lundi 31 mai 2021

الليلة ..// هادي عاشور البصري // العراق


 الليلة

أنتَ
لا تمتزج برائحتي
حيث تلوّنت خدودُك
بالأصباغ بدل الخجل
ومحت شفاهُك
بصماتِ قُبلي
كنتَ بقعةً من العمر
ذبلتْ علی قارعة الطريق
الليلةُ أنتَ
لا تمسكُ بيدي
صار لك جيب
سأتوكأُ علی عصا الدّموع
وأتمشّی عاريا
مع قصائدِكَ
في المرايا
التي تتأوّهُ غبارَ السّحر
أسترجعُ اللحظاتِ الزرقاء
تحت ناقوسِ القمر
أعيدُ قراءتَها
رنيناً
حتی مطلعِ الفجر
في ذكری أمسيتكَ الكلاسيكية
للنوافذ المطلّة علی هذه الأزقٌة
المظلمة الزلقة
بصوتكَ الغابي
إنّما بالمقلوب
عابرا من جانب خفاياي
إلی جرحٍ لقلبي جديد
أعمقُ من سواقيه
أطولُ اصطبارا
يوصلني إلی منزلك
قربَ نوم أهالي المدينة
المكتظّة بالأحلام
المُدَّثّرة بعباءتين
من الزمهرير......




هل يكفي ..؟ // أمينة نزار // المغرب

 

في زوايا الصمت

تكوم الكلام

انحنى

يلملم شتاته..

يلتقط شظاياه..

في خيبة ، في ذل

وخضوع..

للصمت حضور

للصمت هيبة،

للصمت بلاغة،

تروي بمرارة

قصص الفراغ

و حكايات الوحدة

بين الجموع 

هناك 

في الركن المنسي

انطفأت الابتسامات

نكست الأقلام

ذبل البنفسج

جرحت خدوده

من حرقة إحساس

وسيل دموع..

وسحب سوداء داكنة

تغطي أديم السماء

تخفي وجه القمر

وتمنع كل طلوع..

فهل يكفي

ماتبقى من كلمات

لاختزال الألم

ووصف لوعة

القلب الموجوع ؟

هل يكفي ماتبعثر

من حروف

ليصلح ماأفسده

الدهر

ليجبر ما انكسر

لتطيب النفوس

ويعيد للقلم

انتصاب الهامة

والرأس المرفوع ؟

هل يكفي

فتات الأمل المترسب

في الأعماق

لينقذ النفس

من وحشة..من استسلام

ومن خضوع ؟

هل تكفي

بقايا أمنيات مؤجلة

لتهدهد الجراح المثخنة

المكدسة تحت الضلوع ؟

هل يكفي

ماتبقى من أنفاس

لتنعش الفؤاد وتحييه

من موت سريري

وتنتشل الروح

من وهن

و من خنوع ؟

وهل يكفي

ماتبقى

من سنوات العمر

لتعيد

بصيص الفرح

وتشعل ما انطفأ

من شموع ...؟؟؟









البارحة ..// الحبيب القاضي // تونس

 

البارحة.. البارحة البعيدة، وفي تلك القرية المنسيّة كنت أحلم، قرية تفصل خضرة الشمال عن سراب الصحراء وحيث السماء ملكي ولا حُجبَ بيني وبين الله، حلمت كثيرًا.. طفلاً كنت، اخترتُ في ليالي الصحو أنجما و أودعتها أسراري، حدّثتُ النجمة عن وجنتيّ بنت الجيران وهي تجلس قبالتي حول الموقد وكيف تورّد خدّاها من الوهج واحمرّت من الخجل حين خبأت يدها الصغيرة في يدي.. وصغيرا كنت.. كنت أحدّد مساحات معينة و أسيجها بأعواد القصب، زرعت في تلك المساحات أنواعا كثيرة من الورد وأطلقت عليها أسماء بنات شتّى، من أين جاءت فكرة أنوثة الورد لا أعرف حد الآن لكنها لازالت راسخة.. راقبت تفاصيل شتّى، كان انعكاس الشمس على حصى الجداول يترك ألقا في عينيّ وتتملكني رغبة في أن يصبح وجهي منيرا كسراج

غادرتني أشياء كثيرة وأنا في هذه المدينة يتكدس الإسمنت على جسدي ويمتصّ الإسفلت خطاي فلا أترك أثراً.. اشتقت خطاي على التراب، اشتقت الريح في ليل الشتاء تبسط سلطانها، اشتقت وجوه القرويات التي تزداد سمرتهن في مواسم الحصاد، اشتقت غناءهن في زمن الخصب.. اشتقت رائحة أمي وانتمائي.. في هذه المدينة الهجينة أفتقد الصّفاء و أشتهي أن أحلم ولو بالخطإ مرّة..




dimanche 30 mai 2021

عشق ممكن - 2 - // محمد بوعمران // المغرب


تقف الفتاة أمام المرآة تصفف شعرها مستعدة للخروج إلى الجامعة ،كان وقع خبرطلب يدها من طرف صديق أبيها مازال قويا وتحاول هضمه ، تتأمل تقاسيم وجهها محد ثة نفسها وهي تبتسم " لماذا أرفض ...أليس عزوز رجلا كغيره من الرجال ؟!!!...بل لا يقل وسامة عن شاب في الثلاثين ...وهو شخص يملك ما يوفر حياة مريحة ..." ثم تضحك وتستدرك :" تتزوجين رجلا في سن أبيك ...له زوجتان وبنات في سنك ...ماذا سيكون رد فعل زوجتيه وبناته ..."
لم تغادر مريم هذه الأحاديث الداخلية مند أن تلقت الخبر من أبيها ،فقدت التركيز في دراستها
كان الأب ينتظر الرد ،وكانت هي تتردد ما بين القبول والرفض ،لم يفاتحها الأب في الموضوع ليعرف ردها الأخير وحتى عزوز توقف عن زيارتهم ،فساد الصمت الذي يخفي وراءه بحرا هائجا من التساؤلات المعلقة ...
انتهى الموسم الدراسي ،واقتربت عطلة الصيف ،موسم الأعراس والحفلات ،ولم يعد ممكنا الانتظار أكثر من اللازم ،يجب الحسم في الأمر ،لم يجد الأب شخصا يمكنه القيام بمعرفة ما يروج في فكر ابنته مريم سوى أمها ،فبادرها قائلا :
-يا فاطمة ...الرجل ينتظر ردنا ومريم ركنت إلى الصمت ...أرجوك فاتحيها في الأمر ...
كانت فاطمة منهمكة في أشغال البيت ، حين حدثها زوجها توقفت ،أمرته بالجلوس بجانبها وقالت له بصوت قريب من الهمس
-البنت ما زالت صغيرة وخجولة ،والرجل أكبر منها بسنوات ومتزوج ...الوضع صعب عليها وعلينا يا عمر ...وأقول لك الآن رد مريم....إن مريم في قرارة نفسها قبلت صديقك عزوز زوجا لها ...ولكنها تتردد ولا تستطيع الحسم ...
فاجأت فاطمة زوجها بهذا الرد ،وأراد أن يسمع المزيد منها فسألها:
-وكيف عرفت أن مريم قبلت ...؟
ضحكت فاطمة وقالت:
-أنت تعلم أن صديقك غني وما زال في كامل قوته وأن مثل هذه الزيجات أصبحت كثيرة وموضة بالنسبة لفتيات هذا العصر ...وهناك منهن من يعتبره فرصة العمر ...
ضحك عمر وقال :
-إذن أنت توافقين على هذا الزواج ...
نظرت إليه وتنهدت قائلة
-إن الأمر بيد مريم التي سأفاتحها في الوقت المناسب لأسمع منها ردها ...





وفي كل عام ...// علي الزاهر // المغرب


 و في كل عام ، يوقدون الشمع لك

و أنت ، توقد الدمع لك
تشتهي ظلال السنين الماضيات
و تعشق الآتي من أحلامك
جوف الغياب
ما أعجلك
شرايين الوقت ، ما زالت تجري
و بقايا أوهامك في شط الحلم تسري
و أنت ، ما أعجلك
عجبا لتيه خطاك بين اللحظ
و النبض المنتظر
فرتب في السير إلى مسراك
بهاء الحزن النابت فيك
و دع كل اللوم ،
فما أعجلك
تريث قليلا ، لا تكثر اللوم
فكل النايات كلما صدعت
في الأفق لحونها
ذكرتك بالقصب النابت ذكرى
على جانب الوادي الممتد في الصحراء
تمر الحمائم حبلى
بوعد القمر الآتي من الغيب
و أنت ، ترج ما لدي
من وهم المسافات في شعري
لا كأس ينسيك عتاب الطريق
و لا أنس في وحدتك ،
غير قافية يتيمة
متيمة بالحنين خلف سياج اغترابك
لا سيجارة تشعلها في ليلك البهيم
و لا مر قهوة ينسيك ظلك
و حده الصمت ،
يمتد طولا و عرضا
فلا تتعب خيالك ،
باحثا عن جسد يغريك
نقيق الضفادع في الغابة المسيجة
يبقيك على قيد السهد
و الإبحار في عوالم ذاتك
و رشفة شاي ، تنسمه لحظاتك
ببعض ماضيك
تنسل بين شفتيك ،
تلهمك سفرا نحو باقات النبض جوفك
ليلك الحالم ، تموسقه رجات حزنك
و أنت ، تلملم شتات الريح
في الصحراء
قلم مجنون تراوده
على صفحتك البيضاء
و بعض هواجس الرغبة ، تنسيك آلامك
يمر الليل بهذي البيد سريعا
لتبحث تحت وسادتك العقيمة
عن لمسة حب آبقة يرسلها السهد إليك
تعيد مخض حكاياك ،
كلما أتعبك المسير
لعل من بعض تفاصيلها الصغيرة
يساقط حلم أو وعد أو حرفك
نفس البدايات ، نفس النهايات
و أنت ، ما زلت تشد للريح
عضد البقاء
و صراخك الصامت ، النابت
مثل خنجر غجري
تدثره الصبوات ،
حتى تنسى من تكون ...






أيها الطائر الحزين ...// عمر حسن الخيام // سوريا

 

نتخبط
كطائر حط على عود الدبق
التقطه الموت
وحاق به والتصق
أيها العصفور الحزين غرتك حبات
التين المعسول بالوقوف
على غير نسق
أيها الطائرالحزين أما سمعت أن الصيادين ماكرين
ألا أخبرتك الحياة
أن الطيور تنقل أخبارمن سبق
أيها الطائر الحزين
إن أصابك اليوم فخ الموت ليعلم من بعد ك
أن الوقوف من غير هدى
قلق ..
رافقتك السلامه أيها الحزين
فليس كل صديق صادقنا
صدق ..
ولا كل أخ لنا خلق من بطن أمهاتنا
هو نفس الإناء ونفس
الطبق.
أخي إن الأيام عاندتني
حتى أطبقت على الصدر
فاختنق .
لا تقف على عود الرطيب
ولا تحلق في سماء
كطائر أهوج
وانطلق ..
لا تعرف من أين تأتيك السهام
توخ ألسنة العسل
فلكل لسان طعم ما
لعق
آه
آه
آه
أحببتها حتى أغرقت نفسي
في حبها ولكل منا
ما عشق
كنت أهب لها من كلمة
إن تفوهت
كاالسهم أطلق من قوس
وانطلق
أهب لها الروح إن طلبت
وأقدمها لها على
طبق
فنحن عالقون كما أنت ايها الطائر
الحزين كلانا أسير ما
خلق.




افترقنا على ميعاد // خديجة هنداوي // سوريا

 

فتحتُ باب قلبي بملء القوى
لأستقبل نسيم الشعاعِ
لِأهبَ حياتي وأُكحل حنان
نجم عيني بتراب الحانه
لاأريدُ أن أكتب أرقاماً
في لوح معرفتي
ياروح الطهرِ أمضي لنبع
شمس الغارق لِأغسل
بهائي وأواسي ردائي
من خيوط الشعاع المنير
أتخذتُ أوتار عودي لِأهيمَ
ملامحي في نور الله
يطول عامود شعري من بهاء
ويتماطى فوقهما برج الجمالِ
لأحافظ على جسدي الحالم على حافة الخلودِ
نزعتُ نحاس وجدي لِأغدو ذهبَ "الله" بحبي
وسقيتُ سكينة قلبي
بصمت وسكون
وشربتُ دم قلبي ليصدح
ويدور في خلدِ المكنونِ
وناداني صوتٍ من بعيد
اكشف لي وجهك الرحيم
لِأسقيك شربةً صادقة
وأطلعك على لغة الصمتِ
لكلِ موحدٍ وكل رفيق
أنا سلطان أنا رب
التحميد والتمجيد
أنا في محاريب حضرتك
أهيمُ بتسابيح أحلامي
لِأنير شغف روحي بتراتيلك
شعري غريب المعنى
أهجوهُ لِرضوان العدنانِ
ومجلسِ أحافظُ عليه
وأجعله مبخرةً للفردوس
ربِ افتح لي ممالك
القلوبِ لِأغرق بملكوت
الكونِ وأستنشق النشوة
لِإسعاد الحبيبِ...!
عهدي يجور منذُ الأزل
رعيته حتى تنفس فجرُالأبدِ
ووافاني الهوى لميعادٍ
حتى دنا مني وافترقنا على ميعادٍ.







امسحوا شعر الفرزدق.. / زيد الطهراوي / الأردن


"أوقفوا الحقد يا شعراء و هيّّا لنَسْلَمْ
فقد قتل الليل فينا البراءة و الصبح أظلم
أطلقوا بسمة أسعدت خافق الزائرين
بسمة ترتقي نحو أحلامنا بالقوافي التي قدِمت من شذى الياسمين
لم نجئ بسلاح يؤجج شراً و لم نطرد الطيبين
و اقتلعنا من الأرض نبتة شر أتت بالعداء السخين
الفرزدق أنهى قصائده بنهور الحنين
مثل كل الخليقة جدَّف حيناً بأمواجه ثم عاد نقيا
عاد يشدو ككل الطيور نشيدا رقيقاً سخيا"
........................................................
الفرزدق قام ليشعل ناراً و لكنَّ أحبابه منعوه فأصغى و لم يتقدم
الفرزدق لم يكتب الشعر إلا قصائد سلم تؤثر في عالم يتأزم
و كان جرير صديقا وفيا وفيا
و كان يحب الإخاء النقيا
و كان يجيء فيشرق صدر الفرزدق إذ يتكلم
و ذات مساء أتوا بقصيد الهجاء الذي نسبوه له فبكى و تألم
الفرزدق يبكي لأن و سائل ثرثارهم ترتقي للعداء بِسُلَّم
كل ما يبتغي القوم من كيدهم شهرة و ثراء ملغَّم
الفرزدق قال هجوت جريراً ببيت من الشعر ثم رجعت و لم أتقدم
إمسحوا كل ما نسبوه من الشعر لي فهو بيت مهدَّم.





آخر الرؤى // روضة بوسليمي // تونس


أينك يا يوسف ..؟!
لقد رأيت ما رأيت
فرفقا بتشقّق ضلوعي
و أغثني بخمرة التّعبير
لقد رأيت فيما رأيت
أنّي " الخنساء " أرثي فقدا عظيما
وأنّي أقمت جنازة مهيبة لقصائدي
و على مهل ...
شققت جيوبي
ولطمت وجهي الجميل ...
يا يوسف ...!!!
لقد رأيت فيما رأيت
أنّي سرت أعواما ،
أتتبّع سرابا
وأنّي من هول فاجعتي
فقدت بصيرتي
وأهديت للعجائز خصلات شعري
فما عادت أقدامي إلى محراب الرّبّ تحملني
وما عدت أفكّر بجدوى قرابيني ...



vendredi 28 mai 2021

الرقص في الليل // يونان هومة // سوريا


قلبي
محطة اغتراب
دأب الليل
أن ينشر حزنه
فأكتفي بابتسامة
تفنّد مزاعم الظلام
---
ظنَّ الليل بسواده
يغيظني
لم يعرف بأنّي التاريخ
وأصابعي من نور
لم يعرف بأنّي
سأسلخ جلده عاجلا أم آجلا
وأعلّق مشنقته على عمود الصباح
---
الليل
سرق خبزي
حينما كنتُ منهمكاً
برسم صورة حبيبتي على جدار الأحلام
حزمتُ ذكرياتي في حزمة واحدة
وأخفيتها عن أعين المرائين في صندوق السنين
كنتُ بين الفينة والأخرى
ألقي نظرة عليها
فكلّما تقدّمتُ في العمر
زادت شجوني
وأثقلت كاهلي
أنا إلى النهرين أنتمي
لكنَّ في ظهري سكاكين الغدر
---
لا شجون من بعد اليوم
لم أعد ما أخسره
فقصيدتي
نالت من عزيمة الليل
وأنا أدجّج أحلامي بسنابل العشق
أكون قد تخلصتُ من موبقات الاضطراب
---
أرقصُ في الليل
كي يولد الفجر
وتأتي حبيبتي محمّلة بعطايا الصباح
لعينيها أمخر عباب الزمن
فالعشق كاد أن يندثر
لولا أنّي لا زلتُ حيّاً
أكتب بعبرات الهوى أشجاني
---
السحب
تلوّح بالبشرى
لكنَّ أنغام المطر
لا زالت تلعلع في ذاكرتي
وأنا الراهب المتنسّك
أبغي ملكوت السماء
أنتظر انبلاج النور
---
السحب تكسو جليد الليل
أترقّب ذلك من خلف نافذة ذاكرتي
لعلّي أفسّر حلمي
الذي لم يأتِ بعد
وأرى حبيبتي تضحك لي
أصفّق مع قلبي
بأنَّ العرسَ قادم.