كان ينظر إليها نظرات حادة تشع ببريق يجعلها تشعر بالإحراج فتحمر وجنتاها خجلا ، فتنصرف مهرولة مخافة أن يتطور الأمر إلى تصرف غير لائق منه ، وكان هو يشعر بوصول رسالته من خلال ردة فعلها .
الفتاة في ريعان الشباب ،تفيض حيوية وتظهر على جسدها كل مظاهر النضج والأنوثة ،أما هو فقد استهلك من عمره ما يزيد عن الخمسة عقود ،لكن يظهر أنه أصغر من سنه الحقيقي ببضع سنوات ،رجل ميسور الحال ،متزوج من زوجتين خلف منهما أبناء وبنات أصغرهن في سن هاته التي يرسل اليها هذه الرسائل من عينيه كلما التقت نظراته بنظراتها .
هو صديق حميم لوالدها ،حضر ولادتها وترعرعت أمام عينيه ،ونظرا لعلاقته بأبيها تناديه
بعمي عزوز ،ولم تكن تتوقع أن تتغير نظراته إليها من نظرات أبوية إلى نظرات ترسل رسائل الإعجاب .
تصرف عزوز أدخل فكر الفتاة في حيرة ،وجعلها مخيلتها تسبح في توقعات تعج بالأسئلة التي تكون الإجابة عنها مثيرة للاستغراب .تستحضر سيرة الرجل ،فلا تجد فيها ما يشين سوى هذه النظرات ،فتلوم أحيانا نفسها لأنها تمر أمامه بملابس تبرز أنوثتها ،لكن تعتقد أن الأمر أكبر من ذلك ،فتسأل نفسها سؤالا يلخص حيرتها "ماذا يريد هذا الرجل مني ؟"
كانت الأيام كفيلة بالإجابة لما سألها أبوها ذات يوم على انفراد قائلا:
-ما رأيك في صديقي عزوز ...؟
كان السؤال مفاجئا بالرغم من أنه كان من بين توقعاتها
ردت على أبيها مطأطئة رأسها :
-عمي عزوز صديقك ..وصديق العائلة ...
يرد عليها بوثوق وكأنه مستعجل لمعرفة الجواب
-نعم صديقي عزوز إنه يريدك زوجة له ...ما رأيك ....؟
علمت الفتاة أن الصفقة تمت بين الأب وصديقه ،وأن الأمر أصبح جديا ،لم ترد الفتاة وطلبت من أبيها مهلة للتفكير ...
/يتبع/
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.