mercredi 31 mai 2023

هوس الخرف // م. علي الحمري // المغرب

 

بليغ حد الهوس
أخط أشعاري على صفائح رمل
تمحوه الرياح ،
كلما هب نسيم بحر الزهد
أنقش الخرف
وأرصه قلادة
تحارب النسيان
في مدن الحيرة
قبل وبعد السؤال
نكاية في بياض الأرصفة
المتدثرة من عيوب الوقت..
البدايات ،كما النهايات
لافرق
إذ لاغرو في تشابه منعرجاتها ومضايقها
ويبقى الهوس
وتبقى الرمال
وتبقى دهشة السؤال..





بلا استئذان // محمد محجوبي // الجزائر

 

بلا استئذان
تتفتح البراعم الرافلة قمرها المهيج
بلا إدراك
تسري أغنية الحنين أنينها على زغب الريح
تزهو أمواج ليل شارد فينا
وقد تاه العشب قصيدة الحيارى
تسترسل أنفاسنا
في سهدها الوارف
لنعاود زهرة القلب على مروج الصمت
وعلى لعبة الغيم
بلا استئذان .. نشاغل جذوة الوجد
والدنيا كما نعرفها
يتيمة الضوء
نغمرها بدفء الأشواق المتبقية من شجر الأرق
ومن جنون الهائمين .











mardi 30 mai 2023

نتشابه مثل ثوب أكفان ..// محمد فتاح // المغرب

 

نتشابه مثل ثوب الأكفان
وتلك الجبال سوف تنبث نعوشا
سوف تنب بيارق
قلت كفى
فالخوف يخترق الجمجمة
والمأساة تخيط التراب بالدم
نتدافع في الحفر كذباب يتناسل في الزحام
كساعات تعد حطام العظام
الحب والحروب وهذه الحياة
معلقة على مسامير السماء
تلفها انتظارات الجياد الهوجاء
هكذا مثل البضاعة
تنتظر من يحملها لتاجرها الأخير
من يصطادها لحلمها الأخير
لمنفاها الوليد.







lundi 29 mai 2023

لفحة من رذاذ // كامل عبد الحسين الكعبي // العراق

 

لستُ الوحيدَ الذي
خذلتْهُ المواعيدُ
وماتتْ فوقَ دفاترهِ الأمنيات
حكاياتُكِ الشائكةُ مع الريح
تشربُ من دمي
زورقُكِ المجنونُ محترقُ الشراع
عتّقَ وردتي
وجهُكِ المعدنيّ
يخدشُ مرآتي
أتراكِ تعلمينَ باستماتةِ الشوقِ
إذ لاقى الصدَىٰ
فأبقاني محمولاً علىٰ نعشِ الأسئلةِ
يمضغُ مهجتي
غبشٌ أسمرُ يتراءَى ليّ
وعلىٰ ملامحكِ رعشةٌ
كالنجمةِ الشاردة
إشاراتٌ نزقةٌ تدبّ تحتَ جلدي
كمياهٍ جوفيّة
شفافةِ الأمواجِ لكنّ قلبَها داكنٌ
تشي بنهارٍ أسودَ
تحرقني كقطعةٍ من ورقٍ أبيضَ
مهما صرخْتِ بجدارِ الصمت
وألقيْتِ القبضَ علىٰ العنقاء
تبقىٰ غيمتكِ تشربُ عدماً آسناً
اشطريها شطرين
واحدة لكِ
والأخرى دعيها معلّقةً
اسقي بها السنابلَ النائمةَ فوقَ السطور
فقدْ ذبلتْ فوقَ شفاهي الحروفُ
واغمري أقدامَكِ ببركِ الدمع
لعلّ فسائلَكِ الغرثى
تنبتُ يوماً في مياهها المالحة .






عشق ممكن (4) // محمد بوعمران // المغرب


أُتخذت كل التدابير، وحُدد موعد الخطوبة بصفة رسمية وفقا للتقاليد والأعراف ، والاستعدادات جارية لاستقبال العريس المفترض، لكن لم يكن للفرحة طعم ،كانت العقول تسبح في بحر من التوقعات ،والقلوب يشوبها التوجس من هذا الزواج المفاجئ ...
يجلس في صالة البيت بضعة رجال من أقارب مريم ،يرتشفون كؤوس الشاي ويتبادلون الحديث بما يشبه الهمس،وفي غرفة أخرى تجمع النساء حول مريم يعدونها لاستقبال عزوز، ومنهن من تطوعن لمساعدة أم مريم في أشغال المطبخ ...
تمت الترتيبات على أحسن وجه ،وأصبح الكل يترقب قدوم العريس ليعلن طلب يد مريم بصفة رسمية ...
تقف في جانب الشارع المقابل لباب البيت سيارة فخمة بلون أسود،سيارة فاخرة ذات الدفع الرباعي ، ينزل من السيارة عزوز وتتبعه خمس نساء يغطي أجسادهن ثوب أسود بحيث لا تظهر منهن إلا العيون ،يحملن في أيديهن علبا ملففة بذوق وعناية ،يسبقهن عزوز مسرعا ويتبعنه مطأطئات رؤوسهن ...
كانت مريم تتابع مشهد وصول عزوز مع النساء من نافذة غرفتها المطلة على الشارع ،لم يرقها منظر النساء ،كان مشهد وصول الموكب مخالفا تماما لتوقعاتها ،فهي لم تر ذلك الإكليل من الورود الذي يحمله العريس حين يتقدم لخطبة فتاة ،ولم تقرأ على وجوه أقارب العريس ما يوحي بالفرحة ،هالها المنظر الذي يغطيه السواد....
جلست مريم في غرفتها ،وأخذ فكرها يحلل الصورة ،صورة أرسلت لها رسائل جعلتها تقترب من شخصية عزوز،فهي لا ترغب في أن تصبح مثل هؤلاء النساء اللواتي يتبعنه ولم تتوقع أنها ستصبح زوجة لهذا الصنف من الرجال...
فتح عمر باب المنزل واستقبل صديقه بالعناق ثم أدخله إلى الصالة حيث يجلس الرجال ،في حين دلفت النساء إلى عمق المنزل لترتفع الزغاريد التي كانت تتتقاطع مع عبارات الترحيب والمباركة ...
لم تكن النساء الخمسة سوى زوجتي عزوز القديمتين وبناته الثلاث اللواتي من جيل مريم ،
أمر فاجأ النساء الحاضرات ،وجعل الأم تزداد حيرة ...
جلس عزوز في صدر الصالة بجانب صديقه عمر ،وأخذا يتهامسان في حديث لا يرغبان في كشف مضمونه أمام الحاضرين . تمكن الخجل من نفس عزوز ،وأخذت مسام جبينه تلقي بقطرات من العرق رغم برودة الطقس ،كان يحس بالحرج كلما التقت نظراته بنظرات أحد الجالسين في الصالة لأنه كان يقرأ في هذه النظرات تعابير لا تروقه ...
تغادر مريم جمع النساء وتتجه نحو غرفتها ،تنادي أمها التي لحقت بها مسرعة وقالت لها :
-ألم أقل لك يا مريم أنك وضعت نفسك في موقف صعب ...؟ ما الأمر ...؟
ردت مريم بانفعال وقالت لأمها :
-اسمعي يا أمي ...أنا لن أقول اليوم ردي الأخير إلا بعد أن أناقش عزوز على انفراد...









عند المفترق // أمينة نزار // المغرب

 

انتهى نهار آخر..
وأنا مثل موريسكي
أجبر على المغادرة
لازلت أحتفظ
بمفتاح البيت القديم..
أعلقه في المدخل
وإن بدأ يعلوه الصدأ..
أتأمله بكل ما أوتيت من حنين
وفي مسالك
حلم العودة أهيم.
أطلق العنان
لشطحات ذاكرة مكتظة
بكل شيء ولاشيء
فراغ..
صدى..
وأسترجع تفاصيل
المشهد الأليم.
رحلة ذهاب دون إياب،
وهذا المدى اللامتناهي
ضاق بخيباتنا
حتى صار مثل خرم إبرة..
غير قادرة على رتق الجرح
أو الجود بموت رحيم.
عند المفترق توقفت..
أتجرع الصمت رشفات
أحاول أن ألملم
أجزاء الصورة..
أتأمل تلك المتاريس
التي انتصبت على حين غرة
تحبط المسير..
وماعادت الرؤية
معها تستقيم.
ألغت المسافات
بين مجاز وحقيقة
فتبلدت الحواس ..
تكلست المشاعر..
واليراع احترف الصمت
وهو كظيم.






مات المغني..// محمد لغريسي // المغرب


قالت لي الغمامة
أنا أختك
جدتك الأولى
وطلعك الجنوبي
انا جنونك
حتى لو سافرت
خلف رشفة نبيذ
أو طيش بال
أو هباء فكرة.
.......
قالت الغمامة:
أنا أعلم تمام العلم
أن الكمد يغرس ريقه
في عظمك
أدرك بكل تأكيد
أن الشظايا
هي بعض نخاع ألقابك
وأسمائك..
.......
قالت لي الغمامة:
أنا أمطارك التي لم تحن بعد
بلل إذن ثيابك السفلية
استظل بفرع من فروعي
استرح كخيل الله
فوق أعلى الكراسي
اصعد كما أفعل
إلى لذة التجلي،
تكلم مع أرواحي السعيدة
اجعل ضلوعك تتكلم
بألواني
المنفية
لعلك تسكن حقا
فوق هذه الأرض.
.............
قالت لي السحابة:
حظك عاثر..
عاثر
مات المغني،
ترك مزماره الناعم
فوق ربوة
انتحر البلبل
وافتقدك اليمام
غادرك بغثة
ودع البحر نصفك
تلاشى كله
خلف
فقاعة محروقة..
............
قالت لي السحابة
انت حبيبي
وظلالي الواقفة عند كل مدارة
ومدني الداكنة
فقبلني إلى حد البكاء
والشجن
لنسكن معا
في أقصى المنعرجات
........
قالت لي السحابة:
غرفتك السرية
سأزورها قريبا
كي أتناول خمرتي اليونانية
معك
ووجهك العنيد
سأعيد تشكيله من جديد،
يقينا..
سأ سهر
مثل سمكة وملح
رفقتك.





dimanche 28 mai 2023

مغزل صنارة ..// جمال الغوتي // المغرب

 

لا زفير..ولا شهيق
أعزل ..وصنارة
أغرقت تخنقها الجداول
لا سمكة..ولا صدفة
تعلق شباكها أو تناور
سقطت لقمة ومخيطها
عبثا ..تتعب وتحاول
عكر صفو المياه
سوداء وليلها تقامر
أنزل شراع الزورق
واختلت رياحها
وطوي البطن ..أبدا يجامل
سكون...وسكوت
في حضرتها بالكاد ..
يتنفس الوسع..ويكابر
خريف أرخى العنق
فتجرأ حبلها..وتطاول
انحسرت عيون غورها
وجفت سبل المغاور
أوراقها يابسة ..لا تشبع
بل تنسج غير المناول
لمن يهوى أشرطة المعاصر
قلت أشراط مغازلها
وابتلت...المنادل
وكأننا اعتدنا الهوان بهوانها
فأضمرت عنا ..السرائر
فلا طعم يعلو طعمها
وإن عاود السلمون الأنهار
وقد هجر..السواحل
في الأول..والآخر
لا تكثرت هي..للأمر..
لا يهمها..من تكون...أ..كنت
صيادا...أم...قاضيا...أو..ربما شاعر .




قراءة في نص " أنا يا سيدتي" للشاعر مهدي سهم الربيعي // ثامر الخفاجي // العراق

 

مهدي سهم الربيعي شاعر يستمد تجربته الشعرية من واقع تحكمه ظروف أكبر من أن يستوعبها المواطن البسيط بعد أن يعجز عن تغييرها فضلا عن مواجهتها:
أَنَا ياسيّدتي بِلَا قَضِيَّة . .
بِلَا شَآمٍ بِلَا بَغْدَادَ . .
بِلَا صَنْعَاءَ وبيروت . .
أَنَا ياسيدتي بِلَا هَوِيِّة .
هذا الانفعال الذي وِلدَ عنده الذي يترجمه لنا بهذا الفيض من الأحاسيس الموشحة بالصبر الجميل والالتقاطات المعبرة وهو يلوح بها اعتراضا واستهجانا لقيم هي أبعد ما تكون عن أحلام وامنيات المواطن العربي فيقول :
لَا أُجيدُ الْعَدَّ سيدتي . .
لَقَد حَرَصُوا عَلَى فَوْزِي . .
بِشَهَادَةِ الْأُمِّيَّة .
يستهل شاعرنا قصيدته بعبارات مكتملة البناء لغويا وفنيا حين يفصح عن مدى رفضه غير المعلن لما يحصل في دائره تكاد تضيق به حد الانفجار حيث يقول:
أَنَا ياسيّدتي بِلَا قَضِيَّة . .
أَوْرَاقِي مُزَوَّرَةٌ . .
وعضباءُ هِي البُنْدَقِيَّة . .
بُيُوتُ اللهِ مُصَادَرَةٌ . .
نِصْفُهَا مُسْلمَةٌ وَنِصْفُهَا قِبْطِيَّة
بهذه الكلمات المتخمة بالصور التي تحكي معاناة الشاعر والتي يلوح بها يستشف منها القارئ لاول وهلة وكانه يعلن هزيمته ،بعد أن فقد كل مقومات الدفاع عن قضيته،فهو اختصر فيها حكاية شعب فقد هويته ومصير وطن آفل للمجهول الذي يرفضه الشاعر هذا الرفض الذي يستبينه القارئ من خلال إعلان الشاعر فقدانه كل شيء يستمد منه الحياة وبتعبير أدق يدافع به عن الحياة التي ينشدها :
١- القضية التي تمنحك ديمومة الحياة التي تناضل من أجلها
٢- أوراقه التي باتت مزورة بعد أن فقد الهوية التي تثبت انتماءه للأرض .
٣- سلاحه الذي يمكن أن يسترد به هويته ويدافع به عن قضيته إذ أصبحت بندقيته عضباء مفرغة من الرصاص
٤- المعتقد الديني متمثلا ببيوت الله التي يحتمي بها الإنسان من شرور النفس ويستعيد بها ثقته بنفسه
صودرت حيث أصبح لايعرف لأي بيت فيها ينتمي .
هذه الالتفاتة الذكية من شاعرنا والتي يعلن هذا الجفاء الروحي الذي أنهك ذاته يجعل القارئ يسترسل معه في شجونه التي رسمهما بحروف يجيد شاعرنا بها صياغة مكنونات نفسه بحرفية واقتدار إذ يقول :
أَنَا يَا سيدتي ابْنُ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ . .
لَا صَهْيُونَ . .
أَنَا ابْنُ المآذنِ وَالْقِبَابِ الذَّهَبِيَّة . .
أَنَا الْأَرْبَعِمائَةُ بَعْدَ الْأَلْفِ مُؤْمِنًا . . وماقبلها . .
حضاراتٌ مُزَيْنَةٌ بهَيَّة . .
وعودا على بدء
استهلال الشاعر بعبارة ( أنا يا
سيدتي ) التي يبدأ بها نصه الموجوع لم تأت مصادفة وإنما روضها بحنكة عالية ليصور لنا بها حجم الوجع الذي يعتمل في روحه عندما يخاطب في هكذا مواقف أقرب الناس إليه(سيدتي) هذه السيدة القريبة إلى الروح والتي يشكوها بثه وحزنه لفقدانه كل ما من شأنه أن يسانده في مواجهة كل هذه اللواعج التي يزخر بها النص قد تكون الأم أو الأرض أو الحبيبة ومن الأقرب منهن ليبث شاعرنا
شكواه وخيبته فيما آلت إليه الأمور سواهن ، لقد كانت التقاطة بيانية رائعة لشاعرنا باستهلاله بها في نصه الذي يدفع بالقارئ مشاركته هذا الوجع الذي ألمَّ بروحه وهز وجدانه ليعلن الثورة والرفض ولكن بطريقة تهكمية يستفز بها مشاعر المتلقي ليشاركه الوجع ويثبت فيها أنه عارف بأسباب هذا النكوص الذي يخالجه ليلقي برأسه متعبا على وسادتها فيقول:
أَنَا الْغَدُ اللَّا آتِي سيدتي . .
أَنَا صَفْحَةُ التَّأرِيخِ الْمَنْسِيَّة . .
فَهَلَّا قَبَّلْتِنِي عَلَى كَفَنِي ووسدْتِني . .
أحْتَاجُ نَوْمَةً أَبَدِيَّة
في هذاالنص لا يعبر فيه الشاعر مهدي سهم الربيعي عن تجربة ذاتية وإنما عن تجربة عامة تتخطى حدود الذات لتشارك وتواكب كل ما يتعلق بحياة الناس من أمل يستعيدون فيه عافيتهم وللوطن هويته وتذكي فيهم روح نبذ كل ما من شأنه أن يجهض أحلامهم . فاجتماع صدق العاطفة التي ولدت هذاالانفعال الجميل مع الفكرة التي يتبناها الشاعر في نصه يجعل من تجربة الشاعر مهدي سهم الربيعي تجربة تستحق الإشادة وتعطي للتجربة قيمتها الإنسانية التي تستحقها.
رغم أن شاعرنا أطلق العنان لمشاعره لتسجيل نقطة النظام هذه في سجل وطن يكاد يسلب منا وتصادر معه كل احلامنا ومقتنياتنا، حيث التشرذم والفرقة فيقول :
أتعرِفين ما القَضيَّة . .
إنِّي بِتُّ بِلَا قَضِيَّة . .
نَادَيْتُ بِهَا وَاحِدَةً فَجَاءَتْ . .
فرادى أقطارُكِ الْعَرَبِيَّة . .
إلا أنه كان بارعا في تصويرها بحروف يزينها بيان اللغة ووضوحها بتؤدة واقتدار وهو يمسك بزمام الحروف في إيصال رسالته الإنسانية والأدبية.
فرغم روح الانكسار التي يستشفها القارئ من خلال قراءته للنص إلا أنه يجد فيه بعد تأمل عبارة تقول له:
لابد لليل من فجر جديد
النص
أَنَا ياسيّدتي بِلَا قَضِيَّة . .
أَوْرَاقِي مُزَوَّرَةٌ . .
وعضباءُ هِي البُنْدَقِيَّة . .
بُيُوتُ اللهِ مُصَادَرَةٌ . .
نِصْفُهَا مُسْلمَةٌ وَنِصْفُهَا قِبْطِيَّة . .
أَنَا ياسيّدتي بِلَا قَضِيَّة . .
بِلَا شَآمٍ بِلَا بَغْدَادَ . .
بِلَا صَنْعَاءَ وبيروت . .
أَنَا ياسيدتي بِلَا هَوِيِّة . .
أتعرِفين مالقَضيَّة . .
إنِّي بِتُّ بِلَا قَضِيَّة . .
نَادَيْتُ بِهَا وَاحِدَةً فَجَاءَتْ . .
فرادى أقطارُكِ الْعَرَبِيَّة . .
أَنَا يَا سيدتي ابْنُ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ . .
لَا صَهْيُونَ . .
أَنَا ابْنُ المآذنِ وَالْقِبَابِ الذَّهَبِيَّة . .
أَنَا الْأَرْبَعِمائَةُ بَعْدَ الْأَلْفِ مُؤْمِنًا . . وماقبلها . .
حضاراتٌ مُزَيْنَةٌ بهَيَّة . .
لَا أُجيدُ الْعَدَّ سيدتي . .
لَقَد حَرَصُوا عَلَى فَوْزِي . .
بِشَهَادَةِ الْأُمِّيَّة . .
أَفْنَيْتُ الْعُمْرَ عِشْقًا فِي قِبلتينِ . .
ثَانِيهَما مَحْظورَةٌ . . وَأُوْلَاهَا مَسْبِيَّة . .
أَنَا الْغَدُ اللَّا آتِي سيدتي . .
أَنَا صَفْحَةُ التَّأرِيخِ الْمَنْسِيَّة . .
فَهَلَّا قَبَّلْتِنِي عَلَى كَفَنِي ووسدْتِني . .
أحْتَاجُ نَوْمَةً أَبَدِيَّة.








يا سيدة المسافات ..// أحمد المنصوري // المغرب

 

يا سَيِّدَةَ المسافاتِ الحُبلى بحريقِ السؤالْ
اَيَّتُهَا المسافرةُ بَيْنَ الشريانِ والشريانْ
دُلِّيني على سِركِ الأبهى
حَتَّى أراكِ
في كل لحظةْ
أراكِ ياحبيبتي طفلةْ
أنشُدكِ افتتانا
أتيهُ في جنونك حبا
أمتشقك حلما
يحميني من تفتُّت الكونِ حطاما
أأنتِ نورٌ يشقُّ الغور؟
وأنا بين الغورِ والنورِ أسيرٌ أسيرْ؟
أأنا المشنوقُ بكِ
وأنتِ الاندثارْ !
في كل لحظةْ
أراك ياحبيبتي طفلةْ
ضياء يُنيرُ ذاكرتي
ففي صمتي تنطقين
لغةً غريبةً مبهمة
أأنا العاجزُ عن فهمكِ
أمْ أنَّكِ شمسيَ
الراكضة نحوَ الأفولْ؟
فَلا سُرَّ منْ لمْ يركِ
تُزيِّنينَ السماءَ
أيتُها النجمةُ الراجمة
لأعداءِ الشعر
الحارقةُ لقَشِّ قلوبهم اليابسة.





samedi 27 mai 2023

أوشام // أحمد نفاع // المغرب

(أ)
وما ذنبي
إن كنتُ أحكي
عن سيرة تقترف جُرم الصدق
إن كنت أمسد روحاً
بِقلب زهرة بنفسج
ثابتةٌ كصخرة طريق
تحتها ترقد آلاف الأحرف
يترنح عشق
مقدس
- - -
(ب)
وهذه
عوادي زمن
يَأسر/ يُقشر ريحه الصمت
عالياً يرميني
ولا أفهم
تحت فراش فُصوله / اليابسة
تختمر أحلامٌ وأسفارٌ
تتكلس أسرار
وأصواتٌ
نداء
ولا
من يسمع ..
- - -
(ج)
على
جدار عمري
ساعةٌ بلا قِبلة / بلا أجفان
تغُط في سهو
متقطع
وعلى حافة شرفتي
أوشام بأصباغ الحسرة
هي لرفاق لي
ماتوا
في غفلة عني
صائمين عن اللغو، كانوا ..
عازفين عن رجم الغيب، كانوا ..
عن خنق الأزهار ونتف ريش الأطيار، كانوا
ضاعوا بين تخوم
وأوتار
معهم كنت أنا
وصرت الآن
وحدي
- - -
(د)
هناك ..
خارج أناي
ما تزال السماء تمطر / وتعاتب
أسمالَ وعودٍ معلقة
عند مداخل
الأسوار
هناك
خارج أناي
تتمدد مطارح أماني
مسيجة بأسلاك الانتظار
كلما
استيقظتُ
أناديني عالياً
لأتعرف على صوتي
لأتيقن أني لست بظل باهت
وأني
سلطانٌ
بنور نهار
شاخ سجوده
على بساط حلم يدميه الفقد
كم رفرف أعزلاً
بين قضبان
من هواء
و
قصب.






vendredi 26 mai 2023

عودة // م. علي الحمري // المغرب

 

لا زالت ذكرياتي عالقة بدروب حارتنا العتيقة ،
تنز بنفحات ماض لن يعود ،
لن يشبهه حاضر..
روائح الماضي أذكى..
ومذاقات الأيام السالفة تحمل طعما لايقاوم..
لي موعد مع الصفاء في كل أركان الحارة الفسيحة..
أداعب الفرحة
ألاعبها
في كل عودة للزمكان..
يقظة فرحة الطفل ..
دندنات عود قديم
ورنات كمنجات
كاد يتلفها الصدأ..
فرحة الصبى..
ركض الغزلان..
حنين الرجع..
ذوبان جليد الأزمنة الخالية..





jeudi 25 mai 2023

هذه ضحكتي ..// يونان هومة // سوريا

 

هذه ضحكتي
لا تشوبها أيّة شائبة
غير دفقة الحزن الموروثة
مَنْ يصرخ في ذاكرتي
تهلّل عيون الشوق
فأسمع ضحكة قلبي المجنونة
ويتناثر صوتي كالعطر
بقصيدة ميمونة
---
أرفع رأسي عالياً
فأسمع صهيل دمي
إنَّ الشجون
تهلّل في أزقّة روحي.
----
لا أعرف
كيف أغنّي
لكنّي أعرف
كيف أستنطق أفكاري
فالغيمة العاقرة
تكبح جماح الرغبة
إن لم تلقّح البويضة
بنطفة الأمل.












ونحيب الريح ..// محمد الكروي // المغرب

 

ونحيب الريح
نحيب أربعينية خلاسية
سمراء...شقراء...
او شمطاء بلون التراب
عريقة اليدين
خلف دوائر الغبار
في تيهها
وجولاتها التي لا تنتهي
لفظتك العجلة
هامش دورة الفصول
على منهك تربة الحقول
تحت الجدار
يتبعثر الرفيف
في دروب الصمت
الصاخب المتقاطع الصور
وحذلقة مفرد جمع اللغة
صفير يترنم
صدى إناء يتدربك
وخلسة إشارة
تستولد أخرى
شعابا فائضة
خلف الضباب
تستجد مشمشة الافق
و تلويحة برتقالة القمم
عصائر و حلويات مرة
على إشارة يقظة
ضجرة لا تسهو أبدا
تمدد الحبل
ترميما هنا
ترميما هناك .