mardi 28 janvier 2020

شهقة الياسمين // سعيدة محمد صالح // تونس


__ يدها ترتجف ، وهي تمسك بكرات الثّلج ،ترميها في كلّ صوب وحدب وتظلّ تتابعها بعيون. منفتحة ، تتخيّل المكان الذي ستذوب فيه كرتها البيضاء ،التوأم الياسمين ذوب قلبها وينسكب دمعها منهمرا في لجّة صباح بارد ،منهمك في ترتيب ثوانيه وتأثيث الغيوم ببعض من الشّعاع المتسربل في الغابة ،،،تجادل الثّلج لما يذوب بسرعة ،وتجادل الكرة لما تترك فجوة لا تكاد ترى على أوراق الأشجار المتهالكة والمتداعيّة للتٱكل ، وذوبانها النّاعم في خلايا الجذوع 
تعيد تشكيل هيكل في كومة ثلج كبيرة ،يشبه تماما ،ذاك الأسمر بعيونه الكستانائيّة الحادّة الغضب ،والهادئة القول ،والغامضة الفكرة ،والواضحة الفرح ،والرّاقصة تحت الشّمس والمختفيّة في ظلال العتمة ،،،اتقنت تشكيله ،برعت في نزع الخجل ،عن فرحها ،وعكست وجهها على مرٱة الألماس الثّلجيّة المتاخمة لرجل الثّلج ،،،وعادت لتشكيل كرات ثلجيّة اكثر سماكة ، وانهالت على المرٱة تهشّمها ،،وتغتال صلابة الثلج وشفافيّته الزّجاجيّة المؤقتة الصّمود ،، أمام غضبها
المجنون والصّامت ،لتركن للحظة انطفاء كمن وضع جمرا ملتهبا في ماء ،كانت يداها تعدّ لها وليمة وداع وهي ترى الكرات تحدث تشققا في صدره وينحدر ماؤه منسكبا للأديم الفاره الضّيافة لكلّ زوّاره ،،لقد عاقبت من تركها ،،وتبخّر كذكرى في السّماء 
،وكلّ ما بقي منه شاهد على قبر ،،كلّما زارته جمعت منه صدى لخواء روحها ،،،،





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.