jeudi 28 février 2019

إلى عاشقة الليل ..// أحمد خاليص // المغرب


كلمات مرتجلة
*****
،حبيبتي 
هذا المساء بلا عينيك
لا أحسبه من عمري
أضاع مني هنائي
فلم الغياب
يا رجائي
لم أسافر الليلة
في رحلة سمر
لم ألثم رضاب شفتيك
لم أعانقك
لم أخبئ في عينيك بسماتي
هذا المساء
لمساتي اشتاقت لنهديك
يقتلني شوقي
تدوسني جنوني
هذا المساء
شرد حرفي
فأجهشت قصيدتي بالبكاء
آه حبيبتي
.فما أشقاني هذا المساء


زجل // فؤاد البوهيمي الأخير// المغرب


اذا قلتي لي كنبغيك
خلّي يدي 
تقرا صفحة يدّيك
خلّي انفاسي
توصف إحساسي

تهجر وسواسي
خلّي الفرحة
تغمر عينيك
واذا قلت لك كنبغيك
نخلّي نبض القلب
يصبغ خيوط الفجر
بـ لخضَر
نخليه بـ لجهر
ينحتك اقصيدة
بالبها والسرّ
ومن زلال رضابو
يسقيك ويرويك
وشويفة منّك
شويفة مسروقة تكفيني
تراقص طيفك
تجيبني منّك
وليك تدّيني
تصب عل الروح
اشتا ويمكن اعتا
تفيّق اعظامي من رگادها
تطَوَّع احلامي من عنادها
.وتخلّيني منّي ليك

******

عذرا // ثامر الخفاجي // العراق


عذراً
إن محوتك
من الذاكرة
ﻻنني
لم أعد أجيد
قراءة أفكارك
بعد الذي
سمعته وقرأته
ورأيته عن الرايات
المعمدة بالدم المراق
باسم القبيلة
لشاة ذبحت
وهي تقتحم
حقول الجيران
سهوا
تملكني الروع
عقدت الحيرة
تفكيري
ونحن مذ ولدنا
نقرأ في وجهك
همزك ولمزك
قدحك ومدحك
وكل ما تفوح به
اﻻيام الغوابر
عبر مسافات الزمن
ولما زال عني الروع
وتبددت حيرتي
أيقنت أني
أسير بساط
أوله
لنا الجفنات الغر
وآخره
وبيض الهند
تقطر من دمي
فأدركت
أن اﻻمس
لن يغادر غداً
وغداً يقول
ما أشبهني بالبارحة
وأن عبلة
ستحاكم
بجرمها المشهود
بغضا بعنترة
وإن بثينة
.لن تزف لجميلها


النورس الراحل // ربيعة بوزناد // المغرب



أيها النورس الراحل
في عـتمة حـزني المهجور
متى ستغسل وجع القمر 
حتى متى أعاند في عشقك عذابات القدر
بدمعات ترَمَّدَتْ في الجفون 
وفي ذكراي .. أيامٌ لك تحن
منحوتة في لوحة من غبار
أيها النورس الناري
سأمضي بروحي نحو السماء
قمرا متعدد المرايا
ألهمني منك بعض الجنون
أحتسي خمرة الأساطير
ألملمُ حروفا مُضَرَّجَة بالثمالة
أصنع منها عشقا كرويا
أغـزل منها ضفيرة للكون
قصيدة برائحة الغمام
كي تستحم كلماتها في ذاكرة الشذى
ينبت من عشقها أبهى ربيع
يُـوَلد فراشات خجولة
من دمعة ضائعة
!...من رعشة ساكنة 



mercredi 27 février 2019

هل هناك طريق للسماء ..؟ // هادي عاشور البصري // العراق


حتى وإنْ كان البستان
مليئاً بالحطام
فالشمسُ في ظلّ بذرةٍ
تخفقُ في التّراب
قالت لي وردةّ
نادِ على غصنٍ
في الجانبِ الآخرِ
للذبول
أيّها البرقُ
في الصوبِ الآخر للمطر
حيثُ يلهثُ السّحاب
هل هناك طريقٌ للسّماء؟
ناديتُ ناديت
والجوابُ لم يأتِ
لا أطلبُ أكثرَ
....لاتقفْ بيني وبين المرآة


المغرب // assif assif // ماهية الحياة


ابتلاء مفاجىء
..متعطش للتدمير
..راغب 
.في محو كل جميل
أنين يذكرنا
أن الحياة سعرها غالٍ
.وغرامتها مرتفعة
..وجع في الصدر
فجوة في الرأس
قتلتْ كل اللغات
.على طرف اللسان
طاقة عدوانية
بحركة سريعة
وضعت يدها على القلب
لتشعرنا
.بفداحة الخطب 
تأوهاتٌ
.توقد الرغبة في البقاء 
تشبثٌ بخيط متين
وكفاحٌ كبير
.من أجل ضمان حياة
صبر الزمن
وشهور التكوين التسعة
تعمل من جديد
أمام مرآة
.تقلب الصور هذه المرة 
..اليوم 
الفم ملتوٍ من المرارة
الظلال نائمة
والصمت وحده
.يسكن كل الأمكنة
..الحياة والموت
..معادلة صعبة
..وجهان لعملة واحدة 
وهذه اللليالي البيضاء
تدمرنا شيئا فشيئا
فيصبح بعض منا
.يتيما من كل شيء
..تائهون
نبحث عن النجاة
تحت حبات مطر ناعمة
وهبْنا لها أجسادنا
عساها تليِّنُها
فتُفتَحُ أبوابٌ مغلقة
في عمق أنفسنا
ليفوح منها
عطر وبخور
يختلط بروائح الأرض
..فتصبح قاهرة 
..جبارة
تتحول إلى قوة
تسري في الجسد
في جَلَبةٍ بلا كلمات
.وتُذهِبَ السقم
لا نرغب في
أن تتلاشيْ في الغياب
.مبللة بالدموع 



أغصان الحرية // محمد عبد القادر محجوبي // الجزائر



تعيد سنا الوجد
تلك السنونوة التي ثملت بجنونها تبارزالشتاء . على نوافذ القلوب
يقف التاريخ 
لكي يقوم مشيته بايقاع أنفاس زفها عيد البحر
...
وهي على تلة الإنعتاق
تمزق رداء الليل الذي خصخص التشوهات
وعلى معابد البخور المقرفة . . مزارع المتشبهين بنار حالكة . كل الدثور الملتهبة النفاق التي احتمت بفصولها الجافة تراود جماجم التماثيل . تستعير نهاراتنا لتملأ بطون النار
...
للشعر خيول تسحر هاجس الماء
بمحض عطشنا الخلاق
سنمضي مثلما يتبرعم الدم . وتفيض جنات الأحداق
موئلنا أبواب المدى
مفتحة الورد تضيف لنا نضارة فجر من منبعه
حتى مصب قلب يغني حرية العز شباب


أستبرق // جلال عباس // العراق



أستبرقً
 !..وان كان
لا يَجعلُ الضوءَ خافتا 
يتفقُ معي منتصف الشهر 
القمر يسحب شمس الروح 
تتواطأ مع الليل 
في اخر خطوة من صمتي 
عرج فيها وقت العبور 
غيمة من الضوء
الى مرفأ من حنين 
..الى مطر 
...والعمر قطرات 


كوني آخر عطر.. // سلام العبيدي // العراق


باتجاه المطر البعيد
..تفتح ذراعيها .. قصيدتي المنفية في الركن الشمالي من النسيان
...كل هذا القدر الضبابي 
الراكض عكس اتجاهات القلب
..وعطرها الملكي 
..لم يزل يشربني سراً 
سحابة ليل دافئ.. ونبوءة أبعد من فوضى الياسمين
..ونعناع الينابيع 
لامساحة لكتاب الشتاء
..في موسم القمح الذهبي

..لازلت قيد الحرف والقيصر
وإيقاع وجهك المضيء
وكل دروب القمر الفقير
.....على مقاس قتلي

الحياة الشمعية ، تنساب في قلبي 
كما الريح في غابات اللوز
أو كالماء بين أصابعي
أيها المنسي في عروق المرايا
أكلما تحجرت أغنية .. تكسر دعاء فجري..؟
وتشظى حلم نبيل..؟
كوني آخر عطر
أو آخر قبعة ربيع .. على رأسي
كما تنص قواعد العطر الجنوني
..عند أول الرذاذ


mardi 26 février 2019

قصيدة حياة // عزيز السوداني // العراق


المساءاتُ النازفةُ بالوجعِ والغيابِ تعرفُ الموتَ أكثر كوحشةِ الطريقِ الغارقِ بالأوهامِ، إستبقتُ الخطى لأقطفَ لحظةً شاردةً قبل الغروبِ بعدَ أن مضى اليومُ دون أن يلتفتَ لقلقِ التفاصيلِ، سقطتْ قدماي على حافةِ العالمِ المنسيِّ دون أن أتركَ بصمةً على الترابِ، وكانَ الصمتُ ثقيلاً أقسى من الفراقِ، عدتُ وكأنّي بلا أطرافٍ أسبح في فضاء  الذاكرةِ أبحث عن نفسي فوجدتُ في قصيدتي الأخيرةِ متسعاً للحياةِ



إعادة نظر // حسين حسين // تونس


ما علي
والأشواط التي بإنتظاري قطعها
لا تزال طويلة
وأنا على ما يبدو
أراوح مكاني
لا أكاد أبرحه
إلا
أن أعيد النظر
في أس خطوي
و في ربطة حذائي
فأنا أسير إلى الخلف
دون أن أنتبه
ووجهي مستقبل
ناحية الأمام
هناك علة ما
تسكن داخلي
يغلب الصمت عليها
في كل حال
ولعل زوالها
يحتاج فك رباط آتي أيامي
مع ما مر من عمري
.وأيامي الخوالي

******

إلى عاشقة الليل // أحمد خاليص // المغرب


" الذي لا يمكن التعبير عنه بالكلمات، لا يمكن إدراكه إلا بالصمت "
شمس التبريزي
*******
الصمت لغة لا يعشقها الكلام
للصمت أهداف و طقوس
ينساب في الأرواح و النفوس
الصمت رحلة راحة تتدفق كالترانيم
هو ذهول و تأمل
لهفة و حنين
عشق و جنون
و و جه للسكون و الهدوء
هو تعويذة و شعلة ابتهال
يتحدى الوقت و المحال
و يخلق اللحظة الحالمة
يسابق الخيال
و يغير المألوف
الصمت رهيب كلحظة وداع
هو لغز
يترجم ذروة الجموح
وما يسكن بالجفون
فهل يسعفني و أسعفه؟؟
تمهل أيها الصمت ؟
قف قليلا ؟
لأصغى للغتك الخرساء
قل لي أيها الصمت ؟
هل تعلمني لغتك ؟
أم لغة العاشقة العطشى ؟
و ما نقشه حبها في كياني
بصمت بسماتها لتبقى معشوقة وقتي
فهل أصبحت حقا لغة أسراري ؟
أم تعكس عمق حرفي المسكون بهمسات حبيبتي
حين تحلق مع كلماتي
و حين تذوب في صمتي
لتصبح أعذب لحن
تقربني من جنة لوعتي
و نبع هيامي
أيها الصمت 
أنا أعيش اللحظة حتى لا أعانق الهباء
لأتسامق مع القصيدة
كي أعيد لحبي رباط عهد بيننا
جسرا نعبر منه إلى جنة العشاق
أين بنينا عالما من سديم الذكريات
أين يسرق منا الصمت كلامنا
.كل مساء

كبرياء مهيضة الجناح // كامل عبد الحسين الكعبي // العراق


عندما تمرّ اللحظاتُ وتشهقُ في جوفِ السماء غيومٌ يأفلُ القمرُ ويذوبُ في كبدِ السماء ، تتوارى النُجيماتُ خلفَ كواليسِ الأُفقِ ، لا نسمع سوى رعودٍ ، لا نرى غيرَ برقٍ يخاتلُ الظلامَ يستفزُ العيونَ يداهمُ السمعَ فتعزفُ الدنيا سمفونيةَ الأَحاسيسِ وهي تضربُ على وتَرِ النبضِ فتشقُ سكونَ المشاعر وتفجرُ لحظةَ السكون ، هنا تمرّ الصورُ تترى تعانقُ طيفَ الخيالِ تلامسُ الوجدَ فترتقي عتبات الذهول وترتجُ المشاعر تودّ الهروب ولو للحظات من واقعٍ قاتلٍ لا يسأم من مشاكستنا بعدَ أنْ سلبنا القدرةَ على السباحةِ ضدّ أمواجه العالية أو السير عكس اتجاه رياحهِ العاتيةِ أو حتّى محاولة تسلق جباله الشاهقة فتتكرسُ لغة القلقِ وتضطربُ مساراتُ التفكيرِ وتُشَلّ الحركة ولكن لابُدّ من فعلٍ ما ، فثمة ما يغرينا بالمطاولةِ والصمود حتّى آخر نفسٍ قبلَ أنْ تلفّنا عجلةُ الزمنِ وتطوينا صفحاتُ النسيانِ ونكون نسياً منسياً بينَ طيّاتِ الكُتبِ وخلفَ سِتار الضَباب


قبل أن يزورني طعم قبلتك الأولى // سهام الدغاري // ليبيا


قبل انطفاء الليل بنجمة
يزورني طعم القبلة الأولى
يتوسد مبسمي
فأسقط من علو ابتسامة
فوق حلمى القتيل
لتعرش فوق موميائه ياسمينة
\
ياصاحب القبلة الأولى
والقبلة الأخيرة
أنحت أعترافك على شجرة صمتك
قبل أن يغتال النهار آخر شمعة
وقبل أن تدون أخر سطر في الرواية 
وقبل أن تمضي
\
أنحت اعترافك 
كي أعيد صناعة قلبي
لأنجو من غواية الحلم
لأخمد حرائق بؤسي
لأجُلب كل الحكايا المنسية من مدن الصمت
وألقي بها لغيمة سخية المطر
\
ياصاحب القبلة الأولى
والقبلة الأخيرة
انحت اعترافاً بمذاق الربيع
لتورق أغصان القصيد
ويخضر شريان الحياة 
فيلون مسارب الصحارى الباهتة
وتزهر أحلام الفراشات
فوق شفتي
.فلايغادر الليل





شعرية بنية اللغة السردية // باسم الفضلي العراقي // العراق



دراسة تحليلية في لغة القصة القصيرة " قلوب باردة "للاديبة السورية " جوليا علي 

القصة
*****
{ هذيان الرياح، هذا النهار ، هدَّ هدوء الاشجار، فهمهمت أوراقها متهاوية ، عن أغصانها المتهالكة ،على جدران حديقة دار، تنطق قسمات ردهاته، بوجوم وجوه المسنين ، كانت كعادتها في مثل هذا اليوم ، مع أزوف جديد موعد نسيانها ، تقودها قدماها المرتعشتان ، لتتكوَّم لاهثةً ، في ظل صنوبرة عجوز،على مصطبة خشبية ، رحل عنها طلاؤها ، فصارت تذكِّرها ببعيد زمن لاتذكره ، هجرتها فيه جميع الفصول ، سوى حضن مهجعها ، ظلت اليأس يرتديها ، ويخلعها الحنين لاتملُّ عزلتها ، وقتها نفت عنها كل اللغات ، ولم تعد تتحدث إلا بعينين ذابلتين ، تذرفان حروفا حبلى بأسرار انطفائها ، لكم تاقت ان يتمخضنَ مَرَّة ، فيلدنَ مفردات من جمر، يصرخنَ لهيباً، بما في دواخلها ، كان اليأس يرتديها ، ويخلعها الحنين ، وعيناها مشدودتان بلهفة مُرَّة ، صوب مدخل الزوار، لطالما تمنّت أن يأتيها أحد ما؛ أيا كان، لكن ...،.غير أنها ، لمحت طيفا ، سرعان ما منعتها دمعة حائرة، ترقرقت في مآقيها، من أن تتبينه، ما كادت تستحضر من بين خرائب ذاكرتها صورته ، تنطق اسمه حتى سبقها الصمت، ببناء الحجر الأخير، من جداره على فمها
----------
الدراسة 
**** 
يمكن عدُّ هذا الخطاب الادبي ، مما يندرج في خانة النصوص المتداخلة الاجناس
( اي التي تتداخل في بنية لغتها التعبيرية ،عناصر فنية للغة جنس ادبي اخر او اكثر )
،فنسيج لغته السردية ، موسوم بجماليات وتقنيات اشتعالية شعرية حداثوية ( كالتكثيف ، الترميز،الصورة الشعرية ، الانزياح ، الايحاء ، الإيقاع ..إلخ ،) ، كما ستبينه الدراسة لاحقاً ،كمركبات لبُناه الأسلوبية ، في سياق لغوي ـ عاطفي ، و يتمظهر هذا التعالق في المستوى الدلالي ،الصوتي ، والازاحي ، مما مكّن الكاتبة من خلق فضاء تعبيري رحب الثراء ، خصب التوليد للدلالات ، وهذا ما فتح النص على تعددية قرائية ومن ثم تأويلية  وفق هذه المقاربة
نص منتج للدلالات = طبقات المعنى + طبقات القراءة
وهذا ماستشتغل عليه دراستى ، وابدأها بتفكيك بُنى العتبة العنوانية ( قلوبٌ باردةٌ ) ،التي يبدو الانطباع الاولي عن معناها الظاهر انه مباشر مستهلك المعاني مما يباعد بينه وبين اللغة الشعرية ، وقصدية التفكيك الحصول على آلية ( مفتاح ) تأويلية لدلالات اشارات لغة متن النص ، ومقاربة مقاصدها، فالعنوان يمثل النواة الدلالية المولدة للدلالات الفرعية الأخرى المبثوثة في المتن ، ويرتبط معه بعلاقة تكاملية ،ترابطية وحتى جدلية فهو يسأل / يعلن ، و المتن يجيب / يشرح او يفسّر ، والأهم العثور على خصائص لغة شعرية في معناها التحتانيى 
:* بنيتها الدلالية 
العبارة بتمامها ذات سياق احالي مقامي / خارجي ، لتحديد معناها العميق / التحتاني فدلالتها السياقية اللغوية ، لاتتعدى مجالها المعياري كما يلي 
المدلول المعجمي لكلا الاشارتين الدالتين ( قلوب ، باردة ) 
ـ قلوب : جمع قلب ، من اعضاء جهاز الدوران 
ـ باردة : فاقدة الحرارة ، مقابل ساخنة او حارة 
.وهي دلالة غير متسقة في سياق اللغة الادبية 
:اما احالتها المقامية / سياق الموروث والثقافي الشعبي تعني 
المشاعر المتبلدة ، عديمة التعاطف مع الاخرين ، فالقلب في الموروث الثقافي الشعبي 
ارتبط في اللاوعي الجمعي بالمشاعر حتى صارمتعالقاً معها ، باعتباره وعاءها ومصدرها ، واتصافها بالبرودة ( قلوب باردة ) ، دلالة على عجزها عن التفاعل الحسي العاطفي ،فبرودة الاجسام تعني فقدانها الحرا رة ، التي ارتبطت
:حياتياً بالحركة كعلًةٍ لها، وكما في المقاربات المعنوية التالية 
ـ الاشارة قلوب = مصدر الشعور 
الشعور = اثر حسي حي يتولَّد عن اشتغالات ( نشاط حركي ) الجهاز العصبي ، فهي اذن متصفة بالحرارة
:بتجميع هذه الدلالات 
قلوب = مصدر المشاعر الحارة الحية 
باردة = فاقدة الحرارة
فاقدة الحرارة = غير متحركة / خامدة ، ميتة 
:وبتكثيف دلالة باردة  
باردة = خامدة ، ميتة
:ثم بتجميع دلالات الاشارتين
قلوب باردة = قلوب ميتة الشعور ، قاسية ومن مرادفاتها ( عديمة الرحمة ، فاقدة لإنسانية التعاطف 
والدلالة هنا مزاحة عن معناها اللغوي / دلالة تحويلية
بذا يكون المعنى التحتاني للعتبة مولداً لدلالتها الفوقانية / الظاهرة على السطح
: البنية الصرفية *
،ـ قلوب / ج. قلب : اسم آلة جامد  
ـ باردة : اسم فاعل من الفعل الثلاثي / برد ، وهو فعل لازم ( يلزم فاعله لايتعداه 
المقاربة المعنوية لدلالة ( اللزوم ) ، بإحالتها مقامياً / سلوك اجتماعي ، هي :
الانانية ، المنع ، الإثْرة ، عدم التواصل مع الغير 
وهذه المقاربة تكافئ دلالة الفعل اللازم في سياقه النحوي فهو اناني يؤْثر
الإكتفاء بفاعله حسب ، و لايؤثِّر فيما بعده اعرابياً ( بما يكافئ دلالةً / عدم التواصل معه ) ، وبمقاربة دلالتها المقامية
قلوب ميتة الشعور = انانية لاتتواصل عاطفيا مع الاخرين
بذا عمّقت بنية الاشارة ( باردة ) الصرفية ، معنى بنيتها الدلالية اعلاه 
: البنية النحوية *
:تفكيك الجملة العنوانية يخلص الى ان المُسند محذوف ، كما يلي 
ـ قلوبٌ : مبتدأ مخصص بالصفة ( باردةٌ ) ، التي جعلته احدى النكرات التي يجوز
الابتداء بها ، وفق قاعدة (المسوغات ) النحوية ، و الخبر محذوف جوازاً ، يُقدّر 
سياقياً ( السياق النحوي ) بضمير الغياب ، اما تقديره في سياق الدلالة العميقة
. التحتانية للعتبة ، فمؤجل حتى اتمام تفكيك كامل النص/ 
:البنية التركيبية*
جملة العتبة ، جملة اسمية تفيد الثبات والاستقرار، وهذا يكافئ دلالياً ديمومة قسوة 
تلك القلوب ، و انزياحها التركيبي ، بحذف خبرها / المسند ، يؤدي وظيفتين دلاليتين
:داخلية وخارجية 
 الداخلية ( نصية ) : تبئير المسند اليه ( المبتدأ ) ،اي الايحاء بأنَّ دلالته التحتانية- 
، السابق ذكرها اعلاه ، ستكون بؤرة المعاني التي تدور حولها فكرة القصة الرئيسة 
 الخارجية ( خطابية ) : شدّ انتباه وفضول القارئ ( مفهوم الاستدراج )، فالحذف-
يعني ان هناك مسكوتاً عنه يثير سؤالاً مقاربته هنا : قلوب من ؟ ،وهو يحيل الى
النص ، فالبحث عن اجابة عنه ، يدفع ذاك القارئ للدخول الى عالم القصة ( فهم النص 
ولنعرض بإيجاز سمات ما افضى اليها اشتغالنا التفكيكي من دلالات ومقاربات 
:معنوية لبنية العتبة اللغوية وكما يلي 
،( تعدد دلالاتها الاشاراتية / سطحية وعميقة، مما يجعلها ( شيفرة دلالية مكثفة - 
: الإنزياح التركيبي فيها / الحذف له هذه الدلالات  - 
أ - افرز المحذوف توتراً انفعالياً ، بقصد اشراك القارئ في انتاج معنى العام للقصة
من خلال دفعه الى تقدير دلالته والبحث في عالم النص الداخلي عما يقارب تقديره معنىً
(ب - اثارة سؤال يحيل الى النص ، يعني وجود ترابط دلالي جدلي بينها ( اي العتبة 
.وبين متن القصة الذي يقوم بالإجابة / التوضيح والتفسير 
ج ـ بؤروية المسند اليه ، رسم ملامج اولية لفضاء النص الدلالي 
( تعدد سياقاتها النصية ( لغوية ، مقامية -
وهذه السمات هي ذاتها سمات العتبة العنوانية للنص الشعري ، وهذا هو التقارب .التعبيري الاول بين سيميائية اللغتين الشعرية والسردية 
وبالإتكاء على هذه المخرجات التفكيكية ، ساقوم بدراسة تحليلية لبنى اسلوب المتن للوقوف على مدى شاعريتها هي ايضاً وستأتي استشهاداتي النصية مقتضبة ، دفعا للاطالة وكذلك لصحة تعميم مايتحقق من نتائج على بقية.شواهد كل بنية
بدايةً : اللغة الشعرية الحداثوية لغة انفعالية ،اشاراتية ، وسبق لي ذكر عناصرها الفنية و تقنيتها التعبيرية في مقدمة هذه الدراسة ، شتى انواع الانزياحات ؛التركيبة و الدلالية ، كذلك الصور الإيحائية و المجازية .التكثيف ، التخيّل ،وايقاعات تنغيمية حرفية ( فونيمات ) ، نبرية او ( سجعية ) وغيرها ، تشدها الى بعض روابط نسقية في سياق فني متين الحبكة ، وتشتغل صيرورة كل هذه العناصر حدثياً ، في فضاء ( نفسي / مكزماني ) مشحون بالاحباط ومشاعر التصدع الذاتي لبطلة القصة ، وتنعالق تقنيات اللغة الشعزية التي وظفتها الكاتبة ، مع تعبيرية السرد القصي للمتن ، على اكثر من مستوى
:ــ المستوى الصوتي 
نجد ان اصوات الاحرف ذات الايحاءات الحسية السلبية الاكثر تكراراً قد هيمنت على الفضاء النفسي للمتن وكما يلي
الهاء : تكررت 52 مرة / دلالته الحسية : اليأس ،الحزن ، الألم والوهن 
التاء 64 مرة / الحزن ، الاعياء
الميم 44 مرة / الم وحزن وهن 
النون 61مرة / كدلالة الميم 
الحاء 14 مرة / الحنين ، الاشتياق
الفاء 18 / الضعف والوهن
مجموعها = 253 مرة في نص بلغت عدد مفرداته / 148 مفردة 
المقاربة المعنوية للفضاء النفسي الذي رسمت ملامحه الاحاسيس التي تثيرها اصوات الاحرف اعلاه يمكن تركيبها بإستحضار بعض مرادفاتها المحددة المعنى كما يلي
( اليأس ) ؛ الاستسلام ، الاخلاص + ( الحزن ، الالم ، الوهن ) ؛ لاسلام داخلي + (الحنين ،الاشتياق) ؛ الحرمان ، الفقد = الغربة المكانفسية ، النفي الوجودي/ حضور غياب الزمن
كما ان صوتَي الهاء الاولى في اولى مفردات المتن ( هذيان ) ، والاخيرة في اخر مفرداته ( فمها ) / صوت حرف الالف بعدها يطلق صوت الهاء متلاشيًا فيه كونه حرف مد ، مثّلا مطلع وخاتمة توليفة نغمية حزينة شكلها سمعيا تناوب تلك الاصوات ، حيث بدأ هامساً ( الهاء من الحروف المهموسة ) وانتهى متصاعدا كأنه يطلق وجعا استوطن دواخل بطلتنا تلك ، باتّساقية مع تصاعدية الحدث النصي
واتبعت الكاتبة ( آلية النغيم ) لخلق بنية ايقاعية تتناغم مع الفضاء التعبيري وتعمق ايحاءاته النفسية ، واعتمدت هنا ايقاعين 
:الاول : الايقاع النبري-
( هدّ هدوء ) ، (فهمهمت ) ، ( اوراقها متهاوية )، ( اغصانها المتهالكة ) ، ( قسمات ردهاته) ، ( وجوم وجوه) 
الثاني :الايفاع السجعي -
،( النهار / الاشجار ) ، ( متهاوية / متهالكة ) ، ( كعادتها / نسيانها ) 
ويتضح لاتكلفية الكاتبة هنا ، في جعل العبارات هي من تختار ايقاعها ، فلا لزوم لما لايلزم 
:ـ المستوى الازاحي وانواعها 
 :الازاحة الدلالية كما في *
هذيان الرياح ) ، (فهمهمت اوراقها) ، ( رحل عنها طلاؤها ) ، ( اليأس يرتديها )، (ويخلعها الحنين ) / هنا تكثيف دلالي
: الازاحة التركيبية *
ـ1 التقديم والتأخير : (تنطق بوجوم وجوه المسنين قسماتُ ردهاتُه ) ، ( لاتملُّ عزلتَها مواسمُه )، (عيناها بلهفة مُرَّة مشدودتان ) 
2ـ 2 الحذف : ( لكن ... ) ، ( لمحت طيفا ...) ، ( ولكن ...) / توتز ايحائي 
* الازاحة الاحلالية : ( هدَّ هدوء الاشجار) ، ( تنطق قسمات ردهاته، بوجوم وجوه المسنين ) 
ـ مستوى الصور الفنية : صور متعددة الدلالات ، غرائبية ، لاواقعية ، تثير الدهشة واشتغالات الخيال لدى القارئ 
(حديقة دار، تنطق بوجوم وجوه المسنين قسماتُ ردهاته ) ، ( هجرتها فيه جميع الفصول ، سوى حضن مهجعها ) ،( تذرفان حروفا حبلى بأسرار انطفائها ) ،(ببناء الحجر الأخير، من جداره على فمها.)
ـ مستوى السبك والانسجام / الحبك 
*التكرار ( الإحالة الداخلية إلي ما هو سابق ) كما في ( حديقة دار، تنطق بوجوم وجوه المسنين قسماتُ ردهاته ) حيث يعود الضمير الهاء على متقدم عليها ( دار ) / كذلك في (على مصطبة خشبية ، رحل عنها طلاؤها )
*التضاد ، التقابل : ( تنطق / وجوم ) / ( تذكِّر / لاتتذكر ) / ( يرتديها / يخلعها )
* العطف : بحروف عطف ظاهرة ( الفاء / فهمهمت ، الواو/ ولم تعد ، ولكن ) الخ *علاقات الربط: (بالوصل والفصل، والأضافة، ).وهي واضحة في النص 
بذا تتحققت شاعرية لغة المتن السردية كما تحققت قبلاً في العتبة العنوانية واستطاعت الكاتبة تذويب الحدود الاجناسية التي تفصل بين الاتواع الادبية بنجاح 


lundi 25 février 2019

أراني ..// نور الدين برحمة // المغرب

ليكتب عن وجهك
بنور السماء
حين تعتصر حبر
الشمس
لينسج الشاعر
على منوال الخصر
قصيدة
انثوية
يا للغنج الذكوري
حين ينفلت
من القيد
لاأرى أثر التراب
بخفك
أنت لاتحلق إلا حيث
الجسد
في منعطف صدرك
ينبض الليل
ليكون الخفاش
سيد الأفق
أرى حين تكتب
تفاصيل الموت
على زجاج نافذة
لعلبة ليل يسكنها
من يقرع الدف
على كعب امراة
اغتالها الهجر
سأحفر في غيابك
عني
ذاكرة غراب
وقلب بومة
استوطنت نافذتي
أيها القلب توقف
فنبضك تحرر من حلمي
هي نقرة على باب موصد
هي نقرة على جدار النسيان
حين التفت للخلف
اراني هناك امشط
أغصان شجرة صلعاء
أراني الخريف الذي ينتظر الربيع ....اراني ذلك الهزار الذي اجل تغريدته الى حين ....الى حين 


المغرب // assif assif // عند المفترق



للجحيم أكثر من باب
وللفردوس
باب واحد
فابحث
عن أي باب تريد
الدخول منه
قبل أن تنفجر الأوردة
في عمق التراب
وتحتضر الثواني
في أعماق القلب.
للجروح خدوش
تقبض
على إشراقة المعنى
فتغترف منها الحياة
لتخرج من
مأزق العدم
في خبايا الروح.
يفترش الأمل
عتمات الدجى
وبأنامل الصبا
ينقر ألحانا
تنير الظلام
تصرخ في المدى
وتحفظ للشمس
أشواق النهار.
لليل
أكثر من جسد
تستيقظ خلاياه
مهما طال الزمان
وشردت النجوم
في الأفق البعيد.
ياذاك الإنسان
اخلع نعليك
واركض بخفي حنين
إلى ذلك المكان
وتضرع في كبد الليل
للخالق ، للملكوت
حتى لا يدهسك
خريف الحياة .