أتقوقع داخل ذاكرتي، و يسحبني الرّكن المظلم فيها كأنْ لا نور في سمائي، أنشطر ألف سؤال و لا إجابة، أنا الآن خيط صنارة علقَ في قاع البحر فاحتوته الطّحالب خوفا عليه من برد الموج، شرارةٌ قدحتْ و حملتها الرّيح بين شفاهها حتّى انطفأت، أمد يدي في سراب الماضي فأتحسس بقايا حنيني، أسمع ضحكات جميلة أميّزها من بين كل الصّخب، ذلك العزف المترع بالفرح في الغياب يشبه نايا عراقيًّا..
و أصير بحجم النّقطة، كم أشتهي أن أعود نطفةً و
أنمو من جديد، و أكبر على غير شاكلة العمر، أقتات زهرا بريا، و أصنع قلادة و تاجا ورودا.. أينكِ حتى أتوّجكِ؟.. تأتي و تضعني على راحة يدها، بابتسامتها و ارتباكها،
تغمض عينيها.. أتيتكَ فرحي، أتيتكَ لتكبرَ في كل مفاصلي و تُسقى من أوردتي وشهدي،
سأبعثكَ حيا.. تلك كانت تفعله رسائلها رغم المسافات و رغم اغترابي..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.