصظفى تاج الدين الموسى؟
في الكتابات القصصية لمصطفى تاج الدين الموسى غالبا ما يكون التعتيم و الغموض و الإبهام سيد الموقف... و هنا تكمن جمالية ما نقرأه له... هو لبس منظرا في قصصه و لا يكتب بيانات سياسية أو إيديولوجية أو إعلامية... بلغة خشبية ننفر منها... مصطفى يكتب أعمالا فنية أدبية... و من يبحث عن عمق المعني فله حق التأويل





سورة الوجع // رحيمة بلقاس // المغرب


كلّ هذه الفوضى الكسيحة
وما بعثرته المنافي
في دروب مدايَ
تكوكب صداها في دمي
صبّت الزّيت على فتيل الروح
فاشتعلت ثورة ماء
أيها المسافر بدهاليز أوجاعي
ارتقْ بخيط الوصل امتدادي
أنا الممزقة بين الخيبات
أتناثر رمادا تذروه الريح
طافحة مخاوفي
طافحة بانكسارات..
طافحة بخسارات..
كانت كفّ الشمس تُلْقمني
كلّ صباح خيطا من جدائلها
كنت على نافذة التأويل أرسو
ومسامّ الوقت ترسل شعاعا..
كنت أتأبطك وأوقف الزمن..
عند ذؤابة الليل.. فيتوهج بوجهك
ترسبتُ في قاع الحلم وعواء الأنواء
أيها الراحل في خرائب الروح
المتغلغل في طين العمر
تغلغل سوْرة وجعٍ يليق بغيابك
الحاضر بي
تأجّج أوّارا يبدّد أرياش الغمام..
وانزف دمعا يزفر شهيقه
ويتلو للصقيع سقمه .




lundi 30 décembre 2019

بسمة // محمد بوعمران // المغرب



اسكبي
في جوف الظلام أنوارك
علني أراك
وارفعي
عن محياك لثام التخفي
كي أنعم بلحظة إشراقك
وافتحي ثغرك ببسمة
...ترسم في أفق الأيام فسحة الامل 
رفرفي
حلقي
تشعريني بأني حر طليق
فأنت الملاذ
...يا بسمتي 
....وأنت الميلاد





خاطرة من زمن أبقع ..! // نادية السعيدي // المغرب



وتعاتبين جنوني
هو منك انبجس
تلومين غيابي
أنت من وطن له التضاريس والخرائط
حنقا
تضج البراكين بجوف الجبال المعتمة
تقصي تاريخ الحي القديم
.تشرع نوافذ الجنون 
.أنت النوء. ..كم يلزم من الصمت
لأتحايل على الخيبات
لأهزمها في عقر سوادها؟
لأصادر كفنها المكفهر
الجرح توحد
صار بحجم العثرة
وشهقة السكرة
قدر لم يخلق على القياس
شكلته كل النهايات
سعادة معلبة
.وأحلام مستهلكة 



dimanche 29 décembre 2019

صدى الدعاء // الجواد البصري // العراق


لك وحدك
يا مدينة العشق
في صلاتي
!! ...دعاء

فيه أنتهز الفرصة
لأسرق من نبضات
..القلب الرتيبة
هاجسٌ أدمى شجوني

 !!وأجلس
في خيال منفرط
من بستان ثغرك
أتوسم فيه لقاءًا
لن يتجدد بعده آخر

 !!ليس لي
غير صدى الدعاء
أيقونةً في المخيلة
أنفرط بها كلما داهمني
..الاشتهاء
كلمات مترفة واخرى
تمتطي عكاز
ألماً،غبطةً وانصهاراً

كلها تأكل مني الصواب
لم يعدْ بيني وإياها رجاء
وحدك أنت في عتمة قلبي
بصيصٌ يراود عن نفسه
.أحلامي




كبرياء : ق.ق.ج // سعيدة سرسار // المغرب


نظرت إلى الأغصان الجافة على الأرض. سمعت وشوشات الأوراق الشاحبة وهي تهمس لبعضها البعض : بعد حين نشهد نعيها بتلك المناشير القاسية. ابتسمت لعنفوانها 
وارتطمت بالتراب




إرث الأحلام وطن // نصيف علي وهيب // العراق


  الأيام الهزيلة ، تسترد عافيتها في تشرين ، مشذب الأوراق اليابسة ، يجمعها إلى
  كانون ، تبعدها الريح انتظار برعم ، يزين الأغصان ربيعا ، تغرد إليه الطيور ،
  نتذكر بعض المطر دموعا ، تلظت بها الخدود ، ليتوضأ على أجفاننا حلم ، كان إرثا ،
  من عيون رحلت.



samedi 28 décembre 2019

شقوق الأيام // سعيدة محمد صالح // تونس


ك_قلم مصوّب على خاصرة ورقة ترتجف في فجّ الرّياح، تبحث عن الصّمود ، تحاول اقتلاع ٱخر اعترافات فرح خجول داهمه ليل مصطنع الأضواء وحزن آهل بالدموع 
حزن ترتبّه الأقدار ، وتبرع في إخراجه لنقبله بسلاسة لأنّه ببساطة من طقوس الحياة وأنّه منجزها الحاسم والفاخر الهيبة ،مواكبه خاشعة ومهيبة تربطك مباشر بهالة من الصّمت والضّعف ،هناك في عتبته نترك كلّ شيئ ،أحلامنا وشغفنا ،آلامنا وأوجاعنا ،أفراحنا وأحزاننا ،تفاصيلنا ومكاسبنا ،على عبته نغمض أعيننا ولانتحرّك ،أترانا نحلم  برحلة اخرى أكثر انعتاقا وصفاء،أم هو إسدال ستار على بكاء الأحبّة ،وعن وجع الحياة وجراحها وخيباتها ، وحالة مفعمة بالنخوة والانتشاء كإعلان انتصار ...قد يحدث وتكون الموت أبهى الانتصارات وهي حصاد صبر عقود نوّدعها عاما.. عاما ولا يختلف العام عن الآخر إلاّ بتغيّر خطوط الأقدار العموديّة والأفقيّة وارتباك الأحداث إيجابا أو سلبا ،وتسرّب الأحلام في شكل بخار بين شقوق الأيّام الآيلة للزوال..تماما كأحبّة توارى تراب النّسيان . لتتحرّك فينا في شكل ذكرى بطعم السّكّر غالبا. 









هتاف النرجس // محمد محجوبي // الجزائر


أستجمع شجن الظلال
في تيه خيال ، نصب عيني زهر اللوز . عناق الربيع وكل كل ما تهمس السواقي في لهف الوجوم
فيبتغيك برعم القلب المعزوف
كل شكل من صباح ومساء يغريني بعطرك المجبول
فقد نكون بدعا من كثافات السماء السخية
أو موعدا من صبغة الإحتواء المتورد
على مقل مجيئنا نجيئ بهزيج فراشات دغدغها بحر الشعر المتناسل الموج
وعند العناق
يحتدم النور عراجين وصل أصيل
تنحو مهج الانبثاق مناحي أوصالها المتراصة الأعماق
فتنجو بنا ريح المسك
على قيثارة النجوم المستبشرة
بعنوة وجد وأنفاس
سنذكر أن العمر يحلو بعصيره الدافق الحواس
.ونهز الجذع الذي أرخ للحلم حقبة السابحين







vendredi 27 décembre 2019

وحيد ..// جلال عباس // العراق


...وحيد
في هذا البرد إلى الآن أبيض
قبض بيدي اليمنى على قلمي
أتوق الصراخ بأعلى صمتي
على سطور قد تزهر باحثة
عند اقرب رصيف علاه ركام لقاء
هطلت الأمطار داخل لحظاته
كأنما غيمة
مثقلة بشوق المطر
بقدر كبر حديقة عامة
جل ما احتاجه بعض سطور
كي تمنحني الدفء
فالشتاء يحث الأصابع على التلاشي
.هذا كل ما قصدته في عبارتي الأخيرة



قراءة في المجموعة القصصية "ساعدونا على التخلص من الشعراء" للأديب و القاص السوري مصطفى تاج الدين الموسى : ج2// بوزيان موساوي // المغرب

الجزء الثاني: ـ المحكي الفنتاستيكي و صعوبات التلقي و القراءة في "ساعدونا على التخلص من الشعراء":
نقرأ في قصة "أشياء لا تستطيع السماء أن تحكيها للبشر":
"للحرب أعاجيبها التي تعجز العقول على استيعابها، و من عاش في مدن الحرب يدرك هذا الشيء تماما.." (ص. 11) (...) "قد أيقن أن هذه الحرب مجنونة، لكنه لم يتخيل أبدا، أن جنون الحرب سوف يجعل من الجثث سعاة بريد، لنقل الرسائل بين حارات الحرب في هذه المدينة المنكوبة، حتى الخيال يعجز عن اختراع مثل هذا الجنون، الجثة الآن هي ساعي بريد، و الرسالة داخلها ! كأن للخيال حدودا في الغرابة، أما في الحرب فلا حدود للغرابة..." (ص. 16).
بهذه الفقرة/ المفتاح التي تشبه "بيان الخطّ التحريري" القصصي لمصطفى تاج الدين الموسى، يضعنا الكاتب داخل الاطار العام لنوعية الكتابة القصصية الأدبية التي انتهجها في هذا العمل الأدبي...
و السؤال: هل تنتمي هذه المجموعة القصصية لما يطلق عيه: "أدب الحرب؟"
شكلت الحرب بقسوتها وآلامها مصدرإلهام، فنشأ منها أدب الحروب، الذي اعتُبر انتصارًا وانحيازًا للإنسانية، ويعرض بين سطوره أدق تفاصيل أبطاله الذين تأثروا بظروف نزاعات كانوا ضحاياها... و القراء الملتهمين لأمهات الأعمال الأدبية السردية خاصة، لا شك انبهروا أمام قمة الجمالية التي أفرزتها نفسيات معقدة لكتاب مبدعين حاربوا الحرب بأقلامهم... و الأمثلة كثيرة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر عناوين روايات مثل: "الحرب و السلام: لتولستوي، و "وداعا للسلاح" لهمنغواي، و "الثلج الحار" لبونداريف، و "عداء الطائرة الورقية" لخالد حسيني، و "طابق 99" لجنى فواز الحسن... و اللائحة طويلة...
لكن الحرب التي ألهمت قصص مجموعة "ساعدونا على التخلص من الشعراء" ليست كلاسيكية، بل عبثية بامتياز... أفرزت إنتاجا أدبيا قصصيا دراميا عبثيا... كتب رضي السماك في هذا السيّاق: "ثمة شكلان من الحروب يمكن التمييز بينهما خاضها العرب خلال السبعة عقود ونيف الماضية منذ النكبة الفلسطينية عام 1948 ، الشكل الأول حروب تحررية مبدئية مصيرية لا محيص لهم من خوضها ، والشكل الثاني تمحور حول إما حروب عبثية لإرضاء نزوات ومطامح صرفة لقياداتهم الفردية الدكتاتورية ، وإما ناجمة عن تواطؤ منفعي ضيق لهذه القيادات مع قوى استعمارية غربية هي الأخرى ذات مصالح استراتيجية في المنطقة بعيدة المدى ، وهو تواطؤ يأتي على حساب مصالح شعوبها وأوطانها ، وهذا النوع من الحروب هو بلا شك الأسوأ والأشد كارثيةً في الدمار والاستنزاف اللذين لحقا بالموارد البشرية والطبيعية والمالية لشعوبنا العربية ..." (الحوار المتمدن عدد 26/09/2019).
عبثٌ سمّاه مصطفى تاج الدين الموسى "الجنون" تارة، و تارة "الغرابة بدون حدود" تتجاوز الخيال... و له تمظهرات عدة في قصص المجموعة، منها:
أ ـ تمثّل غريب للموت:
ـ موت الأم في قصة "العين الساحرة في الباب الخشبي" (ص. 23): في هذه القصة كان يرنّ الجرس، و بدل أن يفتح السارد/ الشخصية الباب لسماع نعي أمّه، تهيأ له و هو في حالة سكر متقدمة أنه كان يرى من ثقب الباب (العين الساحرة) مشاهد من ذكريات طفولته مع أمّه... و كأنّ ما خال مشاهدته نبوءة استبقت حدث الموت، تشبه إلى حدّ بعيد سكرات الموت عند الاحتضار... نقرأ:
"فيما تبقى من الليل، انتظر و هو يتمايل فوق اريكته في عتمة غرفته، رنين الجرس لعلّه يشاهد من العين الساحرة للباب، شيئا قديما و جميلا لأمه. (...) ـ طوال الليل و نحن نرنّ جرسك، لم تنتبه، أردنا أن نخبرك أن أمك قد ماتت ليلة البارحة..." (ص. 24)... هكذا يموت "القديم الجميل" بموت الأم بكل ما ترمز إليه...
كتب الناقد د. محمد المحفلي (مصر) في موضوع عن "تشكلات الموت في الرواية": "لا يمكن أن نزيح الحرب عن فكرة الموت، فالحرب تجسديا للموت والموت معادلا موضوعيا للحرب، أما في رواية القمحية فالموت هو المعادل الموضوعي لانحراف التقاليد الاجتماعية البالية التي تؤدي إلى الظلم والاضطهاد ومن ثم إلى الموت، فالموت في هذه الحالة يشير صراحة إلى موت الضمير والقيم الجميلة والحرية والعدالة والمساواة وغيرها..." (الصحيفة الالكترونية "نقطة ضوء" عدد 10 دسمبر 2016)...
ـ حكم الإعدام شنقا الذي ينقلب بشكل غريب غير مفهوم ضد منفذيه في قصة "في غرفة الإعدام"(ص. 10)؛ نقرأ:
"بعد أن صدر بحقه حكم الإعدام من قاضي المحكمة بأيام قليلة، قادوه إلى غرفة الإعدام (ص. 9) (...) كانت القضية غريبة و غامضة، و تضع العقل في الكف بالنسبة للحكومة، التي حافظت على سرية الحادثة خوفا من الفضيحة، لأنها قصة عجيبة لن يصدقها أحد.. و لم يستطع أن يفهم أي مسؤول، كيف يدخل عدة أشخاص مع المتهم إلى غرفة الإعدام التي لا نوافذ فيها، و بعد غياب طويل يفتح الذين في الخارج الغرفة، ليكتشفوا شنق كل من كان فيها باستثناء المتهم، الذي اختفى، و كأنه تبخر ! ..." (ص. 10)... و هذا يحيلنا (بالتناص) إلى طيف (شبح "هملت) لشكسبير كما سنرى لاحقا خلال تضاعيف هذه القراءة...
ـ "هندسة الجثث" كما في قصة "مهندس الجثة" (ص. 101)، وعودة الموتى إلى الحياة من جديد في قصة "أشياء لا تستطيع السماء أن تحكيها" (ص. 11)؛ في هذه القصة يحملنا القاص مصطفى تاج الدين الموسى إلى عوالم تشبه إلى حد بعيد قصص الرعب في الأفلام الأمريكية، مثل فيلم "فرانكشتاين" أو "إله النار الجديد" المقتبس من رواية كتبتها الكاتبة الإنجليزية ماري شيلي، و التي تروي قصة فيكتور فرانكنشتاين، وهو عالم شاب يخلق مخلوقًا غريبًا عاقلًا في تجربة علمية غير تقليدية... ويحوّل مجموعة أعضاء بشرية لموتى إلى كائن حي... و مثل أفلام "الزمبي" كما فيلم "حرب الزومبي العالمية" : قصة كارثة ورعب من إخراج مارك فورستر وسيناريو ماثيو مايكل كارناهان، مبني على رواية التي تحمل نفس الاسم لماكس بروكس. ... و "الزمبي" كما هو معلوم جثة متحركة، ميّت عاد للحياة و يتصرف بشكل أخرق؛ و نقرأ:
"شعر في هذه اللحظة تماما، أن أولائك الناس في الشارع و على الأرصفة، لا يعرفون أن بعضهم عاد للحياة بأعجوبة، و الآن يعيشون معنا و حولنا، في هذه الأمكنة، تحت السماء ذاتها، و لديهم جرح عميق، من مخلفات الحرب. لكن، لا الجرحى، و لا بقية الناس، يعرفون أن داخل هذا الجريح، أو تلك الجريحة، يوجد رسالة..." (ص. 22)... هنا تختلف الكتابة العبثية عند مصطفى تاج الدين الموسى عن نظيرتها عند فرانز كافكا (الذي كما يبدو قد تأثر به إلى حد بعيد): فبينما يخضع البطل في قصة "المحاكمة" لكافكا (Le procès) لِقدر المحاكمة رغم أنه لا يعلم أسبابها و لا دوافعها... تشبه شخصيات مثل "هملت" لشكبير التي يحمل طيفها في أعماقه فكرة الانتقام (كما في قصة "في غرفة الاعدام" لمصطفى تاج الدين الموسى كما أشرنا لذلك سابقا)، و شخصيات مثل " "فرانكشتاين" لماري شيلي المتشبثة بالحياة رغم عمق الجراح (كما في قصة "أشياء لا تستطيع السماء أن تحكيها للبشر" كما تمت الاشارة لذاك سابقا أيضا)...
ـ لمّا يكون الحلم الأخير هو الموت ل "الآخر" لا ل "الأنا" في قصة "دفاتر أحلام الموتى" (ص. 311)؛ نقرأ: "هذا الحلم الأخير و المشترك بين جميع الموتى كان يحكي عن شاب من سكان القرية، لم يذكر اسمه على الأوراق (...) هذا الشاب يتسلى ذات يوم فيحصي عدد القبور في مقبرة القرية، ثم يحصي عدد الدفاتر في هذه الغرفة، يتعجب عندما ينتبه أن عدد القبور أكثر من عدد الدفاتر برقم واحد..." (ص. 313)... ممّا يعني أنه الرقم غير المحصي... الاسم غير الموجود على الدفاتر... إنسان بدون هوية، بدون حياة: هو الشبح، لكن ليس بالمفهوم الشكسبيري هذه المرة (كما في مسرحية "هملت")، و إنما بمفهوم إحدى تصورات الفلسفة الوجودية للموت حيث "الأنا" ذاتية/ فردية/ أنانية/ استثناء، كما عند الفيلسوف الوجودي "كيركارد" الذي كتب في يومياته: "الواقع باسره يخيفني من اصغر ذبابة حتى اسرار البعث، وكل شيء عبارة عن لغز بالنسبة لي، واكثرها ألغازاً أنا ذاتي، والوجود بأسره يبدو مسموماً لي، وأكثرها سموماً وجودي، أنا ذاتي، وكم هو فظيع عذابي..." (عن مقال لعلي محمد اليوسف تحت عنوان: " فلسفة الموت والانتحار في الوجودية الحديثة" المنشور في الصحيفة الالكترونية "صحيفة المثقف"، عدد 23/12/2019)...
ـ لما يكون الموت لمجرد اللهو و التسلية و تغيير جو رتيب كما في قصة "أقدار كئيبة في دار العجائز" (ص.105)؛ في هذه القصة، يدفن الحي المغمى عليه و كأنه ميّت لمجرد أنه المسبّب في قلق نساء في دار العجائز اللائي شعرن بسببه بالرتابة، و التقزز و الكآبة، و الخوف من موت محقق بدون رسائل حب...بينما هو كاتب الرسائل الغرامية الكاذبة و سارقها، ينظر إليهن كما أرواح عائدة لموتى... نقرأ:
" تبدو لياليه في غرفة البوابة، و كأنه حارس لحكايات تبتكرها أرواح منسية هنا، ارواح لم تنل حقها ـ مثل روحه ـ في أن تعيش حكايتها الخاصة بها. (ص. 105)" (...) أسرعت جارتاها لتشاهدا سارق الرسائل يتلوى متألما عند باب غرفتهن، تساعدن معا في شد جسد العم هاشم المغمى عليه. و بصعوبة دفعن جسده ليسقط إلى الأسفل (...) في الصباح، عثر الموظفون في دار العجائز على جثة العم هاشم نهاية الدرج، خمنوا أنه مات بعد أن سقط على الدرج خلال تجواله الليلي ليطمئن على نوم العجائز..." (108)... فلسفة وجودية عبثية بشكل مخيف، تذكرنا ب "الجحيم السارتري" في مسرحيته " غرفة مغلقة" (Huis clos) حيث المقولة الشهيرة "الجحيم هو الآخر"... فالخيط الذي كان يربط العجائز بالحياة هو رسائل الحب، لما اكتشفن سرقة هذه الرسائل، أعدمن سارقها الذي لهول المفارقة كان اصلا كاتبها...
و لهذا الجزء الثاني تتمة...
مع تحيات نافذة النقد و الأستاذ بوزيان موساوي. وجدة. المغرب




أو تعلم ؟ // بشرى العربي // المغرب


أوَ تعلم؟
.لست منك خائفة
،أنا في ضيافتك نغمة
.تراقص كل تفاصيلك
هل تريد أن تعرف كيف ولِم؟
،لأنني حبلْ سريٌّ
أرفض كل الولائم الجاهزة
.و أنت جنين ماذاق طعم الشمس
.فكنت لك الضياء عند انسلاخ ظلام البعد
،لأنني فرحة الفجر
،أتنفس بعيون مغمضة
.وأنت روح متعبة، ترنو إلى سكينة صلاة
.فبتُّ لك دعاء يستجيب بذراع مفتوحة
،فهلا رددنا موّال الأعالي 
،وهو يطرب رجاء طفولة
..بأهازيج أحلام 
.فكل الزوايا علي وعليك شاهدة



أيها التائهون ...// حسين المغربي // المغرب


..على الهوامش تائهون
..ضاعت فيهم البوصلة
!!و ضاع منهم الوجود
،أيها التائهون مثلي
في لجة السؤال
...أيها الضائعون
..في هذا الغاب
أيها البائسون
...الظمأى
..تعالوا نضيء شمعة
..في عتمة العمر
،قبل أن نرحل
تعالوا نرسم
...بعض البسمة
..تعالوا نمض سويا
..نقتسم تعبنا معا
!!و نرتاح
..تعالوا
نعبر جسر الفراغ
..ثمة كوة مشرعة
!!ثمة باب
..أيها التائهون مثلي
،ثمة باب
،و ثمة بواب
ثمة والجون
...و أسباب
..و عزيمة عصية
!!تذيب جحيم الغياب
..أيها الضائعون
..متى نضع نقطة
تختم كل هذا الذل
و هذا الهوان؟؟
..أيها الضائعون
...مثلي
،أيها التائهون
..دوما ثمة باب
.و ثمة أسباب
..أيها الضائعون
،في هذا الغاب
،و في ثنايا الذات
،تعالوا نشعل شمعة
..تعالوا نضيء قليلا
،العتمة
..تعالوا لنضع بصمة
..هذا العالم مظلم
!!كظلمة الغسق
..أيها العالقون
..أيها الحيارى
..وحدها العزيمة
!!تسقط راية الهوان
..على الهوامش تائهون
..ضاعت فيهم البوصلة
!!و ضاع منهم الوجود


الزيف ... الفتوى والمدافع // هاشم لمراني // المغرب



وأنا أعبر الخطو إلى عقدي السابع
..أدركت أنني ما أحببت نفسي 
...لأن حصيلة الحب في قلبي 
تفرقت دمعا بين استيهامات المضاجع
شوكا لمقلتي قد صار ساكنا
زمزما ضاع من بين شقوق الأصابع
....وحمالات حطب 
وقلوب حبلى بتحريك الجراح وتقليب المواجع
واستبدال السيوف والأهلة من عل
برايات سود تطل من أعلى القباب والصوامع
وأنا أعبر الخطو لأنهي عقدي السابع
تجتاحني حالة اكتئاب لدهري
والتيوس في وطني تعلي سقف الموانع
تنمط أهلي على إيقاع سماء قرصنتها
لتقدمها صكوك غفران لكل ساجد وراكع
تغتال في قلمي كل نبوءة تقول لا
لدين حجتة درء المفاسد وجلب المنافع
وأنا أعبر الخطو لأنهي عقدي السابع
أشتم فيكم روحا "ميكيافيلية " ما عاد يهمها
....غير شعارات ترفعها باسم الله فينا 
وضدا عن كل متحصن خلف متراس .. أو مدافع
لأنها صادرة من رعاع الدين فينا
..وقد انحلوا عن خلق هو الأسمى 
وسيبقى للسمو دوما بدون منازع
تلك شهادتي على عصري يوم سدتموه
.تحت يافطات الزيف .. والفتوى... والمدافع



ورغم ذلك فهي تدور ..// محمد بوعمران // المغرب


العالم كله بالنسبة له كرة أو برتقالة أو أي جسم له حجم دائري نستطيع إدارته حول محور وهمي ، هذا ما تعلمه في المدرسة حين شرح له أستاذه شكل الأرض ودورانها حول الشمس وحول نفسها ، ورغم أن الفكرة ظلت غير واضحة في ذهنه بالشكل الكافي فإنه لايتردد في تقديم هذا الشرح لأبيه وهو يحاول إقناعه بدوران الأرض 
كان الأب أميا ،وكان الابن قد غادر جدران المدرسة منذ سنوات ،وأصبحا منشغلين بأشغال الفلاحة والاهتمام بالأرض وتربية الماشية ،ولم يعد مهما بالنسبة لهما أن تدور الأرض أو ترسو أو يكون شكلها كالكرة أو البرتقالة ، إلا أن هذا الموضوع كان يثار بين الفينة والأخرى من طرف أفراد الأسرة ليستمتعا بالحوار الحامي الوطيس الذي يدور بين الابن وأبيه وكأنه فصل من فصول مسرحية كوميدية ترفه عنهم في غياب أية وسيلة اخرى للترفيه في زمن لم يقتحم بعد التلفاز البوادي
تكرار الموضوع طال لمدة سنوات ، وأصبح الأب وابنه مشهورين بهذا الحوار المدهش في أوساط العائلة والأقارب فكانت الأمسيات والجلسات العائلية تستمتع بمشاهده الفكاهية
...الابن يشرح والأب يكذب
الابن يضع كرة بلاستيكية أمام ضوء الشمعة ليقنع الأب بدوران الأرض وتعاقب الليل والنهار ، والأب يفند ادعاء الابن مستدلا بأن باب المنزل وأبواب الحجرات هي ثابتة في مكانها منذ أن فتح عليها عينيه وأن الطريق إلى الحقل والسوق مستقيمة
تتخلل الشروحات والدفوعات مشاهد تجعل المتتبعين يبكون من الضحك ولا يتدخلون حتى لا يفسدوا متعة المتابعة
مرة لم يكن الأب مستعدا لتحمل حماقات الابن فقال للابن بحضور افراد من العائلة
-هذه اخر مرة تحدثني في هذا الامر ...تعبت من فلسفتك ...لم تتعلم في هذه المدرسة إلا التفاهات
...رد الابن بانفعال
...ورغم ذلك يا ابي العزيز ...فهي تدور -




jeudi 26 décembre 2019

المغرب // Mariam El // حب افتراضي


التقيتهما ذات زمان..على صفحة من صفحات العالم الأزرق، وكان حبهما يغريني بالكتابة..
كان لا يمر عليه يوم دون أن يتغزل في حبيبته الرائعة، ويسربل الحروف قصائد لعيونها..
وكان لا يمر عليها يوم لا تمدح فيه محبوبها، وتنزل صور القلوب الملونة، والأيدي المتلاحمة، والكلمات المعبرة..
توثق كل لحظاتها بصورة.. خطوبتنا..زواجنا..زرنا هذه المدينة، أكلنا في هذا المطعم..نشعر بالحب..نشعر بالفرح..
حتى خلت أني أعيش معهما أطوار الحكاية..
وذات يوم..التقيتهما من جديد، لكن هذه المرة في عالمنا الواقعي، ويبدو أن الحب قد غادرهما..كان يسبها، وكانت تصرخ في وجهه مهددة..
في طريقهما للمحكمة نسيت أن تأخذ صورة "سيلفي" تشاركها مع جمهورها، لتخبرهم أن حبها كان مجرد حب افتراضي، لم يصمد طويلا بعد أن اصطدم بالواقع..



لو أعلم ماتصنعين في غيابي 21 // حميد يعقوبي // المغرب


أترقين جسدك المسحور بترنيمات النايات الحزينة
وأنا هنا أنحر الشهقات ليلا أصلي عليها بعد الفجر
أم أن ظهرك ينثني لجلدات سياط الذكريات الدفينة
.تخيطين الثواني بالدقائق والدقيقة بالساعات والعمر
-------------------
وهل تنفضين غبار اليأس عن ستائر الصبح والأمل
أم تكنسين بؤس الفراغ بين الدروب وشوارع الهجر؟
تثنين ظهرك لجلدات الانتظار وسوطه جلاد لايكل
.ثم تخيطين الثواني بالدقيقة والدقائق بالساعة والعمر
-----------------------
أتبحثين عن شكلٍ ولونٍ وطعمٍ لهواء كل هذا الغياب
.كمجنون يبحث مجتهدا عن إبرة سقطت في قاع البحر
أيا امرأة احتلني عسكر شغفها بلا ثورة وبلا انقلاب
.ما الذي ضيعنا وكنت قيدا بمعصمي وخاتما بالخنصر
----------------------
أتحرقين صور الماضي وباقي الرسائل بلهيب النسيان
.وعقلي رمادُ احتراقٍ وقلبي كالقابض بكفه على الجمر
فكيف أخبرك أني منشغل بك بين الثانية وربع الثواني
.وأني لا أخشى لهاث العطش وكلي ممتلئ بك كالبحر


mercredi 25 décembre 2019

أصداء..// المحجوب سناح // المغرب



..كل أجزاء النداء
..بأعماقي تحادثني
..خجلا../ و هذا، طور الحنين
..إلى الأمس الجميل
..يباغثني همسه
..لقاءات
..شجية؛ تكاد تحاكيني
،خفقها بأجمل متعات 
..الوجود..و سرها الجميل
..يبعثني على المرأى الغسقي
هكذا،و بكل اختيارات...البهاء ؛
،خلفك..يا جميل..المبهى 
/...و
ا
لأ
ص
د
ا
...ء