حتى لا أعنونها بثقافة الموت ...أقول ثقافة الغياب
عندما لا أراني أمشي كعادتي كخيط رفيع بين شوارع المدينة
ألهث وراء القبض على فراشة هاربة من الظلام ...أو فكرة جاثمة على كرسي في مقهى فارغ من غيري ...أنش الذباب عن فنجان قهوتي وأفكر في قصيدة تقول الغياب حين أختفي ....عندما تشرق الشمس وأنا لست انا ...وانا حفنة من تراب سيجها الصبار ...وانا الراحل بعد قنطار ونصف من الانتظار ...عندما أتخلص من كل عاداتي البئيسة من السيجارة الصفراء الى حبري الاسود ...الى قصائد التمرد ...عندما أرمي كل هذه الافات الجميلة وأنسى ألواني ولوحاتي واعانق الخواء حيث لا ظل ولاضياء ...وأمارس رحلتي الى حيث الغياب ...سانساكم مرغما ...لاني الغياب ...عندها اقلبوا وجه الورقة هناك هامش صغير للوجع فلا تكتبوه على صفحات الاعتراف وكأنكم امام كاهن يحسن الاستماع ...لاتحاولوا قراءة حروفي فانها الوحيدة الطاهرة التي اخلصت لكل اعمالي التافهة ...لاتقيموا حفلا ولاتعددوا محاسني ...انا وان كنت بينكم كنت الغياب في وجودكم ...لاتحتفلوا بموتي في غيابي ....اكره ثقافة الاعتراف بعد الموت وثقافة الجحود قبل الموت
عندما أتخلص من عاداتي السيئة من السيجارة الصفراء والحروف السوداء وعلبة الالوان ومن عشق الحياة ...والمدينة والنوافذ القديمة والأرصفة المهجورة ...والحانة القديمة ...أكون قد جسدت الغياب فلاتحتفلوا بموتي لأكون بعد الغياب ذلك البطل الذي صنعه الموت
......
نورالدين وكفى ....ألم اقل من قبل لقد فسقنا من عمق الأغنيات ....دعني اللحظة استمع لجاك بريل
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.