لا مكان للعيش ..
لا مكان للإقامة على أرض
حاضرها مؤلم حزين .
كل الأمكنة ..
اندثرت .
أصبحت خرائب
نتفرَّس فيها
وفي مَن نهبوها
ولا حول لنا ولا قوة .
هو نفي آخر ..
قتلٌ للمكان وللشاعر
الذي يكتب قصائد حمقاء
بعد منتصف الليل
على إيقاع كلماتٍ
وقوافٍ متمردة
يقتفي أثرها
من وراء الحزن
على شبح طرقات
لا تنتهي .
أيتها القصيدة الحمقاء
كم ألعنك !
أيضا ، كم أعشقك
عندما تُعلِّمِينني
كيف أقطف الورد
وأتحمل وخز أشواكه
لأرسم أجمل الحكايات .
أيتها القصيدة الخرقاء
أعرف أنك تشتاقين
لكلمة صادقة ..
تبحرين بها ..
داخل الذات..
تبحثين فيها ..
عن المعنى ..
عن علاقة الأشياء ..
بعوالم البشر .
تفتشين عن لغة
يتولـد من خلالها وجود
يجيب عن أعقد الأسئلة .
أيتها القصيدة العصماء
يلزمني أن أشكرك
لأنك تمنحين للشاعر
حرارة المعنى ..
حياة الخلود..
لما يموت
فيسكن في القصيدة
التي تلده من جديد
ويسكن الوطنَ مرتين .
أيتها القصيدة العمياء ..
أحتاج مثلك لنور
لضوء شمع
في ليل دامس .
أحتاج لأشياء لا تباع
ولا تشترى .
أحتاج لأريج زهر البرتقال
ليعطر سمائي .
أحتاج لحديث البسطاء
حول صينية شاي
وخبز " فرن بلدي " ساخن
وزيت زيتون صافٍ.
أحتاج ..
أحتاج فقط ..
لأشياء بسيطة
لأهرب من نوبات الحزن
في لحظات غدر الحياة .
أيتها القصائد..
طالما تشابهت الأيام
على صحراء انتظار .
وطالما أضعنا البوصلة
لما خطونا خطواتٍ متعثرةً
ووصلنا إلى المكان الخطإ
في الزمن الخطإ.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.