mercredi 28 mars 2018

قصة قصيرة // سمية قرفادي // المغرب

أقبل مارس الربيعي، يحمل تأشيرة الأمل لدواخل الذوات، قررت أن أخفف الروتين بالتغيير، لذلك خرجت في نزهة انفرادية
....أمشي
....أمشي
أحذق في المارة..وجوه منشرحة وأخرى مخمنة،أشعة الشمس بدورها تمنح التفاؤل هذا الصباح
...أرمي يمناي فتتبعها يسراي
ظل كأنه شبح يتقفى خطاي؛يكاد يمسك بكتفي
التفتت مذعورة.كان قصير القامة بحاجبين كثيفي الزغب كأنثى التماسيح،بيده خرطوم ماء لعله كان ينظف سيارة واقفة هناك أمامه وأمامي
هاهو يستعطفني كي أمنحه بعض الدريهمات
.تسللت أصابعي داخل جيبي فمنحته عشرة دراهم ،بدأ يتأملها مليا صارخا
لماذا استجديت بك ياترى أنت دون بقية المارة؟ -
أتدرين لماذا؟ -
.....أظن أمرك واضح.لعظمتكوهيبتك
أهكذا تمنحينني سوى دريهمات؟ لماذا لا تسمعين؟
...زوجتي نفساء....تحتاج لفطائر مسقية بالمرق والدجاج"الرفيسة"
ومن أين أستقطر الحليب لرضيعي وأمه ثديها فارغ؟..... والحفاظات.....فاتورة الماء....الكهرباء.....الكراء ...صار يصيح بصوت عال
...قلت لك زوجتي نفساء....نفساء
ثم لماذا انت هكذا بهذا الوقار؟
أين كرمك .؟-
أين جودك؟-
.يلزمهما أن يصاحبا وقارك،طولك وعرضك
...يا ألهي!.المارة تحلقوا حولنا،وهو لايزال يردد بهستيرية :الماء...الكهرباء...النفساء.....الكراء
..انحشرت بين الناس هاربة؛وصوته لايزال صداه يتردد في اذني،أستحث الخطى،أهمس لذاتي لاعنة
-"جيب الحرة قبر لدريهماتها"
...الحمدلله
...الحمد لله
 ها أنذا نجوت من السب والقذف، ولم لا أقول اللطم والركل، فكيف أطمع في صيد الحسنات"؟"
********

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.