dimanche 11 mars 2018

أمنيات مبعثرة على ورق كاتبة // أنس الشرايبي // المغرب


بشهقة أحلام تكاد لا تفارق مخيلتها ،بما اعتادت ذرفه فوق بياض الورق لتقتص منه أيادي الرقيب أو تراجع فكر مجتمع عربي لم يزل يراوح عصور ما قبل الاعتراف بحقوق الأنوثة ، ممسكة بما فاض فوق مكتبها من رسائل القراء ،كل تواريخها أضحت مشابهة تماما لبعضها حد أنها ما عادت تنظر سوى في تاريخ إصدار جريدة تدري أنها ستحمل أسطر حلمها وحلم الكثيرات
اليوم كما الأمس وهي تفتح رسائل أكثر من قارئة تعكس الحقيقة ذاتها وإن اختلفت زوايا الرصد ،من تلك التي اختارت الصمت أمام برنامج حواري إلى ابنة الضجر اليومي وهي تقارع نقيق الطاولة الشرقية ،أو فقاعات الأحلام وهي تتساقط تباعا فوق أرضية شهدت هدر الأحلام
كل ذاك الطبق الدسم من الأمنيات ،كل سقوف الأوهام كما التوقعات لا تملك حق مقاربتها أمام ثقل يوم يأتيك بالصور ذاتها ،باللغة التي تناسب مقاس اليوم أو مساحة محددة لن تحتلها حتما مآسي نازحات العراق ،أو كل ياسمينة دمشقية تحصي خساراتها في بورصة العروبة
هو اليوم ذاته وابنة الورق تتابع عن كثب صورة ابتسامة مقتضبة لمن تختارهن شاشات الوطن الحديث ،بماكياج يناسب السهرة الإعلامية ،بالأقنعة التي يعدها مخرج خلف صور الحقيقة ، حقيقة من لا تتجاوز أحلامهن سقفا مهترئا أو هامشا من هوامش الوطن الآخر
ذاك الذي لن يدرك أي أياد تلك التي كتبت خبرا في صحيفة أو وضعت تفاصيل برنامج كذب آخر وبعنوان يناسب تاريخ الثامن من مارس …لتظل صحفية زمنها تتأمل حفنة رسائل من أنوثة تجتر خيبة صمت مطبق …وإلى كل امرأة أقول :تذكري مقولة غادة  السمان وتمردي ولو قليلا على المنطق الللامنطقي للأشياء

*******

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.