dimanche 23 mai 2021

رحلة إلى فلسطين // علاء الدليمي // العراق


الطفولة حلم لا يمكن أن يكون عابرآ فذكرياته عالقة في الأذهان، ربما بعضها يتجلى على شكل شهقات حلم ضائع بعد نضوج العقل وإدراك حقيقة الحياة، فــ فلسطين تراودني مذ كنت طفلآ وأنا أشاهد التلفاز حيث الشبان والشيبة الرجال والنساء يصارعون قوة رهيبة مدججة بالسلاح بصدور عارية وأنامل بيضاء تحمل حجارة نقية لتثير أسئلة وتساؤلات من هؤلاء؟ ويقاتلون من؟ بعد نيف و ثلاثين سنة حزمت أمتعتي وحملت حقائب ذكرياتي لأطير بعيدا برفقة محبرتي حيث المسجد الأقصى فشممت التراب فوجدته طاهرا فيه نبض تسري عبره الحياة فشغفت به ،دنوت من المحراب فإذا بهالة من نور تضيئ عالمي المضطرب من سنوات خلتْ.
أخذت أبحث عن ضالتي لأتيه في الدروب والطرقات عند كل حاجز أمني يقوم الجنود بتفتيش حقائبي يكثرون من الحديث فيما بينهم أنه عراقي احذروا غضبته إذا غضب! علمت أنهم غاصبون لهذه الأرض وتيقنت مكرهم وخداعهم وكيف يسعون لبناء دويلتهم اللقيطة؟ في القدس قبلتني امرأة عجوز وأخذت تسرد لي حكايات النكبة وبطولات الجيش العراقي ثم دست في جيبي ورقة صغيرة كُتب فيها أحمل في قلبك فلسطين للأبد! بكيت لما قرأتها. مسحت دموعي واتجهت إلى غزة فاستقبلني هواها بنسمات دافئة وضحكات باردة ونادى أهلها هلموا إلينا أقبلوا نحونا فجاء الناس وفي أعينهم العجب فقال لهم لن يموت وطن رماله تتموج بالعطاء وسماؤه تعشق الشياهين التي تسكن القمم. يا ما أجملها من رحلة فقد رأيت خيانات حكام العرب وتآلف الشعوب شوكة في عيونهم لذا تراهم يسجدون للصنم زلفى لكراسيهم هيهات ذات يوم سينتصر الحق يا بني.






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.