lundi 13 mai 2019

ذلك المقهى البعيد ..// محمد عبد القادر المحجوبي // الجزائر

كنا على صفحات المساء المخلد عطره
على خميلة السكارى . حين تتخلص المدينة من عجيجها المحموم وتنتهي من صراخها الجاف
كنا على اضطرار مواعيد وخفة أعياد نباغت زخرف التلال ينابيعها . فتكون المدينة مستوية المعمار تزاول لعبة الغروب 
بينما في الأفق الشمالي تلتحم النوارس مداها المسكون
على خلسة المساء
يغتبط الوجه مقهى فرحة اللقا المتناثرة من لقاح الشجر المهوس . تعيد الكراسي الخشبية للظل عبيره الفواح . تكون الشمس على وشك أن تعزف أوتارها الشجية
والماء . يرسم العصافير الطروبة لوحة العشاق . . وحتى تلك الأسوار التي تلعثم لسان تاريخها المتكئ على غروب
كانت على سجية الطين الوله بملكوت الضياء
....
فلم يكن بمقدور ذلك المقهى السابح على بساط البوح أن يغني بدون مأدبة الأصيل . من خيوط أشعة متناثرة الدفء تموسق وهج القلب عنفوانها ..
والمقهى البعيد .. قريب الأنامل يداعب خواطرنا
يضاحكنا بحقول بكر . تقتنص من الليل نجومه الخصيبة
آهلة بحمامها الناعم منصورة الطين الباذخ تفجر قصيدة الكرز
على أسوارها الغافية ،منصورة تلمسان يتبسم المساء أقحوان . والمقهى البعيد . هناك العين تبرق أنسها لا تنام
هناك . التلاحم جوهرة الحياة أبدعها حنين وإنسان.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.