lundi 19 août 2019

وضوح // أحمد البحيري // مصر


وتخرج من سجنك المستحيل
تمد الخطى صوب حبل تدلي
كأن الزمان تنازل عن قصم ظهرك
وما جاز يوما عليك
تفتش عن نصف قرن ونيف 
ووجهها يمنحك الصفو والانتشاء
ترى كيف جاءت بهذا العزيف ومن أي ماء؟
فلا مر نبع بهذا الطريق الطويل
ولا جاد ساحل بحرك يوما بهذا النسيم
وتدخل قلبك من نظرة تتحلى بكل العطايا
لتكنس منه ركام المنايا
وتسرج فيه الشموع
عساها تسير لنبضك فرحا بغير دموع
ويمنحك ريقها رعشة الحسن وقت الغسق
إذا هاج شوقك عند النخيل
وجاء الغرام يسارع في عنقها 
تمد الكمنجات تعزف لحنا علي جيدها
وناي الغواية يئد منك اشتهاءك
فما عاد يشغل ساكنة القلب غير الغرام
ولحظة حب ترد إليك الحياة
وتمنح قلبك ذاك السلام
تفيق من الدهش عبر العيون الكحيلة
ومس يصيبك كالكهرباء
تنام وتصحو على النبض يسري بغير دماء
كأن شعورك صار إليها
وتعرف في الوقت ماذا دهاها وماذا لديها؟
تقول كلاما بغير حروف
وتسعد حين تلبي لها رغبة في جموح
وحين تقول سكنت الفؤاد
فلا تدري من منكما غامض 
وأيكما غارق في الوضوح
وأيكما غارق في الوضوح؟



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.