قراءة وتعقيب على نص مثنى كاظم *******************
خذني حيث أضلعك وهاك قلبي خبئه تحت طيات قلبك .. حبات من شغف اللقاء انثرها على تمام جسدك وبعدها لأستظل بوارف لذتك .. أيها السامق وأنت وشموخك كالنخيل عسلا من ثمارها ترشفه شفتي .. أيها النبيل الكريم الرهيف العابق بريح جسدي
. تنفس شهقاتي والثمها قبلا وأنت تحتضن القمر
للجسد لغته ...ابجديتها / سكنات ، ارتجافات، قشعريرة ، الفواصل بينها / شهقة ، زفرة ، نفثة ، وبلاغتها / نشوة ، رعشة ، وسياقها / توتر لذيذ ، بسيميائية متنوعة الإشارات / خفقات مضطربة ، انفراجة شفتين ، اتساع حدقتين ، أما خطابها / رسائل ملتهبة الحشا ، اشتهاء اتحاد وتوحد بنظير عاطفي ( مرسل اليه ) يرد على تلك الرسائل بالقبول كي يصل الخطاب غايته بالاستقرار والسلام الداخلي / إنهاء التوتر الانفعالي البايولوجي ( حاجة غريزية تمثل مركب هورموني أساس لديمومة الحياة تأتمر بأوامر الطبيعة البشرية وتتهيج بنداءاتها الخفية ) لغة الجسد اذا لغة حقيقة وصريحة لاتعرف الكذب ( إلا اذا انكفأ الجسد على نفسه / إشباع ذاتي ، أو انحرف بتوجيه رسائله فيرسلها إلى مرسل إليه خاطئ لايشبع حاجته حقيقةً ، فيوغل كما المقامر ) والكذب هنا يحصل بسبب سطوة عامل قاهر/ مانع قرره ( آخر سلطوي أو مؤسساتي كالمؤسسة الدينية ) وفرضه بصيَغٍ شتى ( تقاليد ، أعراف ، أو محظورات سلوكية ) وكل هذه أوجدها النظام الاخلاقي العام للمجتمع ، وهي واجبة الطاعة دون اعتراض لانها ترقى لمصاف ( المقدسات ) وفي البلدان العربية وخصوصا وطننا العراق ، غلِّف الجسد بكفن من المحرمات ، بل هو وفق النظام الأخلاقي الجمعي يعتبر ( عورة ) والتطرق لحاجاته الجنسية يُعَدُّ ( كُفر ) وإثم عظيم وإساءة لاتغتفر بحق الأخلاق الحميدة والسلوك الفاضل العفيف ، وغدت لغة الجسد من الكبائر ، وجريمة شنيعة بحق ( قانون العيب ) والأدهى أن من يقمع لغة الجسد هو أول من يبيحها لنفسه ويقطف ثمار لذتها في أقبيته وغرفه المعتمة ، ولكي يشرعن مروقه من النظام الأخلاقي ، وخرقه لقانون العيب المقدس راح يفتي بجواز(المتعة / المسيار ) ويغلف الزنا بأغلفة الشرع ويقنعها بأقنعة السُّنة ، حتى بات من فرض عليه تجنب لغة جسده ، يعاني من ( الكبت ) وهو أساس كل انحراف سلوكي / أخلاقي ، وشذوذ جنسي فلا عجب ان تكون المجتمعات الخاضعة للفكر الديني أكثر المجتمعات تعاني من ظاهرة الانحراف والشذوذ الجنسي وما يترتب عليه من ضعف التزام بأصول الدين في الخفاء ، والتظاهر بالتدين في العلن وهي ما يطلق عليها في علم النفس ( ازدواجية الشخصية) ، وهي صورة لتصدع الوعي وتوزعه بين ( الحلال / الحرام ) أو (المسموح / الممنوع ) وغلبة ( اللاشعور)على (الشعور)في بنية الذات الفردية والعامة ، سقت هذه المقدمة تمهيدا للتعريف بنص شاء كاتبه أن يجهر بلغة جسده كمقابل لمحرمات القامع السلطوي / المؤسساتي ، وهو إنما يعلن ضمنيا عن تمرده على تخلف هذه المؤسسة واستهانتها بابسط حقوق الانسان فهي تقيم الأسلاك الشائكة ونقاط التفتيش بين الإنسان وجسده وتبث عيونها لتراقب وتدون كل همسة قد تصدر من الجسد وإن بشكل عفوي برئ ، النص بسيط اللغة ، يخلو من تعقيد الصياغة ، وانزياحات الدلالة ، أو تعددية المعاني لإشاراته ، لغة فيها جرأة ، وتماه مع واقعية الأحاسيس وغاياتها اتجاه الحبيبة (من تستلم رسائل لغته الجسدية) والشاعر يعبر عن نزعة تحررية يعيشها معظم شبابنا في دواخلهم لكنهم يخشون الجهر بها مخافة ( التكفير ومايليه من تنحير ) ..أشد على يد الشاعر الهمام وهو يدافع عن حق من حقوقه ويرفع شعار / من ينصب نفسه حاكما بأمر الجسد وصياً مقدساً على حاجاته الطبيعية ، عليه أن يصادر جسده أولا
العزيز مثنى ... أنت بطل
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.