samedi 28 novembre 2020

قصائدي ليست لغيرك ..// حميد يعقوبي // المغرب


كيف أرسل قصائدي لغيرك
ووحدُك نسيم الصباح الذي يتسلل لحجرتي عبر شقوق الذكريات والاشتياق ، وحدُك من يشهد لها حارس الأهرامات بزيارتي في مقبرتي قبل وبعد تحنيطي بقماش عفتك والخجل ، بل وحتى بعد نقلي للمتحف .
كيف أهدي قصائدي لغيرك
وساعتُك الوحيدةُ التي لا زال بندولُها يتراقص بعقلي ،وقد ظلت صامدةً أمام سارقي الزمن ومخربي العقارب ومُلْتَهِمي الأرقام ، فكيف أفسر لك اليوم أنك الماضي والحاضر في زمن الإهمال والنسيان ،واتجاهُ بوصلتي لا يرشدني إلا صوبك .
كيف أمنح قصائدي لغيرك
وأنت التي حولْتِني إلى ثرثار على صدر الورق ..أشرب الحبر من دمي كمدمنِ خمر لا ينتهي ،فأسكبه صبابةً ووفاءً لنبضك نحوي ، وجنونا قيسيا كلما هممتُ للكتابة عنك وإليك .
كيف أعطي قصائدي لغيرك
وأنت سفينتي التي كلما ارتفع منسوب مياه يأسي ببحري ، ولا جبلُ يعصمني من طوفان وحدتي . وكان قلبُك أقربَ إليَّ من حبل الوريد ،إليه آوي ،وذراعك طوق نجاتي ،بسخاء تنتزعينه لتضمينه إلى أشلاء ذراعي .
كيف أسلم قصائدي لغيرك
وقد انتزعتِ مني سنواتِ الطفولةَ ، لتلبسينني سنوات الشباب ،فأنسى معك الحلوى ولعب الصبا ، وأصبحُ ألفَ رجل في رجل ،يحتوي أنوثتك ، وغيرتك تكشف عن سر حبك ، وتصبحين ألف أنثى في أنثى تغري رجولتي ..
كيف أناول قصائدي لغيرك
وأنا حلالك بمقتضى قوانين وشرائع جنون الهوى ،وأنت التي أسقطتِ نواميس العشق كاملة ،لتحكمي بما شئت وكأنك بلقيس زمانك .. ومملكتي مباحةٌ لك ، وهدهدي طوعُ أوامرك يأتيك بأخبار ما أصنعه في غيابك .
كيف أهب قصائدي لغيرك
إن فعلتها فكأني تخليت عن روحي وعنك تخليت ، وليس لي في الدنيا سوى الله وعطفك ، فحين تعوذت على اذكار الصباح والمساء لأبقى على صلة مع الله ..صرت أيضا أذكرك صباحا ومساء لأبقى على صلة بالحياة .





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.