تتكئ
على عكّاز من خيزران ،وعلى علب الوان تضع ٱخر بطاقات تحمل ارقاما وبعض حروف مبعثرة
،تخالها ساحرة فارّة من تابوت فرعونيّ ،زينتها الغريبة ،وتسريحة شعرها ،وكحل
عينيها الدّاكن و تنسى شكلها وهي كمن ينفض الغبار على لحاف أبيض من دهاليز الفضاء
الرّحب ،لتقف غير مباليّة بهذا الجمهور العريض أمام مرٱة ضخمة جدّا وهي تقول:
أجمع
شعبا من أماني،وأجني من وجنتي القمر نجوما ،أحملها وساما على كتف الرّياح الهشّة ،
لكي أغالب النّعاس ،أذرّ في عين ليلي الملح ،لأتابع وقع خطاك تعود من ذاكرتي
البعيدة
واشعل
نارا خبّأها رماد موقدنا ذات شتاء ، وأسدل ستارا مخمليّا ليحجبك عن الجنيّة
الحسودة ، وأسكب في كأس من كريستال جديد خمرة عتيقة ، تشبه شفاه الكرز على أغصان
شجر دافق بظلال دافئة
وأعمّدها كقسّ القرون الوسطى ،وأحرّك يدي في إتّجاه السّماء ،فهناك تكتمل صورة عيني وهي
تجمّعك ،وتبني ملامحك ،وتنقش تفاصيلك ،
من
هناك يمتلك قلبي انشراحه المطلق ،ويعبّد طريقا عموديّا ليصلك ،
ريشتي
تبنيك خطوطا وألوانا على قماش لوحتي
وأوراقي
كلّها تحمل الأحرف الأخيرة من إسمك ،لأنّي أرغب في الخروج من سياج المعتاد ،وأدوس
على أشواك تجاوز الممنوع ،لأنّي أدرك أنّني وفي غفلة ،سأألّف أجمل مقطوعة بلا
عنوان ،تطرق سمع الأصمّ وتفتح فجوات من نور للعميان ، واطرح أسئلة الحيرة
المتراميّة على أطراف القلق كلّها.
لأنّي
كلّما طرحت سؤالا زادت هواجسي ،وتكاثرت ،وازددت أنت تواجدا ،في هذا الهلام الذّي
لا أراه ،بل أشعر أنّك برغم المسافات الفاصلة ،والحواجز ،وجمارك الأعين ، أنّك
توأم الفكرة وروحها ،
تغازلها
،تنفّذ أوامرها ، تنقر على الكيان فيستفيق من نوم عميق ليشاركك السّمر ،،،
أحسّ
بهذه الأنفاس تقاسمني المكان ،وعطرك وشجن النّبض ،،،
لازلت
أتحسّس الإجابة بين وعي بيد تلامس يدك وبين روح تتلاقى مع روحك ،،،أهي خيالات
وأحلام ،أم وجه ٱخر للحقيقة العموديّة
المتلاشيّة
مع أطراف السّماء ؟!
...ورغم
التّصفيق الحادّ الذّي هزّ القاعة والشّارع المجاور لم تغادر مكانها. وعلى عكس
ممثلي المسرح ،قفزت وسط الجمهور ،وشرعت تصفّق لوجهها العالق بعيون ، قابعة في جوف
المرٱة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.