vendredi 30 août 2019

الغموض : مقالة // حسين الباز // المغرب


..أتساءل دوما ما جدوى الغموض في فن القول في عصر انبعاث الثورات وانتهاء زمن الرصاص، وانعدام الديبلوماسية سياسيا وإعلاميا وعقائديا؟
..أتذكر في بداياتي، كلما ضقت بالشعر القديم وبمرادفاته التي ترغمك الاستعانة بالقواميس، كنت أقرأ لنازك الملائكة وفدوى طوقان، وبدر شاكر السياب ومحمود درويش ونزار قباني، أستلذ القراءة ولا أتعثر بعتمة الغموض وإن كتبوا رمزا فلقصائدهم رسائل مباشرة لمن يحسن الغوص في المضمون، بالمقابل كنت أتابع الموجة الغامضة في الشعر المغربي آنذاك، وغالبيتها كانت مسايرة للتيار الغربي، وهم بكثرتهم لم أذكر واحدا منهم، لأني بصراحة لم تكن تعجبني أشعارهم أو نثرهم بأدق تعبير، وكنت أجدها كطلاسيم معقدة ولطالما شبهتها بالكلمات المتقاطعة لا علاقة لها بالشعر لا من قديم ولا من حديث، فأهملتها
..تجربة الشعر الحر كانت في طريقها الصحيح مع روادها الأوائل، لولا الموجة الهائجة الآتية من الغرب، هل هذا ما أردناه نحن لتطوير أدبنا العربي أم ما أراده المستشرقون لنا؟
وهذا ما يحصل في فن الرواية والقصة القصيرة أيضا، إما أن تظل بشروطها القديمة، أو يأتي تطويرها وفك قيودها بمفتاح الغرب
..لا ضير في الغموض لو كان مجملا ببلاغة ومجاز واستعارة أو رمز لو كان المضمون رسالة خفية وجب فك لغزها سواء بالنقد العميق أو القراءة العميقة، ولكن المصيبة حين تخرج من النصوص كما دخلت فارغ العقل والفؤاد، بل والمصيبة الكبرى حين تجد نفسك أمام شاعر أو كاتب معروف يعجز النقد أمام اسمه وكأني به يحمل حصانة أدبية
في نظري، إن الأدب العربي قد ضل طريقه في بدايات تجديده، ولا بد من إصلاح عثرات الغموض الأولى واعتبارها حثالة لا نفع منها، والسنوات التي اكتسحتها ستعد سنوات عجاف لم تضف للرصيد الثقافي شيئا ما عدا الأعمال المباشرة كأدب السجون مثلا، والقصائد التي تحمل قضايا اجتماعية وسياسية وبالأخص القضية الفلسطينية



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.