samedi 17 août 2019

هم ثقافي // محمد بوعمران // المغرب


لم تعد لديه تلك الرغبة الجامحة في مطالعة ما تصدره دور النشر من روايات ودواوين شعرية ومجلات ثقافية كما كانت لديه قبل ازيد من عقدين من الزمن ،كان يشاهد البرامج الثقافية على التلفاز حتى يتمكن من تتبع ما يروج في الساحة ويتعرف على الجديد ،ولو من بعيد .ورغم ايمانه بان الحالة العامة للثقافة في وطنه لم تعد بذلك التوهج والحيوية كما عهدها وهو شاب ، فانه كان يدفع عنه هذا الشعور بالقاء نظرات خاطفة في الجرائد وملاحقها الثقافية عله يجد ما يذكي فيه تلك الرغبة ،ويعيده الى اجواء الكتاب
الامر لحد الان يبدو عاديا ،وهو شعور يمكن ان يكون مشتركا ،بل هناك امورحياتية تمس الواقع اكثر اهمية تشعر بالاحباط اكثر من مطالعة كتاب ،او قراءة رواية ،او قصيدة من ديوان ، حيث الخيال والمتعة والترف، لكنه يعطي للامر اهمية اكبر، وحتى شعوره هذا قد لايعود بالاساس الى الركود الثقافي بل الى نظرته هو
."نعم الكتاب مهم ...الثقافة بكل مفاهيمها رمز من رموز تحضر المجتمعات ...ولكن ليست كل شيء في الحياة " هذا ما قال له صديقه في محاولة لاخراجه من دوامة الملل الذي يحس به.كان يستمع لصديقه ذون اي تعقيب، بل اخذ ينظر اليه نظرات تعبر عن عدم اقتناعه برايه مما جعل الصديق يضيف بنبرة هادئة حتى يتجنب انفعاله
"الامور ياصديقي تغيرت ...والمفاهيم تطورت ...واصبحت هناك وسائل اخرى تفتح افاقا جديدة في التواصل والاطلاع و..."
هنا طلب منه ان يتوقف ،واخرج من جيبه هاتفه المحمول ليطلعه على احدهم كتب على حساب له "الشاعر الكبير والاديب المتميز "بجانب اسمه، ودعاه الى القاء نظرة على الصفحة.دهش الصديق حين وجد ان الصفحة لا توجد بها ولا قصيدة موقعة باسمه ،بل هي حافلة بصور لفتيات حسناوات مع ابيات لشعراء مرموقين .كتم الصديق ضحكته ،في حين علق هو قائلا
...الا يستفزك مثل هؤلاء ...زمن-




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.