mercredi 14 mars 2018

أجراس الحنين // خالد الباشق // العراق


هل يستطيعُ الموتُ أن ينسيني؟
لا والذي خلقَ الورى مِن طينِ
هي نعمةُ النسيانِ محرومٌ أنا
منها وذكرى ما مضى تؤذيني
في كلِّ يومٍ ألفُ ذكرٍ في فمي
وعلى شمالي طيفهم ويميني
وكأنَّ أجراسَ الحنينِ تدقُّ لي
نغم النوى ويصوغهُ تلحيني
وكأنَّ شلالَ المشاعرِ في دمي
وله هديرٌ ممسكٌ بوتيني
مازالَ نورُ عيونِها في ناظري
يوم الوداعِ و سحرُها بجبيني
قالت سأرحلُ عنكَ تلك وصيتي
ضمِّ الصغارَ وراعهِم باللينِ
رحلت كما رحلَ الهناء بخافقي
وأنا ذليلُ مدامعي مِن حيني
اللهُ ما أقسى فراق أحبتي
مَن بعدهم قد أرتضيه قريني؟
هي روحُ روحي منذ يومِ الملتقى
ستعيشُ ما عاشَ المدى بسنيني
حتّى إذا غفت العيونُ رأيتُها
في الحلمِ مثلَ مواسم النسرينِ
هي لم تكن حلماً ولكن آيةً
لحقيقةٍ سكنت حدودَ يقيني
مَن ذا أكلمهُ ليعتقَ مهجتي؟
مما أراهُ مِن النوى و أنيني
يا ذكرياتِ الأمسِ رفقاً إنني
صبٌّ يموتُ بذكرهم فدعيني
ما زالَ قربي عطرهُم بوسادتي
وعلى خدودي دمعتي وحنيني
لكنَّ شوقًا في الدواخلِ هدَّني
وهوىً يشقُّ القلب كالسكينِ
هاكم حياتي كلَّها ودعوا معي
صورَ الأحبةِ علّها تُلهيني
وإذا تكرمتم فصونوا لوعتي
فانا سأعلنُ بينكم تأبيني.
******


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.