vendredi 31 mai 2019

صداع // حبيب القاضي // تونس


لم أدرك كيف حدث ذلك، توقف الصداع المزمن الذي لازمني لسنوات، طوال النهار كانت السماء تنتحب، نزل المطر و أدمعت عيون جميع الكواكب، لم تجد أشعة الشمس منفذا و غاصت في سحب تحجبها، ليلا، بدت السماء صافية كوجه ملائكيّ، انقشع كل شيء و ضوء القمر بدا ساطعا و ودودا، اقتربت النجوم من الأرض حتى أن إمساك واحد منها بدا فكرة مقبولة، رائحة النباتات و الأشجار تنفذ من شقوق الأبواب القديمة و النوافذ المفتوحة.. في تلك اللحظات الصافية، أحسست بتشقق بسيط و ليّن في جمجتي، شيء يشبه وقع منقار فرخ طير داخل بيضة تحضنه، يشبه تشقق كأس باردة سُكِب فيها ماء دافئ، و انقطع الصداع فجأة..
صداع لازمني سنين طويلة، في بداية الأمر، كان الألم حادّا و لم أتقبل ذلك، حرمني من أبسط لحظات الراحة، لم تُجدِ التحاليل الكثيرة و لا الأدوية التي كنت أتعاطاها للحدّ منه، عجز الأطباء عن تحديد ذلك، تحت طلب أمي- التي أقول لها أحبك بالمناسبة- اقتنعت بما نصحها به العرافون، و حضرت جلسات الرقية الشرعية، حرب خضتها لسنوات مع ذلك الصداع خرجت منها منهزما، اقتنعت بالتعايش معه، يمكننا في حالات معينة أن نقبل بالآلام حتى تصبح جزءا منا، نبتسم و نحن في أقسى لحظات العذاب. اعتدت أن أسند صدغي الأيسر بإبهام يدي و أضغط، لم يكن ذلك يخفف من الألم لكنه كان ردّا و دفاعا غريزيا كي أتماسك. حين كنّا نلتقي، تحاول دائما تجنب الحديث عن ألمي، ولكن نظرة الإشفاق لم تغادر عينيها، كانت تشفق بدرجة مبالغة فيها، و كان ذلك يحرجني و في مرات كثيرة و هي قريبة مني و نور يشع من وجنتيها، اتأملها بلهفة و فرح، أتناسى صداعي المزمن، و اتوغل في تفاصيل وجهها، تحتضنني كطفل وهي تقول: " ليتني أحمل عنك هذا الصداع اللعين.."، تعيدني إلى ركن الألم الذي أعيشه و أنا في أجمل حالات الهروب منه، فأتقلص بين يديها منهزما، و أحاول جاهدا أن أبحث عن عبارات الامتنان. أوصيتها بألا تقول لي ذلك، لكنها و في كل لقاء، و دون وعي منها تعيد ذلك و دمع يطفح من عينيها فلا أتماسك، كأن الدمع يسقي لحظات الفرح البسيطة التي نسرقها من ذلك الواقع.
الان أشعر انّي قد تحررت منه، لا ألم يضغط على رأسي، انفراج جميل و دافئ يغمرني، ارتياح تامّ يغمرني، لم أصدق الأمر، تحسست صدغي الأيسر، جبت أرجاء البيت، رفعت صوتي بالغناء " يا مسهّر النوم في عينيّا"، تماديت أكثر و أسندت قامتي إلى الجدار و بقيت مقلوبا، رأسي على الوسادة و ساقايا باتجاه السماء، لا أعرف كم لبثت، لكني حين استويت كان الدم يكاد ينفجر من أنفي، لكن لا أثر لذلك الصداع.
فكرتُ أن أهاتفها في ذلك التوقيت من الليل ثم عدلت عن الأمر، فكرة مجنونة و غير محسوبة كهذه قد تحدث لها إرباكا في حياتها و أنا قد نذرت نفسي لحمايتها حتى أنّي أخاف عليها منها، فكرت في عذابات والدتي وهي تنتقل بين القرى و مدن ذلك الريف مستعينة بخبرات العجائز لعلها تجد لي دواء، فكرت بفرص الحياة التي ضاعت مني بسبب ذلك الصداع، بلحظات الفرح و الضحكات التي سرقها مني، و الآن حين تعودت ملازمته كظلي و أسلمت له أمري يغادرني بكل بساطة. الليلة سأنام جيّدا، سيكون نوما عميقا أنتظره منذ سنين لكن كل رجائي ألا يعاودني ذلك الصداع المؤلم صباحا...



عروس بابل // أحمد بياض // المغرب


للريح‚ والعاصفة
،للموت القريب ‚حين يدنو
لصوت البحر
حين تحمل الأمواج بريد الشروق
لحبات الرمل
على أقحوان العطش
للبراري المسلوبة
من شوق النهار
للمساء الراحل
تحت أسطول الليل
لأمي
للنهر الوليد
على سواحل الأمطار 
على جفونك
في صدر وكر التراب
على أزهار الليل
وشاقول الظلام
وروضة الكروم
والنهر الممسوح
على صدر الرخام
والبيت المهجور
والنشيد البعيد
في تيهان الزمان
وصوان الرمل 
تحت ناقوس العاصفة
في عراء الأشياء
وصيحة البقاء
في غيمة الوجود
في اختلال البذور
على شفة كفّ وجهي 
على مناسك الرحى
وثمار الجسد
بين زكام الشوارع
وحوض الأزقة......
بحر على يساري
هكذا تدوي الطريق
على مزار الأبعاد
في هيام فانوس
تحت عتبة الغيم
ورحم الحجر
هكذا أحمل ندرة المسلوب فيك
كحلم أطرش
هكذا أموت فيك
كنجمة عود منكسر
في خلوة الشعاع٠
آخر عشاء لنا
سلبته الأقدار
ريح معتوهة
ودخان
ورماد العاصفة.......
على رقصة الريح
وسماء الجدران
على مغازل الرحيل
وهي تحيك الشتات
على صوم المآذن 
وحلم المشاعر
في الأرياف الحزينة
ونحيب القرى
على الرموش البواكير
وزهرة الأمل
على ما بقي
من التفاح
على معراج الوصول
على رذاذ الغيث
وعراء الصحراء
على النجوم العارية
وضريح المشكاة
بين روضة الندى وانكسار الصباح
في الفناء المصلوب
على جفاف عينيك
........ و قرأنا ابتسامة الخريف
سألناها
عن الصراخ
الذي لا يهزم
عن عقدة الصباح
المفتونة بالضوء
والصمت
عن أول مساء جريح
عن أول ثوب للقمر
عن شهوة الدم
وتفاح الصديد
عن عذرية البحر
وهي ترتدي
أول قميص من الخشب والقصب
حلمة توردت
غريقة الأبعاد 
تكتب الأقانيم 
صيحة ليل دؤوب
يشاطرها وهم القُبل 
عروس بابل
يزهو في زمان الدخان ريقها
ينهال المطر
قطرة
قطرة
على سعال السنين
نشوة ريح جنوبية
حين تعلو تَمَارة الأشجار
حدائق المدينة
يصطك لجام الصمت
بالقربان المتناسل
و تسيرُ زاحفا
هكذا ترنو شرفة الوداع
و تنحلّ زهرة الوصول
تنهار الطريق
في وعاء الضجيج
.وحنين القُبل 



jeudi 30 mai 2019

قليل من البرد.. // عمر الخيام // سوريا


قليل من البرد يتحرك في جسدك 
يمنحك شعورا بتقلص 
الروح
يعطيك اسم الشتاء 
المرتجف المرتعش من 
.دفء شتوي
هذه اغنيه فيروز تنبئني بقدوم المطر
تسرد لي مسيري
بين المتعرج والمعتدل هربا من الودق
اقفز
كما حلم هارب
من ليل سارب
 أترك النوم
من شدة التقوقع
أجمع مابقي من دفء العام المنصرم
أغني
كل أغنيات الروك
تنبعث في جسدي كلماتها
أخفض حرارتي
إلى درجة الغليان
إلى درجة النسيان في ذاكرتي فقط
طرق أضراسي
موت إحساسي
وحبس أنفاسي في
معركتي الاخيرة مع الصباح
منتظرا
دخول الشمس
من نافذتي
المغلقة بوجه الريح
 عليك الدفء
وعلي انتظار حزيران
..بحذر


تأملات // أسيف أسيف // المغرب


لما وضبنا حقائب السفر ، لم نقرأ غير بدايات جمل نسجتها أحلامنا وأعطتها صورة ترتدي بذلة حريرية بيضاء ، في عالم مليء بالرغبات العازمة على الانقضاض على كل طموح.
ولما صعدنا مركبا يناضل في حياة ضحلة ، حيث تستلقي الأحلام خائفة من سحب ربما تمطر وتحرك الأمواج ، كان لا بد أن نغرق لو أن أحدنا عطس فقط ، فتعصف الرياح برفاتنا بين اليابس و الماء . وتسقط من أرواحنا ثمرة تتحول إلى رهينة وسيدة القدر .. ثم تبتسم وتقول : الآن عيشوا حياتكم هنا ، فالعالم هناك مليء بكائنات غريبة .. لكن رشوا قليلا من الماء على أمنا الأرض .. أنذاك ستزهر من جديد ، بلا أسمدة ، بلا مرشوشات . ستنمو المحاصيل .. ستتعهدها الشمس نهارا و سيطل عليها القمر ليلا.
أيتها الأرض نحن أبناؤك .. نحن أسلافك يا صاحبة الأسرار الدفينة و أرشيف الأجساد 
التي تلقى في جوفها.




عراق ...// هادي عاشور البصري // العراق


كم فيكَ كالطّير حُلمٌ ماتَ في قفصٍ
في روحهِ الرّوضُ يهفو للتّغاريد
تداعبُ الرّيحُ غصناً في مخيلك 
يهتزّ كالمهد شوقا للتناهيد 
سيركاً)ترى الكونَ في الأفاق خيمتُك)
شدّ المهرّجُ فيه الحبلَ بالجيد 
تدورُ حولَ الدّيار القفرِ آهتك
كأساً تبوحُ بأسرار العناقيد 
بالبيدِ تسكنُ لا ماءً ولا شجرا 
وأنتَ منْ أنطق الصمّ الصياخيد
حتامَ تبقى كقشر الموز يا وطنا
.يرميه قردٌ بلا لبّ لمقرودِ


mercredi 29 mai 2019

ملح الصدود // محمد عبد القادر محجوبي // الجزائر


من ألف عام والبحر يتوقعني مشردا محفوفا بهوية الزبد وبكاء الموج . كما قارئة الكف استبقت غبار الترحال
فتأوهت نبوءة خليطنا عطور
وانتبذ الشعر مكانه في عراء محتدم الوحشة يراوده القلب عصفور 
.....
الصبار الذي فتح صدره بلسما لعضال الوخز
احتفظ بوردة ذابلة كانت تئن من أثر الوطء ومن كماشة القدر
وبعد كل نبش على جدار القلب
تبزغ رسومك من حروف العطر يتمسك بها مداد في لهفة صارخة الحرقة
ربما كان الليل ذاك الغريب في سهوه الدافئ ونحن نتخلله صبابات لعيد الإشتعال
ربما كان اللهيب على مطب غصن التجوال
لصاحبي نذرت خصلة الليل انبهار السؤال
لصاحبي تصدع زمني صندوق المحال
يتداركني جبل التيه
لنبتلع رحيق الوجود صمتنا بنغم الأنين أحوال
.لتكتبني القصيدة . متيم البحر، يهطل ترحاله هيام


لحظة انكسار .. // فادي سلامة // فلسطين



،قلبي مثقلٌ بالأحزانِ
..تتناثرُ أشلاءُ عزيمتي
!أشعرُ بفراغٍ يملأني
وارتعاش قلمي بيميني
..وخواء دواتي ومحبرتي
!!علامات موتي تناديني
أرى كفني في حلمي
أحفر لحدي بقلمي
أزرع ريحانة
،أرويها بعطشي
تجفُّ المآقي 
تذبلُ أيامي
،تتهاوى أحلامي
أواريها الثرى
أنحبها نحيباً جافاً
أبكيها بصمتِ أبكمِ
يتلاشى همسُ قلبي
تَعمُّ رائحةُ الفراغِ
،،أرجاءَ كياني
أحسُ بروحي تهوي
!في بئرٍ بلا قاعٍ
أسمعُ صدى سقوطي
!!يصمُ أذنيَّ
وعتمةُ البئرِ
،تزدادُ قتامةً كلّما هويتُ
،أفقدُ إحساسي بجسدي
!أصبحُ كالعدمِ
مرارة حزني
وجفاف حلقي
!تعقدُ لساني
تسألني جدرانُ بئرٍ
..يرفضني
ماذا بقيَ منّكَ
!!!سوى العدم؟؟؟



يحدث ..أن ..// جلال عباس // العراق

...يحدث 
أن أصحب طيفي 
في نزهة حنين 
درويشان يطوفان في أزقة الروح
ينسجان غوايتهما 
من ولهِ وضوء نائم في غيم قد يأتي 
حينها نفك جدائله 
ونشكو للبرق المتأخر 
..ان يقدح 
شوق قصيدتنا 
ويحدث 
أن نبقى نسترسل الغبطة
ونبلل السعف اليابس 
وتسيل البلحة على شفاهنا 
"وتتركنا الفصول بلا حديث "ذبلان
...إلى حين 



mardi 28 mai 2019

نشيد فراشة الحريق / كمائن // باسم الفضلي العراقي // العراق


نشيد فراشة الحريق / كمائن
...ألا 
يازورق العيونِ المبتذلة الصلوات
متى ........ترفع
شراعَ القلبِ الحاضنِ بيوضَه
في عشِّ الوحيِّ المتدلي
...... قاب قوسين من
بقايا حشرجة المناديل المعطَّرة
..... بدم اغتصابها الأول ...؟
غبارُ الأوبةِ .... الأخيرة
دموعُ مجذافٍ اجرد الأغصان
....فأينكِ 
عروسَ صحاري الرجاء ..؟
فما وراءَ مُرِّ الإنتظار
..إلا...قاعُ الإجترار 
والإيناع
بدايةُ ذبول احلامِ الوردة
بعد أن اغوى العصفورُ المنتوفُ الآفاق
أيكةَ زقزقة الأسل
مذ ... نزل القمر
الى ساحةِ العشق العذري
وراح يقرعُالطبول
كي ترقصَ الأكفانُ الكسيحة ....
ـ اين نهايات الأمل ؟
غناءُ الوطواط سيثمرُ
في غد الحمائم
ازهارَ لقاء
مترَعِ الكأس ... بالوحشة
فأنّى يقوم حاضرُكِ الأبيض
وجميع الطرقات استوطنها
فحيحُ الشهوات الملثّمةِ بالتراتيل ..؟
اوتارُ الأفول الخضراء
تصدح
في حنايا فراشةٍ كهماء
تغزل 
ابتساماتِ مروجِ الأمل
للراحلين الى
.......فرج الترقُّبِ المقدس
فإلامَ يُفلسِف اربابُ الجدب
آياتِ الهطول ...؟
..ـ ليس غيرُالبدايات 
سأجهرُ باسمِكِ
في جنان الوعيدِ المفخّخة
.......... بالخطيئة 
وأعود .... اعود إليكِ
هيهاااااااااااااااااااااااااات لن يسرقوني
.لن يسرقوووووووووووني مني 




lundi 27 mai 2019

تمثيل // سعيدة محمد صالح // تونس


هاتفتني ، كان صوته الجوال ، مكتوما ، وكنت أتجوّل بأركان البيت، وفكري منسجم مع فكرة أخرى ،حتّى َ أنّي ومنذ طفولتي -على ما أعتقد ، ومنذ غادرت صناعة الألعاب بأسلاك النّحاس ، وصناعة أثاث البيت بالطّين ،لا أذكر حصول انسجام ولو عابر سبيل ، ما بين ما أنجزه بيدي ،وما يفكّر به رأسي الثّقيل جدّا بالخيوط البيضاء ،لم أرد ،وتابعت مسلسلي التّركي الثّاني على القناة الرّابعة ،وشدّني بكاء البطلة ،وفجأة سألني ابني ،
-هل هي تبكي بحقيقتها أم تمثيل؟ ،ضحكت من عمق ،وطبعا قلت ،تمثيل بنيّ ،،،ثمثيل ،،،،،أردف قائلا ،،،إذا عندما كنت تبكين اثر شجارك مع أبي كنت تمثلّين ؟!
- سمعنا صوتا تعلوه سعادة الضّحك بلحن القهقهة ،،،،،كان زوجي منتشيا ،،،وبيده هاتفي وهو مقبل نحوي ،،
- أمسكي ،فأمّك تتصّل ،،،،،وبنظرة ساحرة من تحت سماره الجذّاب،عزف قوله ،،،أوّل مرّة أجني فائدة متابعتك للمسلسلات .....

*******

ذكريات رمضان // محمد أوكنا // المغرب

رمضان من الشهور المباركة والمميزة عند المغاربة.لازلت أتذكر ونحن صبيان نستقبله ببراءتنا المعهودة. يوما قبل قدومه نجوب الدروب والازقة،غير عابئين بما يحدث في كواليس البيوت التي تترقب قدومه على أحر من الجمر.وما إن يعلن بصفة رسمية حلول الشهر المبارك حتى تنطلق الهتافات والزغاريد.وتبدأ الاحتفالات بترديد الاناشيد الطفولية من لدن الصغار: تريرا .... تيريرا ...رمضان لحريرة.كانت أنشودتنا بداية انطلاق شهر الصوم،تعقبها طلقات المدفع الذي كان يأتي الى المدينة بهذه المناسبة.حيث كانت تنصب خيمة الجنود المكلفين بهذه الخدمة.ولا زلت أتذكر أنهم كانوا يستقرون بجانب منزل أحد الأصدقاء .وكنا نزورهم بين الفينة والاخرى.وتزداد فرحتنا إبان قدوم الرجل صاحب النفار.كنا نتبعه ونتابع حركاته وسكناته ونحن في شوق كبير لملامسة آلته ومحاولة تقليده .فقد يحصل هذا لكن المحاولات تكون فاشلة.كانت روابطنا أصيلة متصلة .ولما يأتي المساء تبدأ صولاتنا وجولاتنا بين الأزقة نستمتع برائحة الحريرة التي تفوح من البيوت.وفور اذان المغرب نستبق الصائمين إلى الموائد ، مقلدين حركاتهم وكأننا نافسناهم صيامهم.نجتمع حول مائدة الإفطار .لانسمع إلا أصوات الملاعق وهي تتسابق في إيصال اللقمات إلى الأفواه.وقد تكسر الرتابة بنبرة صوتية للأب أو الأم منبهة إلى خشونة حدثت في الدفاع أوالهجوم المباشر من أحد العناصر المحيطة بالمائدة.كان جو المائدة جميلا.وما أجمله وأروعه بوجود الوالدين.لقد كنا لانفتر عن اقلاق راحتهما بما نقوم به نحن الإخوة سواء ساعة الأكل أو اللعب.وتأتي فترة الاستراحة للذهاب إلى المسجد.فقد كنا ندشن حلقات الدخول الى المسجد.نهيئ أماكن الوضوء ونعتني بالأفرشة استعدادا لصلاة العشاء والتراويح.
هذه بعض الملامح الرمضانية التي غابت بشكل تدريجي من المجتمع.ويبقى رمضان الضيف الكبير والعزيز.عواشر مبروكة ورمضان كريم

*******



عطش ..// حبيب القاضي // تونس

سألني صاحبي كيف يتناسل العطش.. فأجبته حين يكون الماء أجاجا..
أما الاشتياق فهو ملح على جرح.. دمعة حارقة تستوطن الجفن.. يد ممدودة في الجمر و فم تيبست شفتاه.





أنا ذلك الذي ..// نور الدين برحمة // المغرب

أنا ذلك الذي
شاهد مالك بن الريب التميمي
تجره الكلمات الى الكلمات
هو اختياره
وذلك اختياري
حين تجرفك الشعاب
للبوح الجميل
ترى نفسك
قد ولدت هناك
قبائل
قبائل
ونار الفتنة حطبها
عاشق المعنى
حين يحمل شره الجميل
قصيدة
تربعت على هامشه
ليكون مركز الوجود
قنينة من ماء
قطعة خبز نصفه رمل
والباقي رقصات الافاعي
يا للحب الهارب من جبة حكيم
أراني ارتب تاريخ النكبات
من محرقة
الى محرقة
وهناك على مشارف الصمت
وقف مالك بن الريب التميمي
يراقب من أعلى التلال
قبائل تزحف نحو الجبل
قبائل
قبائل
ونصف الفرسان يحملون
لواء التعب
بيضاء
تلك الراية
تشير للسلم والاستسلام
من اعلى منطقة في الذات
وقف سيد الشعراء
خذاني فجراني
فانا الميت منذ الف عام