samedi 31 mars 2018

قراءة في "نص بصري مفتوح " للمبدع باسم عبد الكريم الفضلي // ميلو عبيد // سوريا

 :دراسة الأديبة ميلو عبيد لنص المبدع "باسم عبد الكريم الفضلي "/ العراق 
(نص بصري مفتوح )
..............................{ سريّ وشخصي للغاية }................ ...........
 .العدد/ 538 ق.م./ 2003 م
التأريخ / بلا
..................................................م / من...
هُـ أَنـ
......
.........
..........
............................................................. / المراجع 
.............................................................. ق ـ وردةْ.. لاتفوهْ بعبيرْ
............................................................... ا ـ فجرْ راسفْ بقداساتِ الليل
............................................................... ر ـ عيونٌ محنطة
.............................................................. ع ـ شظايا أنَوِيَّة
:هامش
ـــــــــــــــ
السرابْ
كأنهْ
أملْ
الأملْ
في
سحابةْ
السحابةْ
كأنها
أنفاسْ
الهيكلْ
المجذومْ
......ْ
........ْ
..........ْ
.....................................................................(الإنطمار كيفما أتفق) ـ1ـ
......
........
...........
...................................................................................م. ــا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامش مكتوبٌ بحبرٍ سرّي :
2 ــ حشرجاتُ آثارِ قوافلَ إيلافيةِِ ترحلُ بصواعِ الوعدِ الكحيلِ العين../ أي أثر..؟اي هذر..؟؟ أي وهم..؟؟؟
3 ــ ثم ضاعتِ الخطوات.........وصمتٌ أخضر
4 ــ جُثثُ الأماني البِكر.. تهاجرُ الى كهوفِ الإنتظار المُذَهَّبة...
5 ــ سرفاتٌ عمياء..تحرثُ دروبَ السماء..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تنويه:بداية النص / هم أنا...مجزءة الى : هُـ أنـ اعلى النص .....و: مْ ـا / اسفل النص
538 ق.م. تاريخ سقوط آخر حضارة عراقية ( البابلية الثانية او الكلدية ) على يد الفرس الأخمينيين ، و2003 الاحتلال الامريكي للعراق
.................................
الدراسة
==========
نص هارب من ازمنة كل لغات العالم
نص تشكيلي رائع فيه الكثير من المغريات للوقوف عنده . في الغالب يأخذ النص التشكيلي شكلا خارجيا معينا يتعلق بشكل مباشر بفكرة الكاتب ورؤيته الخاصة لتوظيف الشكل ليكون داعم حقيقي لمضمون نصه ومن خلال متابعاتي لنصوص الأستاذ باسم عبد الكريم الفضلي فمن الواضح انه يستخدم هذا الإسلوب كثيرا معطيا لكل نص من نصوصه شكلا فنيا ما (اسطوانيا ..مربع ....آنية ...أو ربما معادلة رياضية أو متراجحة)
حتى يمكن القول أنه أسس للغة جديدة / التشكيل الآيروسي / أن صح التعبير ...أي استخدام الجسد الخارجي للنص في شرح المضمون ...
ونص ...هم أنا . .واحد من اجمل النصوص الذي استطاع فيه الكاتب شرح الواقع بكلمات قليلة حتى كادت تكون معدومة ومع ذلك أدى النص الغرض المطلوب لا بل أكثر ....فكان رغم سكونه أو فراغة صرخة عالية النبرة !!! كيف ؟
الواضح أن الكاتب يملك رؤيا واضحة عن واقعه (انا)الذي يعيشه أو عاشه قبل مئات أو ألوف السنين ضمن العالم المحيط (هم ) هذا يعني ان(انا) ممكن يكون المقصود منها وطن إذ لا يعقل لإنسان أن يعيش ألوف السنين .ومن جهة أخرى (هم ) يمكن أن تعني / هؤلاء +هؤلاء +.../ اي كذا قوم ...والتواريخ التي استخدمها هي دليل على ذلك .............
على أرض الواقع رأى الكاتب أن هناك حقائق مغيبة وأصر على أنها مغيبة وليست غائبة (فالغائب غير موجود نهائيا بينما المغيب هو موجود لكن اخفي أو ستر) ...هنا لمعت الفكرة الرائعة بتجسيد الواقع كما هو ...وهي أن يكون نصه على شكل وثيقة أعطاها صفة السرية تماشيا مع الواقع وحقائقه المغيبة فكلمة (سري .نص بصري . حبر سري ) دليل على الوجودية المغيبة ، فجاء النص متماهيا مع الواقع صرخة عالية النبرة وليس كما يبدو للبعض في الوهلة الأولى أن الكاتب عمد إلى التفريغ والترميز إما خوفا من كشف حقيقة لا يود كشفها أو جبنا''منه إذ يود البوح ولم يجروء ..ابدا بل العكس تماما ....
هُـ أَنـ.....فيها إصرار واضح وتحدي لتأكيد رؤياه وكأنه يقول هوذا انا من قبل ومن بعد / كونه لم يعلن عن تاريخ / إلا أنه أكد استمرارية حاله...بوضعه حرف م (ميلادية )..وأي حال ؟؟ المراجع تخبرنا ...عراق
ق
ا
ر
ع
رووووعة الإبداع الفكري لدى الكاتب ....بكتابتها عموديا وبشكل مقلوب فلقد اتخذ محور العينات (المعروف علميا ) وهي محاولة حازمة لربط الماضي بالحاضر( العمودية تعطي نوع التأكيد ) وبأن العراق ماهو إلا نقطة منزلقة على هذا المحور فهو 
.زهرة لكنها مسلوبة الرائحة
.فجرلكن ظلامية العابثين تقيده كالسجين/مسلوب الحرية /
.عيون مفتوحة نعم لكنها محنطة /مسلوبة الرؤيا /
.سيطر عليها خلل أنوي / مسلوبة الاستقرار ....
المهم الإنطمار لهذه ال أنا (الوطن) ..الإندراس بأية وسيلة كانت ......
...حقيقة لم يترك الكاتب شيء إلا و وظفه لخدمة النص حتى المعنى المقلوب لكلمة العراق (ق ا ر ع )
اخذت معنيين -/قارع /اي على قارعةالطريق /الزمن /
مرمي - /يقارع /القوى الضاربة المتضاربة
- حتى لو نظرنا إلى حركة النص الداخلية نجد أن الكاتب استخدم السكون فهي من جهة تعبر عن الواقع المسكن (المغيب) ومن جهة فإن السكون هي علامة جزم ضمنيا''استخدمها لتدل على حزم وصوابية رؤياه بأنه كاشف لكل مستور ..وتستمر ذات العبثية
538 ق.م / 2003 م (كتبتا بشكل توافقي )
تاريخ سقوط بابل على يد الفرس ،سقوط بغداد على يد الأمريكان ..وهنا بروز واضح للحس الوطني السومري المتأصل ..فكل العابرين من بعدك يا بابل سواسية وان بدوا مختلفين إلا أنهم في نظر ال أنا(الوطن ) مثلليين مستنسخين فقط يتناكحون على حسابه . درايتي بالتاريخ قليلة لكن
اقدر نظرتك التاريخية و وجهة نظرك فأصحاب الوطن أدرى بأوطانهم /الشمس شمسي و العراق عراقي /
أستطيع أن أقول أنه نص مواجهة ..قريبا ان شاء لله نسمع الموت يزفر انفاسه الأخيرة فنعلن أن ( الموت مات ) في أوطاننا الحبيبة
******
ميلو /26/3/2017

vendredi 30 mars 2018

صدى الوجع // خديجة بوعلي // المغرب


قاب قوسين أو أدنى 
من الجحيم أصبحنا
امتقعت لأفعالكم
ألوان الأرض والسما
ارتطمت من الفزع 
الصخور والأمواج والقمر
جفت الأنهار 
ومنع الليل السمر
خَطَت كل المبادئ
القهقرى
أهدرت الأرواح 
بطريقة أو بأخرى
ندم ... حسرة 
تكتنف أرجاء الدنا
قُتِل الأبرياء
بلا حول ولا قوة
نامت الأحلام هادئة
فالتحفت العدم والثرى
تخشع المتعبد لحظة
فارتدى الكفن
رُمي الأمان بسهام 
الغدر ظلما و جَوْرا
هلع ...خوف ...وجع
بل خجل في عيون
كل ذي نخوة 
فبكل لغات العالم 
كفى ! 
كفاكم يا عديمي 
!!!الإنسانية...كفى
*****

jeudi 29 mars 2018

أترقبك ..سلام الشجر // العراق


أترقبك
...مثل
المطر
وأحتمي... منه
بمظلة 
على
تخوم
...الريح
عطرك... يجتاح
أنفاسي
الوئيدة 
من صرير
...الباب
....لك
سطرت
القصيدة ،
على... ضفة
معصميك
تبعثرت
زجاجة... عطرنا
...الوحيدة 
*****

حقيقة : ق.ق.ج // فاطمة الشيري // المغرب


                         .. قصدت قاعة الحلاقة لترميم تأثيرات.. ستحتاج لساعات من العمل المتقن، استسلمت للوضع  
                                                                                  .. في لحظة انتظار خربشت على نقالها نصا  
                                                                                                         ..عادت البنات لتتميم ما بدأن       
                                                                                                        ..عند العودة تأملت النص  
                                                                                                                ..لم يتأثر بالألوان  

*******

من زمان ..اعترفت لك // علال الجعدوني // المغرب


...من زمان   
اعترفت لك 
.أني أحبك 
...من زمان 
و اسمك محفور على جدران قلبي 
نقشته بكل لغات العشق 
ليبقى شعارا موشوما 
على بوابة التاريخ 
يقرأه الصغير والكبير 
الذكر والانثى 
.يحفظه الجميع على مر الزمان 
...من زمان 
رسمتك حلما 
فوق أوراق كراستي 
فوق تضاريس قريتي 
ليعلم العالم 
.أني أحبك 
لا تخافي 
إنني لا أعاني من أي عقدة 
إذا جهرت بحبك
إني أمارس حقي الطبيعي في العشق 
ولا أخشى أحدا 
إن اعترفت لك 
.أني أحبك
دعيهم يسمونني بما يشاؤون 
دعيهم يرمونني بما يريدون 
...دعيهم ينتحرون
يركضون وراء الكلمات البريئة منهم 
..براءة الذئب من دم يوسف 
حذارأن تقعي في براثن الغفلة 
ارمي عنك كل الشبهات 
لا تصدقي ما ينشر في * اللون * الأزرق 
.وتلبسين جنون الهزيمة 
لا أخفيك 
كم أنا متيم بك
وها أنا أؤكد لك من جديد اعترافاتي 
..فليتك تثقين بي وتمنحينني فرصة  
لأثبت 
.مدى حبي لك  
هل تعلمين أني رسمت طيفك على الماء 
وجعلت أشعة الشمس تعانقك 
فعاهدت نفسي 
أني سأسكن إليك دوما 
...في الحر و البرد 
...في كل الفصول 
هل تعلمين أني جعلت منك وتر قلبي 
أتغنى بك في كل حروفي 
بلحن يهز كياني 
من قمة الرأس 
...حتى * بنان قدمي *
أنت صوت قصائدي 
تضخين الشجن في أوتار الاشتهاء 
حين تخلع الأشجار نعلها 
وترقص على إيقاع صدى القلب 
بهمس جميل 
يطوي الوقت طيا 
لتنجب من جديد 
أنينا 
!...في رعشات حزينة  
...يا همسة 
يا من سكبت عطر الندى على قلبي ألحانا 
سألتك بحق السماء 
...تعالي دثريني عشقا 
... حبا ...
احتويني بين أضلعك 
ارحمي ضعفي 
قبل ما يأفل نجمي 
وأختفي من دروب الحياة 
وبقلبي أمواج الهوى تلطمني 
...رجاء 
لا تتركيني أحترق في صمت غيابك 
لقد اعترفت لك 
من زمان 
.أني أحبك 
يا ليت هذا الحلم يصدق 
...وفي سماء الحب يتم تعجيل اللقاء
*****

mercredi 28 mars 2018

دراسة تحليلية لنص "مطامير" للشاعر مهدي سهم الربيعي // باسم عبد الكريم الفضلي // العراق


( سيميائية العتبة / مفتاحية الدلالة النصية )
ـ دراسة تحليلية لنص ( مطامير ) للشاعر العراقي مهدي سهم الربيعي 
النص
******
فراغٌ كثيفٌ
ارتباك
صدى قلبي يتلاشى في صمتٍ عميقٍ
أكادُ اسقطُ أرضاً
كأني مخمورٌ يتأملُ قمراً بلورياً لم يكتملْ
رُمِيتُ كخرقةٍ عتيقةٍ في طريقٍ
تُسحَق دون انتباه
أرغبُ في الصراخِ ..أو الفرار
الصمتُ ينذرُ بخطرٍ أجهلُ هويتَه
ضوءٌ خجولٌ ينامُ فوٍقَ الأسطحِ
ينسابُ ببطئٍ فوقَ أطلالِ الأسوارِ العتيقةِ
يتركُ بقعاً مخيفةً في رأسي
متراً أو مترين ليفضحني
صوتٌ يُطاردني .. يَصطادني في كلِ همسةٍ
اِنكَ تحتَ النافذةِ القبرِ
مطاميرٌ بذاتِ السجان..مع
عشقٍ شاحبٍ أصابه الجذام
هزائمٌ ..
دَينٌ أزلي ..
عواءٌ ..
ليسَت سوى طريقٍ واحدة
آهٍ هذه المرة ..ككلِ مرةٍ
الطريقُ تسرقُني
خُذني أيها الملل
ما ابذلهُ ضدَ إرادتي يوازي هذا الكبرياء
من الحجارةِ أصنعُ نفسي
من المخاوفِ أقدسُ الآلهةَ
أيُ وهمٍ بعد الآن
لا يستحقُ الجلال
لا نورٌ في موائدِ الملائكةِ
وبين الذاكرةِ والمحو
كنت أجددُ محوي
نسيان المحوِ .. المحو المتزايد
اليومُ بعد اليوم ِ
الأوجاعُ تسرقني
تارةً أكون على سريرٍ من القشِ
وأخرى , أحشو جسدي بالنساءِ ورائحةِ الخوف
أردتُ الأعماق , رُصدتُ كجلدٍ مُتعفن
من سفالاتِ البطولةِ وشجاعةِ العقارب
عرفتُ أني أسيرُ أسفلَ السورِ
حيثُ ينقسمُ قاطنوه
بينَ الدموعِ والدموعِ فقط
لا شجاعةً أعظمُ من متابعةِ الرقصِ
على أسلاكِ الرأسِ
العمرُ المتقطعُ جثتي
والصمتُ ..
ذات الصمتِ يتسلل إلي
ببرودٍ وبلا حركة
حتما قد رقدت أبدا .
...............................
الدراسة 
*******
يمكن للعتبة ، ان تفتح المكنون النصي الداخلي ، وتؤشر بَوصلياً ، الى المسالك القرائية ، التي يمكن الركون الى سلامة تأويليتها لدلالاته ومقاصده ، لذا فهي نمامة ، تشي بأسرار النص ، مهما شفَّر الكاتب مرسلاتها ، و أوغل في انزياحيتها ، أو أسراف في انغلاقيتها ، فالعتبة منظومة سيميائية تواصلية و دلالية، مهما ألبسها الشاعر اشكال الاصولية او الحداثة ، أو غايَر ببنتها الاسلويبة ، تبقى ملتصقة بشغاف النص ، وهي ( كنصٍ موازٍ كما يذهب معظم المعنيين بالدراسات النصية ) منساقة وراء ذاتيته التعبيرية ، و اخلاقياته الكتابية ، ووفق معاييره الذوقية وقياساته الجمالية ، المرتكزة على انتمائيته أو لاانتمائيته ، الفكرية / الثفافية ، لمؤسسة ايديولوجية معينة،
ونص ( مطامير ) للشاعر مهدي سهم ، ذو لغة قلقة ، معترضة ، محتجة على كل ماهو خارج المعنى الإنساني ، ومبرراته الوجودية ، لغته اختارت لنفسها كل ما ينزع بها للحكمة ( بمعناها المعرفي الخاص بالشاعر ) ، و أصولية المعاصرة ( بمعنى ان معاصرته غير تغريبية ) ، فلا انسياق وراء زائف التجديد ، ولاإنقطاعية تامة عن الجذور ، تعتمد في بنيويتها الاسلوبية تقنيات ( الصورة ، الترميز ، الإيحاء ، الانزياح ،المقاربة والتكثيف ) لتُشكِّلَ خطابها المتعدد المقاصد و المعاني ، وتوليدها للدلالات والمرسلات ، بقصدية الوصول الى تحديد المعنى الكلي للنص ، ونص بهذه السيميائية الدلالية المتعددة ، يجب ألّا تكون بنية المدخل اليه ( عتبته )، متعدد الايحائات ، مختلفة الاشارات ، كي لاتفقد صفتها المفتاحية ، وتتحول الى ( نص تضادي مضلل ) للقاريء ،
وفي دراستي هذه سأشرِّح عتبة النص ( مطامير ) ، لنتعرف على سيميائيتها الدلالية ، وبنيتها الاشاراتية ، وتوظيف ما نحصل عليه من محدِّداتٍ قصدية ، في تعميق قراءتنا التأويلية لبُنية النص اللغوية ومعانيه المضمونبة ، لتحقيق الفهم المطلوب لمعانيه الفرعية ، ومن ثم مشاركة الكاتب في انتاج معناه النهائي .
المطامير لغةً : جمع مطمورة ، وهي مكان تحت الارض ( حفرة او قبر )، لطمر ـ دفن ـ الاشياء ، والدفن ( ملء الحفرة بالتراب حتى بغطيها تماماً ولايترك فيها أيةَ فجوة او فراغ ) ، هو مايعطي للحفرة موقعها التحت ارضي ، وبدونه تبقى الحفرة مجرد مكان عبثي الملامح ( منخفِض ) عن مستوى سطح الارض لاأكثر .
ومن معاني المطمورة الإصطلاحية : السجن ، وهو مكان محدد الملامح ( له طول وعرض وارتفاع ، معلومة القياسات ) فوق ارضي ، لتغييب / نفي الاحياء فهو بهذا متقاطع ، وصفاً و موضعاً ، مع المكان الاول
نحن هنا اذاً امام دلالة مُربِكة مركَّبة من دال واحد بمدلولين متضادَي المعنى ، ولما كان نص ( مطامير ) من النصوص الهادفة ، لما يحمله من رسالة ( فكرية / موقفاتية ) معترضة ومتمردة على ( الآخر ) المؤسساتي السلطة ، ( كما سيتضح ذلك لنا من خلال هذه الدراسة ) ، فهو لابدَّ أن يكون ذا خطابٍ متين في بنيته الدلالية ، كي يضمن ايصال ( معنى / مضمون ) رسالته للفاريء ، بلا ضبابية شيفراتية ، أو تشتتية اشاراتية ، ومتانة البنية هذه تتطلب سيرورة حدَثية متصاعدة ،تنطلق من نقطلة الشروع ( أ ) ، لتحطَّ في نقطة الرسو ( ي ) على ضفاف المعنى النهائي للنص ، المطلوب تشكُّله في وعي المتلقي ، لذا يتحتم نفي وإزاحة احد مدلولّي ذالك الدال ( مطامير ) ، لتأمين تلك النقطة الشروعية ، مما يمثل مدخلاً قرائياً تقاربياً ، لمجمل مفاصل النص ، وهنا تتجلى قدرة وتمكنية الشاعر من ادواته التعبيرية ، لتحقيق هذا الهدف ، وشاعرنا أكد قدرته هذه ، في مطلع النص ( يمكن عَدُّ المطلع من مكملات مفهوم العتبة ) فهو يقول :
فراغٌ كثيف
هنا اشارة مركبه ( صفة + موصوف ) إزاحيًّةُ الدلالة كما يبدو ، ، فهي ازاحت المدلولَ اللغوي ( القبر ) ، وأكدت الآخر الاصطلاحي ( السجن ) ، فالمقابر / التحت ارضية المكان ، يملأها التراب تماماً ، كما اسلفتُ ، ولايترك فيها ايةَ فجوة فضائية ( فراغاً / خُلُواً ) مهما كانت ضئيلة ، فكيف ان كان الفراغ ( كثيف ) ؟ ، أما السجن / الفوق ارضيّ المكان ، فيتجسد فيه الفراغ بمعنَييه المادي ( مهما اكتظ السجن بالسجناء تبقى فيه فضاءات شاغرة / خُلوٌّ مكاني ) ، والحسي ( خُلوَّهُ من اثر أحبة السجين العاطفي ) بعزله عنهم وراء قضبانه ، هذا ما افضت اليه القراءة اللغوية الاصولية ( المعجمية) لتلك العتبة، لكن .. لما كانت اللغة الشعرية ، ولاسيما الحداثوبة ، لغة تقفز فوق المعاني المعجمية ، بل يتلاعب الشاعر بها خدمة لغرضه الدلالي ، فيلجأ للترميز والإختزال والتكثيف وغيرها من الادوات التعبيرية ، ( كما هو الحال في لغة هذه النص كما اسلفت ) ، لذا علينا اخذ هذه ( الاسلوبية اللغوية ) ، في نظر اعتبارنا هنا ، فنقول :
ان ( فراغ ) هنا ، اشارة رمزية دالة على الخلو المكاني ، من الأثر الحياتي بمفهومها المادي / البايولوجي ، لا بمعناها القِيَمي والفكري ( فهذان نتاجا وعي محسوسان ) ، والسجن اشارة دلالتها : تغييب الفعل الحياتي الممارساتي الحر ، وتفكيك دلالة هذه الاشارة ، ومن ثم إعادة تجميعها تأويلياً يكون : [ تغيب / نفي ، الفعل الحياتي الكيفي للسجين + موت أثره الوجودي الفاعل = قبور الأحياء ] ، و ، لكنْ .. كلاهما ( القبر ، السجن ) يعجز عن تغييبَ الوعي الحر لأصحاب تلك الاجساد الميتة ، لأنه متجدد الحياة ، من خلال ديمومة ما انتجه من افكار ، في عقول الاخرين ، لهذا علينا البحث عن دلالة اخرى للمطمورة ، تكون مقاربتها المعنوية مكافئة لتغييب الوعي ، لذا سنقوم بتفكيك شيفرة ( السجن ) الدلالية ، للحصول على اشارات اكثر فهمية لتلك العتبة ، تمكننا من تعرف صدقية( مفتاحيتها ) للنص ، وهذا سيساعدنا على فتح مغاليق سيميائيته البنيوية ، و تشريح تركيبته الرمزية وقصديتها ، وهو ما سيوفر لنا الادوات القرائية المناسبة ، للتفاعل التأويلي مع مضامين النص ، ومرسلاته الخطابية بصورة اكثر شمولية وعمق ، وصولاً لمعرفة غائيته الخطابية ، والمشاركة في انتاج معناه الكلي :
السجن : ( دال) مؤسساتي سلطوي متحوِّل ناقص اشاراتياً ، مدلوله : مكان سالب للحرية، سالب للزمن ( مدة الحكم القضائي ) ، ومقاربته الدلالية : التضادية الحياتية بين من هو داخل / خارج اسواره ( الحياة فعل زمكاني متعدد الاشارات ، منها الحياة الفكرية و النفسية ) ، وهو مؤسساتي سلطوي ، لان هذه المؤسسات هي من اوجدته / انتجته ، لتغييب من تجرّمه / ( وفق قياساتهاوضوايطها النسبية للصالح / طالح ، من الافعال والافكار ) من الحياة العامة ، واداة تنفيذ ذلك التغيب هو ( السجان / الرقيب القامع ) ، وهو متحول ، بمعنى انه يتحول الى مدلوله وهذا يصبح داله ( مثلا : سلب الحرية بانواعها ، ومنها الفكرية ، تعني سجن / منفى ) ، وناقص الاشارة لأن دلالته لاتكتمل الا بوجود اخر ( السجين / المنفي ) ، فبدونه يغدو محض مكان كسائر الامكنة الباقية .
واذا اعدنا تأويلياً ، تركيب ما قككناه تغدو دلالة العتبة : السجن اشارة لتغييب دائمي أو مؤقت ( نفي ) ، للوعي ، لتضادية فعله ( افكاره ) مع ( مسموحات / ممنوعات ) مؤسسة ( آيديولوجية سياسية ، دينية ، ..الخ ) سلطوية شمولية .
لكن يتبقى على النص ان يكشف عمّا سكتت عنه العتية :
أية جريمة اقترفها السجين ؟ أهي فكرية معترضة أم تنويرية محرِّضة أم …؟ ومن هي تلك المؤسسة السلطوية التي فرضت الحكم العقابي هنا ؟ أهي سلطة وضعية أم غيبية ؟ ، ثم أهو سجنٌ حقيقي مجسّد في الواقع أم جملة محظورات فكرية تحتل تلافيف الوعي ، قامعة ومغيبة ، لكل ماغ يتضاد مع نظامها الآيدلوجي القمعي ؟
سندرس النص مسترشدين بما وفرته لنا العتبة من مفاتيح قرائية، استخلصناها من تفكيكها ، يستأنف الشاعر قوله :
اِرْتِبَاك
الارتباك :يعني لاادرية اختيارموقف من فعل او امر ما ، اشارة تقاطعية الدلالة ( يقين / لايقين ) ، موحية برد فعل غير واعٍ على باعث او مسبب ذلك الفعل او الامر ، فما / من ، هو ؟ ( غياب السبب )
صَدَّى قَلبي يَتلَاشىى
تلاشي النبض : اشارة الى انفعالية لاارادية ( لاشعورية / من الآثار السايكولوجية السجنية على السجين هيمنة اللاشعور على الشعور المنسحب بفعل عدم انسجاميته الزمكانية مع الواقع المعاش ( السجن / المنفى )
في صَمتٍ عَميقٍ
الصمت اشارة ل(غياب ) الصوت ، فمن المُغَيِّب ؟ و ( عميق ) اشارة للبعد الشاقولي / الموغل في امتداده التحتاني , فأي عمق ؟؟ ولما كان الصمت اشارة حسية الدلالة ، فلابد ان تكون صفته ( عميق ) ذات نفس الدلالة ( الصفة تتبع الموصوف ) ، تراه صمت قابع في اعماق الذات ؟
أَكَادُ اسْقطُ أَرضا
وهو سقوط ذو مدلول ( لغوي ) فالاشارة ( ارضاً ) سلبته مدلوله الاصطلاحي ، اشارة الى احتدام ( التصارع اللاشعوري ) الذي قد يفضي الى فقدان التوازن ( الفكر/ حسي ) ،
كَأَنّي مَخْمورٌ يتأَمَّلُ
الاشارة ( مخمور ) دالة على تغييب الوعي ، وهي متقاطعة مع الاشارة ( يتأمل) / وجود وعي ، دلالة ، مع مما يعني ان ( مخمور ) دال متحول ( من نتائج التفكيك اعلاه ) اي : ان كل من غُيٍّبَ وعيه يبدو كالمخمور ،
قمَرًا بِلَّوريا لَمْ يَكْتَمِلْ
القمر اشارة لطارد الظلام ( النور ) ، و( لم يكنمل ) اشارة كاشفة ل( يتأمل ) ، اي انها كشفت سر التأمل إياه ، فمصدر النور ( قد يكون فكرة تضيء العقول الغافلة او الجاهلة ) لم يكتمل بعد ( ايحاء بوجود مانع ضوئي / المؤسسة السلطوية ، يحول دون اكتمال منتج تلك الفكرة / الوعي )
التحليل القرائي : عطفاً على تشريح العتبة ، البداية الفعلية للنص ( ارتباك ) اشارة غيابية ، تلتها عدة اشارات مماثلة ، توحي بوجود ( فاعل / مسبب ، مستتر ) داخلي الوجود ( في الذات الواعية ) ، بتحكم بوجوده الخارجي ، يفقده اتزانه و يتهدده بالسقوط ، والمقاربة القراءئية له : الرقيب القامع للوعي / سجان الوعي .
ويمضي الشاعر في قوله :
رُمِيْتُ كَخرقةٍ عَتِيقَةٍ
فِي طَرِيق
تُسْحَقُ
دُونَ اِنْتِبَاه
اشارة الرمي دلالتها التغير المكاني للشيء المرمي وهي تكافيء الطرد ، النبذ ، الازاحة
و اشارة السحق دلالتها الإفناء الوجودي، ومكافؤها الإعدام والقتل ، وهما اشارتان لوجود فاعلَين مجهولَين ، أو مسكوت عنهما لسبب اضطراري ،
اما الاشارة غير المعرفة ( طريق )، فدلالتها الدرب الخارجي مدنياً ( تسبة الى مدينة ) ، فالطرقات داخل المدن تكون معروفة الاتجاهات ( من ـ الى ) ، ولها اسماء وارقام محددة ، والمقاربة الدلالية هنا : طريق النفي ، فهذه تكون بلامح او وجهة محددة ( من ـ لا الى )، وهو نفي مكاني ( نبذ للمهجر ، او انساني ( يكون الحُرُّ منفياً في عزلته )
والنبذ ( الرمي )، و الإفناء الوجودي ( السحق ) ، واقعان على نائب فاعلهما المشترك ( تاء المتكلم في الفعل الاول ، والضمير المستتر / هي، في الفعل الثاني) بدلالة (كاف التشبيه ) في ( كخرقة ) وهذه بدورها اشارة الى جُزَئية مادية عدمية النفع ، ميؤوس من فائدتها ( عتيقة ) ،و هي منتزعة من نسيج مادي ( بعض من كل ) مقاربتها : كيان انساني فردي ( جزء من نسيج انساني / مجتمع ) معطوب الفائدة بدلالة ( تسحق ) ، فالخِرقُ تُمزّق أوتحرق ، وترمى في حاويات القمامة ، أما الرمي ( الطرد او النبذ ) في طريق النفي ، والسحق الإفنائي ، فيكون لإنسان عديم او متقاطع النفع مع مؤسسة تمتلك ( سلطوياً ) هذا القرار العقوباتي القمعي بحقه ، دون أن يثير هذا اهتمام احد ( دون انتباه ) ، أما مخافة ( من غضب تلك المؤسسة عليه ) أو انسياق وراء ( قدسيتها ) وبالتالي ففعلها ذاك صحيح ( فهي معصومة عن الزلل ) لايجوز الاعتراض عليه .
التحليل القرائي : استكمالاً لما جاء في التحليل الاول ، الفاعل المستتر يفرض ارادته بالإزاحة ( التغييب المكاني ) والإفناء (التغييب الزماني ) ، على من يتضاد معه رأياً او موقفاً في امر ما ( فهو يعتبره معدوم النفع ) ، فهو اذاً رقيب مؤسساتي ( يملك القوة العقابية ) ، وفعله هذا مبررٌ فلا يثير انتباه احد ( من الجمهور ) ، ويسترسل الشاعر قائلاً :
أَرغبُ
الرغبة اشارة حاجاتية معتملة في دواخل الراغب ،تبحث عن اشباع
في الصُّرَاخ..
أَوْ الْفرار
اشارة الصراخ ، دلالتها : حضورية مكانية إحتجاجية على أمرٍ مرفوض أو ألم ، ودلالة اشارة الفرار : هروب ، غيابية مكانية بحثاً عن أمان ، والاشارتان متضادتان إيهامياً بدلالة ( أو العاطفة التشكيكية ) / المقاربة : ترددية موقفية ،
القراءة التحليلية : صوت ( الأنا / صاحب الفكر ) يدل على ( فردانية ) ، مقابل آخر جمعي مؤسساتي سلطوي ، / عدم تكافئية قُدراتية ، مما تسبب في حيرته الإختيارية بين مواجهة ذلك القامع الأقوى المعاقِب ( بالرمي ) و( السحق) ، و الهروب الخلاصي ، والحيرة شعور انساني مألوف ، والقصدية الدلالية لها : المفكر الواعي في النهاية انسان
الصَّمتُ
إشارة تأكيدية لماقبلها ( صمت عميق ) ،للدلالة على رسوخ حضور الغائب صوتياً
يُنْذرُ بخطر أجهلُ هويتَه
الإشارة ( ينذر ) توحي بفاعلية ذاك الحضور رغم استتاره ( الصمت فاعل مستترلفعل الإنذار ) ، ودلالتها : السطوة القرارية / المكافيء : سلطة امتلاك قوة القرار بإلحاق الضرر ( خطر ) ، وذلك ( الغائب صوتياً / الحاضر فعلياً ، هو عاقل ( مؤسسة حسب القراءة الثانية آنفاً ) بدلالة ( هويته ) فالهُوية : اشارة مركبة من [ هُو ( آخر عاقل ) + ياء النسب + تاء التأنيث ] ، ولأن الفاعل مستتر ، مؤسسي السطوة ، متعدد القرار ، فالشاعر لايعرف تقدير ( أجهل ) مدى ضرره عليه .
ضَوءٌ خَجُول ينامُ فَوْقَ الأسطحِ
الاشارة ( ضوء ) العلوية المكان ( فوق الاسطح )، و( خجول ) بمدلوله : الشعور باللاكمال ،/ بنية دلالية يقابلها ( قمر لم يكنمل ) المذكورة آنفاً
يَنْسابُ بِبُطْءٍ
ينام : دلالة خمود الحركة / ينساب: دلالة حركية ، الاشارتان متضادتان توحيان بانتشارية فاعلهما ( الضوء ) فهو وان كان في مكان محدد الا ان آثاره منتشرة في كل الجوانب من حوله / المقاربة الدلالية : الفكرة النيرة فهي وان كانت موجودة في ( العقل ) الّا ان أثرها ( تأتيرها ) في وعي الاخرين ، يمتد الى كل من يتعرف عليها رغم البعد المكاني بينهما ، وان بعد حين ( ببطء )
فَوقَ أَطلالِ الأسْوارِ العَتيقَةِ
اطلال ، اشارة لبقايا اثر إمّحت معالمه وانتهى زمنه / مكافؤها الشيء الماقبلي السلفي ، الاسوار ، اشارة لحواجز( مادية كالجدران / حسية كالمحرمات الفكرية وغيرها ) شاقولية ( غائرة في الاعماق ومندفعة علواً ) محيطة بمكان ( مادي كالسجن / حسي كالمنفى الفكري ) ، وتعزله عما هو خارجه ، عتيقة ، اشارة تأكيدية لقِدم الاطلال ،
القراءة التحليلية : الفكرة النيرة تفضحُ قَدَم ولا تناسبية زمن الحواجز العقلية البالية ( افكار المؤسسة المتوارثة كمقدسات مغروسة في وعي الجمهور ) ، مع الوقت الحاضر ، حواجز تعزل الوعي عن (تقبُّل / تقدبم ) الافكار التعارضية مع تلك المؤسساتية ، لكن الافكار بدلالتها الانتشارية ، تمتد متجاوزةً تلك الحواجز .
وتستمر انكشافية اشارات النص كلما توغلنا في متنه وبين تصاعدية بنائه الحدّثي ، لاسيما ان العتبة ( مطامير ) تمثل مرسلة خطابية، تتفق دلالتها المعنوية كما مر بنا ، على الايحاء بمفهوم ( الفقد / الالغاء الوجودي ) ،
فنراه يقول :
يَتركُ بُقَعٌ مُخِيفَةٍ
يترك اشارة الى أثرٍ مخّلَّف من عنديات فاعل ما ، ولما كان الضوء هو فاعل ( يترك )، فإن أثره ( بقع ) من عندياته فهي اذاً بقعٌ ضوئية / مقاربتها مصادر للفكرة النيرة ، و الاشارة (مخيفة ) دلالتها توقع الضرر لأنها مسببة لعقاب المؤسسة إياه .
فِي رَأْسيْ
الرأس اشارة لمكان الوعي
مِتْرٌ أَوْ مِتْرَانِ لِيَفْضَحُنِي
القراءة المعنوية : سبب الفضيحة هنا ان الشاعر آمن بالفكرة النيرة المحظورة مؤسساتياً ، وايمانه بها وان كان داخلياً ( في اعماق وعيه ) الا ان صدقية ذلك الايمان انعكس على موقفه الحياتي المعلن بارادته او بغير ارادته ، وهذا الاعلان فضحه لدى تلك المؤسسة ، مما يحتم عليها معاقبته ( دلالةالفضيحة: امر منكر يتم كشفه ويوجب العقاب عليه )
صَوَّتٌ يُطارِدُني..يَصْطادُني في كُلِّ همسةٍ
انكشف مسبب الصمت وخرج عن سكوته وصار له صوته القامع ( الرقيب )، بدلالة ( يطاردني / يلاحقني ) ، (يصطادني،/ يأسرني) مع ( كل همسة / دلالة على ملازمة الرقيب اياه ) فهو يستشعر فيها صدى لتلك الفكرة المهددة لمؤسسته )
اِنكَ تَحْتَ النَّافِذَةِ الْقَبْر
القير اشارة كاشفة لدلالة ( المطمورة ) وهو قبر الاحياء كما اسلفت
مَطَامِيرٌ بِذَاتِ السَّجَّان.. مَعَ
السجان المحدد الذاتوية هنا ، اشارة لرقيب المؤسسة القديمة الكينونة في الوعي الجمعي
عشقٌ شَاحِبٌ أَصَابَهُ الجُذا م / العشق اشارة تحررية ( خروج عن الرتيب من العلاقات ) ، شاحب اشارة لانقطاع مقبوليته لدى الاخر ( المؤسسة )
هَزَائِم.. // نتائج خائبة لحرب ما ، مقاربتها محاربة المؤسسة
دَينٌ أَزَلَّيٌّ.. // اشارة الى التبعية الابدية لسطلة تلك المؤسسة
عِوَاء..// اشارة لحراس المؤسسة ( اختزالية تشبيهية )
ليسَت سِوى طَرِيقٌ واحدة // اشارة تأكيدية لدرب المنفى
آهٍ هَذِهِ المَرَّةَ.. كَكُلُّ مرَّةٍ
اشارة مؤكدة لتكرار النفي / مقاربتها الدلالية : تكرار محاولة التمرد على احكام المؤسسة
الطَّرِيقُ تَسْرِقُنَّي
بعد ان فضحت سيرورة الحدث النصي دلالة (طريق ) / النفي ،اصبح معروفاً وخرج عن تنكيره بتعريفه ( بأل ) ، بل وراح الشاعر يجهر بتلك الدلالة فيخبر عنها انها ( تسرقني )
القراءة التحليلية : لان وعي الشاعر حر ، فقد تقبل الفكرة النيرة ، وفضحه ايمانه بها حد انتباه السجان المؤسساتي ، فراح يلاحقه ليوقع عليه العقوبة ، ويرميه على قارعة طريقي النفي لتسرقه من وجوده الانساني
تصاعدية النص الحدّثية تبدأ بالهبوط ، دلالة على الاعياء و الوهن اللذين اصابا حامل الفكرة التضادية للمؤسسة، فهو فرد يجالدها وحيداً / لايملك سلاحاً الا وعيه ، وتلك سلطوية شمولية مدججة بأسلحة الإفناء والمحو الوجودي ، والنفي والتغييب ، لذا نجد الشاعر يقول :
خذني أَيُّها المللُ
ما ابْذُلهُ ضِدّ إرادتي يُوَازِي هَذَا الْكِبْرِيَاءَ
مِنَ الْحِجَارَةِأَصْنَعُ نَفْسي
مِنَ الْمَخَاوِفِ أَقْدُسُ الْآلِهَةَ
أَيُّ وَهُمْ بَعْدَ الْآنَ
لَا يَسْتَحِقَّ الْجَلَاَلُ
لَا نَوَرُ فِي موَائد الْمَلَاَئِكَةِ
اشارتا ( الآلهة ، الملائكة ) كاشفتان ، دلالتنان على ( سلطة غيبية )، وقد كشفتا ماهية تلك المؤسسة السلطوية المهيمنة على الفكر ، لكنها مزيفة ( اي وهم ) ، مطفأة القلب ( لانور في موائد الملائكة / رمز الرحمة وهذه موضعها القلب )
ويسترسل الشاعر قائلاً :
وبين الذاكرةِ والمحو
كنت أجددُ محوي /
نسيان المحوِ .. المحو المتزايد
الاشارة (الذاكرة) دلالتها حضورية آثار مافات زمانياً من افعال او وقائع ، في الوعي / اللاوعي المكافيء المعنوي : عدم مفارقة ماخلّقه فعل / افعال ، من آثار في النفس ، المحو اشارة إزالاتية لشيء او اثر ما / المقاربة الدلالية : عدم مفارقة الآثار التي خلفها جلاده للمؤسسة في نفسه ، رغم تكرار محاولاته في محوها
اليومُ بعد اليوم ِ
الأوجاعُ تسرقني
تارةً أكون على سريرٍ من القشِ / اشارة للتشرد
وأخرى , أحشو جسدي بالنساءِ ورائحةِ الخوف / اشارة هروبية من الذات لتقاطعها مع صاحب الفكر النير
أردتُ الأعماق , رُصدتُ كجلدٍ مُتعفن
الاشارة ( الاعماق ) كاشفة تأكيدية لهيمنة تلك المؤسسة الغيبة على اعماق الوعي وشدة رقابيتها لكل من يدنو من سلطانها ، ونبذها اياه ( رصدتُ كجلد متعفن )
من سفالاتِ البطولةِ وشجاعةِ العقارب / اشارة خوائية لحقيقة مجد تلك المؤسسة
عرفتُ أني أسيرُ أسفلَ السورِ / الاشارة للسير دلالة على تواصلية ، مما يزبح ( الملل ، الاوجاع ، التشرد ) ، كما انها استمرارية جلادية ( اسفل السور )
حيثُ ينقسمُ قاطنوه
بينَ الدموعِ والدموعِ فقط // اشارة الى تشاركية حزنية بين من هم داخل / خارج سجن الفكر ، اولئك يبكون من خوف الضرر ، وهؤلاء على موت الوعي
لا شجاعةً أعظمُ من متابعةِ الرقصِ // اشارة الرقص دلالتها اعتراضية متحدية هنا ، فهي من محرمات المؤسسة الغيبية
على أسلاكِ الرأسِ // اشارة افراغية للوعي / الاسلاك مادية ميتة غير فاعلة ، تعارض الاعصاب مادية حية فاعلة ، المقاربة : دعوة المغيَّة عقولهم من قبل تلك المؤسسة ، للاعتراض
العمرُ المتقطعُ جثتي // اشارة لتبدد العمر في الجلاد ، حتى غدا المجالد مُضَيَّعَ الحياة ( جثة / جسم فارقته او انتزعت منه الحياة ) / المقاربة : شعور المفكر الحر بالقطيعة الحياتية عن الاخرين المؤسَسين
والصمتُ ..
ذات الصمتِ يتسلل إلي // اشارة الى معاودة المؤسسة هيمنتها
ببرودٍ وبلا حركة // اشارة الى استسلامية جسدية / تعارضية مع حركية الفكر
حتما قد رقدت أبدا
الاشارة ( حتماً ) دلالتها: الإلزام بالشيء و وجوبه ، الفعل الماضي رقد ( نام او سكن / من السكون ) اشارة ماقبلية لاتلغي الحاضر او المستقبل ، ( ابداً ) اشارة تأكيدية للمستقبل تضادية مع ماضوية ( رقدت ) / المقاربة : انتصار الشاعر لوعيه الحر، فان كان نومه / غياب الوعي ، قد أوجبته عليه تلك المؤسسة الغيبية ، فمستقبل تحقق فكرته النيرة مؤكد .
بذا استطعنا قراءة هذا النص المشفَّر بذكاء وحنكة ، قراءة تحليلية منطلقين مما وفرته لنا العتبة من مفاتيح دلالية ، ومقاربات استدلالية ، يسّرت علينا تفكيك شيفراته ، وتشريح سيميائيته الدلالية ، بلا اسقاطات دوغمائية من عندياتنا المعرفية الماقبلية ، بل بموضوعية متفاعلة ومتحاورة مع اشاراته ومرسلاته الخطابية ، مما مكننا من المشاركة في ( انتاج ) معناه النهائي . نص انما يدلل دلالة كبيرة على روعة الشاعر مهدي ، ومهارة لغته الشعرية 
وتمكنه الواعي من ادواته التعبيرية .
*********
باسم عبد الكريم الفضلي / العراق



قصة قصيرة // سمية قرفادي // المغرب

أقبل مارس الربيعي، يحمل تأشيرة الأمل لدواخل الذوات، قررت أن أخفف الروتين بالتغيير، لذلك خرجت في نزهة انفرادية
....أمشي
....أمشي
أحذق في المارة..وجوه منشرحة وأخرى مخمنة،أشعة الشمس بدورها تمنح التفاؤل هذا الصباح
...أرمي يمناي فتتبعها يسراي
ظل كأنه شبح يتقفى خطاي؛يكاد يمسك بكتفي
التفتت مذعورة.كان قصير القامة بحاجبين كثيفي الزغب كأنثى التماسيح،بيده خرطوم ماء لعله كان ينظف سيارة واقفة هناك أمامه وأمامي
هاهو يستعطفني كي أمنحه بعض الدريهمات
.تسللت أصابعي داخل جيبي فمنحته عشرة دراهم ،بدأ يتأملها مليا صارخا
لماذا استجديت بك ياترى أنت دون بقية المارة؟ -
أتدرين لماذا؟ -
.....أظن أمرك واضح.لعظمتكوهيبتك
أهكذا تمنحينني سوى دريهمات؟ لماذا لا تسمعين؟
...زوجتي نفساء....تحتاج لفطائر مسقية بالمرق والدجاج"الرفيسة"
ومن أين أستقطر الحليب لرضيعي وأمه ثديها فارغ؟..... والحفاظات.....فاتورة الماء....الكهرباء.....الكراء ...صار يصيح بصوت عال
...قلت لك زوجتي نفساء....نفساء
ثم لماذا انت هكذا بهذا الوقار؟
أين كرمك .؟-
أين جودك؟-
.يلزمهما أن يصاحبا وقارك،طولك وعرضك
...يا ألهي!.المارة تحلقوا حولنا،وهو لايزال يردد بهستيرية :الماء...الكهرباء...النفساء.....الكراء
..انحشرت بين الناس هاربة؛وصوته لايزال صداه يتردد في اذني،أستحث الخطى،أهمس لذاتي لاعنة
-"جيب الحرة قبر لدريهماتها"
...الحمدلله
...الحمد لله
 ها أنذا نجوت من السب والقذف، ولم لا أقول اللطم والركل، فكيف أطمع في صيد الحسنات"؟"
********

قراءة في المجموعة الشعرية "سمراء وشاي " للشاعرة فوزية الفيلالي // بوزيان موساوي // المغرب



قراءتي في المجموعة الشعرية "سمراء و شاي" للشاعرة المغربية فوزية أحمد الفيلالي
تحت عنوان: أولوية الشكل في تحديد الجمال الفني على الموضوع
ذ. بوزيان موساوي ـ وجدة ـ المغرب
:بطاقة تعريف
فوزية أحمد الفيلالي شاعرة مغربية مخضرمة من مواليد العاصمة الثقافية و الروحية للمغرب مدينة فاس... شاعرة و زجالة، و كاتبة قصص و روايات، و فنانة تشكيلية في بعض أوقاتها... تم تكريمها في العديد من المهرجانات بصيغة المرأة المبدعة... هي رئيسة إعلام و تكنولوجيا للاتحاد الدولي للمراة الافريقية فرع المغرب، و عضوة في أكثر من اتحاد و رابطة للمبدعين على الصعيد المغربي و العربي و الافريقي
و لأنها عاشقة للجمال و مبدعته، و لأنها تتفاعل و تنفعل مع الزمن حاضره و ماضيه، و مع فضائها الجغرافي و قيمه التاريخية و الحضارية، و مع راهن الظرفية الاجتماعية و السياسية وطنيا و عربيا و إفريقيا.. فلقد جعلتنا كقراء نسافر معها في عالم الجمال لكون بوحها يوحي بالنغم و التشكيل أكثر مما يقوله
لذا توقف زمن قراءتنا في هذه المجموعة عند سؤال الكتابة بصيغة المرأة المبدعة، و من خلاله عند قضية المرأة فاعلة و أنثى (مناضلة و عاشقة)، و من خلالها رسم حدود وطن برصاص القلم و الإحساس و التشكيل
:ـ-1سؤال الكتابة بصيغة المرأة المبدعة
لماذا "سمراء و شاي"؟
:تجيبنا الشاعرة كما بتغريدة من خلال أحد أجمل نصوصها
" تزاحمت حروفي
بين أنامل العشق
تستجدي
(...)فناجين من شاي
...سمراء أنا
عارية الوجدان
القريض يدنو مني
والقلم يراقص إلهامي
القصيدة كأس شاي
بين الأمس واليوم
صممت لها من دمي
أجمل عنوان
...سمراء قلم وشاي"
سمراء؟ قلم؟ شاي؟
ـ للسمراء حضور في الشعر العربي ترمز لجمال المرأة، و لون الأرض / الوطن... هي "أدماء".. و الأدمة تعني السمرة، و الأديم هو ظاهر الأرض
:قال زهير بن أبي سلمى
"فاما ما فويق العقد منها
فمن أدماء مرتعها الكلاء
و أما المقلتان فمن مهاة
...و للدر الملاحة و الصفاء"
:ـ و بالقلم وخز الرصاص ... به كحل العين، و به نقش الحرف، و به من يتسمم، و منه ما يطلق على العدو من سلاح
نقرأ:
" عدتُ لقلمي…
فتشت عنّي في حروفي
وجدتُني بين صدفيات (...)
حين كان يبتسم قلمي خفية
مترنحا يقتله صمتي
لا تسألني عن يوم قضيته
...(بجانبي أخرس " (مقطع)"
:و نقرأ
" تبعثر الرصاص
على حافة الحروف
تتشاجر نقط وفواصل
...الرماد
الرصاص يتناثر متدفقا
.(في صدر الانتقام".. (مقطع
ـ و عن الشاي في موروثنا الأدبي و الشعبي حكايات و حكم... الشاي الأخضر -أو "الأتاي" كما يحب جل المغاربة أن يسموه فيما بينهم- له مكانة خاصة، ليس فقط في موائد الأكل، وإنما أيضا في دواوين الشعراء والأدباء، الذين أفرد كثير منهم لهذا المشروب العجيب قصائد شعرية وزجلا ومتونا لم تترك صغيرة ولا كبيرة عنه إلا وأبرزتها
ويعد الشاي المغربي موضوعا استفاضت فيه عدة متون لعل أبرزها أرجوزة الأديب الفاسي والشاعر المغمور "عبد السلام الأزموري" بعنوان "الرائقة العذبة المستملحة الفائقة"
و لما ندعو غيرنا لاحتساء كوب شاي، مغزاه عندنا و ربما حتى عند غيرنا دعوة لتبادل أطراف الحديث و الحكي و المسامرة و الذكرى... أسطورة شهرزاد و الحكاية
:نقرأ
" سمراء قلم وشاي
تزاحمت حروفي
بين أنامل العشق
تستجدي
فناجين من شاي
تصاعد بخارُ سكّرها
بردا وسلاما فوق راحتي
تدفقت الكلمات
...(مدرارا" (مقطع
و من جمال السمراء فتن القلم، و دعانا لجلسة شاي... على إيقاع معزوفات رتلتها الشاعرة فوزية أحمد الفيلالي بقصائد غراء.. و لأنها لم تكتف بمحاكاة جمال، بل أبدعت شكلا هندسة واقع يسمع من أعماقه الأنين، واقع امرأة، و مصير وطن، فلقد غاصت بنا في عالم "الفن الجيد" حسب تعبير أفلاطون
:كتبت الباحثة المغربية ثريا ماجدولين، في نفس هذا السياق تقول
"لقد ميز أفلاطون بين الجديد و الجميل في النظر إلى الفن، من خلال تقسيمه الفنون إلى نوعين: نوع يكتفي فيه الفنان بالمحاكاة السطحية للطبيعة، و يمكن حينذاك الحديث عن "الجميل"، و نوع آخر يحاكي فيه الفنان مثل الخير و الحق و الجمال، و هو في نظره الفن "الجيد"
 ـ2 سؤال الكتابة بوح امرأة فاعلة، و أنثى عاشقة
و لأن النصوص الشعرية التي أبدعتها الشاعرة فوزية أحمد الفيلالي تنتمي فعلا لهذا الفن "الجيد" (أنظر تعريف أفلاطون أعلاه)، فلقد جسدت المرأة بتمظهرات و تجليات مختلفةكـ امرأة فاعلة قرأت محيطها و استوعبته، فتأثرت به، و أثرت عليه.. نقرأ:
" انا امرأة حرة
في يوم عيدي
أصرخ بصوت أنثى
بيدي باقة ورد جنان
ألونها بكل أشعاري
(بكل قصائد الغزل" (مقطع)
:و نقرأ
"صرخة أنثى
في صمت صحراء الحرية
بمياه زرقاء على صفحات ذكرياتي
رفعت قلمي بين انامل العشق
كتبت بدم روحي
أحبك وطني يا ورد ة من حُمْرة دمي
اختال بين ربوعك منك وإليك
بأعلى نبرات صوتي أهتف
...(أنا امرأة حرة..." (مقطع)
ـ و أنثى عاشقة للجمال و الحرف و المعاشرة الطيبة و لحضن وطن أجمل و أرقى، تعيش للذكرى، و تنشد تلعثم الحاضر، و تحلم بغد أنظف...، نقرأ
"بيني وبينك
...كلام ليل
حكاية تحت المطر
حبٌّ بلّلَ معاطفنا
بجميل القبل
ظللت أنظر إليك
نظرة دون لثام
لقاء كان زمان
تحت الصفصافة
...تحدثنا
عن قبلات في الظلام
عن عرس افلاطوني
مع زغاريد ضفادع نشوانة
تصفيقات طيور الهوى
وسواقي حزيران
أخبرَني مكانُ موعدنا
أنّ مخابرات وسهام
ترصّدتْ للحظات عشناها
(معا مغمى علينا"... (مقطع)
:و الأروع هذا المقطع من حوار
قال: القلادة ثمينة والجيد أجمل
قلت: أراك تتغزل بقوامي أمام العسكر
الوقت صبح وأنت خارج من صلاة فجر
قال: في الجمال لا أخاف المخفر
قلت: ويحك أما تهاب حدّ السّيف؟؟
...أم العشق أعمى عينيك
فأصبحت شفتاك عن البوح لا تتأخر
.قال: أموت فوق الصدر لا أتأثر" (مقطع من نص "أقوال شاعرة... خاطرة)
جميل هذا التمويه الشعري المقصود المتعلق بهوية المرأة في هذه المجموعة الشعرية الراقية: يكاد القارئ لا يفرق بين الشاعرة فوزية أحمد الفيلالي كإنسانة، تعيش بالذكرى (نص "شتات الذكريات") و للذكرى عبر مرثيات (نص "كنت سـأكلمه"..)، و بين الناطقة باسم المرأة عبر النصوص باسم "أنا امرأة حرة".. و بين الأنثى العاشقة الحالمة شعرا و موسيقى بأنغام الطبيعة و جمالية الكون (نصوص مثل "هلى موج الهوى.." و "عنك أقول" و "فنجان العشق"...).. و المرأة الأسطورة: "بلقيس"(نص: "خلف الجدار") و "دون كيشوت" (نص:" و حين يداهمني صبحي") و "عروس البحر" (نصك "متى يلتئم جرحي..")
: ـ 3سؤال الكتابة رسم حدود وطن برصاص الحرف و الاحساس و التشكيل
و إن كانت المرأة ـ أدماء ـ السمراء الفاتنة رمز الأرض / الوطن عبر النصوص الشعرية للشاعرة فوزية أحمد الفيلالي ، فهي الأخرى تبحث عبر القصيد عن تعريف للوطن لا الارتماء عبثا في أحضانه
و قراءتنا للنصوص المكتوبة عن الوطن، أوحت لنا بأن الأمر لا يتعلق بنصوص شعرية نمطية تتغنى بالأوطان في مناسبات و أعياد رسمية، بل بنظرة وجدانية و فلسفية تحاول رسم تصور حدود برصاص القلم و الاحساس و التشكيل
:فهو أحيانا كل الأوطان و لا وطن
:تقول في مقطع من نص "لو سألتم اليمام؟"
"هل أجاب سرب اليمام؟؟
عن هويتي
عن جنسيتي
أم أقبر الجواب و دوى السراب؟؟
لو سألتم قلمي
...على عنواني
...و عن كأس مرجاني
أنا الهائمة بين الأوطان..."
:و يشبه الوطن الحالي منفى، مقارنة عما كان عليه
نقرأ في مقطع من نص "نصف قدم"ك
" أيها المنفى
ضقت درعا بغربة
أفنت عمري
في سراديب حزني
أعِرْني طوق الحمام
أسافر حيث سريري
حيث قنديلي
حيث عقدي الثمين
وجدتي ..."
:و يصبح أحيانا ذاك الحب العظيم و الحلم المجهض كما في نص "أحبك وطني"، و هذا مقطع منه
" عناقا ووجدا يا وطني
أوراقي أينعت بين ظلالك
سيظل حبك في دمي
...يثمر كل الفصول"
.و لنا عودة .. في مناسبات أخرى مع الشاعرة فوزية أحمد الفيلالي.. قراءة ممتعة أتمناها لكم لمجموعة "سمراء وشاي
**********



mardi 27 mars 2018

سحر نجمك // وفاء أم حمزة // المغرب


من سحر عطرك 
أبني صرحاً
تشرق منه منارة حبي
وعلى صدري أرسمك وطنا 
يسبح نبضه 
تعويذة عشقك
هذا الذي داعب أوتار لحني الأبدية
وفي أوردة الحلم 
يرددني الصدى
همسات من ندى القمر
يعزفني لحن أغنيات 
ووميض شذاك يلبسني 
يرميني في بحر عبيرك 
أتحسس نبضك 
اشعلني نغمات 
أراقص أوتار العشق
كل الأقمار غارت 
إلا قمرك 
خبئني فيك 
أصبح وأمسي 
أزاوج أنسي 
وعشقك يلهبني 
يغرقني في جنة حضنك 
حيث النعيم 
ينبث من جنانك 
وتحت جناحيك
يراودني ظلك 
أنشودة تعزف على صدري
حبا 
يتجدد فيه خلدي
.حيث وجودك محراب سرمديتي
******


عصفور النار ..// حسن محمد حسن // العراق



‏نامت عيون 
‏القوم عن قصائدي
‏وانشغلت أقربهن 
‏بسلوك جفاء 
‏ وعزف الناي 
‏يشرب من دمي
‏ودمي تخضب 
‏بكفي كالحناء
‏والشجن العتيق 
‏لازال مكتنزا
‏يسطر الويلات 
‏بألف كتاب
‏لعبت نردا 
‏وخسرت عمري
‏أحاكي ذاتي 
‏بذكرى للغياب 
‏بهشاشة الأيام 
‏أربط أبوتي
‏أعاتب قدرا لا زال 
‏في ا لأصلاب 
‏ذبلت مشاعري 
‏لا تجد متنفسا
‏كالماء إذا انقطع 
‏عن اللبلاب
‏أستمرئ القيح 
‏القديم عند نقاهتي
‏وأنا بعيد عن 
‏مدينتي و فضائي
‏أحارب الظلماء 
‏بوهم فجري
‏وعصفور النار 
‏متشبث بلحائي
‏الى متى يبقى 
‏القلب يقسو
‏اني خرجت من 
‏جلدي وردائي
‏فالعمر ذوى 
‏وعراجيني رميت
‏وأحرقوني عمدا 
.‏وأمسيت بفناء 

*****

ياساحري..// ابراهيم الباوي // العراق


قلبي يزداد توقده
وفؤادي ينأى مرقده
في آه بت اصعدها
حتى في الفجر أجدده
لي تجربة في جفنيها
قد يسحق قلبي اسوده
رشأ أهواه على وجل
إن ينأى عني مورده
ياساحرتي كم من وعد
أبقى أرعاه وأرصده
وأعود مهيضا في جنحي
ويطيح بصبري موعده
تخطر في قد ذي هيف
وقوام يفتن أملده
في شفتيها أرنو شهدا
يسبي الظمآن ويرعده
من لي في ثغر أرشفه
أضناني عطشا مورده
ياأجمل روض في عيني
لم أفتأ دوما أقصده
الوجد وحسنك والبلوى
تشقي قلبي وتسهده
وصباك البكر يؤرقني
هلا بلقائك تسعده
أرضى في هجرك ياشعرا
ألظى إن رف مجعده
لكني أبقى في أمل
إن نفذ الصبر أجدده
يارشأ يسكن أحداقي
يغفو والقلب يهدهده
لم يبق صدودك من دمعي
قد ابكاني شلت يده.
******