mercredi 6 février 2019

قتل المؤلف // حسين الباز // المغرب


.. تطبق نظرية رولان بارت بقتل المؤلف ، بتصفيته جسديا ، وما اغتيال الروائي العراقي علاء مشذوب إلا دليلا على أن هذه النظرية تقرأ من مفهومها الظاهري في الأدب العربي ، بحيث يتضح جليا أن لا فرق بين الأدب والسياسة عند العرب إلا بالولاية ، ومن ارتد عنها فحكمه حكم المرتد ، قتله رميا بالرصاص حد الصمت ، وهكذا لتتم السلطة على الأدب محاكم الطوق ، وليعتصم الأدب بحبلها ، منعما بها ، مبررا فعلها بأن قتل المؤلف مجرد نقد ، والسؤال
هل تم قتل المؤلف أم قتل نصوصه ؟ والجواب : نصوص المؤلف لما تزل حية تقرأ ، ومن يقرؤها موتى
.. نصوص غسان كنفاني أكثر قراءة ، وقتله غرة لم يمنعها من الخلود ، فهل نظرية رولان بارت التي تقول بقتل المؤلف يقرؤها الأدب العربي بمفهومها الظاهري ، كما يقرأ القرآن ، والشعر العمودي ، والقصة القصيرة ، والقصة القصيرة جدا ، والرواية الطويلة جدا
نكاد نقرأ النقد العربي أطرا سلطوية ، والنقاد فيه جند من جنودها ، حريصون كل الحرص عليها ، هم من يقفون كساسة لتوجيه الإبداع إلى السياسة ، المعارضة فيها منها وإليها ، موحدون في اتحادات كتاب ، مشكلون في لجن ، يعتلون المنابر لتأييد هذا وتهميش ذاك حسب نقد الدستور المتفق عليه ، تنشر وزارات الثقافة كل منتج مساير له ، وترسل لوبي النشر لمنع كل منتج حر ، وإن أفلت هذا الأخير من بين براثينها انتقلت لمرحلة تطبيق نظرية قتل المؤلف
حسين الباز / المغرب

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.