samedi 19 octobre 2019

طقوس كتابة // محمد محجوبي // الجزائر


لم يعد للكتابة بريق أمسها الأميري
عندما كانت الحروف على مدادها جواهر انصهار . يخلط أوراق الذات
عندما كان الشعر
مثل يمام الربيع يتغزل بشهد السواقي
فتلقي الفراشات سلام الشمس الدافئة
فيهيج التراب
وجده الرطب اللذيذ
حينها  تكون الكتابة ضحكة مطر تسبي عيون الحيرة . . ومن عصارة الزمن
تفيض الأجواق
أعراسها السابحة
فقد كانت الكتابة فلسفة حب ومحاكاة
كانت شموس وجوه
تضيئ مشاهد الحياة المبتهجة الأطفال
كانت القصيدة غناء شطآن مترفة الندى
كانت أفراح تفاح
وثمالة شفاه تغرق خواطر الحالمين ضيعاتهم المتناثرة الخمائل
الكتابة لم تعرف أقفاص رماد
ولم يتلاش صيتها بين أصفاد نار ونزوح
ولم تكن الكتابة غلظة وصف يضعفها شحوب
كانت تلك الكتابة مثل عصفورة صباح تنقر حبات الشوق
تدغدغ شعور الماء
تنعش أواصر الحروف
وعلى صور الخيال كانت بليغة العنفوان . تعزف أنشودة الريحان
طقوسها ليل وهذيان
والشعر من فنون الكتابة ألهم عطش الولهان
.طقس أمس لذلك المرتحل الفنان




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.