صباحك ملء البلاد وملء المدى
سنابل حسن بدت فوق ذاك المنار
ونهر تصاعد من سطحه البخر يغوي
ويحوي بهذا البكور الندى أكاليل غار
تسير على الجسر حرا معافى وتسرع
لتسمع شدوا يمنى القلوب بكون المحال
تهاليل حب يرد صداها على الجانبين
تكابد شوقا تشعب يوما بعمق المكان
وصار مع الغيب غيبا وخلقا جديدا
يلم خطاك على وقع خارطة للسلام
*
يزيد انسلاخ النهار بهذا الحبور قليلا
وتأتى البشائر دافعة عاديات الزمان
ففى القرب رائحة الخبز تغزو الوجود
وصخب يزيد لبنت تصيح وتشكو غلام
وعند الصخور على الماء سيدة تصطفيك
وتلبس ثوبا شفيفا يشى بالغرام
تراها وتندهش من صروف الحياة
وسبق الرؤى فى زمان الأمور الجسام
تغادر رائحة الخبز والصخب طوعا
وتنزل للنهر والحب والأمل المستدام
*
تركت المتاح من الناس تركا جميلا
وأغوتك سيدة النهر بالتوت والجلنار
وتذكرها وهى تهمي إليك بقول يتيم
وتستخرج در اللآلئ من تجاويف المحار
وإذا علمت الغض يعجب قاصرات الطرف
ماتت نظرتك وغدوت غير مفرق بين الأنام
الحائط المصقول والأنثى تساووا لطلتك
والصمت صار سجية محمودة بعد المران
لكن لحظتك الهنيهة حاضر وتفاؤل
فاجمع من المشهود وجها لبلوغ المرام
*
خاطرتها ردحا طويلا دون أن تخطر لها
واستجمعت ما غاب منها بوصفها عين
الكمال
أغوتك حكمتها إذا لاحت وفكت كل ستورها
أما الحجاب فظل منصوبا على عين الكلام
والماء ما منع الفؤاد على تدبر مدها
تمشى كما يمشى الغزال وريحها مسك وغار
ملأت أقانيم الفصول على العموم بخصبها
وسحائب الرحمات مدت فى اليبس الخضار
غسلت جراح الروح منذ الوعى حين سطوعها
والقطع للأغيار برهان على صدق الوصال
القطع للأغيار برهان على صدق الوصال.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.