mardi 29 octobre 2019

ماذا أفعل بي ...؟// وفاء أم حمزة // المغرب


ماذا أفعل بي. ...؟
وحلمي الوحيد يزحف
على بطن الليل
يستل الريح من عين المدى
ويدحرج ريق سهوي
على وسادتي
ماذا أفعل بي. ....؟
ونهاري يتفصد عرقا
ينصهر همسي
في بحر الصمت
ويزداد غرقاما
اعض على أصابع وجعي
ومواكب الرمل
تحصي ثقب جلدي
ماذا أفعل بي. ....؟
ولم التقني بعد
فقط ....رأيتني على وجه امي
وفي ابتسامة أبي
وعلى ممشى أطياف
أمسكت بخيط الفجر
آه......كم اتوق لأعرف ماذا أفعل بي؟
وكيف أروض خيول القدر
في مضمار الزمان ؟
هرمت الأمنيات
وسقطت أهداب مخيلتي
في زيت الاسطرلاب
فتعالى صوت جرحي
يبعثر مابين أضلعي
ماذا أفعل بي. ....؟
لاعزفني على وتر الشمس
اغمسني بين عيني الندى
وأحزمني باقة ورد
يشتعل قنديل روحي
ويستقبلني وجهي دون مساحيق
على بياض منديل
يحتضن نبضاني شوقا




رياح العشق // علال الجعدوني // المغرب


-١-
كما الشمس
هو اسمك
.مرسوم على جبين السماء 

-٢-
!أجل 
في قلبي شيء
يشتعل
يحرق أكبادي
يمزقني إربا إربا 
-٣-
يا أنثى في قمة الخيال
يا حلم الزمان
...أيتها الفاتنة 
من جعلك وراء اشتعال نار العشق في أعماقي ؟
-٤-
!...أتعرفين 
أنتِ بداية طوفان بلا نهاية
سطرت أحرف الألم في أعماقي
مزجت دم الحزن مع أحاسيسي
أوقدت نار الشجن
...على امتداد محطات العمر 
-٥-
كيف لي أن أمحو هذه الألوان
من صفحة دفاتري
..وأتخلص من كل الآلام المغناطيسية اللجوجة
التي اكتسحت مزارع قلبي؟
-٦-
!لو تعلمين 
كم حاولت الهروب
وأخبىء مشاعري في موسيقى الحزن
.وأنساك 
لكن هيهات... هيهات
رياح العشق تهزني
جنحا بجنح
فلا استطيع
....يا صاحبة الخمار الأسود 
-٧-
أنا لست ملاكا
...معصوما 
أنا إنسان
...من لحم ، وعظم ، ودم ، ومشاعر 
.وجوف ابن آدم لا يملؤه إلاّ التراب 
-٨-
تعالي
هاتي يديك
قبل ما تتبخر الأحلام
كما تتبخر المياه
.وتنطفئ حياتنا الوردية 




تحركات الشخوص // زيد الطهراوي // الأردن


يتمتع الكاتب بحرية في احداث روايته؛ فيبدأها بداية سعيدة و ينهيها نهاية مأساوية أو يعجب بالتفاؤلية و إن كانت على حساب الواقع
و على هذا فإن الشخوص ايضا يتحركون لا بحريتهم بل بحرية الكاتب فيضحكون و يبكون و يسعدون و يبكون كل هذا بأمر و موافقة من الكاتب
أما الكتب التي تعتني بالسيرة فقد لا يستطيع الكاتب أن يسيطر على الاحداث و الشخوص فيها ؛ فلو تفحصنا كتاب "رحلة الضياع؛ ذكريات لاجئ" للكاتب الفلسطيني جمعة حماد لوجدناه ينقل صورة طبق الأصل عن حياته في بلدته"بئر السبع" و هي أكبر مدن "النقب" و ذكرياته هناك و شخصيته التي تعكس ثقافته ثم يصور سقوط "النقب" تصويرا دقيقا و لا ينسى ارتفاع الشهداء فيثير الشجون و يشحذ الهمم
أما الكتاب الذين سردوا قصصا تعالج أفرادا أو مجتمعات فقد تحكم بعضهم في سير الاحداث و الشخوص فبدأوا ذلك كله و انهوه بما يستسيغه البعض و ينكره آخرون
ففي رواية "الأشجار و اغتيال مرزوق" للكاتب عبد الرحمن منيف تجد احداثا مقلقة غير منطقية؛ فمدرس الجامعة عبد السلام منصور هجر وطنه بسبب تكميم الأفواه ليلتقي بإلياس نخلة الذي هجر وطنه ايضا بسبب المصائب التي ألمت به و خسارته للمال الذي ورثه عن أبيه و ينتهي المطاف بعبد السلام منصور الى ان ينتحر بعد ان يموت صديقه مرزوق قتلا
إنها أحداث مترابطة كأن من كتبها يريد ان ينهي روايته بطريقة سريعة خشية الملل؛ و لكن المتمعن يدرك أن الكاتب يريد بهذه الأحداث المأساوية المتكررة ان يثبت ان 

المواطن العربي مهزوم من الداخل و هو معرض للانهيار في أي لحظة.



رقصة الحيدوس // أحمد ابويبس // المغرب


وجاء الظلام

وسكت الكلام
وتاهَ وَالسؤال
،نفَسٌ يتصاعد
،تتزاحم حوله كثرة الألوان 
،حينا يزفر نارا
وحينا يشهق المُحال
،هكذا سار
ورائحة الجمال تنبعث ضئيلة
تختال أروقة الفكر
:علّها تجد للوقت حيلة 
ابتسامة صفراء للحظة
،ودمعة بعد فترة
يدُه للسماء
يترجى نصرَة
صوت النـقـشبندي
من بعيد يشق التراب
كطقطقة صياح
:على وهج السراب

،ــ يادنيا مالك ومالي 

أثْـقــلْتِ أحمالي
استطعَمَتْ نفسُكِ رُضابَ الوجود
،آياتـكِ عطلانة
تُضيء المسافات في حدود
ومعاقلكِ ، غير مخضرة
ولا مزدانة بالورود

طَـنـنْـتِ من مُقلتيَّ صوتَ الطرب وراح

،ينثر الريح 
يلعن صوتَ الرماح
،مرة ينهَرُ الجموع
ومرة يدعو الفضيلة والسماح

،يادنيا ، ياغابة

صِرتِ للورد هلاّبة
ريَّـشْتِ الصقور
نـتـفْتِ الغلابة

،الإمام يرتدي ثوب السماء

،يستهجن المشكاة 
ينشر الوباء
،محنط بالمثالب
موسوم بالغباء

وأنتَ يامَعْنِــي؟

،مجرد هدير ذِهني
في الفراغ يشتدْ
طقوس فحولته في كثير المرات
مشلولةٌ لا تحتدْ
صُوَاعٌ فارغٌ
لم يرقص لك الجمال
جيوب صلواتك مشْروخة
يطفح منها الإهمال

ربّاه ! .........الصمت تجاوز الحدود

مآذن المساجد تتعالى، تُرثِي هذا الجمود
تنشد التجهد، تجتبي الصمود
تنتظر اليوم المحروس
،لتتجمع الأجواق 
وتتوحد الإيقاعات
.على رقصة الحيدوس




وجع العوز // هاشم لمراني // المغرب


..هو ذا وجع العوز حين يستفيق 
.يمتطي صهوة الشريان صعودا إلى الوريد 

..وينبض في الصعود خافقي ليوم التلاقي 
..عمرا ، كعمر آدم قبل إقفال الرصيد
...وإغراء شيطان حواء له بأكل تفاحة 
ليلفظا من جنان إلى عوالم الوعد والوعيد
...تتكرر المآساة هاهنا إغراء 
...وكأن شيطان حواء " فينيقا "
.من رماده ينهض من جديد 
..حين يرتمي في أحضان العري ثانية 
.مكبل الأطراف بالأصفاد وبالحديد 
..."مازوشية " أنت أم " سادية" سيدتي
...أم أني الجائع إلى تفاحات 
تناثرت بين أسفل القوام وأعلى الأخاديد؟
...هل أنت ضلع قد استقل عني يوما 
.وقد عاد لصدري حتى ينسجم النشيد 
..أم أني الباحث عن قطعة غيار سقطت مني 
وحول السقوط منها دمي إلى صديد ؟
...فما استقام كلانا بدون غيره 
.ولا اتحدت منا الأرواح لعمر مديد
...لئلا تعود شهرزاد لنفس الحكايا 
.أو يعود شهريار دوما لنفس الوعيد
...ونفس البرزخ قد يأوي الروحين منا إن متنا 
...والصدى يتبع ذاك الصدى
.كتبادل الأطيار لحسن التغريد 



إدمان : ق.ق.ج // سعيدة سرسار // المغرب


لملمت حزنها وهي تحضن طفلها مداعبة أصابعه الصغيرة ، كم تود أن تضع حدا لذاك المتغطرس ، أن تنتقم لندوبها وترحل بعيدا عن ساديته. بيد يسحب راتبها وباليد الأخرى يوسعها لطما وإهانة ، سمعت وقع خطواته بعد فتحه الباب. هبت للمرآة لتضع أحمر الشفاه الذي يعجبه ، قبلت جبينه قائلة : اشتقت اليك.

الآن ، الآن ...// حسين المغربي // المغرب


...الآن،الآن
..هذا اللهيب في دمي
..بطيئا بطيئا
!!....اه، اه، اه، اه
...حيثما
،نبض يسكن تلك البطاح
،و ذاريات تعوي
..و تنصب المشانق
..و الفخاخ
،للفجر
،للورد
للزخم في عروق يابسة...؛

...حيثما
،الموت يتربص
...و تنصب الخوازق
،للشمس
..للشفق
...يكون الميلاد

،انا ابن هذه الدروب
..سليل كل الخطوب
،انا التراب في بطحاء ارتوت بالدماء
..و حجر من تلك الجبال الشماء
..انا ابن الصحراء
..،و هذه السماء تشهد
..و الليالي و المساء
،أبي كان رجلا بسيطا
.و أمي عجوز طيبة
..انا رجل
..أنا أب
..بحزن بحجم الفضاء
..و عزيمة أسقطت جبال الخوف
..و حب يملأ الأفق
،انا رغم كل هذه الانواء
..و حمل أثقل كاهلي
..و كل الاهواء
..أعلم
..ان لا سبيل غير الوقوف
و المشاكسة
..و الإباء

...حيثما
،الموت يتربص بنا
..و تنصب الخوازق
،للشمس
،للشفق
...يكون الميلاد

..هذا اللهيب في دمي
..بطيئا بطيئا
!!...اه، اه، اه، اه
..يزرع الأشواك و الحصى
،و طريقي
..و تلك الرياح
..أنشودة بوحي الحزين
..تؤجج ألمي المكين
..انتظر القيامة
..انتظر القيامة
الآن، الآن
!!ليكون ميلادي



تنازع الألوان // محمد محجوبي // الجزائر


الفصول يابسة
تتوج الخريف بألوان بالغة الذبول
الحقول منتفضة
تحلم بسقوط الخريف الذي تسوس في مكوثه
يعتلي صدر القصائد الباكيات
يخدش حياء الزهور العطشى
ماء الحبور
لا انطباع عن مجيئ غريب
فالألوان شربت الشك والتأويل
ولا تنطق عن محيا بحر
كيفما كان أصيله المتعب
فالذاهبون تغاضوا الحزن عن وداع مريب
شحوب يهرول
نار الفلتان
شمس تحجب عيونها لكي ترتبك الألوان
في فقدان الفكرة
يستشيط وحش الهواء غضبه الجاثم
يساقط الدمع من عين الرمان الأسير
ربما حلم مدسوس على فيضان
المحتفل بإثمه
يسرف في ذبح الفصول
والضامر اللون
منكوب
.لا يؤول


لو أعرف ماتصنعين في غيابي 15 // حميد يعقوبي // المغرب



أتعيدين عداد الحب للصفر
ليومِ صنعَ حبُّك فيَّ المعجزات
وقد كنت أتسول النوم من جفون الليل ومن عيون الظلام
أم تُفشين سِرَّنا للبحر
فيلفُظُ عند قدميك صدفات الخيبات
لعل أمواج الوصل تحُجُّ لبقاع قلبينا بلا ميقات ولا إحرام
--
هل تقيسين خاصرة الأرض بشرودك
حين تمرين بأسوأ الحالات
وأنا مثلك أقيس فارق التوقيت بين كل شهقة وزفرة بعدد الآلام
أتنجبين من رحم السمر طفلا
يشبه موتا يضُجُّ بشقاء الحياة
كأننا خُلقنا من صلصال السهد والأرق والناس حين أرقنا نيام
--
أتمنحين الذكريات فرصة التربص بك
فتنحرك آلاف المرات
أصير أنا الميت بخناجر مرارتها والمقتول حنينا عاما تلو عام
أسترد توازن نبضاتي قسرا
وأنا المطحون برحى المسافات
أنا المصروع الموجوع والأنين بصدري غابات من السهام
----
أتهتزين ترقبا كما يهتز البندول
بساعات الحائط والمدارات
وأنا بخلوتي أهتز تقربا كما الصوفي الذي اعتزل كل الأنام
فلتهزي بجدع الوصال لنحظى ثانية
بثمار أجمل العناقات
قبل أن نمضي بمنفينا غريبين وقبل أن يباغتنا الموت الزؤام



سيرة رجل غير عادي 4 // محمد بوعمران // المغرب


الدار البيضاء التي حط فيها الشاب القروي رحاله ، ليست كما هي الآن.، فشتان بين بيضاء اليوم وبيضاء ثلاثينيات القرن الماضي ،.بل حتى سكان الأرياف والمداشر وصلتهم رياح المدينة وهم في قراهم ...تغيرت الأحوال كثيرا عما كانت عليه
وصل مع الإشراقات الأولى لأشعة الشمس ، نزل من الحافلة ، وأخد يتأمل ما حوله وفي رأسه تتزاحم الأسئلة وتضعه أمام تحد كبير يتطلب الكثير من الشجاعة ،فالأمر ليس يسيرا كما كان يتوقع
ملامح البداوة كانت بادية عليه ، كان يرتدي قميصا طويلا يغطي جسده الى ما تحت ركبتيه بقليل ، قميص اختلط بياضه باللون الأحمرلتربة الأرض التي غادرها ، صندل جلدي فقد لونه الأصلي تماما وأوشك على أن يصبح قطعا تنذر بالتلاشي في أي وقت ، رأس حليق لدرجة أصبح يعكس اشعة الشمس التي استوت في سماء البيضاء.لكن هذا المظهر كان يخفي تحته شاب يدفعه طموحه الى ركوب كل الصعاب لتحقيق حلمه و يغير هذا المظهر ويصبح مختلفا عن أقرانه هناك بين الجبال.
"يجب أن أبحث عن عمل ..."
هذا ما قاله في نفسه وهو يغادر المحطة..../يتبع



الأوطان تثور والقصائد أيضا ..// بشير مقران // المغرب


هجر النمل من قصص الغابرين لتكتمل الهَبَّة و ينزلق الخلاص من سرج السراب المحروس على اجنحة القصائد الشفافة طار الهواء واخترق تجاويف الرمل
تنفس السَّحَر الآخر ألوان الأقحوان و عضة الليمون حررت اللسان المكبل بالصدى و القراع* ينقر بلا هوادة ذاكرة تعفنت ببطولات عجاف تأبطت حلما خديجا راود اوطانا تنتظر اِعشيشاب الملح
 نقار الخشب *



إيقاعات صارخة جدا // ابراهيم جعفر // مصر


* قــلــمٌ
قـرطـاس
دواه
ولـيــلُ
ضـلَّ الـفـجـرُ فــيــه
فـما يــدرى
ســــنـاه
* نـهـرٌ
زورقٌ
مَـلَّاح
وريـحٌ عـارمـة
تُــبــددُ
رؤاه
* مُــزنٌ
مــنٌ
ســلـوى
وسـاغــبٌ
مُـضْـنـى
بــمِــلء فِــيـــه
* لُـجـيـن
عــسـجـد
بُــنُــوكٌ حُـبْـلـىَ
وعـائــزٌ
تُـعـاقـرُ خَـواءََ
يــداه
* عِــلْــمٌ
مــنــبــرُ
صــــوتٌ
يـــغـــتـال الـوقـرُ
صــداه
* ظُــلــمٌ
عــدلٌ
قــضـــاءٌ
قــصَّ لـلظُــلــم
مـن الـعـدْـلِ
فــأرداه
فـآه. مــن
وجــع الــرؤى آه
فـى لـــيــلٍ
ضــل الـفــجــرُ فــيـــه
ومــا نـــدرى
.مُـــنْـــتَــهــاه




dimanche 27 octobre 2019

انتظرتكَ // وفاء الشوفي // سوريا

انتظرتكَ
****
انتظرتكَ
  في بلّورة الحلمِ
حتى أصبح القمر جناحا
و اختفى في العتمة.
لم يَظهر الخيط
الذي أمسكَنا
ففقدنا الجاذبية
لم نُرِد هذا الوهم
لم نُصدّق الحبَّ
وقفنا على التخوم
و صُلبنا في الصمت.

ليسَ المنفى
ما نذهبُ إليه
بل ما نأتي منه
و بلى
نحنُ مرايانا.
و
الجمرة الدائمة الحنين
إلى خشبها !
نحنُ رمادُ الغد.

تيجاننا
لم تنقذنا من الغرق
غرائزنا
زبدٌ على شطآن الدهر
و الريفُ الذي
خلقَ أصابعنا من الطين
يركضُ أمامنا
كطفلٍ طائش.

وجهكَ
يعبر الزمنَ مثلي
قلبكَ
بوصلةٌ .. لم تَهدني
لذلكَ .. بحثتُ عن الجهاتِ
خارج الجسد !
لذلكَ
طعنتني الروحُ
المقطوعةُ عن حبل السّرة.

مَن يُهمِل هذا السفر
و يُنقذ قدميه ؟
مَن يُبطِل وزنَ الضاد
بصوتِ القصب ؟

نحن .. الواحد في البراءة
نحن .. الكلّ في الخطيئة
أتينا معاً في اللّوح
و فرّقتنا التقاويم !

قسَمتنا البذرةُ
و قصَمتنا الشجرة
و لم نتماهَ
إلا بالفراق.

رؤيا ذاكرة//بوعلام حمدوني// المغرب

رؤيا ذاكرة
******
من كوة الذاكرة
أَسترق تحليق
النظرات ..
إلى أحاسيس
من ورق و هي
تتأرجح بين قضبان
الهذيان .
جسد تكبله
حبال التجاعيد
على ناصية غابة ..
شيخوخة تدثر الذكرى
بجروح القدر
و أنين الوريد .
تتآكل أهداب الحكاية
من أَطراف حزن
ينتعل رعشات حنين
كهمس يقطف
ضفائر الجفون .
ملامح عمياء
على بعد وشم
من نبض عتيق
تعثرت يقظتها
على قارعة رماد
تلوح بصدى الحزن
و تتلاشى كأجنحة ..
الهذيان .
أغفو هنيهات
في عين الذاكرة
لكي لا تغتالني
عورة الجنون
تتعرى في فجر الخذلان
للفيالق الغليان
و هي تمضغ
جسد الظمأ .
يرتعش ..
غبار الذاكرة يعوي ..
في قعر الأحاسيس
فتلتحفني موجة ..
سوداء
ترسمني فوضى
على مرآة مرثية .
فراشات الذكريات
تحترق على أطراف ..
عزلة مكبلة بالحزن ،
تعتنق تباشير
نزيف الحلم ،
تتسلل عبر الكوة
برائحة الموت
على مذبح الانتظار،
توقظ غصة ..
ضجيج هذياني
لأستفيق من عرق
رجفة الذكريات .
بوعلام حمدوني

samedi 26 octobre 2019

من أين انطلقت // نور الدين برحمة // المغرب

من أين انطلقت
لم تكن
قهقهة الباب
الخلفي
ولا سخرية
نافذتي
التي تراقب رقصات
الظلال على أرصفتي
تلك الصرخة
كانت صرخة
احتكاك اليوم
باليوم
فكان الشرخ
على الأرض
كالجرح في القلب
ياعاشق الخروج
عن النص
لا قصيدة تغري
من تعود مصاحبة
الفراشة
حين ترفرف
للضياء
وهي تدرك أن
على جناحيها
تنام الحياة والموت
يا ...
هذا ...
لوكنت معي
لكان الاختيار
غير الاختيار
كومة من حزن
وقشة من أمل
تكفي لإزاحة
ذلك الوتد المنغرس
في خاصرتك
منذ بداية التشكل
هي هكذا
قهقهة
من وراء السكون
تكفي
لتأتي الحياة زاحفة
تشدك من يدك
وفي كفها بستان عشق
هذا الذي ينفلت
من عمقك
مجرد كلام انتهى منك
يوم انتهيت من رسم
وجه امرأة ...
فكانت كالحياة
لعبة
وكانت قهقهة
احتكاك اليوم باليوم
وانتهت
لتكون
  ولا تكون
......
نورالدين وكفى ...24/10/2019

من أنا ؟// سكينة لمرابط // المغرب

من أنا ؟
قصيدة في سر الأنا
يجول سؤالي في حيرة...
من أنا ؟
سؤال منطق لا أفقهه
لكني موقنِة
أني خطوة...
في عينيها ألف معنى للمعنى
وأني مجرى نبع إلى صوت
يجول بزمن مسافر
يحملني من سجاياي...
كأني نبوءة
تقرأ قولي...
فأقرأني في صلاة
أكتبني في سلامي
لحظة ككسرة قصيدة
وألبس معناي...
فتشتبك خطوتي...
تغويني...
بأني -عطر- في عنقود داليه
وأني بعض مني..
فيشرح صدري
وأنضج ب-طفلة شمس-
وأضيع في حضني..
أسكن خطوتي المتبقيه
وأغزل عمري...
أقرأ ما استشر فيه..
أعتق أنفاسي
من عود لن يجيء
وعلى جٌنح الأنين ...
أسمع...
آن آواني..
فأعزف على أوتار الشمس
أغنيه للشمس
أهيم لحظات
ببؤس الرغبة في
لكني موقنه
أني خطوة وحلم
لن يضيعا بين سؤالي والقصيدة

mardi 22 octobre 2019

خوابي.. // سعيدة محمد صالح // تونس



،من برود الاماكن المهجورة 
،تولد الرّوايات 
ومن أوراق الشّجر المتساقطة
،،،يملأ الخريف خوابي الأرض 
ومن القصص يمتلئ
،،جوازي رحلات 
ومن أسماء الورود
،،،تولد الكلمات قرنفلات 
ويختال القلم عند هطول عطورها
على المسامات
،فتخال الفراشة كفّي حدائق 
والورق بساط سحريّ طائر
بين سمرة الشّمس
عند الغروب
..وضياء اللّيل في بهو النّجمات
وكلّ ما في الأمر جنون مرّصّع
بالمغامرة وبعض
انامل
تغيّر حياكة الألوان
..من حين لٱخر 
على رقعة بيضاء حينا
!وساحرة الغموض احيانا .. من الاحتمالات 





samedi 19 octobre 2019

رغيف أمل // نصيف علي وهيب // العراق


منذ التقينا، أنا وأنت، نصب غياب في خميلة ورد، ضاعت بتلاتها، يأتي لا يأتي، زمن انتظار مر، تجرعته العيون اصفرار حلم، أجدبته الأماني غروبا، الشمس التي أصحو على حقيقة شروقها، أشعة مستقيمة تنفذ إلى قلبي، ترونها كلمات، ما كانت رمادية، إلا في أعلى السطر، تفاؤلي أزميل تطرقه اللوعة أحلاما جميلة، للوطن العائد من الغياب، رغيف أمل.



طقوس كتابة // محمد محجوبي // الجزائر


لم يعد للكتابة بريق أمسها الأميري
عندما كانت الحروف على مدادها جواهر انصهار . يخلط أوراق الذات
عندما كان الشعر
مثل يمام الربيع يتغزل بشهد السواقي
فتلقي الفراشات سلام الشمس الدافئة
فيهيج التراب
وجده الرطب اللذيذ
حينها  تكون الكتابة ضحكة مطر تسبي عيون الحيرة . . ومن عصارة الزمن
تفيض الأجواق
أعراسها السابحة
فقد كانت الكتابة فلسفة حب ومحاكاة
كانت شموس وجوه
تضيئ مشاهد الحياة المبتهجة الأطفال
كانت القصيدة غناء شطآن مترفة الندى
كانت أفراح تفاح
وثمالة شفاه تغرق خواطر الحالمين ضيعاتهم المتناثرة الخمائل
الكتابة لم تعرف أقفاص رماد
ولم يتلاش صيتها بين أصفاد نار ونزوح
ولم تكن الكتابة غلظة وصف يضعفها شحوب
كانت تلك الكتابة مثل عصفورة صباح تنقر حبات الشوق
تدغدغ شعور الماء
تنعش أواصر الحروف
وعلى صور الخيال كانت بليغة العنفوان . تعزف أنشودة الريحان
طقوسها ليل وهذيان
والشعر من فنون الكتابة ألهم عطش الولهان
.طقس أمس لذلك المرتحل الفنان




ما أجملك ..!! // حسين المغربي // المغرب


..ابتسامة معدية

تنير وجه الطريق
..تكتسح جبل الغياب
هي
...كل لغات العالم
..و دمعة
،في عيني دامية
..تحكي
،لتقول كل شيء
..هي
...بكل لغات العالم
..هذا الرحيل فيك
،يرسم سفرا سيزيفيا
..و انت المنفي
..في
..لا تشك
..لا تشك
..فقط ابتسم
،فستسقط دفاعاتي
،لستسقط المسافات في قلبي
..و تفتح كل موارب
!!ما اجملك
..يقتلني حبك
..يقتلني حزنك
..يقتلني خوفي
..و هذه الطفولة مغتصبة
..في وطني
،المسبي
..تلوح للأمل
..تبوح للفجر بأماني عجاف
..من يكلأ ورودا
!!في مهب الرياح
..كلمة..
،كلمة فقط
..فالحزن فينا
،هو الديدن
..و هذا الصمت المريب
..وأد الحياة
،لا للقبح
..دعوا الورود تينع
!!فالخراب آت
..دمعة
..كلمة
..ابتسامة
..دمعة صادقة
..كلمة فاصلة
،حقا
!أبلغ من كل اللغات

ما اجملك
!!!ابتسم



جسد واحد والقلب بالمئات // حميد يعقوبي // المغرب



لم تكن نيتي يوما أن أعطيَ قلبي لامرأة
وحين رأيتك يا سيدتي خُنْتُ النية
وتورطتُ في عشق الحسناوات
دخلت معهن حربا ومعرفتي بكيد النساء محدودة
فكم من خنجرٍ استَقَرَّ بظهري
وكم من رُمحٍ أغارَ في صدريَ الطَّعنات
عُذِّبْتُ في حبِّ سلمى كما عُذِّبَ قيسٌ في ليلاه
والقلبُ فُتات
واكتشفتُ بعد غباءِ أن لبنى أفعى بسبعة رؤوس
أخطرُ من الحيَّات
وأذكرُ سلوى التي كانت تأتي لتُسَلِّمني حاجةً
و فدوى التي تَمضي وقد سَلَبَتْ مني حاجات
وأذكرُ مروى التي لا تعرفُ سوى بكم 
..وهاتْ. هات
ولن أنسى يسرى التي كلما تواعدنا تسالني
متى ..أين ..وكيف .فالدفع مسبقا يا حبيبي
وكأني سلطان الهوى أو شيطان النزوات
كلُّهُنَّ فواكهُ استوائيةٌ بلا طعمٍ وإنْ نَضَجَتْ
أفسدها الدهر وصارت بلا مذاق ولا لذات
أخشى يوما أن يَضعُفَ العطاءُ ويضيقَ الحالُ إلا من دُرَيْهمات
تصومني بعضهن وكأنني من المفطرات
أو تتحللن مني بنية التوبة وكأنني من المحرمات
إنْ كنتِ مثْلَهُنَّ سيدتي ولا تعلمين من أكون
ولا تدرين إنْ أَدَرْتِ لي ظهركِ
فبحب امرأة أخرى سأغتالك وأجدد الحياة
ويحي ..لستِ آخرَ النساءِ وفي نيتي
أن أسلمك مفاتيح الفؤاد حتى النهايات
إنما النيةُ أن أحْتلَّكِ من الجهات الأربعة
فهل تقبلين برجل جسده واحد والقلب بالمئات ؟



ترانيم أثيرية // ابراهيم جعفر // مصر


قـسـماً بالـوعـاءِ وما حـوى
!!.......ويـا جـلال ما 
لأقـضـيـن الـعُمـرَ سـادنـا
وأنا الشـاكرُ أنـعُـمـا
تُـبـاعـدُنـى الـريــــح
تـخْـترمُ أنْـســـجــتـى
جـمـرات
تـســـــبـحُ فى أوردتـى
تـغـسـل فى دمى أقـذارها
تـجُـوس غُـرفَ الـقــلـب
تـبـحـثُ عن كـنـزى
الـمـكـنـون
جُـنَّ جُـنـونُـهـا
تـتـحـور إعْـصـاراً
!!..مـطـراً مـن نـارٍ 
شــوبـاً حـمـضـيـاً
. . . . قــلــويــــاً
...دوامـة ظـلام 
للقـاعِ تـجْـرفُـنـى
تـغُــوصُ أطـرافـى
أمـدُ ذراعـى فى وعـائـى
.أتـزود 
. .
!!لـم أُعْـطَ الـفُـرصـة 
تـتـحـطـم عـراجـين اللحـظـة
يـلـثُـم أنـفـى
عـبـقَ خُـبْـزىَّ الـمُـقـدس
أزأرُ طـىَّ الـريــح
أبـقـرُ بـطْـنَ الـســدفــة
أقـفـزُ مـارداً فى "حـطـيـن"
ســجـدتُ تـحـتَ الـقُـبـة
نــوافــيـرُضــيــاء
تــرانـيــمُ أثــيـريـــة
أزهــو بـتــاج الـخـيْـريــة
حـفـرتُ حُـروفَــهُ بـعـظـامى
أشــربت مـعـانـيــه نُـخَـاعـى
الـريــحُ عـادتْ
تـمـحـورتْ جُـرثُــومـة
تـســـرطـنـتْ
!فـرســــــانُ تـخـاذلــتْ . . . ؟
بـخُـيـول الـنـفـس تـقـهـقـرتْ
تُـشْـعِـلُـنـى رايـاتُ عُـقْـمـى
وتــاريــخـى
الـهـارب مـن وجْـهـى
خـلـف الأبــواب
!!.الـمـمـنـوعـة . . . الـمـفْـتُـوحـة 
الـمـمـنُـوحـة جـائـزة اغـتـيـالـى
الـمـيـكـروبُ يُـزمـجـر
!!...الـجـســـــــــــــــــــدُ تـآكـل 
!فـأيـن الـمـكـنـون الـسـاكـن ؟
الـمـأفـونُ لا يـعـى
أنـى أُشْــربْـتُــه نُـخـاعـى
صـارت جُـمـجـمـتـى ألـفـاً
.واصـبـع قـدمـى ..... يـــاءً



حين يكتئب الشعر.. // زيد الطهراوي // الأردن


في كتاب "الاغتراب في شعر بدر شاكر السياب" يتحدث الكاتب أحمد عودة الله الشقيرات عن بعض أسباب هذا البحث في شعر السياب و شخصيته
ذلك أن الشقيرات ذكر في كتابه القيم أنه كان يصاب بالحزن عندما يقرأ للسياب أو لغيره من عباقرة الأدب فما هو السر في ذلك؟ و هل هذه حساسية خاصة بالكاتب الشقيرات وحده؟
و لذلك بدأ الكاتب بالغوص في الشعر العربي مخترقا الزمان و المكان ليكتشف اكتشافا عجيبا ربما لم يسبقه له باحث أو ناقد
هذا الاكتشاف هو أن الشعر العربي في مختلف العصور يتنفس حزنا و كآبة و هذا يفسر سبب الحالة النفسية السيئة التي تطرأ على الكاتب و هو يقرأ الشعر القديم و الحديث
و بعد أن نبش الكاتب الشعر القديم و الحديث انتقل الى شعر السياب ليكتشف نفس الاكتشاف بل إنه أضاف بأن الشاعر السياب الذي عانى من الفقر و المرض و التشريد تحول الى نواحة في شعره فملأه بالشكوى و الألم
و قد استطيع الدفاع عن هذا البحث و أكبر دليل أحمله هو الشعر العربي القديم الذي كانوا يفتتحون قصائده بالبكاء على الراحلين و على آثارهم كأوتاد الخيمة و اتخذوا من ذلك نهجا كصبغة فنية و استمر هذا البكاء الى العصر العباسي حين كان بعض الشعراء يخالف هذا النهج فيبتعد عن المقدمة البكائية و لكنه يعود إليها لأن الخليفة العباسي كان يحب افتتاح القصائد بالبكاء
نعم؛ قد استطيع الدفاع عن هذا البحث و لكنني استطيع أيضا ان أدافع عن شاعرنا السياب الذي ابتلي بالفقر و المرض و التشريد فكان من الطبيعي أن لا يبدع القصائد الضاحكة



vendredi 18 octobre 2019

همس الياسمين // سعيدة سرسار // المغرب


ياسمينك تلألأ في مزهريتي ، أنار ظلمتي ، و في لحظة ، دنا مني وهمس : سيدتي صدقيه ، لوتدرين كم هي راقية مشاعره ، لو تدرين كم هو فاتن قلبه ، لو تدرين كم هو رجل هذا الرجل



صحوة الظمإ الرملي // كامل عبد الحسين الكعبي // العراق


رسمتُكِ في خاطري طيفاً يجوبُ المَدى يفتشُ في الصورِ المتناثرةِ هنا وهناكَ عَلّهُ يجد ما يشبهُ هذا المثال ، عبثاً أنقّبُ في السرابِ عنْ أيقونةٍ تسامتْ حتى عزّ وجودها لكنّ وشمَها يغرزُ مخلبَهُ في الأعماقِ يختلطُ بتلافيفِ الروح يسكنُ في وجيبِ القلبِ فأظلّ مصلوباً على هواجسِ السوآلِ مردّداً متىٰ تشرقُ شمسُكِ علىٰ كثيبِ بحري الظامِئ !؟ ومتى تتدلّى أهدابُ عرشكِ علىٰ مرايا نهاراتي الحزينةِ !؟ فتمسحُ الوشمَ العرار ، تجتاحني ترانيمُ ألوانكِ الزاهيةِ فتوشمُ الزوايا أطيافاً بنكهةِ البحرِ أتنفسُ هواءَهُ العليلَ ونسائِمَهُ العَذْبةَ ، أُحلِّقُ في فضاءاتٍ رحبةٍ ترفعني سواعدُ الغُيومِ فأعانقُ النجومَ ثمّ أهوي لقاعٍ سحيقٍ غير مكترثٍ لما يصيبني بعدَ ما ارتويتُ سائِغاً من كاساتِ نَبْضي وامتلأتُ جذلانَ من شآبيبِ الوَلَهِ حتىٰ ثملتُ بسلافِ شوقي الصاعد بفيضِ الاحتراقِ فلا ظمأ بعدَ هذا السلسبيلِ ولا صحو بعدَ هذهِ النشوى


ختم التيه // بشير مقران // المغرب


1/ بلا وطن
شاخ في رحم التمني وطن عاد من حيث انتهى العمر يروي رَضَّات ملحمة تنشد صولة السغب و طابور زهور بائدة زأرت في مائها النار. أحرقت حمى السؤال جوف لياليه عن موطئ ندي التراب يوصد الحقائب و يرسم ظل فِناء الدار و دالية تتلمس وجنة الأعتاب
2/ بلا سقف
يحمل بابا بلا أقفال في ضأضأة المدينة اختنق الحلم، رصيده ضرَجته حكايات سماسرة بنوا في بَلاطَة رأسه منزلا بلا سقف قرميده شقوق الغَبَنُ ،نافذته المخربَش لوحها بزرقة هاربة من غفوة البحر مُسدَّدة إلى تجاعيد سريره المشاء على جسد مهزول كَابَرَه العَيْشُ 
3/ بلا حضن
ذلك الطفل الذي كان يعابث تقلبات العشب الدافئ المطل من شرفة الغيث صنع من ثدي تيبَّس زورقا راوغه البحر.. اصبح فجاة رجلا حادا يلملم احضانا من شوارع التيه و يوقف الزمن ليرسم برائحة القهوة وجها غمَّضَه المغيب


قراءة في قصيدة "في مقهى ريش" للمخرجة العراقية "خيرية المنصور" // لطيفة الأعكل // المغرب


الحزن والاغتراب
قراءة في قصيدة “ في مقهى ريش “
للمخرجة السينيمائية العراقية
خيرية المنصور
ظاهرة الحزن في الشعر العربي المعاصر ، هي ليست حديثة العهد ، بل هي متجذرة في
الشعر العربي قديمه وحديثه
ولا يمكن للقاريء العربي ان يتصفح ديواناً شعرياً لاحد الشعراء القدماء أو المحدثين ، أو
المعاصرين إلاّ ويلمس أن غيمة ثقيلة من الحزن، والمعاناة ، و ألم فراق الأحبة قد نشرت
رداءها ، وحجبت نور الشمس في سماء صفحاته
والحزن والألم هما من أسباب شعور الإنسان بالوحدة والغربة ، والإغتراب
وقد بات الإغتراب قضية وجودية إنسانية معاصرة ، تجسد مقدار معاناة المثقف العربي
ورفضه وتمرده على هذا الواقع الرديء، السياسي الخانق للحريات ، والإجتماعي المتردي داخل وطنه واتسمت ردود فعله بالانسحاب ، والهروب والهجرة، واختيار الغربة والاغتراب ;
وقبل البدء في تحليل النص ، يقتضي الأمر الوقوف عند عتباته النصية الأساسية وخاصة
العنوان ، حيث أن العنوان هو العتبة الرئيسية التي تفرض على الدارس أن يتفحصها ،
.ويستنطقها قبل الولوج إلى أعماق النص
عنوان القصيدة ( في مقهى الريش ) ومقهى الريش توجد وسط القاهرة / مصر / وهي
عبارة عن فضاء مكاني تعود العديد من المثقفين والفنانين وغيرهم السمر هناك
والزمن الإبداعي هو ليلة من ليالي شهر (شباط / فبراير ) الباردة القاهرية
وقد تعمدت الشاعرة عن وعي ذكر شهر شباط ( الشهر الثاني من الشهور الآشورية
المعمول بها في العراق ) مع العلم ان الشهر الثاني في مصر هو فبراير ( السنة الميلادية)
وهي تسجل بذلك لحظة لسان حال ذاكرة حنين عراقية الجذور وشوق دفين للوطن ،
وشعور بالغربة والإغتراب.
إن جوهر الرؤية النصية في هذه القصيدة يكمن في تحفيزهاالنصي وفق متغيرات الرؤية
الشعرية ، واللعب بالحدث الشعري /شعرية الحدث /
فالفضاء الشعري ( مقهى الريش) يشعرك بالدفء رغم برودة الطقس ،
وسحر شدو عود القصبجي يأسر الروح ، يخدر الجسد ، فتغفو العين، وتتجلى بداية
:لحظة الحلم الأخضرِ / استيقاظ الذاكرة المنسية /
في بيت عراقي صغير
أورق حلمي اخضراراً
...
فراتي وجه طيب
عبق النبت به شذا
وهنا الذاكرة الاسترجاعية للزمن تعود بالشاعرة إلى دفء بيت الأهل الصغير بمدينة الحلة
العراقية ،وسعادتها آن ذاك بالمحيطين بها من الأحبة ، ومِن مَن وُشموا في ذاكرتها
وسكنوا قلبها ..
وبين اليقظة والحلم ينساب صوت سيدة الطرب أم كلثوم ( تضمين ) :
“ أملي حياتي عيني “
“ يا أغلى مني علي “
هكذا تختلط لحظة الحلم بين الحنين اللامتناهي للوطن ( العراق) وبين
عشق مصر التي احتضنتها وحققت بعضاً من أحلامها الكبيرة .ومع ذلك يظل الشعور
بالغربة والاغتراب يؤرقها .
ويظل :
أفقت والخجل الشرقي يكسوني
وعيون رامي
تحثني أن أكسر قيود الحب السجين
و أقول للفرات.. إنك الأعذب
و أقول للسنا..إنك الأبهى
“ لا تلمني إن ملأت بك الدنيا
وصاحت معي
“ حبيبي..حبيبي “
وهكذا تتدفق المشاعر و الأحاسيس على شكل صور شعرية إيحائية / إنزياحية بعيدة
عن الغموض، والإبهام تعزف عزفا إنفرادياً على وتر الحزن والحنين ،والإحساس
بالغربة والإغتراب ..
وبما أن النصوص الحداثية تتعدد فيها القراءات فقد يرى البعض أن الدكتورة خيرية المنصور سعت في هذا النص إلى
" سينيمائية " القصيدة الشعرية النثرية غير أنني أرى عكس ذلك . أي أنها في هذا النص
كانت حاضرة بكل أحاسيسها ، وجوارحها، تستحضر ذاكرة منسية ، موشومة لا يمكن
أبداً إلغاؤها : طفولتها ، شبابها ،أحلامها، أمانيها، وخيباتها وانكساراتها ..
تتذكر أجمل لحظات عمرها حين ابتسم لها القدر ونجحت في تحقيق حلمها ، وتحققت نبوءة
المخرج المصري يوسف شاهين في أنها ستصبح مخرجة سينيمائية / أول مخرجة
هكذا قرأت النص أتمنى أن أكون قد أضأت بعض جوانبه
:النص
في مقهى ريش
في شباط
معا نبدأ السنة
في بيت عراقي صغير
اورق حلمي اخضرارا
وعود القصبجي منساب
من مقهى ريش
دفء طاف بنا
في ليل قاهري
ينهشه البرد
وانا ألوذ بصمتي
فراتي وجه طيب
عبق البيت به شذا
من صفاء وجه
ينبع عطرا وضوءا
لاغان تشدوها ثومة
" أملي حياتي عنيَّ ..
يا أغلى مني علي "
والخدر الجميل
دب في أوصالي
وأبو سيف بعدسته
يرصد خلجات حب
مرتعشة واماني
ان ابسط الكفين الفراتية
وأمطر الراحتين تقبيلا
وأسند راسأ تعب
من الغربة والانكسار
ستوب .. قالها ابوسيف
واللحن الشجي منساب
" وسيبني احلم سيبني
يا ريت زماني ما يصحنيش "
افقت والخجل الشرقي يكسوني
وعيون رامي
تحثني ان اكسر قيود الحب السجين
وأقول للفرات .. انك ألاعذب
وأقول للسنا .. انك الأبهى
" لا تلمني ان ملأت بك الدنيا
وصاحت معي
حبيبي .. حبيبي"