mercredi 7 août 2019

ورقة في الكتابات الشعرية // علال الجعدوني // المغرب


الكتابات الشعرية تختلف من شاعر لشاعر وكل شاعر لديه ميزان خاص في الكتابة ،نعم هناك ضوابط لا يمكن الخروج عنها لكن تبقى الابداعات تختلف حسب اطلاع الشاعر على المدارس الادبية ،وبما أن العالم أصبح بمثابة قرية صغيرة والترجمة أضحت متوفرة سواء في جوجل أو لتواجد مترجمين في كل بقاع العالم ، فأمام الشاعر الآن كل الوسائل المتاحة للاطلاع على جميع المدارس الأدبية سواء في وطنه أو في العالم ،ومن هنا نعتبر أن الأدب أضحى عالميا بحيث يمكن قراءة كل ما يكتب من نصوص أدبية في العالم ، بمجرد تنزيلها في الساحة الأدبية
ومن هنا يمكن لأي عاشق للحروف أن يبحر بين المدارس الأدبية ويعتنق أسلوبا حسب خصوصية ذوقه وميولاته دون التقيد بمدرسة معينة
الأذواق تختلف والاساليب تختلف والايقاع يختلف والبيئة التي يتواجد فيها الشاعر تختلف والمحيط الذي نشأ وتأثر به يختلف وحتى زملاؤه في الحرف لديهم طبائع مختلفة قد يختلف معهم ،لذا يجب دائما أن يتمعن القارئ فيما يكتبه الشاعر بعمق وان ينظر للمنهج الذي رسم به حروف نصه دون التسرع في اصدار حكم مسبق ربما قد يكون هو فيه مخطئا
فالكتابة الشعرية ليست بسهلة ، وليس كل من يكتب او يقرأ يعرف شاعرية الشعر فالشعر موهبة ربانية ولو انها في بعض الاحيان تكون نتيجة كثرة سماع او قراءة نصوص شعرية متنوعة مما يجعل القارئ يركب هذا الركاب دون سابق انذار فيتحول من قارىء لشاعر متذوق للشعر . وما اكثرهم في هذا الباب
على أي يجب ان لا نقف عقبة في وجه كل عاشق للحرف ولا نعقد الأمور ولا نحاول ان نفرض عليه نمطا معينا بل يجب ترك للشاعر المجال الحر الذي يعشقه لكي يبدع فيه بأسلوب متميز ، أما إذا فرضنا عليه اسلوبا ما فلن يبدع ولهذا نجد الشعراء الكبار عاشوا تجاربهم الخاصة وبصموا بصمتهم بأسلوب راق جدا ولم يعترف بهم النقاد إلا بعد مرور السنين أواخر أعمارهم أو عندما فارقوا الحياة ، وهذا كله عدم تبصر فيما كتبه الشاعر أثناء خروجه عن المألوف وطرز نصوصه بريشة وقلم غير مفهوم وقتها ، فعندما تحول شعراء العرب من كتابة الشعر العمودي إلى الحر النثري كثر الكلام وتضاربت الأقوال وكثر القيل والقال ولكن في الأخير استقر وأجمع الكل على هذا الفن الجميل الذي عاش في أحضانه الانسان ولم يكن منتشرا ومحبوبا بقدر الشعر العمودي الموزون ،إلا أن التحولات حولت الأدب رأسا على عقب فأضحى الآن هو سيد الساحة الأدبية
بنفس الطريقة هناك مدارس متنوعة تختلف حسب الأذواق وعندما يكتب شاعر شعره متأثرا بمدرسة ما فهو أدرى بما يكتب ، وعليه يجب احترام شعور وإحساس ووجدان وميول كل شاعر مع إعطائه فرصة الابداع ، لأن الابداع لايتم إلا إذا أعطيت الفرص للمبدع لكي يكشف عن مواهبه بحرية وحسب قناعته الابداعية




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.