mercredi 7 août 2019

في ذكرى رحيل الشاعر الصديق محمد غربة.. // إدريس بندار// المغرب


... هنا الذاكرة تنثر ما تم تغييبه فينا.هنا الذاكرة تقرأ تراتيلها المنسية. في انشطار الذات، نستلذ السقوط، وفي سقوط الشمس يتبجح الغيم بالعنفوان.وفي سقوط الإنسان يضحك الشيطان.وفي سقوط الحب تعلق البنادق.وفي سقوطك أيها البهي ،سقطت صروح الكلمة من عرشها ، جفت ينابيع المحبة في عمق اربعائك ،واتسعت أسئلتنا حول رحيلك ، ...فلولا رحيلك في ترانيم الكلمات ما عشتك، شمسك في مدينة الملح صارت كابوسا يطارد أحلامك ،تندلق النسمات من عينيك فتغرق الشوارع والدروب حنينا ...متوهجا ،استجديت وجهك في ضباب المرايا فغاصت المرايا في وجهك ،اعطني جرحك كي أتملى وطني ،فمن جرح العذارى وانكسار السكارى وتشظي المهزومين بني هذا الوطن
كم مرة أينعتُ وردة في عينيك ،فأحرقها السهاد ، كم مرة اشعلتُ الليل في صمتك أطفأه الرماد ،كم مرة رحلتْ فيك الفراشات المزهوة فاحترقت في ذلها ،كم مرة انكسر فيك الصهيل فتفتق في عمق الصهيل الصهيل ،كم مرة عذبتَ الحرف فكتبتك القصائد عريا في شغب الكؤوس ،من تفاصيل الشوارع أتيت ، وفي تفاصيلها رحلت ،ابن الملح الجرح أنت ، اسمك ارتحال في قصاصات الغرابة ، وحلمك حارات مدمنة على شرب التشظي
كنت أعرفك سيدي ضاربا في عمق الليل كوردة تعشق الصلاة في جرح الأنبياء ،توشي أنجمه بذكريات حبلى بلياليك ، وليلى تلك المتوجة بالجلنار ،أراقت دمك على بياض الورق ،استنفرت فيك كل الأغنيات الراجفة ،والذكريات الواجفة ، تنفستَ عطرها في كل خفقة قلب ، وخلجة روح ،كانت عيناك تتأرجح كلما رأيت طيفها.
ـ ألا زلت تحب ليلاك ؟ أفاجئك ، فيكبلك السؤال ، تأخذ نفسا عميقا وتفتح سجل الحنين ، تنساب منك الكلمات وأعرف أنها قطرات دم عصرتها لتستفز العالم
.ـ أحبها إلى آخرها ، ونعشي ستحمله بين خفقات قلبها إلى الأبد
أبتعد عنك كي لا أقلق خلوتك الصوفية ،أسرح عيني لحظتها في الأفق البعيد ، فأجد سماء الأربعاء مزيجا من الغربان والبلابل، تستعصي الذاكرة على البوح ، وأزعجها ،جادا أحاول التنقيب عن حفريات طفولتنا المنفلتة من قبضات الزمن ،عن اغتصابنا القسري ،وأمهاتنا كم انتشين وهن يعلقن أجسادنا ويستلذن تعذيبنا وصراخنا ،يا له من زمن سادي ، وأمهات ساديات،ومجتمع سادي ،يعلمنا كيف نحقد ،كيف نقتل لإرواء عطش مزمن استشرى في كل الذاكرة
وكبرنا وكبرت معنا وفينا الأحلام الصغيرة ، ومعنا كبر التشظي ، وفتحت الأبواب على مصراعيها نحو وحشة الشارع ، مدينتي ضبابية الحلم ،تبتع أبناءها ،وتفتح أرصفتها العارية تكتسي من بعظام الطفولة





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.