منذ أن أصبح يعي أمور الحياة ، ويعلم ان تحسين الوضعية يتطلب جهدا وعملا متواصلا ، تغيرت نظرته لمحيطه القريب . تيقن واقتنع بأن المكوث في هذه القرية التي تحفها الجبال ،وتحجب عنها ما يقع في الخارج ،لن يفيد في تحقيق الحياة التي اصبح يحلم بها وهو شاب في مقتبل العمر.كان يجلس على صخرة تطل على فضاء القرية ، ويتامل معالمها الغارقة في البداوة ، ويعاين سكانها الذين يقضون يومهم في اعمال شاقة مرهقة لا يجنون منها سوى التعب والانهاك ،وهم يصارعون من اجل توفير ما يسدون به الرمق ،ويدفعون به عنهم شبح الجوع .ورغم انه كان يلمس فيهم قناعة ورضى بهذا الوضع فان طموحه كان كبيرا في التغيير، وكان يكره فيهم هذا الخضوع للأمر الواقع
لم تكن القرية بعيدة عن المدينة ،ولكن صعوبة المسالك وانعدام وسائل النقل تجعل الوصول اليها مبادرة لا يتخدها الا الشجعان في زمن كانت المدن نفسها لم تلحقها بعد رياح العصر ، وكانت الدواب هي الوسائل المتوفرة لقطع المسافات الطويلة ، لكن كانت الحاضرة جذابة لكل من مل الحياة في البادية وأراد أن يعيش حياة أفضل
هو ممن كانوا يترددون على زيارة المدينة مرة مرة ليبيع ما انتجته الارض في اسواقها ،وكان يغتنم الفرصة للتجول في احياء المدينة ودروبها بل كان فضوله وحبه للاكتشاف يدفعه لولوج قاعات السنيما والاستمتاع بما تعرضه ثم يعود ممتطيا دابته مخترقا المسارات الضيقة بين الجبال وهو محمل بمشتريات وبضائع يصعب الحصول عليها
في القرية من سكر وشاي وشمع للانارة مما جعل منه شخصا تعتمد عليه الاسرة رغم صغر سنه ووجود اخوة يكبرونه سنا بل كان اصغرهم وانبههم واحبهم الى امه الارملة... /يتبع
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.