dimanche 29 avril 2018

قراءة في نص "بكاء الروح" لزكية محمد // باسم عبد الكريم الفضلي // العراق


النص:
****
كل ما مضى
لم يكن شيئا
يوم ولدت بحجاب”1″
لم أبك
يوم سلب الخوف
بذرة هويتي
ونفيت بجب الصمت
لم أبك
يوم رحل عني حبيبي
وذقت مرارة اليتم
أبدا لم أبك
يوم سجنت نفسي
وسيجتها بحدود شائكة
لم أبك
يوم اقترنت بجلادي
أيضا لم أبك
ما عرفت يوما الانكسار
كنت أخلد لروحي وأغني
يوما ما سأحلق بعيدا
عن هذا العالم البارد
حيث للروح انتماء
مع كل أغنية دفء
نبت لي ريش
ومع كل سطوة غدر
عانقت الشمس
بجناحين من نور
اخترقت السكون
وحلمت بالخلاص
اليوم فقط
بكت روحي
وعرفت أنني
سأحلق غريبة
وحيدة
بلاوطن /بلا انتماء
سأبكي اليوم كثيرا
فلا تسألوني عن لون البلاء.
1_الكيس السلوي
القراءة
*****
النص مسرح صراع غير معلن بين ضدَين :
الأول ـ آخر قامع / ظالم ، واضح الحضور في سطح النص باشاراته ادناه مع مقارباتها الدلالية :
* حجاب / قيد قسري خارجي : اعراف الاخر الجمعي : تغييب جسدي
*الخوف ( سالب للهوية / مولِّد للنفي ) / تغريب الاخر السلطوي : تغييب مكاني
المكافئ الموضوعي الواقعي : سلطة ظالمة
*رحيل الحبيب بلا رجوع بدلالة مرارة اليتم (موت مسبب للغربة الذاتية ) / تغريب سلطوي نفسي ( قتل الحب كونه قيمة إنسانية مقابلة للإنسانية الظلم السلطوي )
*سجن النفس ( انسحاب الذات ونكوصها داخلياً ) / نفي وجودي سلطوي ( السلطة طاردة لوجود ضديها )
* الاقتران بالجلاد ( الخضوع للسلطة ظاهرياً ، الاقتران يكون جسدياً ) / قهر سلطوي
الثاني ـ الذات الرافضة ، بصمت ، ومتوارية / غير واضحة الظهور واشاراتها مغ المقاربات الدلالية :
* لم أبك المؤكدة بالتكرار : إشارة لتحمل ومقاومة الألم / رد فعل منقوص ( تحمل الأذى دون الرد على مسببه )
* ما عرفتُ الانكسار : المعرفة هنا داخلية غير واقعية خارجية ، بدلالة / الاقتران بالجلاد / ورفض الاعتراف بالانكسار الواقعي هو من الحيل الدفاعية النفسية لتحقيق الاتزان الداخلي بتوهم المغاير لمثير القلق والتوتر الخارجي
* أغني : مواساة الذات بدلالة / أخلد لروحي : اعتراض تظاهري إيهامي للذات بالهائها بمثير مضاد لضجيج فزعها وهلعها
* الإشارات ( سأحلق بعيدا ، نبت لي ريش ، عانقت الشمس ،جناحين من نور اخترقت السكون ) : هروب الى ماوراء الواقع القهري بأحلام اليقظة بحثاً عن ملاذ مقابل بدلالة ( وحلمت بالخلاص )
القراءة التأويلية لمقاربات الضدين :
قمع سلطوي فهري مغيِّب للذات / رفض دفاعي صامت ( سلبي الفعل ) = عدم تكافؤ صراعي محسوم لصالح السلطة
فلم يعد هناك من مبرر للمقاومة وإن كانت صامتة بعد ان تواطأ الآخران ( العرف الجمعي ) والقهر السلطوي على مصادرة القيمة الانسانية للمرأة ونفيها عن ذاتها وإفراغ وجودها من كل معنى …فتقرر التوقف عن المكابرة والمجاهرة بالبكاء :
( اليوم فقط
بكت روحي )
بكت حين علمت أن صراعها مع الآخر محسوم النتيجة ..فما عاد أمامها سوى خيار مر هو الرحيل من هذا العالم الفاقد إنسانيته ، البارد المشاعر  :
( عن هذا العالم البارد )
مقاربة الرحيل المعنوية :
اتخاذ موقف فعلي لا تصوّري كما مر بنا في اعلاه ، مكافؤه الدلالي :
الموقف الفعلي = إرادة حرة
الشاعرة رغم إجادتها في عرض ماتعانيه المرأة من تغييب لإنسانيتها ، وسلبها معناها الوجودي ، في أوطان العرب ، بقهريتها السلطوية .
هنا ساقوم باستدعاء ما سكت عنه النص / ذكورية المجتمع ،
رغم هذه الإجادة , إلا أنها جاءت بضربتها الفنية في خاتمة النص :
( وعرفت أنني
سأحلق غريبة
وحيدة
بلاوطن / بلا انتماء
سأبكي اليوم كثيرا
فلا تسألوني عن لون البلاء.)
ضربة مكثفة الدلالة ، حملت ثلاث رسائل :
الأولى ـ إطلاقها صرخة احتجاج بوجه أمة تصادر معناها الوجودي ، فهي في عرفهم ( محض تابع لسيدها الذكر ) ، صرخة اختزلت فيها مشاعر غربتها في وطنها وكأنها بلا انتماء ، وحيدة في عزلتها الانسانية …
الثانية ـ أنها ان كانت أسيرة في حياتها ترسف يقيود الآخر القاهر ، فهي حرة الإرادة في أعماقها ، امتلكت قرارها بكسر تلك القيود بالرحيل عنهم كموقف رافض لسطوة ذكوريتهم ، فهم لم يمتلكوا وعيها / اتخاذ المواقف يعني امتلاك وعي
الثالثة ـ أنها لم تحزن من فراقها حياتها بينهم بل ما يبكيها مفارقتها وطنها / لو كان البكاء بسبب مفارقتها الحياة لما اتخذت قرار الرحيل أساساً ـ وهي هنا تؤكد أن المرأة العربية رغم غربتها في وطنها وتنكره لحقوقها الإنسانية ،إلا انها تظل وفية لانتمائها إليه ،ويأتي المقطع الاخير كدعوة للقارئ للتأمل في صنوف البلاء التي تعيشها المرأة في أمة ترفض الإقرار بإنسانيتها.
*****


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.