أنا قَلَقٌ و ذَاكرةٌ و حَرفُ
و شوقٌ .. بي متاهاتٌ و طفُّ
كأنّي لم أكن غيرَ اصطبارٍ
أناخَ بخافقٍ يُغريهِ نزفُ
أميلُ الطرفَ عن مقلٍ و قلبي
يطاوعني .. و لي للآنَ ضَعفُ
أعاتبُ في سِواكِ جنوحَ صبٍّ
قليلَ الصبرِ عمّا رامَ .. يجفو
تفرّى لم يَفُدْ دونَ اشتهاءٍ
إذا ولّى الصَّدى أغناهُ عزفُ
شَجا كالطفلِ ما أخفى حنيناً
نديّاً في غمارِ الوقتِ يهفو
و غادرَ لوعةً طفحتْ بليلٍ
ينوءُ بها السُرى و القلبُ وقفُ
بلا جهةٍ و بوصلتي دليلٌ
على إنّ الهوى بعدٌ و عَسفُ
أجاهرُ علّني أبغي سبيلاً
فأدرك ناعساً أضناهُ ظَرفُ
نصيبي قد تَراءى في ظهورٍ
شهيِّ الروحِ لن يخفيهِ طَرفُ
فلو كانَ الخيالُ ملاذَ وجدٍ
فدعني أرتوي لو مرَّ طيفُ
أنا و الليلُ صيّرني رماداً
أقلّبُ وجهتي غرباً و أغفو
كلانا سائمٌ .. آنستُ شاماً
بها حورّ و أنهارٌ و سَعفُ
حملناها جوىً يوم افترقنا
وحسبي إنّني للآنَ نِصفُ
دمشقٌ .. لم تكن غيرَ انعتاقٍ
لروح شفّها في البعدِ إلفُ
ولم تَرضخْ لغير اللهِ يوماً
لديها من عظيمِ الرفضِ أنفُ
نبوءُتها تشيرُ بكلِّ حسمٍ
بغير أصابعٍ لو مالَ كتفُ
وحيثُ البالُ تربكهُ ظنونٌ
بغير الشامِ ما للقلبِ وصفُ
أنا في أمّة لا .. لن تبالي
إذا أزرى بذاك الحيِّ زحفُ
وتمضي دونَ غايتِها .. ولكنْ
دوامَ الحالِ إرهابٌ وخطفُ
تجلّى في أرومتِها فحيحٌ
و وغدٌ حافلٌ يعلوهُ زيفُ
يسيرّنا إلى أدنى حضيضٍ
سقيمٌ بئس في الآجالِ عَجفُ
تحيّز لم يكن غيرَ انعتاق
ليوغلَ في التطرّفُ و هو سُخفُ
و في التطبيعِ قد أمسى أسيراً
يغورُ بهامشٍ لو مالَ خِفُّ
فإنّي قد رأيتُ كليلَ فهمٍ
عقيماً خائراً أغراهُ حِلفُ
ولم يَنهَضْ إذا عجّتْ خطوبٌ
ترامتْ في الرؤى إنْ بانَ صِنفُ
ويمضي الرهطُ منخرطاً بقبحٍ
لعلّ الحالَ تمهيدٌ ورصفُ
وألقى حولنا لما انتبهنا
خياراتٍ .. فهل يثنيك خوفُ
اَلَا يا قومُ هبّوا مثلَ رعدٍ
إذا أزِفَ الخنا فالذلُّ حتفُ
وكونوا للردى أصحابَ وعدٍ
فما في الأرض للعملاء سقفُ
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.