jeudi 10 octobre 2019

سيرة رجل عادي / 2 // محمد بوعمران // المغرب


تردد الشاب القروي على المدينة ،واقتحامه لعوالمها ،جعلته يتعلق بها ويحس في قرارة نفسه بأن مستقبله سيكون فيها .تجاوز فترة الدهشة بأضوائها وطرقها المعبدة ،وأصبح يعرف أحياءها حيا حيا ،و أصبح له أصدقاء من التجار الذين يشترون منه ما يأتي به من القرية وكلهم من أصول قروية هاجروا الى المدينة ،وكونوا أسرا واندمجوا في المجتمع الحضري
فكانت عودته الى مسقط رأسه بعد قضاء اغراض الاسرة والاستمتاع ببعض ما تبقى من الوقت في التجول أو مشاهدة شريط في قاعة من قاعات السنيما ،تشعره بالدونية والاحساس بالضيم .وهو عائد الى القرية ، ممتطيا بغله ، وقاطعا الطريق الجبلية نحو الدوار، تروج في ذهنه اسئلة " لماذا لا اكون مثل هؤلاء الذين اعرفهم في المدينة ؟ فكلهم من البادية ...لماذا سابقى في القرية منسيا ؟ لماذا...؟ "
فكرة مغادرة القرية استبدت بتفكيره ، فاصبح تواصله مع سكان الدوار قليلا ،وصار حديثهم حول اشغال الحقل ومايرتبط به يستفزه، فينهض ويغادر المجلس لينزوي في مكان بعيدعنهم،ويطلق لاحلامه العنان ،ويفسح المجال لفكره باحثا عن طريقة للتخلص  نهائيا من الحياة بين الجبال والهبوط الى فضاءات المدينة الساحرة

(.. يتبع)


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.