lundi 30 avril 2018

أمل الدنيا ..// خديجة بوعلي // المغرب


ما لهذا الكلام ؟
يتوغل في أعماقي
ينتشلني من واقعي
يدغدغ كل مشاعري 
ويرفرف بي عاليا
في الفضاء 
مالهذا الكلام ؟
يبعث في داخلي
قشعريرة تربك أوصالي
تزلزل كياني
وتجعلني اهيم
بعيدا ... بعبدا
عن وجودي
وتموقعي في الحياة
ما لهذا الكلام ؟
ينسيني عمرا طويلا
من الآهات....والآهات
يدخلني عالما غريبا
من مشاعر
واحساسات
يفتح أمامي باب
مملكة الحلم اللذيذ
الذي ابتعدت عنه
أشواطا واشواطا


إلى عاشقة الليل ..// أحمد خاليص // المغرب


" لا تكن بلا حب، كي لا تشعر بأنك ميت "

جلال الدين الرومي

*******
سحابة صيف حجبت شمس أحلامي 

هنيهات 

أمطرتني بلغة العتاب

علمتني 

أن للوقت صدى

يسكن بين عقارب الساعة 

أين يموت الزمن 

و يحيا 

و تبقين تبقين وقتي 

و راحة لروحي 

يغار منك الليل و سكونه 

و بهرجة النهار 

لأنك مؤنستي 

و وشوشة ربيع عمري 

يا أميرة حرفي 

وإلهامي 
******

استقالة : ق. ق. ج // فاطمة الشيري // المغرب


                      رتق جلبابه الفاضح لجسمه. . بقطع تنوعت ألوانها، ارتداه..طالبت كل رقعة بحقها فيه. رفض..عادت لأصلها
                                                                                                                                    نزف الجسد



*******


بيوت بدون جدران ..// أحمد بياض // المغرب


1 قميص الرحلة
قدم
تبحث
عن جسد
جسد
من غبار

2 إملاق 
تتراقص بنات الوديان
على هلال الجوع
والأكواخ
ضيعة الشمس العارية

3 حلم
كنا
أنا وأنت
مشينا على أسوار الليل
لنقرأ لغة الضوء

4 ظل
طيف منفرد
ينغمس في روح الشمس
يرافق الطريق

5 عزلة 
وحده قمر الحقول
يبكي مع الشتاء

6 لقاء
أراك
حين يسبح
في حوض عينيك
ضوء الشروق

7وداع 
متى انفصلنا
تقولين آسفة
وتعود
اللحظة
الغامضة على جفنيك

8 غائبة
لعلها تكون
ولا ترى
.في لمحة أسيرة
*****

dimanche 29 avril 2018

قال الراوي ..// ثامر الخفاجي // العراق


:نطق الحمار فقال 

قولوا 
ما شئتم عني
وتفكهوا
أنني حمار
أحمل اثقالكم
وتلسع جلدي
سياطكم
و لا أرد سبابكم
وكاهلي
ينوء بأوزاركم
ولم أفكر يوما
كما تفعلون بينكم
كشف الأسرار
لأنني ببساطة
لاأحب الخوض
في وحل السياسة
لانني
!!.......لست مثلكم 
أخون عهدي
وأبيع ودي
وأكشف عورتي
لمن يدفع أكثر
ولا أرضى
لغريب أن يشاركني
داري
وأبيعه اسراري
ولم أفكر يوما
أن أعيش
في حظيرة الأبقار
لأنني تعلمت يا سيدي
أن أحمل وحدي
أوزاري
ولا أسمح لأحد
أن يستحمر أفكاري
وتعرفون جيدا
عندي ذاك الإصرار
لذا أنا
سعيد جدا
!!....أنني لست مثلكم 
.لأنني حمار
*****

قراءة في نص "بكاء الروح" لزكية محمد // باسم عبد الكريم الفضلي // العراق


النص:
****
كل ما مضى
لم يكن شيئا
يوم ولدت بحجاب”1″
لم أبك
يوم سلب الخوف
بذرة هويتي
ونفيت بجب الصمت
لم أبك
يوم رحل عني حبيبي
وذقت مرارة اليتم
أبدا لم أبك
يوم سجنت نفسي
وسيجتها بحدود شائكة
لم أبك
يوم اقترنت بجلادي
أيضا لم أبك
ما عرفت يوما الانكسار
كنت أخلد لروحي وأغني
يوما ما سأحلق بعيدا
عن هذا العالم البارد
حيث للروح انتماء
مع كل أغنية دفء
نبت لي ريش
ومع كل سطوة غدر
عانقت الشمس
بجناحين من نور
اخترقت السكون
وحلمت بالخلاص
اليوم فقط
بكت روحي
وعرفت أنني
سأحلق غريبة
وحيدة
بلاوطن /بلا انتماء
سأبكي اليوم كثيرا
فلا تسألوني عن لون البلاء.
1_الكيس السلوي
القراءة
*****
النص مسرح صراع غير معلن بين ضدَين :
الأول ـ آخر قامع / ظالم ، واضح الحضور في سطح النص باشاراته ادناه مع مقارباتها الدلالية :
* حجاب / قيد قسري خارجي : اعراف الاخر الجمعي : تغييب جسدي
*الخوف ( سالب للهوية / مولِّد للنفي ) / تغريب الاخر السلطوي : تغييب مكاني
المكافئ الموضوعي الواقعي : سلطة ظالمة
*رحيل الحبيب بلا رجوع بدلالة مرارة اليتم (موت مسبب للغربة الذاتية ) / تغريب سلطوي نفسي ( قتل الحب كونه قيمة إنسانية مقابلة للإنسانية الظلم السلطوي )
*سجن النفس ( انسحاب الذات ونكوصها داخلياً ) / نفي وجودي سلطوي ( السلطة طاردة لوجود ضديها )
* الاقتران بالجلاد ( الخضوع للسلطة ظاهرياً ، الاقتران يكون جسدياً ) / قهر سلطوي
الثاني ـ الذات الرافضة ، بصمت ، ومتوارية / غير واضحة الظهور واشاراتها مغ المقاربات الدلالية :
* لم أبك المؤكدة بالتكرار : إشارة لتحمل ومقاومة الألم / رد فعل منقوص ( تحمل الأذى دون الرد على مسببه )
* ما عرفتُ الانكسار : المعرفة هنا داخلية غير واقعية خارجية ، بدلالة / الاقتران بالجلاد / ورفض الاعتراف بالانكسار الواقعي هو من الحيل الدفاعية النفسية لتحقيق الاتزان الداخلي بتوهم المغاير لمثير القلق والتوتر الخارجي
* أغني : مواساة الذات بدلالة / أخلد لروحي : اعتراض تظاهري إيهامي للذات بالهائها بمثير مضاد لضجيج فزعها وهلعها
* الإشارات ( سأحلق بعيدا ، نبت لي ريش ، عانقت الشمس ،جناحين من نور اخترقت السكون ) : هروب الى ماوراء الواقع القهري بأحلام اليقظة بحثاً عن ملاذ مقابل بدلالة ( وحلمت بالخلاص )
القراءة التأويلية لمقاربات الضدين :
قمع سلطوي فهري مغيِّب للذات / رفض دفاعي صامت ( سلبي الفعل ) = عدم تكافؤ صراعي محسوم لصالح السلطة
فلم يعد هناك من مبرر للمقاومة وإن كانت صامتة بعد ان تواطأ الآخران ( العرف الجمعي ) والقهر السلطوي على مصادرة القيمة الانسانية للمرأة ونفيها عن ذاتها وإفراغ وجودها من كل معنى …فتقرر التوقف عن المكابرة والمجاهرة بالبكاء :
( اليوم فقط
بكت روحي )
بكت حين علمت أن صراعها مع الآخر محسوم النتيجة ..فما عاد أمامها سوى خيار مر هو الرحيل من هذا العالم الفاقد إنسانيته ، البارد المشاعر  :
( عن هذا العالم البارد )
مقاربة الرحيل المعنوية :
اتخاذ موقف فعلي لا تصوّري كما مر بنا في اعلاه ، مكافؤه الدلالي :
الموقف الفعلي = إرادة حرة
الشاعرة رغم إجادتها في عرض ماتعانيه المرأة من تغييب لإنسانيتها ، وسلبها معناها الوجودي ، في أوطان العرب ، بقهريتها السلطوية .
هنا ساقوم باستدعاء ما سكت عنه النص / ذكورية المجتمع ،
رغم هذه الإجادة , إلا أنها جاءت بضربتها الفنية في خاتمة النص :
( وعرفت أنني
سأحلق غريبة
وحيدة
بلاوطن / بلا انتماء
سأبكي اليوم كثيرا
فلا تسألوني عن لون البلاء.)
ضربة مكثفة الدلالة ، حملت ثلاث رسائل :
الأولى ـ إطلاقها صرخة احتجاج بوجه أمة تصادر معناها الوجودي ، فهي في عرفهم ( محض تابع لسيدها الذكر ) ، صرخة اختزلت فيها مشاعر غربتها في وطنها وكأنها بلا انتماء ، وحيدة في عزلتها الانسانية …
الثانية ـ أنها ان كانت أسيرة في حياتها ترسف يقيود الآخر القاهر ، فهي حرة الإرادة في أعماقها ، امتلكت قرارها بكسر تلك القيود بالرحيل عنهم كموقف رافض لسطوة ذكوريتهم ، فهم لم يمتلكوا وعيها / اتخاذ المواقف يعني امتلاك وعي
الثالثة ـ أنها لم تحزن من فراقها حياتها بينهم بل ما يبكيها مفارقتها وطنها / لو كان البكاء بسبب مفارقتها الحياة لما اتخذت قرار الرحيل أساساً ـ وهي هنا تؤكد أن المرأة العربية رغم غربتها في وطنها وتنكره لحقوقها الإنسانية ،إلا انها تظل وفية لانتمائها إليه ،ويأتي المقطع الاخير كدعوة للقارئ للتأمل في صنوف البلاء التي تعيشها المرأة في أمة ترفض الإقرار بإنسانيتها.
*****


jeudi 26 avril 2018

ومضة ..// وفاء أم حمزة // المغرب


قراءة في نماذج من نصوص الشاعرة السورية "جنان الحسين " // بوزيان موساوي // المغرب


:"تحت عنوان
"وظيفة ثنائية التدوين و المشافهة في شعر جنان الحسين"
ذ. بوزيان موساوي

:مدخل
"أم فرات" كما يلقبها محيطها، هي جنان الحسين، سورية حطت الرحال مؤقتا بتركيا بسبب الوضع المتأزم في بلدها سورية حيث ما عاد لها فيه بيت و لا مال و لا بنون، عدا ذكريات أليمة جدا...رضعت من ثدي اليسار العربي التقدمي، ناشطة حقوقية، و مثقفة متنورة، و شاعرة
تمحورت تيمات و أغراض أغلب نصوصها الشعرية حول شكوى غربة تداوي المهجة، و صرخة من حرقة عن وطن موجوع، و شوق تلتهمه فجيعة الانتظار، و قلب تساوره الهموم ألما، و مرافعات منافحة عن مظلومية شعب حلمه تارة مؤجل و تارة مجهض و موؤود، و عشق على قارعة النبض، و جدران اللهفة، و حوارات الجسد و جمر القصائد و بارحة البوح
تعرفت إليها كشاعرة، قبل أن تصبح أختا و صديقة، كما "أبو فرات" زوجها"، من خلال فيديوهات شاركتها على جدارها بصفحتها على الفيسبوك... تقرأ فيها نصوصها بصوت جهوري يقوم له الجمهور و يقعد.. و كأن الحضور يشارك جماعيا بقيادة الشاعرة في طقوس احتفالية تشبه إلى حد بعيد التراتيل الصوفية الروحانية... (قصيدة رقص صوفي
:و هذا يجعلنا نستحضر مفارقة ندرجها كالتالي
:كتبت الباحثة التونسية نور الهدى باديس
"مثلت ثنائية المشافهة و التدوين مبحثا هاما في معظم الحضارات و الثقافات، و ظل السؤال المطروح دوما هو: ما دوافع الانتقال من ثقافة أساسها الارتجال و التشافه إلى ثقافة عمادها التوثيق و التدوين؟ (من بحثها تحت عنوان: "المشافهة و التدوين: الثابت و المتغير"
و مع الشاعرة جنان الحسين، نقلب معادلة السؤال: ما دوافع الانتقال من النص المكتوب، إلى النص المسموع؟
تجارب سابقة قام بها شعراء قدامى (العصر الجاهلي)، و شعراء العصر الحديث مثل محمود درويش و نزار قباني (على سبيل المثال لا الحصر) أكدت بالملموس أن الشعر المسموع في الملتقيات و الأمسيات قد يوصل الفكرة للمستمع أسرع من الشعر المقروء صمتا، و يكون الإحساس بالأبيات الشعرية أقوى لايصال الذبذبات المطلوبة و المؤثرة، و يبدو معه كاتب (ة) الأبيات أكثر الناس شعورا برنين مخارج أصواته... و نبضات قلبه، و مدى تفاعله و انفعاله
:و سنعتمد في قراءتنا لنماذج من النصوص الشعرية لجنان الحسين على ثلاث ركائز
التأثر الشديد بالموروث الشعري الشعبي السوري، و هيمنة ما يشبه الطقوس الصوفية في ترتيله، بتنويع أساليب الايقاع الداخلي بين الثابت و المتحول
: -1-التأثر الشديد بالموروث الشعري الشعبي السوري
لا يمكن أن تكون سوريا و شاعرا و لا تتأثر بفنون الأدب الشعبي الموروث ك"العتابا"، و "النايل"، و "السويحلي"، و "الميجنا"، و "الموال السبعاوي"... و غيرهم... نسوق أمثلة منها، لا على أساس نفس البناء و التفعيلة و العروض، بل لتأثر الشاعرة بها، و هي تكتب بطريقتها شعرا حديثا متمردا على القواعد التقليدية
: "ـ 1-1 ـ "العتابا
هي من فنون الأدب الشعبي، وله صلة وثيقة بالريف السوري، وهو يعبّر عن العادات والتقاليد اللأصيلة في المجتمع، ويتسم بالأصالة وقوة العاطفة، وهي من أعرق الفنون الشعبية في سوريا وبلاد الشام، ويقوم هذا الشعر على ( علم البديع)، وخصوصاً في (التجانس اللفظي).. نقرأ هذا المقطع من نص لها تحت عنوان: " سوف أضحك
..سوف أضحك إذن
سوف أضحك وأضحك وأضحك
فالبكاء ما عاد يدهشني
ولا عيناك المثخنة بالعبرات
ولا كرم الرذاذ
ولا شح الندى
أو حتى عبق الموت
الطالع من أصابعك المرتعشة
يقول صدى صوتك العائد من تورم الخيبات
لا موت هناك
..."ولا حياة هنا
رائعة هذه البراعة في استخدام التكرار لا على مستوى المفرد " أضحك وأضحك وأضحك"... و لا على مستوى الحرف ا ( حرف الكاف "ك..ك..ك ".. و حرف العين ("الطالع من أصابعك المرتعشة ") و كأن "الضحك الصاخب يدل على فراغ النفس" (كما يقول المثل الانجليزي)...أو كأن السخرية تجترح الضحك من اليأس و القنوط... أو الخوف من المجهول
...و جميلة هذه المحسنات البديعية كالطباق ( "لا كرم الرذاذ... و لا شح الندى" و"لا موت هناك ...ولا حياة هنا"...)... و كأن الوجود و العدم سيان
: "ـ 2-1 ـ "النايـل
"وهو شعر شعبي جميل الأداء، حزين اللحن.. نقرأ في هذا السياق مقطعا من نص لها تحت عنوان "فراشة اللهب
" وحيدةٌ كزهرةِ عبّادِ الشمسِ
على كتفِ السّماءِ ممدّدةْ
مسكونةٌ بالوجعِ والحنينِ
تهدهدُ أنفاسَ العشبِ
قبلَ موعدهِ بغربتَين ومنفى
ومنذُ ألفِ ذكرى وذكرى
تبحثُ عن رئةِ الشّمسِ في عينِ المطرِ
وبمنتصفِ الطّرقاتِ وفمُ اللهبِ
مثقوبةٌ بالتّنهداتِ الطّويلةِ
وظلالِ الراحلين
ملدوغةٌ بسياطِ الدّهشةِ
مشدوهةٌ برعونةِ الصّفعاتِ
..."وما تسَرّبَ من شراهةِ الموتِ
على طول النص كما استنتجنا من هذا المقطع يهمن حقل دلالي واحد ، يصور بيانية و محسنات بديعية متنوعة بعنوان الحزن و الأسى و الألم و الوحدة ("وحدة".. "مسكونة بوجع الألم".. "التنهدات الطويلة".. " ملدوغة بسياط الدهشة".. "ما تسرب من شراهة الموت"
 ـ -1-3 ـ "السويحلي
هو من أعذب وأرق الأشعار الشعبية في الجزيرة الفراتية، نظماً ولحناً وغتاءً، وأكثرها شجناً، ينظمه العشاق الذين أضناهم الحب، ويكون غالباً مونولوج داخلي لمناجاة الحبيب أو النفس... نقرأ مقطع من هذا العشق المتمرد لغة و بيانا في نصها بعنوان: "استفاقة الفجر
"ها قدْ استفاقَ الفجر
ليملأَ قنديلَ الليلِ
بشيءٍ منْ نبيذِ النسيانِ المعتقِ
ويطويِ المسافاتِ المعفّرةِ عشقاً
بخيوطِ الألمِ وذراتٍ منَ الحلمِ
انتَ هناكَ
وأنا ما زلتُ أفتشُ في هذا الصقيعِ
...عمنْ يلملمُ شهقاتِ الروحِ المبعثرةِ دونَ جدوى"
: ـ هيمنة ما يشبه الطقوس الصوفية بتنويع أساليب الايقاع الداخلي أثناء ترتيل النصوص
جنان حسين، رغم مواقفها التحررية الجريئة، هي إنسانة جد خجولة (استحياء عفيف كما سلوك بنت شعيب)... لكنها لما تتعدى في قراءتها المسموعة السطر الثاني حتى الثالث.. تندمج كلية في النص.. تنسى الحضور... تتقمص شخصية الذات المتكلمة/ الهامسة / الصارخة / الضاحكة / الباكية / المنددة / الساخطة ... و تشد مسامع الجمهور، كما على خشبة مسرح تراجيدي، كما حركية حلزونية في الخيال بين إسراء و معراج... تنسى عالم الحواس، تنسلخ عن واقعها لتلج ملكوت الشعر، و كأنها تؤدي شطحات بالصوت و الحركة، تحيي بها شعائر و طقوسا صوفية
:كتب الباحث سليمان الطعان في هذا السياق
"تقوم الصيغ بدور العوامل المساعدة على نظم الحديث الايقاعي.. فالشعر الشفوي (المسموع في سياقنا) يتحرك ببطء شديد، قريبا من بؤرة الانتباه، و محتفظا بالكثير مما تناوله من قبل..."
و من بين هذه الصيغ، توظيف "لازمة" (جملة أو عبارة مكررة على رأس كل مقطع من نفس النص)، تفيد حسن التخلص من غرض إلى آخر.. و تستعمل أيضا كتقنية لمحاورة الجمهور بطريقة غير مباشرة: تجعله يسرح تارة.. يغيب.. يغفو.. يستيقظ.. يحزن.. يتألم.. يضحك.. يستلب.. يسقط.. و يقوم
"..و من أجمل الأمثلة التي استعملت فيها الشاعرة هذه التقنية، نقرأ هذا المقطع من نصها تحت عنوان: "تأن قليلا

..تَأَنَّ قَليلًا
وأنتَ تُعِيدُ الرَّصاصَةَ لِسَواقِي الرُّوْحِ
فَلَمْ يَمْتَلِئْ قَلبي دَمْعًا
وَلَمْ يَرْتَو ثَغْرُ القَصِيدَةْ
تَأَنَّ قَليلًا لا لِشَيْءٍ
إلّا لأُحَدِّثَك عَنِ الشموسِ الخَضراءِ
(...)التي تُخبِّئُ من الأحلامِ الكثيرَ
..تأن قليلا
لا لشيء..إلا لأحدثك
عَنِ العَويلِ وخَفْقاتِ القلوبِ الخافِتَةْ
عَنْ المَنادِيلِ المُلَوَّحَةِ في عَينِ الشَّمْس
عَنْ نجوم تاهت في رَماد الأحْلامِ
قليلا تَأَن..َّ أيُّها المَوتُ
وَلا تَقُلْ حان مَوعِدي
لأُخْبِرَك عن قامُوسِ وَيلاتِنا
عَنْ مَراثِيَ لمْ تعُدْ تُلملِمُ جِراحَنا
قليلا تَأَنَّ..
.لأُخْبرَك عَنْ وَطَني
"...آهٍ .. آهٍ يا وطَني
:كتب الباحث أمين يوسف
" تمثل المقامات والأحوال واحدة من ثلاث ركائز يقوم عليها التصوف هي: الشريعة، والطريقة، والحقيقة، ، ولقد ظهر أن أغلب مادة الشعر الصوفي قوامه المقامات والأحوال
عند الشاعرة جنان الحسين، ركيزة الحقيقة هي لب و جوهر رسالة الشعر... و هي جد واعية بأن المقامات المعتمدة سواء في مضامين أشعارها، أو من خلال الايقاعات الداخلية لنصوصها، أو من خلال قراءاتها الجهرية المنفعلة.. تشبه مقامات شعر المتصوفة... في بحثهم عن الحقيقة... و عن "حلول" الشاعرة في النص، و "حلول" القصيدة في كاتبتها، قرأت جنان الحسين النص التالي تحت عنوان "رقص صوفي ، و كأنها في محراب زاهد متصوف تدعوه لعشق من نوع آخر، و منه هذا المقطع
 مزق رداء الخجل"
وراقصني كصوفية
تتدثر بك
كي لايفاجئها الفجر
وأخلع عني
ثوب الوقار
وأشعل صمتي
لأعمدك بشال المساء
وبندى الوجد والدهشة
اغف على كتفي
وارسم تفاصيلي
على خد القمر
واجعل رذاذ عطري
"...يهجع بأوردتك

*********





mercredi 25 avril 2018

قراءة في نص "مثنى كاظم" // باسم عبد الكريم الفضلي // العراق


                                                                                                        قراءة وتعقيب على نص مثنى كاظم                                                                                                                *******************
                                                                                                                                 
  خذني حيث أضلعك وهاك قلبي خبئه تحت طيات قلبك .. حبات من شغف اللقاء انثرها على تمام جسدك وبعدها لأستظل بوارف لذتك     .. أيها السامق وأنت وشموخك كالنخيل عسلا من ثمارها ترشفه شفتي .. أيها النبيل الكريم الرهيف العابق بريح جسدي
                                                                                      .   تنفس شهقاتي والثمها قبلا وأنت تحتضن  القمر                                                                                                                                    
للجسد لغته ...ابجديتها / سكنات ، ارتجافات، قشعريرة ، الفواصل بينها / شهقة ، زفرة ، نفثة ، وبلاغتها / نشوة ، رعشة ، وسياقها / توتر لذيذ ، بسيميائية متنوعة الإشارات / خفقات مضطربة ، انفراجة شفتين ، اتساع حدقتين ، أما خطابها / رسائل ملتهبة الحشا ، اشتهاء اتحاد وتوحد بنظير عاطفي ( مرسل اليه ) يرد على تلك الرسائل بالقبول كي يصل الخطاب غايته بالاستقرار والسلام الداخلي / إنهاء التوتر الانفعالي البايولوجي ( حاجة غريزية تمثل مركب هورموني أساس لديمومة الحياة تأتمر بأوامر الطبيعة البشرية وتتهيج بنداءاتها الخفية ) لغة الجسد اذا لغة حقيقة وصريحة لاتعرف الكذب ( إلا اذا انكفأ الجسد على نفسه / إشباع ذاتي ، أو انحرف بتوجيه رسائله فيرسلها إلى مرسل إليه خاطئ لايشبع حاجته حقيقةً ، فيوغل كما المقامر ) والكذب هنا يحصل بسبب سطوة عامل قاهر/ مانع قرره ( آخر سلطوي أو مؤسساتي كالمؤسسة الدينية ) وفرضه بصيَغٍ شتى ( تقاليد ، أعراف ، أو محظورات سلوكية ) وكل هذه أوجدها النظام الاخلاقي العام للمجتمع ، وهي واجبة الطاعة دون اعتراض لانها ترقى لمصاف ( المقدسات ) وفي البلدان العربية وخصوصا وطننا العراق ، غلِّف الجسد بكفن من المحرمات ، بل هو وفق النظام الأخلاقي الجمعي يعتبر ( عورة ) والتطرق لحاجاته الجنسية يُعَدُّ ( كُفر ) وإثم عظيم وإساءة لاتغتفر بحق الأخلاق الحميدة والسلوك الفاضل العفيف ، وغدت لغة الجسد من الكبائر ، وجريمة شنيعة بحق ( قانون العيب ) والأدهى أن من يقمع لغة الجسد هو أول من يبيحها لنفسه ويقطف ثمار لذتها في أقبيته وغرفه المعتمة ، ولكي يشرعن مروقه من النظام الأخلاقي ، وخرقه لقانون العيب المقدس راح يفتي بجواز(المتعة / المسيار ) ويغلف الزنا بأغلفة الشرع ويقنعها بأقنعة السُّنة ، حتى بات من فرض عليه تجنب لغة جسده ، يعاني من ( الكبت ) وهو أساس كل انحراف سلوكي / أخلاقي ، وشذوذ جنسي فلا عجب ان تكون المجتمعات الخاضعة للفكر الديني أكثر المجتمعات تعاني من ظاهرة الانحراف والشذوذ الجنسي وما يترتب عليه من ضعف التزام بأصول الدين في الخفاء ، والتظاهر بالتدين في العلن وهي ما يطلق عليها في علم النفس ( ازدواجية الشخصية) ، وهي صورة لتصدع الوعي وتوزعه بين ( الحلال / الحرام ) أو (المسموح / الممنوع ) وغلبة ( اللاشعور)على (الشعور)في بنية الذات الفردية والعامة ، سقت هذه المقدمة تمهيدا للتعريف بنص شاء كاتبه أن يجهر بلغة جسده كمقابل لمحرمات القامع السلطوي / المؤسساتي ، وهو إنما يعلن ضمنيا عن تمرده على تخلف هذه المؤسسة واستهانتها بابسط حقوق الانسان فهي تقيم الأسلاك الشائكة ونقاط التفتيش بين الإنسان وجسده وتبث عيونها لتراقب وتدون كل همسة قد تصدر من الجسد وإن بشكل عفوي برئ ، النص بسيط اللغة ، يخلو من تعقيد الصياغة ، وانزياحات الدلالة ، أو تعددية المعاني لإشاراته ، لغة فيها جرأة ، وتماه مع واقعية الأحاسيس وغاياتها اتجاه الحبيبة (من تستلم رسائل لغته الجسدية) والشاعر يعبر عن نزعة تحررية يعيشها معظم شبابنا في دواخلهم لكنهم يخشون الجهر بها مخافة ( التكفير ومايليه من تنحير ) ..أشد على يد الشاعر الهمام وهو يدافع عن حق من    حقوقه ويرفع شعار / من ينصب نفسه حاكما بأمر الجسد وصياً مقدساً على حاجاته الطبيعية ، عليه أن يصادر جسده أولا                                                                                                                                        
                                                                                                                     العزيز مثنى ... أنت بطل                                                                                                                      

موت قبل الأوان // محمد الأنصاري // العراق


..إن مِت
قُصي على أحجارِ الطريقِ حكاياتي
ليس يَعرفني أحد كما يعرفني الحَجر
وربُما الريح حينَ تُشاكسُ خطواتي
فتمحو الأثر
مصفوفةٌ على صفحاتِ القلبِ
حكايات تَغريبتي
والشراعُ الرَثُ لا يكفي الكلمات
أزرقٌ لون البحر برغمِ نزيفنا
لم نُخضب بالأحمرِ القاني ظُلمة الليل
أو نَرسم على وجهِ الشمسِ لوحة للذكريات
آفلةً كَل نجومنا
و الأبواق تَفتح أبواب الرحيل
كوني ولو لليلة شَهرَزادي
لَملمي حُروفنا المُبعثرة في حكايات
أسمعيني صَوتكِ حتى الصباح
فالفجر طِير رُخ بلا قيامة
يَفتحُ لبداياتي أبواب نار
..سأعودُ يوما 
هكذا قولي لأحجار الطريق
.و أحضري مع الورد إلى قبري الصغار

******

السفر الكبير // علال الجعدوني // المغرب


إلهي ، انسني هناك فوق القمم 
أريد أن أحترق في الظهيرة ، تحت الشمس 
مثل حطب العرعر لما يحترق إلى الجذور 
أين تريدني أن أذهب ؟ 
إلى حيث كل الرياح المزروعة 
و التي زرعت في كل مكان باسم الضمير 
...من غير ما أحصد مازرعت 
تنقصنا كثرة المفردات لنعرف هل نحب 
لكي نعرف هل بمقدورنا كتابة شعر 
أين تريدون أن أذهب ...؟
اسألوا عبيد ذوي العيون الزرقاء 
بدل ما تسألوا ذوي العيون السوداء 
..لمعرفة أصحاب الرهان الكبير
في هذا اليوم ، الناس ترمي تماثيلها الفضية والذهبية 
التي كانت قد صنعت للتعبد 
للفئران والخفافيش 
معطف الحب سيخضع لليانصيب
سماؤنا ستكون ملبدة بالغيوم 
الكل سيتعرى 
انتظر دورك 
صورنا ستتحرك في المرآة 
هل هناك سنعيش أيضا على قوانين الزمن ؟
قل لي متى سينتهي زمان العقوبة 
في محراب السعادة سأشعل ألف شمعة 
في انتظار الملك
سأخنق إبليس المارد 
و أطهر أشعاري 
لسعادتك 
لسعادتي 
لكي أصبح قديسا 
لن أندم عندما تفتح الباب 
وألج عتبة الفردوس 
الجسد الفقير تعب والقلب مهموم 
غدا سأكون هرما 
لا أنتظر شيئا 
لن أنتظر أحدا 
ستجد في دمي مسبقا مسالك أخرى 
كلام جاءني خلسة 
سأموت لسعادتي بعد ألف شرارة 
ملكي سيسمعك وهو يصلي على ركبتيه 
...إنه السفر الكبير 
هل تعلمون أننا نموت لكثرة حبنا للحب ؟

********

lundi 23 avril 2018

أديب فقد ظله ..// حسن محمد حسن // العراق


وأنت بهذا الجفا
يصعب رضاك 
فلا تتمسك
..بهجرك و صدك
قساوتك أدمت
خافقي
فكيف السبيل
..لحنانك و ودك
ينتابني رجيف
الشوق للقائك وجدا
وتقف كرامتي
..ندا لحبك
فكتبت من حزني
قصصا و قصائدا
وعرفوني بالأديب
الذي فقد ظله
وامتطيت مراجيح
الطفولة لألهو
‏لعل ذكرياتنا
..‏تأسرك و تردك
‏واحتسيت كأس
‏هجرانك لحد الثمالة
‏ليزول خجلي
..‏وأحطم أسوارك وحدك
‏أتأتئ باسمك
‏كطفل يتعلم نطقا
‏ وينتابني صراخ
..‏مجنون لبعدك
‏وتلجأ أناملي بليلي
‏لأعزف لحن الأسى
‏ويأتي الضد منك
..‏فرحا ‏كاشفا لسرك
‏أنا لم أخن
لك ‏عهودا قطعتها
‏ لم أعشق غيرك
فقل ‏بلا خجل أو تردد
..‏ماشئت ‏
..‏خنتك .....سئمتك
‏كرهتك حتى ألملم
‏أشلائي وأعيد
تنظيم هزيمتي
 خسرت
كل شيء أنت
و مد هواك
..وحصدت جزرك
ورغم كل الذي
جرى لازلت
أهواك وأنا
.بشرنقة هجرك
*****

‏ 

بكاء الروح // زكية محمد // المغرب


كل ما مضى 
لم يكن شيئا 
يوم ولدت بحجاب"1"
..لم أبك
يوم سلب الخوف
بذرة هويتي
ونفيت بجب الصمت
..لم أبك
يوم رحل عني حبيبي
وذقت مرارة اليتم 
..أبدا لم أبك
يوم سجنت نفسي
وسيجتها بحدود شائكة
..لم أبك
يوم اقترنت بجلادي 
..أيضا لم أبك
ما عرفت يوما الانكسار
كنت أخلد لروحي وأغني
يوما ما سأحلق بعيدا 
عن هذا العالم البارد
حيث للروح انتماء
مع كل أغنية دفء
نبت لي ريش
ومع كل سطوة غدر
عانقت الشمس
بجناحين من نور
اخترقت السكون
وحلمت بالخلاص
اليوم فقط 
بكت روحي
وعرفت أنني 
سأحلق غريبة
وحيدة
بلاوطن /بلا انتماء
سأبكي اليوم كثيرا
.فلا تسألوني عن لون البلاء
*****

الكيس السلوي1*

dimanche 22 avril 2018

انتقاء ...ق.ق.ج // فاطمة الشيري // المغرب

اهترأت عيون المصفاة..تسللت حروف خصبت معاني الكلمات .تطاولت على نص استصغرته ..
انشطر.                                          
                                                                                                    
                  

أغصان شائكة // أحمد بياض // المغرب


فنجان الصمت
مهد بريق
أسراب تلال
ترتشف
انصهار الشموع
يأتي قربان الضوء
بخرير الماء
وتربة الحجر
يأتي بالأشعة الزاحفة
....على عشب المساء
/غيث مغيب
على سرير الشمس
ترتوي جدتي
بحديقة البنادق
تطيل النظر
إلى رمان الرماد
وتصاهر نجمة الليل
تحاكي
الأغصان الشائكة
للوليد اللاجئ
.تحت الظل.
ينقش التراب
سدرة الحكاية
تتلاحم أقراص الوجوه
على مرآة الإنتظار
وتنظر إلى الشوق الباكي
.تحت نخيل البداية
******