lundi 27 mai 2019

ذكريات رمضان // محمد أوكنا // المغرب

رمضان من الشهور المباركة والمميزة عند المغاربة.لازلت أتذكر ونحن صبيان نستقبله ببراءتنا المعهودة. يوما قبل قدومه نجوب الدروب والازقة،غير عابئين بما يحدث في كواليس البيوت التي تترقب قدومه على أحر من الجمر.وما إن يعلن بصفة رسمية حلول الشهر المبارك حتى تنطلق الهتافات والزغاريد.وتبدأ الاحتفالات بترديد الاناشيد الطفولية من لدن الصغار: تريرا .... تيريرا ...رمضان لحريرة.كانت أنشودتنا بداية انطلاق شهر الصوم،تعقبها طلقات المدفع الذي كان يأتي الى المدينة بهذه المناسبة.حيث كانت تنصب خيمة الجنود المكلفين بهذه الخدمة.ولا زلت أتذكر أنهم كانوا يستقرون بجانب منزل أحد الأصدقاء .وكنا نزورهم بين الفينة والاخرى.وتزداد فرحتنا إبان قدوم الرجل صاحب النفار.كنا نتبعه ونتابع حركاته وسكناته ونحن في شوق كبير لملامسة آلته ومحاولة تقليده .فقد يحصل هذا لكن المحاولات تكون فاشلة.كانت روابطنا أصيلة متصلة .ولما يأتي المساء تبدأ صولاتنا وجولاتنا بين الأزقة نستمتع برائحة الحريرة التي تفوح من البيوت.وفور اذان المغرب نستبق الصائمين إلى الموائد ، مقلدين حركاتهم وكأننا نافسناهم صيامهم.نجتمع حول مائدة الإفطار .لانسمع إلا أصوات الملاعق وهي تتسابق في إيصال اللقمات إلى الأفواه.وقد تكسر الرتابة بنبرة صوتية للأب أو الأم منبهة إلى خشونة حدثت في الدفاع أوالهجوم المباشر من أحد العناصر المحيطة بالمائدة.كان جو المائدة جميلا.وما أجمله وأروعه بوجود الوالدين.لقد كنا لانفتر عن اقلاق راحتهما بما نقوم به نحن الإخوة سواء ساعة الأكل أو اللعب.وتأتي فترة الاستراحة للذهاب إلى المسجد.فقد كنا ندشن حلقات الدخول الى المسجد.نهيئ أماكن الوضوء ونعتني بالأفرشة استعدادا لصلاة العشاء والتراويح.
هذه بعض الملامح الرمضانية التي غابت بشكل تدريجي من المجتمع.ويبقى رمضان الضيف الكبير والعزيز.عواشر مبروكة ورمضان كريم

*******



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.