لما وضبنا حقائب السفر ، لم نقرأ غير بدايات جمل نسجتها أحلامنا وأعطتها صورة ترتدي بذلة حريرية بيضاء ، في عالم مليء بالرغبات العازمة على الانقضاض على كل طموح.
ولما صعدنا مركبا يناضل في
حياة ضحلة ، حيث تستلقي الأحلام خائفة من سحب ربما تمطر وتحرك الأمواج ، كان لا بد
أن نغرق لو أن أحدنا عطس فقط ، فتعصف الرياح برفاتنا بين اليابس و الماء . وتسقط
من أرواحنا ثمرة تتحول إلى رهينة وسيدة القدر .. ثم تبتسم وتقول : الآن عيشوا
حياتكم هنا ، فالعالم هناك مليء بكائنات غريبة .. لكن رشوا قليلا من الماء على
أمنا الأرض .. أنذاك ستزهر من جديد ، بلا أسمدة ، بلا مرشوشات . ستنمو المحاصيل ..
ستتعهدها الشمس نهارا و سيطل عليها القمر ليلا.
أيتها الأرض نحن أبناؤك ..
نحن أسلافك يا صاحبة الأسرار الدفينة و أرشيف الأجساد
التي تلقى في جوفها.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.