samedi 10 août 2019

هموم في العيد // زيد الطهراوي // الأردن


يحمل العيد(الفطر و الأضحى) بهجة للصغار قبل الكبار؛ إلا أن بهجة الكبار مميزة عن بهجة الصغار لأنهم على معرفة بالمعنى الديني للعيد، لذلك فإن السعادة تطفو على سطح الهموم التي يعاني منها الكبار
:و في كل عيد يتذكر الناس بيت المتنبي
عيد بأية حال عدت يا عيد /بما مضى أم بأمر فيك تجديد
و قد كان المتنبي يعاني من هموم بسبب طموحه العاتي، فهو لا يكتفي بالجوائز المالية من الممدوحين الذين كان شاعرنا يمدحهم بجزالة شعره التي تبهر الألباب؛ و لكنه ينظر الى أبعد من ذلك، إنه يتطلع بشغف الى الإمارة، التي لم يحصل عليها
و كتب قصيدته هذه- التي اشتهرت و رددت في كل عيد- بعد أن ذهب الى"كافور الإخشيدي"و مدحه بالشعر الجزل طمعا بالثمن الجزيل و هو أن يعينه أميرا أو واليا و لكن "كافور الإخشيدي" لم يفعل و سجن المتنبي في مصر ففر شاعرنا و هو يردد قصيدته عن العيد و هو يهجو "كافور الإخشيدي" هجاء شديدا بعد أن كان قد مدحه مدحا باذخا
هموم المتنبي في العيد عجيبة؛ إنها تلخص هموما كثيرة يتعرض لها الناس بسبب ركضهم الأعمى خلف هذه الدنيا بما فيها من مال و عقار، و إن خسروا في سبيل ذلك سعادتهم الحقيقية و هي: راحة النفس و هدوءها، بل و إن خسر البعض منهم دينه فسرق أو أكل أموال الناس بالباطل
أما "فدوى طوقان" فقد أبدعت فنيا و إنسانيا في قصيدتها: "لاجئة في العيد" فقدت نبهت العالم بأسره الى ما يعانيه اللاجئون في فلسطين و في الشتات، إن ذكريات الطفولة في العيد و في قريتها الفلسطينية تلح على هذه اللاجئة،فقد كانت سعيدة في العيد آنذاك و لكنها في هذا العيد ذاهلة تثقل كاهلها الهموم
:قالت فدوى في قصيدتها
أختاه أي الذكريات طغت عليك بفيضها
و تدفعت صورا تثيرك في تلاحق قبضها
حتى طفا منها سحاب مظلم في مقلتيك
يهمي دموعا أومضت و ترجرجت في وجنتيك
يا للدموع البيض! ماذا خلف رعشة ومضها
إن الهموم التي امتزجت بقصيدة فدوى أرقى و أنقى من الهموم التي امتزجت بقصيدة المتنبي



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.