كيف انهار ذلك الحائط وتلاشت عجائبه المورقة من مملكة المسك وهو اللاهب أفق العبير المنثور يختزن الذكرى جواهره الحسان يحرس عشق الماء مشموما بين حبور التوت ، يواعد الشمس فتلثمه على جبين الوجد المتراخي بذخ الطين كأنما هو جدار ينظم دورات الفصول الولهانة فيجبلها على صبابات الشعر ، حائط محموم على فيضان الأعراس ، وهي الحمامة التي رهنت عشها الشمسي لحدقات الربيع في تواصل الدفء بين طبقات النشوى الفارهة الخصوب ، بريشها الناعم غطت ذهول الحائط خلال عقود من الحرث والنسل ومن سكرة المواويل ، كانت متقدة العيون في منتجع الصباح الذي حسبته نبع شهد يحاكي إيقاعاتها القديمة وهي القصيدة التي ثملت بها دالية الصبا فهتف العنب حلم السابحين والجدار يقرأ متون اللحن المصفى .
حتى تماهت نجمة العطر أفول الوداع وجلاد الزمن المتهور حطم الحائط بين تقاطيع الروح فانبرى ماء القبيلة اللاهي ، تسيج الطين ظلامه ودقت أجراس من أطلالها فراغا يلغي قائمة النجوم من تتويج العرس البارد في كثافات مبتورة الحمام تخلف علقم الوخز رماد الحنين .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.