lundi 5 août 2019

ثوابت مصانة // زيد الطهراوي // الأردن


كان الشعر العربي القديم يعيش في حالة اعتدال في المفاهيم ؛ إذ كان الناس يفهمون مفردات الشاعر و يرفضونها ان كانت تخالف تعاليم الدين الإسلامي و استمر الأمر على هذا الوضوح ، الى أن خرج الشعر الصوفي فتمادى في مفردات يحكم على ظاهرها بالخروج عن دين الله ، و لكن يستمر الشاعر أو أصحابه بالدفاع المستميت عن هذا الشعر وأن هناك معنى باطنيا وراء ما فهمه الناس
أما موقف علماء الشريعة فهو واضح، و هو معاملة هذا الشعر على ظاهره ، و محاكمة الشاعر الذي كتب هذا الشعر و لم يتب و يتبرأ مما كتب
و هذا ينطبق على ما ابتلينا به من شعر جديد تأثر بالفكر الغريب كالفكر الماركسي فأنتج رموزا و مفردات لا يقرها الدين الحنيف
و اتكاء هذا الشعر على دلالات المفردات له ما يبرره ، فالطفل هو الحب الذي يموت بعد الإعراض كما يموت الطفل بعد إعراض والديه عنه ، و الليل هو الاحتلال الذي يجثم على أصحاب الوطن الحقيقيين كما يجثم الليل على الناس فيذهب بياض نهارهم و الأم هي الأرض التي تشبه الأم بقوة العاطفة التي يختزنها الإبن
نحوها ، و الظل هو اليأس أو خنق الحرية و الشمس هي الأمل
كل هذه الرموز مقبولة و لكن المرفوض هو أن يتجرأ الشاعر فيتحدث عن بيئة أصابها بعد عن الدين فإذا به يرمز بلفظ الجلالة ( الله )لهذا البعد فلا يقول غاب الدين عن هذه البيئة و لكنه يقول: غاب الله
و هنا يتألم الناس ، و بعيدا كل البعد عن اصدار
أحكام شرعية بحق هذا الشاعر ؛ فالأصل أن يجتنب الشاعر مثل هذه الرموز و يتكلم بوضوح ، فالثوابت في عقيدة المسلم تبقى ثوابت لا يجوز المساس بها و الشاعر الفنان هو من يستطيع أن يبدع شعره دون أن يؤذي مشاعر المسلمين في معتقداتهم
و يساند هذا و يؤيده أن هذا الشاعر مسلم و محب لدينه و لكنه يقول بأن هذا الشعر الحر الجديد حمال أوجه
و لكن هذا لا يعطي العذر للشاعر فالنفوس تتألم و الأحكام من المتسرعين تظهر ،فلنعجل بحسم هذا الأمر قبل حدوث ما لا تحمد عواقبه.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.