samedi 31 août 2019

صور ..// حسين المغربي // المغرب


،صور اختارتني
..أومضت من 
،زوايا الذاكرة المظلمة
،قدحت زناد حزني
!!و في ربوعها تأججت ناره

:الصورة الاولى
..وجوه
.و هذه الذاكرة مشبعة
،تشرق الشمس
...تغرب
..بينهما يوم آخر
،و لا أنسى
..أتناسى فقط
!!و الأسى يستهلكني

:الصورة الثانية
..قبضة من تراب
،تنهي الحكاية
..و يبقى صداها
،وجوه من الزحام
..مروا من هنا 
..الموت يترصد
،ينتظر
ثم يقطف روحا
...من بستاننا
!!و لا يرحل

:الصورة الثالثة
هذه العتمة
،...و هذه
..بينهما بؤرة ضوء
،عليها أصحو
..عليها أنام
!!و ما بدلت تبديلا

:الصورة الرابعة
منذ عرفتني
و انا منحاز..للألم
..للحلم
!!و في قلبي ذرة إيمان

:الصورة الأخيرة
..عندما تنتهي الحكاية
!!ثم تنزل الستارة

:الصورة الدائمة
..ذهب الأولاد
!!قالتها العرافة منذ ألف عام
..جرح وراء جرح
..اساي لا يبارح
..الموت مر من هنا
!!تارودانت




في لياليك الحالكة ..// خديجة الزكري // المغرب


في لياليك الحالكة
من فرط الاستهتار
نزفت عيناك حيرة
غيوم الكآبة 
تجلل سماءك يا وطني
اغتصبت الصفاء 
خنقت الأنفاس 
أشعلت الحريق
الحزن فيك يعزف
سمفونية الخلود
يسد نوافذ الفرح
يجهض البسمات 
ذئاب فيك
تصول تجول
بايديها الملطخة
أغلقت كل الأبواب 
صرنا لا نرى فيك
إلا بقايا حطام
شموس الأمان عنك
توارت غابت
و رمتنا في بحر
التيه
نصارع موج 
.الأيام




vendredi 30 août 2019

ستائر // سعيدة محمد صلاح // تونس


عندما اختطفك الحنين عنوة من لحظتك 
!هل جرّبت البكاء بلا سبب ؟
كلمّا واجهت نوافذ 
لا وجود لستائر 
تحمي الفضاء المتسرّب لها
مع الشّمس ،مع الغيم ،مع الرعد
مع السّحب
لها مقاس هذه الفجوة
التي لا أحد يراها
كمكان شاغر في جمجمة
،الزّمن ،ينثر القلق 
،والأسئلة الباهتة 
ويلوك الثّواني والأجوبة الغامضة
على زرقة الشرايين
فتتهاوى هشاشة الابتسامات
على جدار الصّمت العازل
،،،للصّوت والصدى 
ويتضّح الانزعاج
من فكرة عبور جسر
في طرفه الٱخر قد أجد مفتاحا
!لبيت الحقيقة
واتجرّع وقع صدأ مفاتيحها
كعليل يخشى الحُقن
رغم أنها حمّالة الشّفاء
،تخيفني الحقيقة 
لانّها مزيج من نور الأمل
المخزّن في الأقدار
وما تأتي به مساحات الخيبة من انكسار
معجون بنوع الحلم المخملي
ونوع حافظة هويّته
و ايادي من شوق
تمسك بطرف ضلعي المنحني
في جوف زمني الٱخر
المتخفّي من طرفه كلّ شيئ لم تدوّنه ذاكرتي
حين خذلها الحبر العاشق
.في محبرة من زجاج القلق



الغموض : مقالة // حسين الباز // المغرب


..أتساءل دوما ما جدوى الغموض في فن القول في عصر انبعاث الثورات وانتهاء زمن الرصاص، وانعدام الديبلوماسية سياسيا وإعلاميا وعقائديا؟
..أتذكر في بداياتي، كلما ضقت بالشعر القديم وبمرادفاته التي ترغمك الاستعانة بالقواميس، كنت أقرأ لنازك الملائكة وفدوى طوقان، وبدر شاكر السياب ومحمود درويش ونزار قباني، أستلذ القراءة ولا أتعثر بعتمة الغموض وإن كتبوا رمزا فلقصائدهم رسائل مباشرة لمن يحسن الغوص في المضمون، بالمقابل كنت أتابع الموجة الغامضة في الشعر المغربي آنذاك، وغالبيتها كانت مسايرة للتيار الغربي، وهم بكثرتهم لم أذكر واحدا منهم، لأني بصراحة لم تكن تعجبني أشعارهم أو نثرهم بأدق تعبير، وكنت أجدها كطلاسيم معقدة ولطالما شبهتها بالكلمات المتقاطعة لا علاقة لها بالشعر لا من قديم ولا من حديث، فأهملتها
..تجربة الشعر الحر كانت في طريقها الصحيح مع روادها الأوائل، لولا الموجة الهائجة الآتية من الغرب، هل هذا ما أردناه نحن لتطوير أدبنا العربي أم ما أراده المستشرقون لنا؟
وهذا ما يحصل في فن الرواية والقصة القصيرة أيضا، إما أن تظل بشروطها القديمة، أو يأتي تطويرها وفك قيودها بمفتاح الغرب
..لا ضير في الغموض لو كان مجملا ببلاغة ومجاز واستعارة أو رمز لو كان المضمون رسالة خفية وجب فك لغزها سواء بالنقد العميق أو القراءة العميقة، ولكن المصيبة حين تخرج من النصوص كما دخلت فارغ العقل والفؤاد، بل والمصيبة الكبرى حين تجد نفسك أمام شاعر أو كاتب معروف يعجز النقد أمام اسمه وكأني به يحمل حصانة أدبية
في نظري، إن الأدب العربي قد ضل طريقه في بدايات تجديده، ولا بد من إصلاح عثرات الغموض الأولى واعتبارها حثالة لا نفع منها، والسنوات التي اكتسحتها ستعد سنوات عجاف لم تضف للرصيد الثقافي شيئا ما عدا الأعمال المباشرة كأدب السجون مثلا، والقصائد التي تحمل قضايا اجتماعية وسياسية وبالأخص القضية الفلسطينية



jeudi 29 août 2019

عصف الهوى // علا معروف // سوريا


...عصف الهوى
..تكلم الجوى
رد الشغاف
قلب انكوى
بعدٌ يضنيه 
يخفق شوقاً
..يرتل عشقاً
يلوذ للقيا الحبيب 
إنه النوى
...شمس تشرق
..قمر يغيب
روحي تتوق 
..لنجمك البعيد 
تتهادى النبضات 
تصرخ كغريق
في عينيك 
نجاتي 
...من ظلمة المحيط



رأيت الذي لايكتب ...// نور الدين برحمة //المغرب


....لقد
رأيت الذي لايكتب أبلغ من الشاعر ...عينه على الارض وفي عمقه يقين ان السماء فوق رأسه ...يمشي والغبار يتناثر خلفه ...يتربع على اريكة من صخر ويحفر ...ويحفر ليفسق الورد من قلبه انت ياسيد العارفين قلبك تفاحة بمذاق الواقع المر
...لكن حلاوة التفاح عسل ....عسل
...انت ...انت ...حين ترقص ...حين تغني المواويل
عريس انت لامراة التقيتها صدفة في حقل عباد الشمس ...تستدير بجسدها الملولب وتقطف من الكرم عنبا ازرق ...يا لعشقك الذي انجب سبعة رجال وطفلة كانت الشمس ....
عرقك على الجبين ملح وتراب وزيت زيتون وحقل نعناع ...وقطعة من خبز اسود ....انت ابن الارض التي كانت مهد الوجود 
أراك وكأنك أنت
أراك
تحملني لاكون قربانك
ترفعني للسماء
أفتح صدري لك
فيقتلني
ليلك الجريح
انزف من اجلك
وانت هناك تقهقه
من العناء
اكتب لاراك قصيدة
وانت تمزق اوراقي
لحظة شروق الشمس
من عين السماء
انت لاتكتب
انت تعشق ملوحة
الارض
انت قصيدتي
المنهزمة
انت غيابي
الابدي
انت تستدير
كعباد الشمس
تستدير
لتتدحرج مع الايام
الى الايام
لتحفر في عناد
وتنام
وتنام
لكني لا انام ...لانك انت اسطورة اخرى في زمن شطحات المعاني على بوابة النكران ....
انت رايتك
انت لاتكتب 
....انت هناك ...تنام وعينك على عناقيد العنب




رذاذ ذكريات // بوعلام حمدوني // المغرب


وحيد أماني
من كومة رماد أهلت
و حلم يخبو
في أنفاس حطام
.نبض يقظة 
طيف برداء أبيض
يراقص ألوان الجنون
في لوحة هذيان
،مس من شغف حب 
يفتح ستائر الفؤاد
لخيوط شمس
.حارقة
يتبخر حميم الشوق
،من كأس نبيذ معتق 
يأتي بثمالة
تهدي للحلم
رقصة وجد
كي لا يموت
.في وله حب متمرد 
رذاذ ذكريات
،نائية الأماني 
حلم رشفة أنين
يبوح برائحة
فضت عذرية
.صدى الأمل



مناجاة // حسن محمد حسن // العراق


تناجيك روحي 
وفي الأحلام غارقة
تعيش الأماني و 
..في هواك تفعم
أتحاشى نداءك 
والإشارات نفهمها
ونسلك الأمان حتى
..الخوف ينعدم
أهمس بوجد 
فتنساب نسائمه
كغناء محترف 
..لشغافك فيلتحم
ننتشي من بعضنا 
بأرق جمل
ويمتزج الفؤاد 
..لكلينا و يتيم
تجتاحنا الأوجاع 
ومرارة الأسى
هكذا الحزن على 
.الأطراف ينقسم
أراك تحثني على 
اللقا وتجازف
بداعي الهوى في 
..الأحشاء يضطرم
أماعلمت بأن 
الروح ما فتئت
تنازع لمعترض 
..يؤنبها و يختصم
تركت القوافي و 
المتون وبحورها
وأطلقت مشاعري 
..بسفوحك تصطدم
أزم شفاهي من 
رضاب فاض بها
يسعى لشفاهك 
..قاصدا ينسجم
ألجم المشاعر 
من شطط 
قد يجتاحها
فتفر اشواقي 
.لأشواقك و تلتئم
لازال خيالك 
يحضر ليغازلني
أمسكه بكلتا 
يدي فينهزم 
وثورة الروحين
كبركان تفجر بنا
أحرقنا الهوى
لانشتكي ولا نلام
هو الهوى إن
أجتاح فيضه
يهدم شغاف
.القلب و يخرم


لا تفزعي ..// ثامر الخفاجي // العراق


ﻻتفزعي
فلقد أثرت شجوني
ابكي و اجزعي
في لحظة السكون
ودعي العتاب
فما للمغرمين من وجع
غير شكوى
وعتاب و سوء ظنون
حملت حبك اجنحة
اطوف بها
في مدن شتى
فما كانت لتأويني
وضعت
على العتبات السمر
أمتعتي
ولثمتك سبعا و سبعا
فما كانت لترويني
لقد كنت لي ظلا
ألوذ به
وكنت لي كفي
و ساعدي و يميني
بعد اللقاء الحلو
ما عادت ليلى
تشاغلني
وما عادت
قصص العشاق
تبكيني
وعرفت أن في تربك
سرا يغازلني
ليعود بي إليك
بين الحين والحين
عودي الي 
إني اليك معتذر
واعرف أنك 
.عاشقة مثلي فضميني



mercredi 28 août 2019

ربطة العنق // محمد بوعمران // المغرب


كان يتمعن في معنى هاتين الكلمتين بعد ان اقتنى ربطة للعنق،هو الذي لم يكن يتوقع انه سيكون في يوم من الايام مضطرا لوضع هذه القطعة من الثوب حول عنقه
"ربطة العنق" عبارتان يحيله معناهما على التقيد بقواعد البرتوكول المفروضة الشيء الذي لا يتوافق ابدا مع ذوقه ورؤيته للامور كشخص يؤمن بجمالية البساطة في كل شيء
يعبر الشارع وهو يحمل في علبة ربطة العنق ، يتصور نفسه وهي حول عنقه ، فيحس بالضيق، ويلعن في نفسه الذي اخترع هذا الاختراع الذي يخنق الانفاس
يواسي نفسه ، ويبتسم في داخله ، قائلا: " لاباس لعل كل الذين وضعوا ربطة العنق حول اعناقهم كانوا يشعرون نفس الشعور...المسالة مسالة تعود فقط ...ومسالة عابرة ، ولا تدوم سوى لبعض الوقت
دخل البيت ، لاحظت زوجته انه ليس على مايرام ، وان امرا ما يشغل تفكيره وهو يحمل في يده علبة ، مما زاد من فضول المراة لمعرفة السبب
:سالته
ماذا بيدك ؟ هل هي هدية لي ؟ -
يرد بصوت منخفض محاولا اخفاء توثره
...لا يا عزيزتي...ليست هدية لك ...بل ربطة عنق لي انا-
...ربطة عنق لك انت ...انت ستضع حول عنقك ربطة عنق ...غريب -
.تساءلت وهي تضحك
.لم تضحكين .؟..نعم الامر كذلك ...فرضت علينا في العمل -
تاخد منه الزوجة العلبة ...تفتحها...لتجد فيها ربطة عنق حمراء ...اعجبها اللون ونوعية الثوب فعلقت قائلة
هي جميلة فعلا ...لكن هل تعرف طريقة عقدها ؟ -
:يجيبها متأففا
انا لم يسبق لي ان استعملت هذا العجب -
.ولكن يجب ان تعقدها قبل وضعها -
سافعل ...يفتح هاتفه النقال للبحث عن طرق عقد ربطة العنق...يجد ان الامر جدي فعلا ...وان وضع ربطة العنق ليس امرا سهلا ، ويحتاج الى مهارة وخفة ...لكن وضعها حول العنق لم يرقه ابدا



قلبي المثقوب بنصل الحلم ..// ابراهيم جعفر // مصر



أُسـافـرُ عـبرَ الأقْـمـار
أرْحــلُ
فـوقَ أزيــز الأخْــبـار
!!...أحْـــتــرقُ 
فـأبـخـرةُ مـراجـلـهـا
الـتـدلـيـس.. الـتــضـلـيـل
الـتـعـْتـيـم . . الـتـحْـذيـر
الـتـخْـديـر . . والتـبـجـيـل 
طُـوفـان الـرؤيـة الـمُـؤطرة
ركـبْـتُ . . . جـدفْــتُ 
عَـلِمـتُ . . . قـاومـتُ
جَـهِـلـتُ . . .ذَكــرتُ
نــســـــــــــــــيـــــتُ
رَايــتُ
"الجـبـت والـطـاغـوت"
يـكْـتـنـزون حُــلْـمـى
يــرْتَــشــــفـونَ دمـى
بـحـانـة الـجـســد الـخـشَـبـى
أقــتَـاتُ الـخُـبـزَ الـوحْــشــىِ
الـشــاشــةُ . . . والـســاســةُ
...الأُفْـــعـوَانِــىُ يــلُــوكُــنـى
يـمْـضُــغـنـى . . . يـلْـفُـظُـنـى
....ذراتٍ تـتَــنــافـر
تـنـشـطـرُ . . . تـتـجــزأ
فى جــوْف الـصـمـتْ الـوثـنـى
مـن عُـمـق الــخــوف
فى ضـــوء الـعـتْـمــةِ
أتـلـصـصُ . . . أتـلـمَـسُ
جِـدارَ الـلـحـظـة الـيـأْجُـوجـى
بــتــراتـــيـــل الـقـانــط
وتــرانــــيــم الــراهــب
أودُ أن أثْــقُـــبــهُ
تـنـبـضُ حُـشـاشـة أوردتـى
يــدقُ قـلـبى الـمـكْـلــوم
بـنـصـل حُـلـمـى الـمُـغـيـم
فـى زمــن الـتــيــه
"الـبـثُ" " الأوْســـطــيــة"
الـبـنـكُ الـسِّـــرِّى
!!....الــعُــهــرُ الـنـفـطـى 
أدلــفُ إلـى أروقة الـتـاريـخِ
أُوقــظُ خُـيـولَ الـصــحْــو
أُرســــــلُ ســـهـامَ الأنـفــة
أهــزُ صــوارم الـنـخــوة
تــرتـدُ خُــيـولى غِــزْلانـا
.وصـــــوارمى صـــدئــــة



mardi 27 août 2019

قالت العرافة ..// فؤاد البوهيمي الأخير // المغرب


:كتب البوهيمي الأخير

----------------------
...:قالت العرّافة
=========
تمهّل قليلا
عبّدتَ طريقك نحو العلا
وكانت الوهاد
تشبه السهول
و السهول كانت أشواكا
ودربا نحيلا
بسطتَ سماءك عمقا وعبقا
فتحتَ ذراعك دفقا وعشقا
علّقت سراجكَ 
وعدت أدراجكَ 
فما أغناك عن الهواء بديلا
صففت الأغاني
رؤوسا مقطوعة على سور المدينة
كل رأس برقم
كل رقم بحلم
خلعتْ أغانيك رداء الموت
وارتدتْ
فستان الفضيلة
تجرّعتَ الأسى دفقا زلالا
تجشمتَ المنى بؤسا وبالا
وتهت في الأرجاء همسا
فخلت كل الأرض وطنا
وكل الناس أهل القبيلة
تمهَّل قليلا
انظر خلفك
لبعض الوقت
وأمامك فلتنظر 
كل الوقت 
كل العمر
وزد قليلا
اسرج حصانك طرّا
.واملأ الدنيا صهيلا



وجه أمي ..// حسين المغربي // المغرب

..وجه أمي 
هناك شيء ما 
...عالق في حنجرتي
..يحفرني
!!يكتبني
..هناك وجه أمي
تفاصيل وجع
...و محراب
.يضم بقايا حنين
!!و حضن دافئ
هناك هذه التفاصيل
..صغيرة
..و نفس امارة
..تكرر نفس الحكاية
و هناك شبح أبي
...يجوس المكان
..يراقب
،يتقمصني
..اتقمصه
..نصير إثنان في واحد
!!و وجه اخي
...كل تلك الوجوه
غادرت
لكنها تعود
...و الحنين
...كمبراة تبري جراحي
..و حده وجه أمي
!!مقيم في
..عابر انا بين الحروف
،يذكرني الشوق
..و خاصرتي النازفة
:أسائل الدروب
!!اين الطريق
..رافع رأسي
،تعلمت الوقوف
...و البدء من جديد
،دجنت حزني
..و استأنست بالدموع
!!وجه أمي
هناك شيء ما 
...عالق في حنجرتي
..يحفرني
!!يكتبني
أمي
...موئلي
..تفاصيل امان
"فاعصفي يا رياح
"لست أخشى خطرا




ورقة في علم البديع ..// علال الجعدوني // المغرب


يعتبر علم البديع أهم فرع من علوم البلاغة ، إنه يختص بتحسين أوجه الكلام اللفظية والمعنوية
ويرجع وضع قواعد هذا الفن للخليفة العباسي الأديب عبد الله بن المعتز حيث كتب كتابا عنونه: بالبديع ، كما جاء من بعده قدامة بن جعفر الذي تحدث بدوره عن محسنات دونها في كتابه: نقد الشعر ، ولم ينحصر هذا العلم عند هذين الأديبين بل تنافس في كتابة المحسنات البديعية كتاب بصموا بصمتهم إلى ان فاقت المائة وستون نوعا
ولقد عرف الخطيب القزويني محمد بن عبد الرحمن علم البديع في كتابه التلخيص بما يلي
علم يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية المطابقة ووضوح الدلالة
:أما ابن خلدون فقد أشار إلى ذلك بما يلي
هو النظر في تزيين الكلام وتحسينه بنوع من التنميق ،إما بسجع يفصله،او تجنيس يشابه بين ألفاظه، او ترصيع يقطع اوزانه،او تورية عن المعنى المقصود بإبهام معنى أخفى منه،لاشتراك اللفظ بينهما،او طباق بالتقابل بين الاضداد وامثال ذلك
:كما اشار الجاحظ إلى هذا الفن بما يلي
والبديع مقصور على العرب ومن أجله فاقت لغتهم كل لغة،وأربت على كل لسان
والشاعر الراعي كثير البديع في شعره
بشار حسن البديع ، والعتابي يذهب في شعره في البديع مذهب بشار .
:ولقد قسم علماء فن البلاغة إلى قسمين
. محسنات معنوية كالطباق والمقابلة*
.محسنات لفظية كالجناس والسجع *
: المحسنات المعنوية+
:هو الذي يكون التحسين بها راجع إلى المعنى وهو أنواع
الطباق-
المقابلة-
التورية-
حسن التعليل-
المشاكلة-
التوجيه او الإيهام-
المبالغة-
التبليغ-
الاغراق-
الغلو-
الاقتباس-
مراعاة النظير-
المدح بما يشبه الذم وعكسه-
: المحسنات اللفظية+
:وهي التي يكون التحسين راجعا إلى اللفظ أصالة ، ومن المحسنات اللفظية
الجناس-
السجع-
رد العجز عل الصدر -
التصريع-
حسن التقسيم-
.الإزدواج-


مناداة .. // محمد محجوبي // الجزائر


ناديت الأسماء أوتارها
فاستجاب 
العندليب وأظلني خفق التوت والبيلسان

حتى صرت ودود الرضاب
..أستوفي تاج الفصول الأميرية
والمدى قريب غريب
يفتعل الشعر جنونه
..
كم أناديك
على وشوشات الوجوم لينام عصفور البكاء
من ذبول التنائي . الى غفواتي ملحمة الزهر والجلنار
لينتاب الشعر
باعث الوصل المدرار
وفي عين الحمامة الحارسة
أرعاك
حرية العزف
.هذا المتسع من صمت على جذوة النهار





lundi 26 août 2019

قراءة في قصيدة " رغبة مستعرة " للشاعر العراقي قصي الفضلي // لطيفة الأعكل // المغرب



شعرية الجسد ودلالاتها الحركية الإيمائية في قصيدة " رغبة مستعرة " للشاعر العراقي قصي الفضلي
للجسد كيان خاص يولّد مجموعة من الدلالات الحركية الإيمائية التي
لا يمكن قراءتها أو استيعابها بعيدا عن تحديد خلفية ثقافية
بحيث أن هذه الحركة الدلالية الإيمائية الصادرة عن الجسد هي التي تخلق
الفضاء الشعري وهي التي تجعل الخطاب الجسدي خطاباً ثقافيا يحمل في
عمقه الكثير من الدلالات الحركية التي توحي بما هو أكثرعمقاً من ما يعبر
.عنه اللسان
ورغم استقلالية الكيان الجسدي إلا أن كل التعابير الحركية الدلالية لا يمكن أن تقرا
دلالاتها العميقة إلا من طرف شخص آخر / المشاهد .أما عن الحركات الإيمائية الجسدية
التي مبعثها التقارب الجسدي بين الجسد الذكري والجسد الأنثوي فمبعثه الرغبة
الملحة للجسد وفناء جسد في جسد .وكلما ازدادت هذه الرغبة، كلما تحرر الجسد
من صنميته وأصبحت الايماءات الدلالية الحركية أعمق تأثيراً في تحرر
الخطاب الشعري الجسدي حيث أن الكتابة على الورق هي متنفس الذات
.وهي اختزال للجسد في كل شيء ،وهي مرجعية لغته الشعرية
والقاريء المتأمل في بعض نصوص الشاعر العراقي قصي الفضلي يلمس تأثر
كتاباته بالشعرية الجسدية ، وهي ظاهرة ملموسة في الشعرالعراقي، تجلت في
أشعار بعض شعرائه ، حيث أن الجسد يمتاز بثراء الدلالة الشعرية وقد تكون
المرجعية في ذلك تاريخية حضارية تعددية ، وقد تكون وليدة ذاكرة حاضر مليء بالقسوة والمرارة( الحرب والدمار في العراق)/ ،ونفسية منهكة تبحث
.عن ذاتها ،عن كيانها ،عن حقيقة وجودها ،عن فقدان شيء مجهول بداخلها
وبعد قراءة القصيدة والتمعن في معانيها وسبرمواطن الجمال فيها،نجد أن السؤال
الذي يطرح نفسه
هو : هل استطاع الشاعرمن خلال قصيدته “ رغبة مستعرة "،/ والتي
تصنف ضمن قصيدة النثر الحداثية /
أن يبدع في رسم جمالية هذه اللغة الشعرية الجسدية وإبراز أبعاد دلالاتها
الإيمائية الحركية ؟
يرسم الشاعر قصي الفضلي بعنوان قصيدته " رغبة مستعرة " فضاء شاعريا متحركاً من خلال الحركات الجسدية الإيمائية الدلالية والتي هي لغة الحواس / المشاعر، القلب ، العين ، اللسان ( الصرخة) اليد / التي تُولّد لغة الكتابة الشعرية الجسدية
والشاعر يفصح في العنوان عن مشاعر جياشة وشغف ، ورغبة ملحة ولهفة
قوية في الاقتراب الجسدي من أنثاه المشتهاة
وعند البدء بقراءة النص نلاحظ أن الشاعر ينطلق من إحساس وجداني
متخيل ، وبنسيج لغوي عميق الدلالة يرسم صورا شعرية إيحائية
.إنزياحية
فهويُقْبِلُ على حبيبته حاملا صفات حسية حركية ينبثق منها البعد الروحي
:السامي الطهراني، عازماً على أن
((يفرغ الجسد المثقل بالبعد الشهواني الرغبوي ، إلى بعد دلالي لتطهير الجسد ))1
( رواية أنثى السراب- لواسيني الأعرج)
وهو يسعى أيضاً الى أن يخلق عالم لحظات حلمية دافئة ، بلغة شعرية جسدية إيمائية ،حركية
فهو / مشرق الوجه ، مبتسم ،ينبض قلبه من الوله، وهو عاشق ، شبق الاشتهاء.../
أسيرُ مبتسماً
قادم إليكِ
بنكهة الحلم
على صدري أحمل حقائب الوله
لأمنحك لونَ النغم المشتعلِ بفوضى سرابي
لأفيق أنوثتك
بكل ما أوتيت من عشق
ومع انسيابية النص تستمر هذه التجليات الشعرية الجسدية الإيمائية الحركية من خلال
تكثف الصور الشعرية الإيحائية المؤطرة للصورة الجسدية المتخيلة، المترجمة كتابة /التوق والرغبة للجسد، والسعي للتوحد في ظل لحظة تجل
أنتعلُ غيوبة الأمنيات
المضطجعة على قيد الانتظار
وعقارب الوقت المتجمد
تراقص عود ثقابي
رغبة مستعرة
ثورة بيضاء
،وفي غمرة العشق والوله يصدح موال الجسد المشتهى، ويشرق نوره ويتوهج
وتحضر لحظة الجنون / الاشراق/ والالتصاق / والاحتماء / والذوبان
وتبرز اللغة الشعرية الحركية هنا من خلال الحس الابداعي للشاعر ، وتفعيل
.لغة الحواس بتقنية عالية تقود الى لحظة الإنعتاق الجسدي
مرتعش خجلاً
صادحا موال جسدك
.ماذا لو غرقت بضبابي
فعريك المشتهى
يهب جسدي
دفء الأفكار
،يحيلنا إلى زمن محترق
بين أصابع الشوق
،لا يستره وهم الضوء
ندعو قبلات الجنون
للالتصاق
للاحتماءِ
خلف عناقِنا الموشوم بأحمر شفتيك
بعد هذه الدراسة التحليلية المبسطة لقصيدة “رغبة مستعرة “يمكن أن نخلص
إلى أن الشاعر قصي الفضلي استطاع من خلال القصيدة السالفة الذِّكرِ
أن يطوع اللغة الإيمائية الحركية التي تصدر عن الجسد ليجسد بها كلاماً مكتوبا
على ورق يصطلح عليه من طرف النقاد ( شعرية الجسد).واستطاع أيضاً أن يرسم
لوحة جميلة شعرية باللغتين .اللغة الجسدية الحركية الإيمائية بأبعادها
الدلالية، ولغة الكتابة التي ترجمت هذه الأحاسيس فجاءت معبرة بصدق عما يتدفق في قلبه من عواطف نحو أنثاه
وتجدر الإشارة الى أن لغة الجسد الحركية كانت ولا زالت السند والداعم
.للغة الشعراء المنطوقة والمكتوبة
:النص
“ رغبة مستعرة “
أسيرُ مبتسماً
قادم إليكِ
بنكهة الحلم
على صدري أحمل حقائب الوله
لأمنحك لونَ النغم المشتعلِ بفوضى سرابي
لأفيق أنوثتك
بكل ما أوتيت من عشق
أنتعلُ غيوبة الأمنيات
المضطجعة على قيد الانتظار
وعقارب الوقت المتجمد
تراقص عود ثقابي
رغبة مستعرة
ثورة بيضاء
مرتعش خجلاً
صادحا موال جسدك
.ماذا لو غرقت بضبابي
فعريك المشتهى
يهب جسدي
دفء الأفكار
،يحيلنا إلى زمن محترق
بين أصابع الشوق
،لا يستره وهم الضوء
ندعو قبلات الجنون
للالتصاق
للاحتماءِ
.خلف عناقِنا الموشوم بأحمر شفتيك



حبك إعصار ..// أحمد خلف نشمي // العراق


قلت ماذا تريدين ؟
:قالت 
نعيد ليالي الوصل من جديد 
:قلت
وما جدوى الأماني 
واللهث خلف السراب 
قد تكون ساعة صفو
..ونعود لذاك العذاب 
:قالت 
ضع راسك على صدري 
وانصت ماذا يقول 
:قلت 
إن حبك إعصار من الجنون 
أراه حينا كالطفل المدلل 
وحينا أراه كالمارد الجبار 
:قالت 
هي جذوتي واحتراقي 
لا تخف 
لن يقتلك فتيلها 
:قلت
إياك واللعب بالنار 
فالحب يطيل أعمارنا 
وأحيانا يقصف الأعمار 
:قالت 
دعني البث فيك 
ولك ما تبقى مني 
بعثرني إن شئت 
.وإن شئت فالتقطني



dimanche 25 août 2019

شعرية الانزياح في قصيدة نبوءة لللشاعر "أحمد البحيري"‏ ‏ // عقيلة مراجي

نبوءة
****
وروحك التي تتوق للسماء
تحققت رغم البلاء
وجئت من دياجير الظلام للضياء
مبارك هذا الجسد
لولاه ما كان الحسد
ولا استعان في عظام الساق بالشرائح
ظل جميلا في مفارق الدروب
ولكم تحمل العجائب
عظامه قوية تفتت المطارق
وثنيات لحمه جوع لكل طارق
يموج كالجياد بالمعارك
وإن غوي وجاد بالرحيق
والأطايب
حمي الصراخ في غياهب الصفاء
حتي إذا جاء القريب والبعيد أعلن الولاء
تبسمت سليلة الأنساب من صوت الدفوف
وغردت للعاشقين
لثمت بطن الكفوف
وذاك أن روحها قديمة
وبطنها رغم انقضاء الطرح لازالت هضيمة
لا تنضوى والسحر ينفذ كالبلاء
وجحافل العشاق تنسحب
..ويظلها هذا الهباء
،كنز لها يبقي ولا يفني
..إذا غزت العوالم كلها
يوم اجتماع الخلق والسموات تعزف لحنها
.ولها أنين المتعبين بجحيم النهار
يدمي إذا اتسع ويخترق المقابر والعمار
وعلي امتداد الليل تزرع خطوها
عنبا وزيتونا وتاريخا يطول
وتراه تعرفه وتعرف من تكون
هي فتنة للعاشقين ورحمة للمتعبين
وتعودت رغم البلاء علي الصراط المستقيم
،والآن غطت شعرها من حسنها
.وبغت دروب العابرين
.بغت دروب العابرين
*******
:مقدمة
يعد مصطلح الشعرية من أهم المصطلحات اللصيقة بفن الشعر، ويعود استعمالها إلى التراث الغربي والعربي القديمين، حيث نجدها في كتاب "فن الشعر" أو "الشعرية" لأرسطو، حيث ارتبطت كثيرا بفكرته حول المحاكاة، وما ينتج عنها من تصوير للواقع بأسلوب شعري فني، كذلك تناول العرب القدامى لفظ الشعرية بمعنى علم الشعر، والشعر على حد قدامة هو كلام موزون مقفى له معنى، لكن الدراسات المتقدمة مع ابن رشيق وابن طباطبة و عبد القاهر وغيرهم كشفت بنوع من الموضوعية عن خصائص الشعر الجميل من حيث الصورة الشعرية والخيال، وجودة اللفظ وصدق العاطفة وغيرها من المعايير التي تجعل هذا النص أجمل من نظيره، وهذا الأسلوب أحسن من غيره
أما في الدراسات الغربية فقد حظي مفهوم الشعرية عند الشكلانيين الروس باهتمام كبير، وما يتعلق به من قضايا الأدبية، حيث أكدوا أن موضوع الأدب ليس هو الأدب بعينه لكن الأدبية، أي ما يجعل من الأدب أدبا، ويتعلق الأمر بالكثير من القضايا منها الإيقاع والجمالية والفنية والصورة الشعرية والتغريب وغيرها
وقد تساءل الكثير من الباحثين إذا ما كان هذا المصطلح حكرا على الشعر دون النثر، وقد تبين لهم أن الشعرية ترتبط أيضا بخصائص فنية تجعل من النص جميلا متفردا سواء كان نثرا أم شعرا، وإن كان الأمر يعد مقبولا من حيث المبدأ ، إلا أننا قد نؤثر لفظ الشاعرية على الشعرية إذا ما تعلق الأمر بالجانب الفني الجمالي لكل النصوص الأدبية على اختلاف أجناسها
وفي الأحوال كلها فإن هذا المصطلح قد يتسع ليشمل نظرية بعينها تتصل بالكثير من الطروحات النقدية والأدبية
وإذا عدنا إلى مصطلح الانزياح، فإننا نجد أنه من صميم اهتمامات الأسلوبية التي تبحث في تفرد النصوص وتميز أساليبها ، والانزياح كمصطلح نقدي يعني اجتناب الكاتب للمألوف من الصنعة وخرق أفق انتظار القارئ كما يصطلح عليه ياوس في نظرية التلقي، فكلما كان هناك ابتكار وتجديد وإبداع في تأليف النص حقق النص جمالية وتفردا في الأسلوب والفنية
وهذا ما سنركز عليه في هذه القراءة المقتضبة لهذا النص الذي يظهر مبدئيا أنه يتميز بالكثير من الخرق واللعب على مستوى التأليف
:شعرية الانزياح في النص*
:التناظر البنيوي وأسطرة الحكاية**
في هذه القصيدة انزياح عن كثير من المعايير المألوفة في تأليف الشعر، فقد اخترق الشّاعر كل حجب الخيال في تناصه مع قصة الوجود البشري على الأرض، من خلال جعل المكون التراثي يتجلى عكسيا في النص المتعالي على الواقع، الذي يعكس فلسفة الحضور والغياب، ويضعنا الشاعر أمام هذا التعالي ابتداءعندما يختار عنونة تنفتح على آفاق من الإعجاز، "نبوءة" مؤنث نكرة مفرد، من دلالته التنبؤ بأحداث غريبة واستشرافها، لكن نبوءة الشاعر تتحقق فعلا
في النص من خلال اللغة، بوصفها تعبيرا على المخيلة الجوالة بين الذات والموضوع ومايستنبطه الوعي من حقائق الكون والحياة، وهذه هي العلاقة بين العنونة والنص
وبالعودة للمتن نجد غرائبية في السرد، وصور شعرية مكثفة ترقى للمقدس والمؤسطر والعجائبي، حيث ينفتح النص على تحقق النبوءة ليضع القارئ في مسار الحكاية ويجعل الأحداث تتوالى وتتنامى، محققا عنصري التشويق والإثارة يقول
"وروحك التي تتوق للسماء
تحققت رغم البلاء
وجئت من دياجير الظلام للضياء
مبارك هذا الجسد."
ويحدث على هذا المستوى تناظر بين البنية اللغوية وبين تحقق النبوءة، فالروح تتحقق في الجسد و اللغة تتجسد في النص من خلال خصائص لغوية تتناغم مع السياق، فمن ذلك أن يجمع الكاتب بين ثنائيات ضدية: الجسد و الروح، الضياء والظلام، القريب و البعيد، فتنة ورحمة، المقابر والعمار، وغيرها من الثنائيات
وكذلك من خلال التصرف في النص التراثي وقلبه، فعندما بشر الله سبحانه وتعالى بجعل خليفة في الأرض، تحققت قطعا بخلقه لآدم عليه السلام ، وكانت الرحلة من الآخرة إلى الدنيا، فآدم عليه السلام وحواء قد ابتليا بالخروج من الجنة، والمجيئ إلى الأرض، لكن الشاعر يبدع كل الإبداع عندما يقدم لنا سردا غرائبيا تغريبيا يجعل الرحلة رحلة تحول من الدنيا إلى الآخرة،
فتلك النبوءة تحققت أيضا وصار لها جسدا بعدما كانت روحا فقط، وينخرط الشاعر في الوعي الجمعي مستندا لمكتسباته القبلية في أسطرة القصة، فيقدم لنا أوصافا تدل على الخرق والتعظيم، يقول
"لولاه ما كان الحسد
ولا استعان في عظام الساق بالشرائح
،ظل جميلا في مفارق الدروب
ولكم تحمل العجائب
عظامه قوية تفتت المطارق
وثنيات لحمه جوع لكل طارق
يموج كالجياد بالمعارك
وإن غوي وجاد بالرحيق
.والأطايب
حمي الصراخ في غياهب الصفاء"
يصور لنا الشاعر أن هذا الجسد قوي جدا في عظامه الحسد، وعظامه قوية تفتت المطارق، وأنه تحمل العجائب.... . هذه الأوصاف الجسدية للشخصية الشعرية تستند في تشكيلها على طريقة الوعي الجماعي في أسطرة الشخصيات كما نجدها في الملاحم والأساطير القديمة، وهنا يضفي على الشخصية نوعا من القداسة وكذلك الحكاية
ويغتني النص بجمالية المؤسطر والخيالي عبر اللغة التي هي أداة للتعبير، ووسيلة للتحقق فالحدث ظاهريا خيالي لا يتحقق إلا في واقع اللغة 
لكننا نعلم أن هذه النبوءة قد تحققت في وعي الكاتب وخياله قبل أن تتجسد في اللغة كما تحققت من قبل في فعل التنبؤ قبل أن تتحقق في الواقع الشعري
وهذا التناظر الإبداعي سمة من سمات الجمالية في النص الشعري وعلامة فارقة في شعريته...
:الأبعاد الدلالية للقصيدة**
القصيدة مترابطة دلاليا وعضويا، فهي تدور حول النبوءة التي تحققت، كما أنها تنسج أحداثها من خلال السرد، وتتشكل الصور هرميا وتتصاعد مع نمو الحدث، لكنها تنفتح على القارئ بآفاق واسعة للتأويل، وهو ما يمنح النص شعرية وجمالية، إن للقارئ أن يسأل سؤالا جوهريا من هي هذه المرأة ؟ومن الذي تنبأ بقدومها وهي في غياهب العدم؟
لكن قبل ذلك له أن يسأل من هو الشاعر؟ ماذا يريد من هذا النص الخرافي؟
وكثير من الأسئلة، فالنص ملغم بالدلالات ، يعتنق اللغة الشعرية العميقة ذات الظلال الموحية المنسابة مع آفاق كل قارئ
ويطرح هذا النص إشكالية الأحادية/الثنائية الدلالية، أو بالمعنى الآخر جدلية: التفسير/التأويل/القراءة
لا شك أن النص قد بني وفق ما يعرف باللغة النحوية، أو اللغة المابعد بنيوية التي تعتمد الكلمة بوصفها فعل إنتاج المعنى وليس منطوقا يهدف إلى إيصال المعنى متمركزا على العقل الذي يحيلنا للدلالة الأصل، ومن ثمة فإنه من الطبيعي أن يقترح لنا النص أبعادا من الدلالات والمعاني، ولكل قارئ الحق في أن يصول ويجول في النص انطلاقا من تجاربه السابقة في تلقي النص وتفسيره دون أن يتجاوز الخطوط والحدود المكهربة ، التي تكون خارج نطاق المعنى الكلي للنص .فالدلالة في النص محكومة دائما بمفاتيح وشفرات يزرعها الشاعر في نص لتوجيه القارئ للمعنى
و نجد في النص إشارات هلامية لبعض الدلالات ، ومنها ما جاء في نهاية القصيدة قوله:"
هي فتنة للعاشقين ورحمة للمتعبين
وتعودت رغم البلاء علي الصراط المستقيم
،والآن غطت شعرها من حسنها
.وبغت دروب العابرين
."بغت دروب العابرين
ففي قوله هي فتنة ورحمة، ينفتح على المطلق من المعنى، وقد تكون هذه المرأة هي فتنة الدنيا وقد تكون فتنة العصر ، وربما فتنة الشهوة وحب النعم، وقد تكون رمزا للفتن السياسية ولكنها في الأحوال كلها ليس امرأة عادية وليست مجرد نبوءة، ودليل ذلك أن النص يعول كثيرا على المزاوجة بين ضمير الغائب"هي"في مقابل ضمير الجماعة الغائب"هم" كما في قوله" هي ،غطت، بغت، حسنها،...." و"العابرين، العاشقين، المعذبين، المتعبين،..." ولا نعثر أبدا على ضمير المتكلم أبدا في النص ما يجعل السارد غائبا عن الحدث وشاهدا عليه في الآن نفسه، وربما تكون هناك مرة واحدة يخاطب فيها السارد الفتنة في قوله في مطلع القصيدة"
وروحك التي تتوق للسماء
.تحققت رغم البلاء
"وجئت من دياجير الظلام للضياء
هذا التصرف في الخطاب يحقق فلسفة الحضور والغياب في النص، فالسارد يحضر في :أول القصيدة ثم يغيب ثم يعاود الظهور مقنعا في قوله
" والآن غطت شعرها من حسنها
.وبغت دروب العابرين
"بغت دروب العابرين
فالآنية تستلزم الحضور لا الغياب، لكن يجدر بنا التنويه أيضا إلى أن ذلك الغياب لم يكن كليا حتى من قبل هذا ، لأنه قد كان حاضرا في الضمير الجمعي "هم" فضلا أنه كان يتمظهر في السرد الذي يشكل جسد النص، ونحن نعلم أن السرد أداة للتمظهر والحلول وصناعة الذات وإعلائها وليس العكس
ويمنح هذا النص إيماءة إلى أن هناك حالتين للذات الساردة :اندغامها في الذات الجماعية و شمولية هذه النبوءة أي الفتنة، وطابع الشمولية يعطينا دلالة أن هذه الأسطرة ليست إلا طرحا لوقائع يرى فيها الشاعر استيعابها لكل الوجود
وأن ذاته القلقة تبحث عن ذاتها ليس بعيدا عن الجماعة بل داخلها، من منطلق أن فهم الكل يفسر الجزء وليس العكس، وأن الصراع الحاصل في النص هو صراع عام منفتح شامل
كما أن فكرة التحول في حد ذاتها ترميز لعلاقة الذات بما يحدث حولها من أحداث ومظاهر، وليس التحول ربما إلا رغبة للتغيير وتعارض معه في الآن نفسه...
وختاما أقول إن هذا النص ثري جدا من حيث شعرية صورها وجماليتها وعمقها الدلالي والفني وينفتح على تجربة شعرية تتغدى على المطلق والمنسرح ،وليس على الخاص والمحدد..فلا حدود تحكمها ولا قيود إلا عناصر القصة فقط
وأبارك للشاعر أحمد البحيري على هذه الرائعة الشعرية التي أبحرت بي في عوالم الغياب والخرافة والمقدس والعجائبي والرمزي والتراثي ، كما تميزت بجمالية الإيقاع وجزالة اللفظ على بساطته وحسن السبك...
وأتمنى له التوفيق في مسيرته الإبداعية
الكاتبة: عقيلة مراجي

لملم أشلاءك ..! // حسين المغربي // المغرب


...لملم أشلاءك
،في قلبي سلام
...و باقة فرح
...يبشرنا بعارض ممطر
..و في الأفق
!!الطوفان
..لملم اشلاءك
،إن الليل طويل
و اعبر جراحك
...و ابتسم
.فسيغدو العمر جميلا
..هذا العويل فيك
،يصرخ لا مستحيلا،
و تلك شظاياك
:تصيح
."لا تمت قبل أن تكون ندا"
..لملم أشلاءك
،ازرعها
،تعهدها
دعها
!!...ستنمو غضبا كبيرا
.."لا تمت قبل ان تكون ندا"
،هكذا قالت الشجرة
..و قالت الوردة
،هذا ما حكاه التاريخ
..و قصص تروى
،هذه أحلامنا
..و بقايا ذكرى
..و هذا انا،انت،نحن
على مذبح 
...هذه الحياة صرعى...
!!!!ف"لا تمت قبل أن تكون ندا"
..رتق جراحك
،داو صمتك العليل
..فالصبر ذريعة الذليل
........................................................
!!...قف
...يبشرنا بعارض ممطر
.و في الأفق
!!الطوفان
..في قلبي سلام
...و باقة فرح
..من يرو جفاف الأعوام
!!و هذا السديم لا متناه