mercredi 15 mai 2019

احتضار ..// محمد بوعمران // المغرب


على كفه حطت فراشة ...أرخت بجناحيها الزاهية الالوان ...أخد يتأملها باسطا كفه حتى يمنحها الأمان ويجعلها تستقر أطول مدة ممكنة ليستمتع بمنظرها ...كان جالسا تحت شجرة مستظلا بأغصانها الوارفة متقيا أشعة شمس يوم ربيعي يميل إلى الحرارة ...وبين الفينة والأخرى كانت الفراشة ترفع جناحيها ثم تبسطهما على كفه وكأنها تشعره بوجودها وتنبهه حتى لا يقوم بحركة طائشة تفثت جناحيها الرقيقين وتسلبها الحياة ...
طال مكوث الفراشة على كفه وأحس بشيء من التعب وهو على نفس الوضعية التي أرهقته وجعلته يحس بفتور في مشاعره اتجاها ..بل اصبح وجودها مقيدا لحركته لذلك نفث الهواء يرفق من فمه ليوقظها ويجعلها تغادر كفه وتطير في الفضاء لكن محاولته لم تكن ناجحة رغم تكرارها ....
هل ينفض يده منها ...أم يترك للفراشة حرية الاختيار ...
ينهض ...يحرك كفه برفق ثم بقوة ...لكن الفراشة ظلت ملتصقة بكفه ...يضع سبابته على أحد جناحيها فيتفتت شيء من الجناح ...ظنها فارقت الحياة إلا أن حركة الجناح الآخر برهنت له على أنها مازالت حية ...فجاة تقع الفراشة بين قدميه ليتأكد انها فارقت الحياة ...حزن لفراقها ...كان يأمل ان يراها منطلقة وهي تحلق في الفضاء ...هكذا كان 
حلمه الذي لم يتحقق



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.