فُتح باب الغرفة بهدوء ، أقبل عليها بابتسامته المعهودة..أدرك أنها لم تستجب لها، وحاولت بصعوبة رسم ابتسامة فاترة على شفتيها الذابلتين
نظر
كل منهما في عيون الآخر، فأشاحت بوجهها عنه في محاولة لتجنب نظراته التي كانت تسبر أغوارها ..
مد يده إليها، فترددت
قليلا قبل أن تمد إليه يدها الطويلة المرتعشة.. ضغط على أناملها برفق وقال:
هل
تقبلين سيدتي مشاركتي رقصة تانغو؟
حدجته
بنظرة غاضبة: تعرف أني لا أجيد رقصة التانغو، بل لا أحبها.
ضحك
وشدها إليه: أنا سأعلمك..استرخي فقط
قالت
مستسلمة: لكنني أرتدي فستانا أبيض، كيف سيقبل التانغو بي وأنا أخرق أول قواعده.
رد
بهدوء: يكفي أن السواد يرتديك، هل تعرفين لم اخترت لك التانغو؟
استرسل
قائلا: لأنها تشبهك، فهي رقصة باذخة الحزن، تحكي قصة يأس وإحباط، تلك الأجساد التي تتلوى مثل
الأفاعي،
وتنتصب شامخة مثل أشجار السرو..تقول إنني أرقص كطائر مذبوح، أتلوى ألما، أهوى
حزنا، أعانق قدري بقوة تذيب طعم هذا اليأس..
تطلعت إليه، ومن خلف أهدابها الطويلة رأى دمعة
تولد صافية متلألئة وتنحدر على خديها مثل نهر يتدفق نحو مصبه، مد يده، يسارع
الدمعة ، يحاصرها، يمنع توالدها وتكاثرها، رفع كفها إلى فمه لثمها بخشوع،مثل راهب
يقبل صليبا على عنقه، وقال بحزم: هيا عزيزتي ارقصي لتنفضي عنك هذه الأحزان..
**********
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.