lundi 9 décembre 2019

ملعون هذا الشتاء // حبيب القاضي // تونس



ملعون هذا الشتاء.. كنت أقتات من جمر الشمس في حمرة الشفق، أراقب بداية اعتكافها اليومي و أرقبه، في تلك اللحظة تسقط كل الموازين، ينهار الزمن و يعبث البصر بشتات الرؤى.. التواتر العجيب بين اليأس والأمل، بين الانتظارات على أرصفة المدن و زوايا المقاهي و بين الفقد في هوة النسيان، يلقي رماده في مقلتي، أحلم ليلاً ليأتي مساء الغد ناسفا كل ما بنيته، يقهقه الوجع فأتلوى على إصابات النهار.. وجع يوسّده وجع، مخالب حزن يغرسها الزمن في جسدي، أمدّ بصري و الشتاء الكئيب يحجب الأفق، لا شمس تأوي، سحاب رمادي كأنه انتزع لون روحي ليكمل لوحته البائسة.. من غرابة ما حدث لي، تقيأت انسانيتي ذات مساء، الفكرة نسجت خيوطها في هذه الرأس من هول ما شاهدت في حضيرتنا، حين كانوا يرفعون العلم و يمجدون الوطن، شاهدتهم يتبولون على أجمل ما فيه، يتمرغون على أحلام الصبية و يعلقون على صبر الفقراء بقايا جشعهم، أحسست بدوار خفيف و دفعة واحدة لفظت كبدي و تحررت من وزر انتمائي إلى فصيلة البشر و راية الوطن.. أومأت بيدي، لوحت باتجاه البحر فهبت نوارس بيض و لفت جذعي النحيل، دثرتني و أخذتني معها باتجاه شفق يتوهج على وجنة الموج


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.