lundi 3 juillet 2017

ليس كل مرة تسلم الجرة // عبد الواحد عرجوني // المغرب


عَنَسَ شطرٌ من زمني وعجِف، فصار الحدثان يرْتَوِحان عن عَكَرٍ أجرب، من عمر لا ينفك ينفلت ويُقَبْقِب؛ يَنِسُّ من بين أصابعي كالأمواه، ولا قبل لي بمسراه ولا بمجراه، ولم أجد مَعْدِلاً عن شد الرحال إلى حيث ألفت الفسحة أصْحَفُها ترْويحاتٍ؛ أنتف ما فضُلَ من حوالتي العرجاء العجفاء نتْفاتٍ نتفات، ليوم أو بعضه، يخلصني من هذا الأوْرَدِ القِلْزِم، الذي لازمني ولازمته، حتى صار أنا أو صرته، وتلبسني وتلبسته، ومن سَنَاخَةِ السبخة وعطنها، رغم أنف مجلس الجماعة، وأموال اوكالة، وتغيير الإسم قسرا قهرا من "لبحر أمزيان" و"الصغير" إلى "مارتشيكا"؛ فتعرب بعد أمزغة، وتنصر بعد أسلمة، ثم تأسبن بعد مغربة.
أجججت نار المحرك المهترئ للعربة الخنفساء، وطرحت أدَمَةً أخفي ما عاب مطرحا للسيدة الخنساء؛ أنشد السلامة معبر الساحل، تجنبا لآلام الرأس والكاحل، والغاية بعد التفرج والفرجة؛ "حجلة الجبال"، "الحسيمة يا ثسكورث"، وصوت فريدتها يمتزج بالآي، مرفوقا بفحيح الناي، يعج في الأعماق، ويذهب الحزن بالأوساق.
عبرنا بتؤدة الجغرافيا، وغصنا في التاريخ؛ عبرنا وادي كرت "شارظ" بلاد آث ورتدى، إلى آث سعيد أشاوس أمزيان، واستقبلتنا بلاد آث تمسامان، أرض الرجال الشجعان..ياه،هذه أنوال!، كم أنشد في عظمتها الشعراء من موال. وما إن وطىت القوائم المستديرة للخنفساءسهل النكور، الرابض الامتداد حتى نتأ لنا من كل منعرج، وفج وواد،رجال غلاظ شداد، بعيون توصوص في الدواخل، فتخرج أحشاء كل داخل، كانها قدت من صخر ذاك الساحر، أو خرجت من بحره الأجاج، مبحلقة مجردة أو من خلف زجاج، تزرع في الفرائص القر والرعدات، حتى خلتني في فصل القر والعرق يتصبب من الحر قطرات قطرات، ذكرني بيوم قدوم هازم اللذات..ورحت أرتهق مع المقود، والبلل ينس من المقعد..ونحن على مقربة من أجدير داهمتنا زحمة، عسافة بلا رحمة، ورأيت، بعد استخارة واستشارة، أنه من الأجدر، قبل أن ينشب اللهب في المحرك الذي تجاوز مؤشر حرارته الأحمر،العودة، لأن الشمس كانت قد قاربت المغيب، والليل حيث نروم مخرم خرام كناس للجيب، فاستدرنا بعد لأي، نتبادل أنا والفقيرة؛ خصاما تارة وودادا أخرى، ونقلب الرأي، فأمسينا كما أصبحنا، وليس كل مرة تسلم الجرة، كان الله لنا ولكم.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.