نسيرُ بدروبٍ شائكةٍ ، نمشي حُفاة على حَسَكٍ وشوك قَتادٍ غير عابئينَ ولا مكترثينَ لما يصيبنا من نزف الجراح ، نشدّ على الجرح نخصِّبُ الأَسى فنسقي صحارىٰ الهجر والحرمان نصيّرها مُروجاً خضراء نمضي وملء الرؤى حلم مؤجل من ألف ألف غياب أثمرَ عن حضورٍ فاعلٍ وملامح وجوهٍ متدرجة الوضوح ونهوض يرتفعُ على استحياء يقاومُ ضغطةَ نوابضِ الإِرجاع المتعمدةِ وبصيص نورٍ يخاتلُ الظلامَ يتوهجُ مرة ويخبو مرات حتى يستقيم شعاعهُ ، هذا وجموعُ المثبطينَ والمشككينَ والمتوعدينَ بالويلِ والثبورِ لهم عيون الذئاب يتوشحونَ أسلحةَ غدرهم يتأَبطونَ شرورَهم يجمعونها من مزابل الغربان يحملونها على أجنحةِ الذباب ويلقونها على رؤوسنا حِمَمَاً من نيران أَحقادهم ، لا نلتفتُ لها ثمة ما يشغلنا عن النظر لها ، نجمعُ ما تطايرَ من شررها نصنعُ منها نجوماً دافئةً وإنْ كانَ لسعُها لاذعاً إلاّ أنها ملح الطريق نحو مثابات بنيناها بعظامنا وملحِ أَجسادنا وكُنّا نظنها آمنة حين جمعنا أركانَها وقوائمَها من قصب ما نبتَ في سواقي دموعنا حتى أصبحتْ نايات وجعنا نتأَسى بها ونعزفُ سمفونيةَ النكرانِ والجحودِ علّها تخفف ألمَ خاصرتنا التي أَصابها هذا الخنجرُ المَسموم
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.