jeudi 19 décembre 2019

بعض لمع // أحمد البحيري // مصر


ثمة لحظات تشعر فيها بالوصل. جذب جزىء إن أردت أن تقول. لحظات فناء وبقاء بالروح مع بارئها في لا مكان. تعقل بعضها وبعضها لا تعقله. لأنك أصلا لم تتصوره لغيبة العقل. لحظات بصيرة لا حاجة لبرهان عليها. تشعر فيها بود الله لك. وأن محبته لك سابقة على محبتك له. لحظات مكاشفة للروح والنفس والعقل والقلب والسر. تعيش مع الله الواسع. تتصل بالنفس الكلية والعقل الكلي وتهيم في المطلق. ومن شدة أدبك مع ربك تستحي أن تطلب منه شيء. تقول في نفسك: علمه بحالي يغني عن سؤالي. في تلك اللحظات تعقل حقائق لم تعقلها من قبل. فكرت فيها نعم لكن لم تنته من الفكرة بحقيقة. تقول في سرك: سبحان الله ( دا بجد دا حقيقة). وتشعر في هذه اللحظات أنك ترغب في تجريب ألف سر وسر، ألف حقيقة وحقيقة. بعد هذه اللحظات تزداد أسرارك التي استأمنك عليها ربك.وبعد هذه اللحظات تعتني بجسدك. تتفقده تفقدك لغريب. إنه جهازك الذي ينجح ويفشل في استقبال تلك الإشارات . هناك حالة روحية ما تحيل لتلك اللحظات. تفشل إن حاولت قولبتها أو قوننتها. إنها لا تأتي بجلب أو استعداد. لحظات من منة المنان، تثبتك وتزرعك في الأرض زرع الصخور. إنها بوارق نور تدل على حسن المسير. ولو مررت من بعدها عى نار لوجدت أن إطفاءها ليس بعسير



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.